أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان الخياط - الاحساس بالمهزلة: رسالة الى شعب بائس















المزيد.....

الاحساس بالمهزلة: رسالة الى شعب بائس


حيان الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك حقيقة نعرفها جميعاً تتعلق بمدى الخراب والدمار الذي يعيشه العراق في وقتنا الحالي، ولهذا ينبغي انهاء هذه المهزلة التي استمرت لأحد عشر سنة وتجلت في الصراع الطائفي، الارهاب، الاقتصاد الفاشل، الادارة البائسة للدولة، التعليم الذي يعاني من خلل على مستوى طرق التدريس والمناهج المعمول بها، الرشوة والواسطة، الفساد والمحسوبية وغيرها.
العجيب في الامر ان من يساهم في بقاء هذه المهزلة هم مجموعة من السياسيين غير المهنيين، وبما اننا لا نمتلك سوى هامش بسيط من الحرية نحاول ان نعبر من خلاله عما نشعر به من آلم وحزن، فينبغي ان نحاول مراراً وتكراراً توعية الناس وتثقيفهم على ضرورة ذهابهم الى صناديق الاقتراع واستبدال هذه الثلة من مدمري العراق هم وقوائمهم التي تدعمهم، ومن ابرز الامثلة التي نستطيع طرحها في هذه المناسبة هي الاتي:
ـ يصف احد اعضاء البرلمان الشعب العراقي ـ الذي ينتمي اليه ـ بـ "البائس"1 ثم يلمح الى ان هذا الشعب مكون من "دايحين"، وهو يعارض الغاء راتبه التقاعدي المكون من بضعة ملايين من الدنانير، والمضحك/المبكي في هذه القضية انه قام بالترشح مرة اخرى في الانتخابات النيابية التي ستتم بعد بضعة ايام.
ـ وزير العدل يطالب بإقرار قانون خاص بالطائفة الشيعية فيما يتعلق بالأحوال الشخصية، وعلى الرغم من احتواء هذا القانون على نصوص تجيز زواج الفتيات اللواتي في سن دون التاسعة من العمر الا انه يقول بعدم وجود نصوص تجيز زواج القاصرات، وعلى الرغم من وجود نصوص تشير الى زواج المتعة إلا انه يقول بعدم وجودها، وهذا يعني ان وزيرنا لم يقرأ القانون الذي يطالب بإقراره او انه لا يعرف معاني كلمات هذا القانون! وكلا الخيارين احلاهما مر.2
ـ يأتي صوت اخر من مجلس النواب ـ على لسان احدى النائبات ـ ليعلن ان قانون الاحوال الشخصية الجعفري لا مشكلة فيه، حيث انبرت من يفترض بها ان تساند حقوق بنات جنسها للدفاع عن هذا القانون الذي يميز بين العراقيين على اساس الدين والجنس وهو بذلك يخالف كل من الدستور والمعاهدات الدولية التي ابرمها العراق.3 ولا تكتفي هذه النائبة بذلك بل تذهب الى احدى المدارس الخاصة بالفتيات لتوزع الحجاب على بناتنا وتعلمهن الخضوع منذ الصبا.4
ـ الكلمات البذيئة والأحذية الطائرة لها فضاء واسع تحت قبة البرلمان العراقي، فهذه النائبة عالية نصيف تتهم النائب سلمان الجميلي بأنه تكلم عنها بكلمات بذيئة ولهذا رشقته بحذائها! وهي تشرح الامر بقولها: "عندما تكلم بكلام بذيء لا ينسجم مع كونه نائباً ولا ينسجم مع كونه ممثلاً للشارع العراقي، انا اترفع ان اقول هذه الكلمات البذيئة وقلت له انا لا ارد عليك بالألفاظ النابية والسوقية التي تكلمت بها عني سأرد عليك هكذا، وضربته بالحذاء"5
ـ نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يقال عنه انه كان يدير "فرق الموت" التي قتلت الكثير من العراقيين لأسباب طائفية خلال الاعوام من 2005 الى 2007، وقد استمر في منصبه حتى اصدر حكم الاعدام6 بحقه عام 2012. وكل ما تم نشره عن الادلة التي ادت الى حكم الاعدام هو مجرد اعترافات قام بها افراد من حمايته بعد تعرضهم للتعذيب! وليس هذا فحسب بل ان اربعة من افرد حمايته تمت ادانتهم وأصدرت بحقهم عقوبة الاعدام ايضاً.7 ونحن هنا بين خيارين، اما ان نقر بكون نائب رئيس الجمهورية ارهابي فعلاً وقام بقتل الكثير من العراقيين، او ان نقر بان الحكومة العراقية ارادت التخلص منه ولهذا لفقت له هذه التهم كيفما كان ووجهت له حكم الاعدام.
هذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر، وكل ما نريد قوله انهم يساهمون في تفاقم مشاكلنا ومعوقات تقدمنا على عكس المرجو منهم.
وبما اننا على ابواب الانتخابات فان الجدير بالذكر هو ان جميع مرشحي الدول المتقدمة يقومون بالتملق للناس كما انهم يحاولون التأثير عليهم من خلال الوعود التي يقطعونها على انفسهم بسن القوانين وتنفيذ المشاريع المفيدة، اما ما نجده عندنا فهو مغاير تماماً، حيث يقوم المرشحون بالاحتيال على الناخبين والنصب عليهم عن طريق استخدام كلمات محملة بالمعاني الدينية او القومية، وفي حال تقديمهم للوعود فأنهم ينسونها فور وصولهم للسلطة، هذا بالإضافة الى وضع برامج انتخابية تحتوي على كلمات مرنة وعبارات فضفاضة لا تعبر عن شيء محدد، وبما ان اكثر الناس لا يقرؤون هذه البرامج الانتخابية من الاساس فنحن نطالب بإقرار قانون ينص على معاقبة كل مرشح لا يفي بوعوده التي يصرح بها، وبذلك نضمن ان المرشحين لن يدونوا إلا ما سيقومون فعلاً بتنفيذه هذا من جهة اما من جهة اخرى فأنهم سيجبرون على تحقيق ما يرغب به الناس.
وفي الختام نتمنى ان يشاركنا الجميع بالمطالبة بحياة افضل على جميع المستويات فقد عانينا بما فيه الكفاية وآن لنا ان نتمتع بالعيش في دولة تحتوي على مؤسسات تدار بشكل ناجح، مدارس وجامعات مرموقة وذات كفاءة عالية، اقتصاد مرن تكون فيه التجارة والاستثمار واقعيين لا مجرد اقتصاد ريعي يعتمد على انتاج وتصدير النفط، مستوى جيد من الخدمات، او يمكن ان نعبر عن كل ما سبق بكلمة عراقية واضحة "نريد نحس بنفسنة اوادم يا اخي".

