أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عماد فواز - كلهم في -العار-عبد القادر!














المزيد.....

كلهم في -العار-عبد القادر!


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 19:41
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


تستغل القوى المتصارعة على الحكم في مصر النساء بشكل وضيع لتحقيق انتصارات وهمية، ظنا منهم أنهم بهذا الاستغلال يحققون بطولات او مكاسب سياسية، وسريعا ما ينكشف للجميع أنهم لم يجنوا سوى العار، فلا الذين استغلوا النساء للرقص أمام لجان الاستفتاء انتصروا بإظهار الشعب فرح منتشي بالدستور، ولا الذين استغلوا النساء كدروع بشرية في النهضة ورابعة حققوا النصر، وإنما جنوا المزيد من العار، فلا استولوا على السلطة ولا حافظوا على شرفهم.

والتاريخ يؤكد على أن استغلال المرأة في الصراع السياسي غاية وضيعة لهدف دنيء، وعلى مر تاريخ مصر استغل بعض السياسيين الشبان المرأة لارتكاب أعمال اغتيالات ضد الانجليز او الموالين لهم، فبدلا من ان يحققوا بطولات تسطر فى سجلات البطولة، لحقهم العار وخسروا أمام العالم وأمام أنفسهم شر خسارة.

ويذكر الأستاذ مصطفي أمين فى كتابة "الكتاب الممنوع" أن الجهاز السري التابع لثورة 1919م ، كان يطارد الوزراء الذين يتعاونون مع سلطات الاحتلال البريطاني ويطعنون الثورة في ظهرها.. ويحطمون إرادة الأمة التي اختارت سعد زغلول وكلا وزعيما ومتحدثا وحيدا باسمها في مواجهة الانجليز، وكان محمد شفيق باشا، وزير الأشغال في وزارة إبراهيم سعيد باشا قد ارتكب جريمة نكراء، حين وافق على إطلاق يد الانجليز في تغيير نظام الري في السودان، خدمة للمصالح الاستعمارية، وإلحاقا للضرر بالمصالح الوطنية.. وقررت قيادات الثورة قتله.

وفي يوم 19 فبراير 1920 ذهب فهمي أمين عضو التنظيم السري إلى الشاب عبد القادر محمد شحاتة - طالب بالمدرسة الإلهامية الثانوية- وابلغه أن الاختيار وقع عليه لاغتيال شفيق باشا.. ولقنه تفاصيل الخطة المرسومة.. وقام الشاب بالعملية كما طلب منه، والقي القنبلة على سيارة الوزير إثناء مروره في العباسية، وانفجرت القنبلة ولكن الوزير افلت من الموت، وقبض على الشاب المنفذ، وبدأت سلطات التحقيق تمارس أفظع ألوان التعذيب لتعرف منه أسماء قيادات الجهاز السري، وهنا حدثت واقعة العار التي يرويها عبد القادر نفسه في مذكراته التي نشرها مصطفى أمين في كتابه قائلا " وإذا بي أتلقي داخل السجن رسالة من الجهاز السري من خارج السجن بأن سيدة اسمها "دولت فهمي" ناظرة مدرسة الهلال الأحمر سابقا ستتقدم للشهادة وتقول أنى كنت في تلك الأيام أبيت عندها.. وانه يجب أن اعترف بهذا، ورغم أن هذا الاعتراف عار ويسيء إلى سمعتي وسمعتها ولكنها قبلت أن تقوم بهذه التضحية لإنقاذ رقبتي من حبل المشنقة.

واستدعاني النائب العام توفيق رفعت باشا للتحقيق من جديد ليسألني أين كنت أبيت؟ فقلت وأنا اظهر الخجل " أنى كنت أبيت عند السيدة دولت فهمي ناظرة مدرسة الهلال سابقا، واصدر النائب العام على الفور أمرا بالقبض عليها، فجاءت مكبلة بالحديد.. ودخلت سيدة حسناء إلى غرفة النائب العام.. وإذا بدولت هذه تهجم على وتقبلني وتناديني " يا حبيبي يا حبيبي!"، واعترفت بأنني أبيت في بيتها، وصدر الحكم بالشغال الشاقة المؤبدة بدلا من الإعدام.

