أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - المجتمع العربى و لعنة القولبه و التكرار 1















المزيد.....


المجتمع العربى و لعنة القولبه و التكرار 1


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 08:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن أسوء ما يحدث فى مجتمعاتنا العربيه التأمريه الغوغائيه الكئيبه التعيسه سيئه الحظ ـ بخلاف التفشى السرطانى لمختلف الأمراض الجسديه والفكريه والنفسيه والأجتماعيه وهجرة العقول الفعاله التفاعليه المبدعه وتقييد وكبت ومصادرة جميع الحريات بمختلف أنواعها وطرق التعبير عنها، والتزايد المستمر للصراعات العرقيه والدينيه والمذهبيه ـ هو النمطيه والتنميط وصنمية العقول والأذهان والتطابق والتكرار الخانق لطبائع الشخصيات لدرجه الكفر بالتفرد والأختلاف والتحول الى نسخ كرتونيه كربونيه معدومه الهويه والذاتيه والتميز ، عاشقه للتوحد والتماهى والمحاكاة لما هو سائد ومقبول ويتم تلقينه والدعوه اليه من أفكار و رؤى بدون مناقشتها أو فحصها وبغض النظر عن ما تحتويه من منطق وعقلانيه أو خرافه وجهل وجنون،كائنات مفتقره بشده الى القدره على الأستقلاليه والرفض الحاسم لقبول ما لا يتناسب مع طبيعتها وتوجهاتها من أفكار وعقائد ومعتقدات بدعوة أن هذا ما وجدنا عليه اباؤنا واجدادنا وهذا ما اجتمعوا على صحته ومنطقيته وصوابه وهذا ما أوصونا بتطبيقه وتنشئة أبناؤنا عليه،كائنات تخشى التمرد والخروج عن المعتاد والمألوف والتفرد والإبداع،كائنات شديدة البلاده والضأله والضحاله والتفاهه العقليه،شديدة التقوقع والتشرنق بداخل رؤيه أو نسق فكرى أو منظومه قيميه أو اطار من العقائد والمعتقدات والتوحد معه وإعتباره بمثابه قانون ودستور للحياة ومرجعيه صائبه اعجازيه مقدسه محصنه معصومه صالحه لكل زمان ومكان ولا تشوبها شائبة الخطا أو الزلل أو أجتناب الصواب أو أنتهاء الصلاحيه أو حتى عدم ملائمة أو مواكبة ما تحتويه من أفكار وقيم للتغيرات المستمره فى الحياه والفرد والمجتمع،وينبوع للعلم والفهم والمعرفه والتقدم والنهضه والنهوض من كبوتنا ورقادنا والسير بركاب الأمم المتقدمه المتطوره المستنيره ـ وأخضاعها وأحتلالها وأستعبادها وأذلالها وفرض كافة أفكارنا وقيمنا ومعتقداتنا وعقائدنا عليها إن واتتنا الفرصه لذلك ـ لأحتوائه على كافه الحلول لجميع مشاكلنا وأزماتنا وقضايانا الحاليه والمستقبليه،وأيضاً أحتوائه على كافة الأفكار والعلوم والنظريات والأكتشافات السابقه والحاليه والمستقبليه، وقاعده مرجعيه ومحور أرتكاز لجميع التوجهات والمنطلقات والنظريات والتيارات والقيم والأفكار والمعتقدات والعقائد المختلفه،وقاعده للقياس والتقييم والتصنيف وقالب نموذجى لا يجوز الأعتراض عليه او رفضه أو نقده أو مراجعته
أو حتى الأختلاف عنه،هذا بخلاف تكرارية الدوران العبثى المستمر فى حلقه مفرغه ودائرة مغلقه بالنسبه لمختلف الأراء والقناعات والتقاليد والنظم والقيم والأيدلوجيات. فحياتنا راكده ومقفره ومجدبه ومقحله ومحبطه وفاتره وشديدة
الفقر والثبات والتكلس والتحجر والجمود بالنسبه للأفكار والقضايا المثيره للجدل والمسموح والمتاح طرحها للرأى العام بمصداقيه بالرغم من وجود العديد من الموضوعات والرؤى والنظريات والقضايا الهامه والحيويه والمصيريه المهمله ، وذلك لا يرجع فقط لتحريم الخروج عن النسق القائم من أفكار ومعتقدات سائده ومقبوله تم الأجماع على صحتها لشدة قدمها، وتجريم الفكر النقدى الغير مشروط ، وندرة العقليات الحره النقديه الأبتكاريه الأبداعيه الخلاقه .ولكن السبب الحقيقى والرئيسى لذلك التصحر والجمود والركود والتعفن الفكرى يكمن فى أشتداد سلطان الماضى وانسان الماضى على الحاضر وانسان الحاضر،وأعتماده كسيد ومتسلط ونموذج صالح لكل الأزمنه والعصور.!