(1) https://www.youtube.com/watch?v=Onl106skDiU
(2) http://www.alsumaria.tv/news/95345/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%84-%D9%84%D8%A7-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85/ar
(3) حول القانون الجعفري https://www.youtube.com/watch?v=U_KVLxrla80
(4) توزيع الحجاب على الطالبات https://www.youtube.com/watch?v=txkS410OBWY
(5) كلام عالية نصيف عن موضوع الحذاء https://www.youtube.com/watch?v=I1Da9yT_ASI
(6) الحكم على طارق الهاشمي بالاعدام https://www.youtube.com/watch?v=cMyj_FR6Of8
(7) الحكم على بعض افراد حماية طارق الهاشمي بالاعدام http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/71677-2014-01-30-11-19-19.html



#حيان_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن متخلفون باربعة قرون
- نصائح الى قارئ شاب
- كيف تمكنت اللغة الانجليزية من الوصول الى مرتبة -اللغة الدولي ...
- ثمانية كتب ينصح بها العالم نيل ديغراس تايسون لكل شخص ذكي
- سرقة صحفية في وضح النهار
- عزيزي المؤمن لماذا تؤمن؟
- نحن نثق بالعلم
- نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الثانية/نقد الصفات والأسماء الح ...
- نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الأولى/ الربوبية والإلوهية
- الاعجاز العلمي في الفقه الاسلامي!
- العلمانية كمنهج حياة وأسلوب في إدارة الدولة
- حكم الدولة بين النظام الديمقراطي والنظام الثيوقراطي
- نشوء الحبّ وفوائده ... تحليل تطوّري
- الاسلامويون لا يتعلمون من الماضي ... ماذا بعد اعتقال القبانج ...
- هل يخضع الإنسان للحتميّة الوراثيّة؟
- رسالة كريستوفر هيتشنز الى مؤتمر الملحدين الأمريكيين
- كيف ينظر اليابانيّون إلى العرب … عرض موجز لكتاب -العرب وجهة ...
- رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية في العراق وفقاً ...
- الأسواق البايولوجية: لماذا المال أحيانا يشتري الحب؟
- المتحوّلون دينياًّ … هل أصبح تبديل الدّين والمعتقد ظاهرة عال ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان الخياط - الاحساس بالمهزلة: رسالة الى شعب بائس