ويكمل عبد القادر " قضيت أيام وليالي أفكر في هذه السيدة التي ضحت بسمعتها وشرفها من اجل إنقاذي، وكانت تملأ خيالي، ويناجيني طيفها النبيل عبر قضبان السجن الكئيب.. حتى أحسست أنى أحبها فعلا.. ومضت أربع سنوات تعيسة قضيتها في ليمان طره، حتى جاءت حكومة الشعب الأولى برئاسة سعد زغلول، فأفرج عني ضمن مجموعة الفدائيين الذين سجنتهم سلطات الاحتلال.. وكان أول ما فكرت فيه بعد عودتي إلى الحرية هو البحث عن دولت لأتزوجها.. ولكن الجميع كانوا يتهربون منى ويطلبون منى ان اكف عن السؤال عنها.

لم اكف عن السؤال حتى وجدت نفسي أمام الحقيقة المفجعة.. فقد قتلها أهلها ليغسلوا العار الذي لحق بهم أثناء التحقيق!!!!!..فأحسست بالعار الشديد.. فقد أنقذت رقبتي محتميا بشرف سيدة وعرضها ثم حياتها.. اى عار هذا الذي جنيت؟".


هذه قصة شاب قام بعمل بطولي حقا عندما شرع في قتل خائن للوطن، لكن سريعا ما تحولت البطولة إلى قمة العار عندما وافق على استغلال امرأة ليتهرب من عمله البطولي.. والأمر نفسه يفعله كل المتصارعين على السلطة اليوم، يزجون بالنساء كدروع بشرية وكصيد ليورطوا الأمن في جرائم الاعتداء عليهم وتعريتهم، وغيرها من الأساليب التي لا تعود عليهم إلا بالعار.

وفرق شاسع بين مشاركة المرأة في التظاهر وهو عمل بطولي اعتادت عليه النساء المصريات منذ مظاهرات عام 1919م، وفى جميع الثورات اللاحقة، ويفخر تاريخ مصر الحديث بدور المرأة في العمل السياسي والاحتجاجات ضد المحتل وضد الظلم الاجتماعي، وبين الزج بهم للهروب من الأمن أو لتوريط القوى المضادة في جريمة ما، أو للتخلص من السجن او حتى الإعدام متسترا بشرفهم أو جسدهم أو ما شابه، وهو للأسف أصبح عملا منهجيا يمارسه المتصارعون على السلطة.







#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكاذيب الثورات وأصحاب الثروات!
- دولة أصحاب المصالح.. ومصالح أصحاب الدولة!
- تاريخ الفساد في حضرة أهل الثقة!
- تعددت الأسماء والقمع واحد!
- على مشارف ثورة الانتقام من الشرطة
- الجنرال الكاذب وأحلام السذج
- الرقص على جثة عصفورة ذبيحة
- العدالة العرجاء في دولة -القاضي عدلي-!
- الرحمة قبل العدل يا قضاة الاسكندرية
- الحكومة المصرية تكشف للسودانية حقيقة مخطط صهيوني لزرع الفتنه ...
- سلطات الأمن المصرية تفرج عن البلطجية لحسم الإنتخابات البرلما ...
- زيادة الإعتصامات والمظاهرات يدفع جنود الشرطة إلى الهرب من ال ...
- 288 ألف معتقل في السجون المصرية.. موقوفين لأجل غير مسمى
- أحمد عز تمرد عليه وصفوت الشريف منعه من حضور مؤتمر السياسات و ...
- تحقيقات -وهمية- مع قيادات الأمن بالقاهرة المتورطين في الإعتد ...
- الشرطة في الدقهلية تحمي البلطجية لأن الضحية فقير..!!
- الإتجار في المخدرات داخل السجون ظاهرة لن تنتهي..!
- أنا بريئ..!
- الأمن يضرب التنظيم السري داخل جماعة الإخوان المسلمين ويعرض ص ...
- التطبيع المصري الإسرائيلي .... تاريخ طويل من المؤامرات والتج ...


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عماد فواز - كلهم في -العار-عبد القادر!