بسبب الأرتكاز والأعتماد والركون الى سلطه ومرجعيه فكريه قديمه لنعتبرها مقياساً للصواب والقيمه ونستمد منها الأسانيد والمبررات ، كالكتب التراثيه الصفراء الباليه مهترئة الأوراق من فرط القدم المحصنه والممنوعه عن النقد أو المراجعه ـ التى كتبت فى زمن كان به الناس يؤمنون بأن المطر هو عباره عن دموع الملائكه والبرق والرعد هو غضب الألهه والزلازل سببها أن الثور الذى يحمل الكره الأرضيه قد نقلها من احدى قرنيه الى القرن الاخر، والجروح تتم معالجتها بالبصق عليها ـ المشكوك فى صحه جميع ما جاء بها من تفسيرات وتصورات وأحداث تاريخيه وقيم وتقييمات أخلاقيه ونظم وتشريعات أجتماعيه ومعتقدات فكريه،والمسببه لأكثر ما نعانى منه
من أمراض فكريه ونفسيه وأجتماعيه، والتى لا تتناسب بأى شكل من الأشكال مع الواقع الحالى لشدة التناقض والأختلاف بين طبيعة الأنسان والحياه والمجتمع والظرف التاريخى الذى كتبت فيه وبين طبيعه الأنسان والحياه والمجتمع والظرف التاريخى فى الوقت الحالى، بل ومشكوك فى صحة نسبتها لكاتبيها، بل وحتى مشكوك فى وجودهم التاريخى من الأصل ـ والعادات والتقاليد والحكم والأمثال الشعبيه، وخلق أرتباط شرطى حتمى لا ينفصل بين مدى صحه أى فكرة جديدة وبين مدى أتساقها وتقاربها ومحاكاتها وتماهيها مع أقوال وقيم وعقائد ومعتقدات ومبادئ وأفكار وثوابت ومسلمات وتشريعات الأقدمين والأولين النموذجيه المعجزيه الأعجازيه المعصومه . !!
هذا بخلاف ما يحدث على مر العصور قديماً وحديثاً من تأليه للشخصيات،وخلق الأسياد أصحاب الخصال الحميده والفضائل والبركات والكرامات، وأختلاق القصص الأسطوريه عن قدرتهم على صنع المعجزات والخوارق والأعاجيب والتحدث مع شخصيات وكائنات خفيه غير مرئيه ذات قدرات خرافيه وأستحضارها عند الحاجه،وحل كافة المشكلات وتلبية نداء الضعيف وأستغاثة المحتاج وتجاوز وخرق كافة قوانين المنطق والطبيعه والحياة. وصناعة الأيقونات والرموز المقدسه المحصنه المعصومه الممنوعه عن النقد أو المسأله أو المجازاه.
