أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية














المزيد.....

الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1257 - 2005 / 7 / 16 - 09:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعد السلوك الشكاك الزائد عن اللزوم سلوك غير اعتيادي يقود صاحبه الى مواقف محرجة مع الاخرين تنتهي بالعزلة والابتعاد عنهم لذا فهو سلوك يتسم بوجود نسق منظم من الافكار تكاد تشبه الافكار الهذائية،وهي بنفس الوقت سلسلة مستنبطة لنتائج خاطئة خطئاً مطلقاً يؤمن بها البعض من الافراد ولا يستطيعون الحياد عنها،انهم يؤمنون ايماناً مطلقاً بما يعتقدون حتى كاد الفرد ان يصدق شكوكه وربما صدقها فعلاً،انه لايمكن ان يتزعزع او يعدل من شكوكه نحو الاخرين،او بمن يشك ، زوجته مثلا ونواياها ورغبتها في الحصول على كل ثروته وطرده، الاصدقاء المقربين له،الافراد الذين يعمل معهم في نفس المؤسسة او مكان العمل،اولاده ورغبتهم الدفينة في تقاسم ارثه وهو ما زال حياً ،ويقول علماء النفس انها ناجمة عن فكرة الاضطهاد والريبة من نوايا الغير وافعالهم،دون ان تصدر منهم اية افعال ،ويتميز الشخص الذي يزداد لديه الشك ويصبح بشكل مرضي،انه متصلب في اراءه وافكاره وتعامله مع الاخرين،انه لا يتقبل الاخرين ولا اراءهم،لايقتنع بما يطرحونه من وجهات نظر،لايتقبل افكارهم،وعادة ما يلجأ الى التحري عن دوافع افعالهم ويردها الى ما وضع من مقاييس في ذهنه واحكام يتبناها حتى وان كانت خاطئة او متصلبة. وتصف دراسات التحليل النفسي ذلك من خلال بعض الافعال التي يتميز بها مثل:

- عدم الثقة بالغير.. وهو موقف انفعالي يولد القلق والريبة في الاخر –الغير بحيث تبرز حساسية مفرطة تجعله سريع الاحساس بالتجريح وأكثر ميلا الى الخلوة بنفسه مما يدفعه سلوكه هذا الى انه يرى في نفسه ضحية الاخرين.
- زيف الحكم.. انه يعيش الاختلاط الواضح بين العوامل الانفعالية الآنية وبين الحكم الموضوعي الذي يفقده فنراه ينجح في تبرير كل ما يصدر عنه من تصرف او سلوك او انه يبرر اراؤه،واذا ما سؤل عن خطئه،فأنه لا يتقبل رأي الاخرين ولا يتزحزح عن رأيه قيد شعره،وهذا ما نراه واضحاً في الشخصيات المتطرفة عموماً،والاسلامية المتدينة التي تمارس شتى الافعال بقناعة الدين المضلل او ايجاد الحيل الشرعية لكل سلوك مشين يقترفه، ويضيف علماء التحليل النفسي ان ثمة استعداد اذن ملموس لتفسير الاحداث تفسيراً هذائياً"الرؤية في الاحلام وتفسيرها على انها حقيقة،زيارة احد الانبياء او الاولياء الصالحين له في المنام ودعوته لنبذ هذا او ذاك،الاقتناع بكل ما يتوارد الى ذهنه من افكار وشكوك وكأنها مرسلة من قوى ربانية خارقة تدعوه لأن يكره هذا ويشك في ذاك"
- العجز عن التوافق الاجتماعي.. يعد الشك المرضي المبالغ فيه سلوك اضطرابي يبتعد عن السوية كثيراً ويقترب الى الحالة المرضية على متصل خط السواء الذي احد اطرافه الاضطراب النفسي وطرفه الاخر السواء"الصحة النفسية"وهو عجز تام في الخضوع لنظام المجتمع والقيم السائدة ومن ثم التناغم مع الجماعة،ومن اعراض العجز عن التوافق الاجتماعي،الملل والعزلة الارادية وهيام الشخص الشكاك بالشك المرضي على وجهه على غير هدى حتى انه تضيق به مسالك الحياة وسعتها ورحابتها احيانا،فيهيم دون ان يدري ماذا يريد؟وماذا ينبغي؟فهو يحاول التوفيق بين فكرته التي تجول بخاطره عن نفسه وفكرته الزائفة عن العالم وعن الاخرين.

ان الشك المرضي يقلب الموازين عند الفرد الشكاك في علاقته بنفسه وعلاقته بالاخرين ويرى في تصوراته كل الصحة والكمال لذا فأنه يبالغ في العزلة والشك في الاخرين وربما تصل العدوانية تجاه الاخرين الى مستويات متنقدمة ويفسر علماء التحليل النفسي ذلك بأنه(اسقاط)ولوم للاخرين لانه كثيراً ما يشعر بانهم يغارون منه ويحقدون عليه،فيلجأ الى الانعزال ثم للهجوم على الاخرين دون اية اسباب او مبررات واضحة لذلك السلوك.

يقود الشك المرضي صاحبه الى الحساسية الزائدة وسرعة التأثر والانفعال من الاخرين وما يصدر عنهم لذا يجد صعوبة كبيرة في اقامة علاقات دائمة وموفقة مع الذين تربطهم علاقة به،وكلما انقطعت صلاته بالاخرين زادت انفعالاته وشكوكه بهم حتى تغدو حالة مرضية يشعر بها تماما المحيطين به وهو نفسه ايضاً ولكنه لن يتراجع عن ما يدور في ذهنه ولن يتراجع عن ما يبرره،وكثيراً ما يقود الشك المرضي الفرد الى حالة المرض العقلي و خصوصاً مرض"البرانويا". وفي هذا الاضطراب العقلي تسيطر على الفرد حالة من الريبة من نوايا الغير وافعالهم حتى يصل الشك الى درجاته العليا ويؤول الفرد جميع ما يصدر عن الاخرين من حركات وسكنات بما يتفق واعتقاده وشكوكه المرضية بحيث يتحول الصراع الداخلي الى صراع خارجي بينه وبين الاخرين.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب الاسلامي وقيم العنف
- صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية
- المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!
- صراع النفس مع النفس
- البرهان العلمي في اسس الجامعة المفتوحة في الدانمارك
- العراقيون وعقوبات المقاومة
- الشخصية النرجسية
- الانتماء وحرية الاختيار..رؤية نفسية
- التوافق النفسي والرضا عن اهداف الحياة
- الصراع النفسي..ديالكتيك الهَمِِْ الانساني
- بين الخصاء والخصاء العقلي !!
- ابني المراهق في ازمة ..كيف اتعامل معه؟
- الهفوات وفلتات اللسان وزلات القلم!!رؤية نفسية
- الايحاء ..المدخل السيكولوجي لمصادرة العقل
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك التنوع العلمي المتجانس ...
- الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات
- الشخصية بين اضطرابها ونضجها
- العنف والتعصب ..كسب وهمي ناقص
- الشخصية المازوخية وانحرافاتها
- العنف يسود العالم


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية