أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الموت في نسخته خارج الوطن: إلى روح فناننا الكبيرعادل حزني















المزيد.....

الموت في نسخته خارج الوطن: إلى روح فناننا الكبيرعادل حزني


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


الموت في نسخته خارج الوطن:
إلى روح فناننا الكبيرعادل حزني
إبراهيم اليوسف
تجيء أخبارموت الأحبة تترى،بلاتوقف، كماعقارب ساعة الزمن، حيث لازلت أعيش ذكرى رحيل صديقي المناضل أكرم كنعوالذي ودعناه في مثل هذا اليوم، الذي كنت في غرة فجره، أستعيد قراءة ماكتبته في الرحيل الفاجع لصديقي في ذكراه الرابعة، كي تصلني وأنا في محطة غربتي الجرمانية، الجديدة، أنباء رحيل عدد من الأحبة: إلهام عدوان-رفيقة درب ممدوح عدوان- التي وصلتني منها رسالة عبرالفايبر، قبل أيام جد قليلة من رحيلها، وهي تصارع "المرض" لأهتف لها، فوراً، وتجيبني: أنا إلهام؟، أسألها أنت في سوريا؟، فترد بصوت غارق في الانكسار: لا أنا في الإمارات، بل ليعلمني من يقول:رحل مروان صواف، الإعلامي الكبير، والشهم، وجاري في الشارقة الذي أنبت نفسي لأني رغم عدم تعدي المسافة بين بيتينا مجرد خطوات في حكم العدالبسيط، بيدأني لم أزره، وظلت لقاءاتنا في المناسبات الثقافية، الرسمية، حيث الرباط السوري، يجعل كلاً منا يحس أنه إزاء ابن بيته، وأبويه، أنى التقى هذا الإعلامي الشهم، شأن كثيرين ممن يعيشون اللحظة السورية الحقيقية.
وإذا كنت سأفرح، وأنا أتلقى هذا الصباح هاتفاً من مروان، بعدأن وصله ألمي في توتره العالي، من أجله، ليتملكني شعورجد غريب، وكأن لهفتي عليه-وأنا واحد ممن أحبوا إنسانيته ومواقفه التي يدفع ثمنها من غربته بعد أن ظل طويلاً نجم الإعلام في سورياه- قد أعادته إلينا، فإن الخبرالواخز، حتى أعماق الروح، يصفع الناظرمن بين صفحات التواصل الاجتماعي:
رحل عادل حزني...!
أقول في نفسي:لا، لا، الأمر مجرد سهوفيسبوكي، معللاً النفس بأن خطأ ما قدتم، مادام أن الفنان عادل سعدون -وهانحن نخسرعادلينا معاً- هوالذي اضطررناعلى تصديق رحيله، مكرهين، بعدأن انتظرنا من يكذب الخبر، لنكتشف من مقربيه أن رحيله حقيقة، وأن أحلامنا في بقائه بيننا-خارج صوته وإبداعه ومواقفه، مجردوهم. أركض إلى "بروفايلات" عدد ممن هم مقربون من عادل ، ومنهم فيندار، نجله ، الثاني، في عنقود الأسرة، والذي كان من عداد طلابي، فيجيبني: " استاذي ولا انا أريد أن أصدق بس شو نساوي طلع صحيح وتركنا بكير".
أف، الخبرصحيح، إذن،وإذاً، و عادل الذي رفض الهجرة، خارج قامشلو- مسقط رأسه- مع أهله، هناك، وسافرللإقليم ليقيم حفلاً يقدم ريعه للاجئين الكرد، في هذا العنوان، بعد أن وجهت له دعوة من التلفزيون، لإجراء لقاء، وليسجل ألبومه الغنائي الجديد،حيث تتقاذف أهله المنافي، الشرسة، التي عكست صورنا، في مرايا الآخرين، كماهي، خارج، خدرالوهم،بعدأن ضاق بنا الوطن،وهومكبل بالغرباء، والاستبداد، المتناقض، المتناغم، بينما أهله، يعيشون تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث النظام لمايزل موجوداً، بعدأن رحنا نردد ببغاوياً"مناطقنا محررة"، ليزيدعلى ذلك استمرارطرف واحد، بتصدرالمشهد، مستفيداً من ظروف متناقضة، وسط تخاذل الأطراف الأخرى التي أساءت التصرف، إلى أن وصل السكين العظم، كي تغيب عن المشهد-كلياً- بدعوى عدم الانجرارإلى فتنة "أخوية"، قدبدأت، ممارسة، وتنظيراً، للأسف، وتم دفع ماهوغال، في معتركها الجلي، المخفي، حتى الآن، بينما نحن سائرون-للأسف- إلى ضفاف المجهول، المعلوم، غيرمستفيدين من تجارب التاريخ، ومعطيات الواقع، مدفوعين بحمى الفيروس الذي كان وراء شقاقنا، وشقائنا الكردي، بعدأن تفاقم في مختبراللحظة.
مناطقنا الكردية الآمنة، تركها نصف مليون كردي، قبل أن يندحرالدواعش، وكل أشباههم، المعادية لسوريا، عامة، وللكرد، خاصة، عائدين إلى حواضنهم المتاخمة، بانتظار إيماءات، وإملاءات، مبرمجي حركاتهم،أسيرة"نوابض" خالقيهم، من دوائريدخل في عدادها:النظام، وبعض أصدقاء الثورة السورية، بل ومن قدموا أنفسهم-إلى حين- على أنهم واجهة"الثورة"،حيث"لاتعميم هنا" بل المقام، هو"التخصيص"،و"التنصيص". وإذا كانت بعض المدن السورية، قددمرت-بأكملها-فإن القاسم المشترك بينها، ومناطقنا، هو: التهجير، إذ لاقيمة للمكان، من دون كائنه، بل إن قوى الشرالتي شتت المهاجرين، باتت تنقل حجرشطرنجها، للهيمنة على مكانه،كترجمة لما خطط له.
هذا الألم العالي، أحسّ به عادل حزني، واكتوى على ألسنة ألهبته، وهومادفع به ليقدم أغلى مايمكن تقديمه من قبل فنان كبير، ابن مدرسة والده التي سعت إلى حماية التراث الفني الفنائي الموسيقي الكردي، ورفده بالإبداع، كأقصى طرفي المعادلة لدى أي فنان، ومثقف كردي،ليتواصل عطاء هذه المدرسة،على امتداد عقود، يواصل فيهما الأب، والابن، عطاءهما الدؤوب، وينالا احترام شعبهما، وها لفتة عادل الأخيرة إلى أهله، اللاجئين، تأتي كآخرترجمة حب لشعبه، بيد أن النوبة القلبية عاجلته، بغدرها، ومكرها، فلم ينجزعادل ما رامه، سوى مقابلة تلفزيونية أخيرة.....!!!.
الكتابة عن عادل حزني، الفنان، ونجل فنان الكردالكبيرحزني سليم لايمكن أن تستوفى بمقال عابر، لأن تجربته الحياتية والفنية تحتاج إلى أكثرمن ذلك، لأنه عاش هم شعبه، ورافع عنه بأغنيته، وتم الضغط عليه، لمواقفه الوطنية، بل تم توقيفه أكثرمن مرة، من قبل أجهزة النظام السوري، من أجل إبداعه، وموقفه،بعد أن كرس حياته كلها، للفن، والأغنية، لتكون عالمه، وشارته، بل وسلاحه، في معركة البقاء، في وجه المحو، كما حال أبيه ابن ثنائية"هرم شرو/تل شعيرشيخان"، منذأن بدأت رحلة أوتار" الطنبورة" و"البزق"، والدراسة، إلى أن نال المعهد المتوسط الهندسي، وعمل في "رودكو" حوالي ربع قرن، قبل أن يتفرغ نهائياً للفن، ويترك وراءه كل هذا الأثرالكبير.
لكم أتمنى، أن أسمع الآن، صوت أبي فاروج يقول لي: الخبركاذب، وها أنا حي بينكم "،الصوت الذي سمعته هاتفياً وأنا أعزيه بأبيه عام 2008، وعن قرب في جلسة عابرة، وهويزورالإمارات، يحيي أحد نوروزاتها، كماتم هذا الصباح، من قبل مروان صواف،بيدأن ترتيبات نقل جثمانه الطاهر، إلى مسقط الحلم، والأغنية، والرأس، تؤكد لي، مرة أخرى، أن فناننا الكبيرراحل حقاً، وأن تراب" تل شعير شيخان، عاصمة جدوده، سيحتضن جثمانه الطاهر، اليوم،ويشيع إلى مثواه الأخير، إلى جانب مرقدأبيه، بينما لاتزال رائحة حلم الحرية تطفح منه، بل لماتزل صورة وطن الغد، عالقة بجفونه.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وثائق جائزة جكرخوين للإبداع
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا: عشرسنوات على التأسيس ...
- ثلاثية المكان الكردي
- بطولات آذارية: من صورأشرطة فيديوهات الانتفاضة
- غياب المعيارالنقدي
- العابرون
- نظام في جثة: الثورة مستمرة..!
- الثقافة والتأصيل القيمي
- سلوكيات غيرثقافية:
- ثلاثية الدم والانتفاضة والثورة: إعدام مثقف إعدام قضية...! -ر ...
- ثقافة الخديعة
- -شبيحة بقمصان الملائكة و الثقافة والإعلام.....-
- تل معروف: لقدعرفتهم تعالي اسم لك الإرهابي..!
- الصورة والأصل
- رابطة الكتاب: عشرسنوات على التأسيس -شهادة ذاتية-
- ماذا وراء تحطيم مراقد الشيوخ الخزنويين الكرد
- كرد وعرب عشية الذكرى العاشرة الانتفاضة آذار:
- زلة الشاعر
- الرصاصة
- المثقف في أدواره: ماله وماعليه..!


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الموت في نسخته خارج الوطن: إلى روح فناننا الكبيرعادل حزني