إن مجتمعاتنا المحكومه والمبتلاه بداء الأذعان والرضوخ والتقبل التلقائى والأنسياق تعانى بشده من التزايد المستمر لقوائم المقدسات والمحرمات وتعدد سجون الموروثات والمسلمات والثوابت، وأرتفاع سياج الممنوعات، والأنخفاض الشديد لسقف المحظورات المانع لطرحها وتناولها بجرأه وحريه ومصداقيه، وكثرة القوانين والتشريعات المقيده لكثير من الحريات خاصة حرية النقد والأنتقاد والتعبير عن الرأى مهما كانت درجة أختلافه عن ما هو سائد ورفضه لكل ما هو مقبول ومسلم به، فلا يحدث تبعاً لذلك إلا أستمرارية الدوران التلقائى ـ الأجبارى فى كثير من الأحيان خوفاً من الابتعاد او الزلل أو الشطط أو الأنحراف عن الخط المسموح به والمرسوم مسبقاً من جانب المجتمع بمؤسساته المختلفه ابتداءً بأكثر المؤسسات تاثيراً فى حياة الفرد وهى مؤسسة الأسره، وتجنباً وتحاشياً لتبعيات الأعلان عن الرفض من أرهاب فكرى ونفسى وأكراه أجتماعى ـ فى فلك نفس الأطروحات وتفسيراتها وطريقه معالجتها من نفس زواية الرؤيه ، وبنفس المفردات والطرق والوسائل والأدوات التى سبق أستخدامها وسبق أيضا معرفة مدى تفاهتها وعقمها وعجزها وفشلها الذريع .
وأعادة سرد وأنتاج وأفراز وأستنساخ ذات الأطروحات وتفسيراتها والمقولات والأفكار والمصطلحات القميئه السقيمه العتيقه المتهالكه الباليه المهترئه ، ألتى كثيراً ما أثبتت فشلها وعدم جودتها أو صلاحيتها أو ملائمتها ومواكبتها لمستحدثات العصر ومستجداته الفجائيه السريعه المتلاحقه فى كثير من الأحيان،والتطورات والتغيرات السياسيه والأقتصاديه الناتجه عن حركه التطور العلمى والتكنولوجى وتغير وأختلاف مقاييس وموازين القوة ـ تبعا لتغير من بيده القوه ـ التى ينتج عنها بالضروره وبالتبعيه تغيرات فى التركيبه والمنظومه و البنيه الثقافيه والعقائديه والأجتماعيه والتى على أساسها يتحتم تعديل أو تغيير المنوال الفكرى والثقافى والنظام الاقتصادى والأجتماعى وأعتماد منهجيه جديدة للتفكير والتقييم والتصنيف وأدارة الأزمات ومواجهه التغيرات وأعادة البناء وأستشراف وأستقراء المستقبل لكى يتغير ما نحصدة من نتائج و ردود أفعال . إن حياتنا العلميه والثقافيه والأجتماعيه عبارة عن بحيرة راكده أسنه تحتاج بشدة لأحجار تسقط بها بعنف لتحركها و توقظها من غفلتها وغيبوبتها العميقه وسباتها الطويل،نحن فى احتياج شديد لفحص ومراجعه جاده وحقيقيه لما نستند اليه ونعتمده كمرجعيه وقاعده للقياس وأستبيان مدى الصواب والجوده والصلاحيه،نحن بحاجه لأعادة تقييم وتصنيف وصياغه لجميع قيمنا وأفكارنا ومعتقداتنا وأستبقاء ما يلزم وحذف ما انتهيت صلاحيته،وأستيراد ما نحتاجه من أفكار وقيم ورؤى وتشريعات ونظم أجتماعيه متطوره،ومرجعيه ومنهجيه للتقييم والتصنيف،بغض النظر عن هوية الثقافه أو الحضاره التى سوف نقوم بالاستيراد منها أيضاً دون الألتفات لكل ما يثار من جدل عقيم،أو الأهتمام بما يتم سرده وأعتلاكه واجتراره من اقاويل داعيه للتقوقع والأنغلاق والأنعزاليه خاليه من أى فكر منطقى عقلانى، حول ضرورة مواجهة الأختراق والغزو الثقافى،وحتمية الحفاظ على الأصاله والخصوصيه الثقافيه !!
إن المجتمعات العربيه بصفه عامه تحيا يوماً واحداً لا يمل من تكرارة بسبب ميل الأنسان العربى للثبات والأستقرار و خوفه من التجديد ،
وعدم أعتياده على التفكيرالنقدى وإستقصاء الحقيقه وإعمال عقله فى كل ما يحيط به من أحداث وظواهر،والدعوه العامه لنبذ حرية الفرد فى التفكير الحر المستقل،والأكتفاء بترديد وتطبيق ما يتم تلقينه وإعتلاكه من مقولات وأيدولوجيات مقولبه وأفكار معلبه سابقة التجهيز،
فقد عشقنا النقل والتلقين لكثرة اعتيادنا عليه وأستمتاعنا بأستهلاك ما يقدمه العالم المتقدم لنا من منتجات تكنولوجيه تساعد على المزيد من الكسل والتبلد وعدم الرغبه فى بذل الجهد،فنحن قد أعتدنا على أن نحبو فى المكان ولا ننظر إلا تحت أقدامنا ولا نركض إلا للخلف ،
ولا نتحدث إلا حسب الأوامر والتوجيهات،ولا نختار أو نطمع او نأمل فى تملك الحق فى أختيار وممارسة وتطبيق والتعبير عن والدعوه الى ما نؤمن به من أفكار وقيم ومعتقدات،فمجتمعاتنا ذات العقليه والثقافه القبليه العجائزيه الماورائيه ـ القائمه على الخوف والتخويف وأزدراء الأستقلاليه الفكريه وأعتبار أى دعوه لنقد أو فحص ما تم قبوله والتسليم به من تراث فكرى أو قيمى أو عقائدى من الخطايا والكبائر ومرادف لخيانة المجتمع والوطن ـ مسجونه فى أطار من الوراثه والتوريث الأجبارى لكافة ما تحتويه العقليه الجمعيه والبنيه
المعرفيه للمجتمع من مبادئ وعقائد وتقييمات وتصنيفات تؤدى الى تقزيم العقل والغاء قيمته ووجوده وقدرته على التفاعل،وتشويه وعى
الفرد منذ مجيئه غير الأختيارى للحياة،ولهذا أستحققنا عن جداره أن ندخل متحف التاريخ للأمم والمجتمعات البدائيه القمعيه المتخلفه.
د . زكى نجيب محمود : ـ فى مصانع الحديد تتبع طريقه لتسويه الألواح المعدنيه وهى ان يعدوا سطحا نموذجياً فى استوائه ويطلونه
بطلاء ملون وبعد ذلك يجيئون بالأسطح الاخرى المراد تسويتها وفق ذلك النموذج ، فيضعون الواحد منها فوقه ثم يرفعونه فاذا وجدوا ان
بعض اجزائه قد تلونت بلون السطح الخارجى دون البعض الأخر عرفوا ان تلك الاجزاء الملونه هى اجزاء فيها بروز ، فيردونها ليزيلوها
لكى تستقيم مع باقى الاجزاء . وهكذا يكون المجتمع بالنسبه لأفرادة اذا طالبهم بان يجيئوا جميعا على صورة نموذجيه مفروضه، فبمثل
هذة التسويه بين الأفراد لا يعود للعقل مكان ، اذ فيم يفكر العقل ، وفيم يكون الرأى ؟ وليس من الضرورى ان يكون القالب النوذجى
هذا قالب من حديد بل قد يكون قوامه مجموعه الأفكار أو مجموعه من التقاليد ، ثم يقال للناس تلك هى افكاركم ان اردتم فكرا ،
وهذة هى طرائق التقاليد المقدسه ان اردتم سلوكاً . فإذا جاء التفكير عند فرد من الناس مختلفاً ، أو إذا جاء سلوكه مغايراً عن اللوحه
