أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طلال الربيعي - غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي- 2














المزيد.....

غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي- 2


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 11:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تأميم النحاس بأكمله

كانت الحكومة السابقة، برئاسة الديمقراطي المسيحي إدواردو فري، قد بدأت خطوات نحو تأميم النحاس، على الرغم من ان عملية التأميم اطلق عليها "Chileanisation ". ولكن كل ما فعلته حكومة فري كان خطة لشراء ما يصل الى 51 في المائة من مناجم التعدين التي تمتلكها الولايات المتحدة, كما انها دفعت لشراء منجم واحد, El Teniente, مبلغا اكبر من سعره الحقيقي.

بدعم من جميع الأحزاب في البلاد, نجحت الوحدة الشعبية، باصدار قانون واحد في الكونغرس، استعادت تشيلي بموجبه جميع الودائع الناتجة من اعمال الشركتين الأمريكيتين اناكوندا و كينيكوت, وبدون تعويض: خمنت الحكومة ارباح الشركتين بانها تزيد عن 800 مليون دولار خلال 15 عاما.

اما البرجوازية الصغرى وبرجوازية الطبقة الوسطى, برغم كونهما القوتين الاجتماعيتين اللتين كانتا مرشحتين لدعم انقلاب عسكري في اية لحظة، فانها بدأت بالتمتع بمزايا غير متوقعة, ولكن ليس على حساب البروليتاريا، كما كان الحال دائما، ولكن، بدلا من ذلك، على حساب الطغمة المالية و رؤوس الأموال الأجنبية. اما القوات المسلحة، كمجموعة اجتماعية، فكان لها نفس أصول الطبقة الوسطى وطموحاتها, لذلك لم يكن لديها الدافع، ولا حتى العذر، لدعم مجموعة صغيرة من الضباط للقيام بانقلاب. كان الحزب الديمقراطي المسيحي واعيا لهذه الحقيقة, لذلك ليس فقط امتنع عن دعم المؤامرة العسكرية, بل انه عارضها بشدة ايضا، لعلمه أن الانقلاب لن يحظ بشعبية ضمن اتباعه.

كان هدف الحزب الديمقراطي المسيحي شيئا آخرا, ويتلخص باستخدام أي وسيلة ممكنة كي يسيئ الى الحكومة, وذلك لكسب الثلثين من المقاعد في الكونغرس في انتخابات مارس 1973. بحصول الحزب على الأغلبية, فإنه يمكنه عندئذ ازاحة الرئيس دستوريا.

كان الحزب الديمقراطي المسيحي تنظيما ضخما وعابرا للطبقات، مع قاعدة شعبية أصيلة في صفوف بروليتاريا الصناعة الحديثة, وفي أصحاب المزارع الريفية الصغيرة و المتوسطة الحجم, و البرجوازية الصغيرة وبرجوازية الطبقة المتوسطة في المدن. اما الوحدة الشعبية، فكانت قاعدته الطبقية هي البروليتاريا الاكثر فقرا- البروليتاريا الزراعية, والطبقة المتوسطة الدنيا في المدن.

سيطر الحزب الديمقراطي المسيحي، المتحالف مع الحزب اليميني الوطني المتطرف، على الكونغرس و المحاكم؛ اما الوحدة الشعبية فسيطر على السلطة التنفيذية. ادى استقطاب الطرفين الى حدوث استقطاب في البلاد باكملها. الغريب في الامر تماما، ان السياسي الكاثولكيي فري، الذي لا يؤمن في الماركسية، هو الذي الشخص الذي استفاد كل الفائدة من الصراع الطبقي، وهو الذي حفز هذا الصراع وفاقمه، وذلك بهدف زعزعة حكومة آلليندي و اغراق البلاد في ازمة اقتصادية وتحطيم معنويات الناس.

اما الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على تشيلي، بسبب مصادرة ممتلكات امريكية دون تعويض، فقد فاقم الوضع اكثر واكثر. يتم تصنيع جميع أنواع السلع في تشيلي، من السيارات إلى معجون الأسنان، ولكن هذه القاعدة الصناعية لها هوية كاذبة: ففي 160 مادة مصنعة مهمة, جاء 60 في المائة من رأس المال الأجنبي و 80 في المائة من المواد الأساسية من الخارج. بالإضافة إلى ذلك، كانت تشيلي بحاجة الى 300 مليون دولار كل عام من أجل استيراد السلع الاستهلاكية و مبلغ آخر قدره 450 مليونا لدفع الفائدة على ديونها الخارجية.

ولكن الاحتياجات الملحة في تشيلي كانت غير عادية وذهبت أعمق من ذلك بكثير. فسيدات المجتمع البرجوازيات، بذريعة الاحتجاج على التقنين، وتسارع التضخم و المطالب التي تقدم بها الفقراء، خرجن إلى الشوارع، ليقرعن أوانيهن ومقاليهن الفارغة. لم يكن كل هذا من قبيل الصدفة، بل على العكس تماما؛ حيث كان نزولهن الى الشارع مشهدا مثيرا وهن يرتدين معاطف الثعالب الفضية والقبعات المزينة بالازهار. فنزلن الى الشارع في نفس اليوم الذي انهى فيه فيدل كاسترو زيارته التي استمرت 30 يوما, والتي احدثت ما يشبه الزلزال الجماهيري لصالح القوى المؤيدة للحكومة.

يتبع



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي- 1
- -ديموقراطية- الولايات المتحدة تعقم السجينات لخفض التكاليف!
- اخطار السياسة المحافظة على الصحة: السمنة كمثال
- جامعة برينستون: الولايات المتحدة دولة اوليغاركية
- الشمولية -الناعمة- لدولة -الرفاه-, السويد
- الولايات المتحدة هي دولة من دول -العالم الثالث- او اسوء
- الحزب الشيوعي العراقي والديموقراطية التوافقية
- الحب والكراهية: جوجوش واليعقوبي
- ارتفاع عدد النساء المحكوم عليهن بالاعدام في الشرق الاوسط لا ...
- فرويد و ماركس: الجنس, العنف, والحداثة
- ادوية للاغنياء فقط!
- حرب الشركات الكبرى ضد العلم
- الثورة الجنسية في ايران
- محو العراق- خطة متكاملة لاقتلاع عراق و زرع آخر
- بواسير النائب والشخصية الشرجية لساسة العراق
- الطبيعة البشرية لدى ماركس
- لا لمافيا العراق - تعقيب على مقال الرفيق العزيز رزكار عقراوي
- اغتراب العمل 3/3
- اغتراب العمل 2
- اغتراب العمل 1


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طلال الربيعي - غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي- 2