المرسومه الجاهزة اخذوا يزيلون منه مواضع المغايرة و الاختلاف كما يفعل العاملون فى مصانع الحديد . " مجتمع جديد او الكارثه "
إن احد أهم أزماتنا المتعدده هى أزمه الفكر النقدى التقدمى الإصلاحى المستنير من حيث الأنتشار والفاعليه والتفعيل،بل وحتى من حيث الوجود سواء على الساحه الثقافيه أو الأعلاميه أو الشعبيه ، حيث أن الأكثريه من مختلف الفئات المهنيه والتوجهات الفكريه والطبقات الأجتماعيه يتعاملون مع الثقافه والتثقف والتثقيف بتحيز وإنتقائيه شديده حيث لا يتم الأطلاع أو التقبل أو السماح بعرض أو التعبيرعن أى رأى أو فكر الا اذا كان مؤيد ومتوافق مع التيار السائد والمسلم به من أقوال وأفكار ومعتقدات وعقائد ، بينما اذا حاول أى مفكر
أو باحث أو كاتب أن يدعوا الى معالجة او تغيير او استبدال الثقافه السائده بثقافه اخرى اكثر صلاحيه،او يرفض أو ينتقد أو حتى يدعوا الى أعادة الفحص والمراجعة والبحث فى ما هو سائد ومفروض ومقبول ومسلم به من عادات وتقاليد وقيم وتقييمات وتصنيفات واعراف وأفكار وعقائد ومعتقدات وثوابت ومسلمات،أو أن يخرج عن دائرة المباح والمسموح بعرضه أو بمناقشته من أفكار ورؤى ونظريات لا يلقى الا العدائيه والهجوم والنبذ والرفض المجتمعى والأستهجان والقمع والتخويف والترهيب وتأليب وتحريض وأستنفار وتهييج العامه والسوقه والدهماء والغوغائيين والجهله وأنصاف المتعلمين،وتشريع القوانين المقيده لحرية التفكير والنقد والتعبير عن الرأى، وتجنيد وتأجير مرتزقة الفكر والإعلام المرئى والمسموع والمكتوب ، وكتاب ومثقفين ظلاميين أميين سلفيين أصوليين لتسفيه أفكاره وأراءه ونعته باقذع المسميات واحط التشبيهات وتشويه ونهش سيرته وأتهامه بالجنون أو بالخيانه والعماله أو السعى الى نشر الرذيله والفسق والفجور والكفر والألحاد، وخلخلة وزعزعة وهزهزة ثوابت المجتمع !! ـ
إن المجتمعات التلقينيه تخاف وترتعب من النقد وتعتبره مهدد لقيمتها وكيانها بسبب توحدها مع الفكر او المعتقد وعدم اعتيادها على الاختيار والفصل بين الذات والموضوع ، دون اعطاؤه أى حق
أو فرصه أو وسيله أو أمكانيه للدفاع عن أراؤه وأفكاره والرد على ما ينسب اليه من أتهامات ـ وأغلاق أى منفذ يستطيع من خلاله أن يمارس حقه فى التعبير عن أراءه وأفكاره ومعتقداته، ومصادرة أى عمل أبداعى من أنتاجه وربما أيضا مصادرة حياته كما حدث ومازال يحدث مع الكثير من الأدباء والمفكرين النقديين التقدميين،ولهذا لا نجد أى تفاعل أو فوران أو وهج فكرى أو ثقافى أو ابداعى أو تنويرى بل مجرد أرتعاشات تنويريه ما تلبث أن تخبو وتنطفئ ويتراجع صاحبها بفعل حاله القمع والتخويف والترهيب الشعبى وأحياناً الرسمى .
إن اكثر من يدعون انهم مفكرين ومثقفين وعقلانيين وتنويريين ولا يتحدثون الا من منطلق ودافع وطنى مخلص لا يهدف الا للمصلحه العامه بينما هم فى حقيقة الامر لا يسعون إلا لأستبعاد والتعتيم على كل فكر ومفكر عقلانى ناضج صادق حر تنويرى، وتدجين وطمس العقول وأخصائها لأحداث عقم فكرى وخلق حاله من الجمود والنكوص والتعلق باهداب وامجاد الماضى الغابر، والطفوله العقليه والفكريه والنفسيه والأميه الثقافيه والتوحد والهوس الجماعى بأيدلوجيه أو عقيده أو معتقد أو تيار فكرى أو رؤيه معينه تتوافق مع مصالحهم،
وإلهاء العقول بالصغائر والتوافه وأختزال أهتمامات وطموحات وتمنيات ورغبات و أحلام وقضايا مجتمعاتنا ـ ذات القابليه العاليه والأستعداد الفطرى للشحن والحشد والتجييش والتغييب والأستلاب ـ فى تحقيق أنتصارات أفتراضيه هلاميه فى ميادين ألخرافه والجهل والوهم والجنون،وبطولات ونجاحات ومكاسب ليس لها أى تأثير أو ناتج أو عائد أو مردود إيجابى على المواطن سواء على الجانب السياسى أو الأقتصادى أو الأجتماعى أو الثقافى ـ مثل مباريات كرة القدم ـ لتفريغ وأمتصاص وأستنفاذ ما بداخل الجماهير من طاقة رفض وغضب وسعى نحو حياة أفضل ورغبه فى أقتناص وأسترداد والمطالبه بالحصول على حقوقهم المسلوبه وكرامتهم المسحوقه وإنسانيتهم المفقوده،والألهاء المتعمد بأحداث وظواهر غيبيه معجزيه ميتافيزيقيه غير ملموسه لينغمس المواطن اكثر فأكثر فى عالم الماورائيات ويطلب النصره والمعونه من أرواح الموتى من الأباء والأجداد والأسلاف بصفه عامه وتزايد أرتياد المقابر والاضرحه.
مما يؤدى حتما وبالتبعيه الى تفاقم الفكر الغيبى الهزلى الخزعبلى وانتشار ثقافه التواكل والاتكال والتكاسل والاستسهال ورفض وكراهية واحتقار الحياه، وفقدان الامل والرغبه فى السعى للحصول على ما يبتغيه المرء ويتمناه، واعتماد وانتظار وترجى الحلول الفجائيه السحريه الاعجازيه الرافضه والمحتقره والمعاديه لقوانين المنطق والعقل ومبادى التفكير العلمى المنهجى العقلانى ،والمؤديه لانتشار الامراض الاجتماعيه والنفسيه وتخريب وتشويه القاعده الفكريه للانسان وكيانه الوجدانى،والتراجع والتقهقر المتتالى لاى تقدم او ازدهار علمى او اقتصادى واجهاض اى مشروع فكرى وطنى حضارى تنموى، والتفشى والارتهان والعبوديه لسلطة وسطوة القيم الماضويه والانتماءات القبليه،والمشروعات والتيارات والتوجهات والجماعات الفئويه الاقصائيه الاستئصاليه العنصريه،وازدياد التراجع عن فكر وقيم المدنيه والمواطنه والمساواه فى القيمه الانسانيه والحقوق والواجبات .والالتجاء للقوى والكائنات الافتراضيه الوهميه التى لا ترى بالعين المجرده ولا حتى بالميكرسكوب،ولكن يمكن رؤيتها فقط المنام،ولا يراها الا من يؤمن بوجودها قبل ان يراها ويرغب ويسعى الى رؤيتها حتى ان كان ذلك عن طريق الخداع والاختلاق والكذب على نفسه وعلى الاخرين طمعا فى الشعور بالقوه ـ وبان هناك من يهتم به ويساعده ويدافع عنه عند الضروره ـ والقيمه والافضليه والتميز على من حوله ممن يفوقونه علما او قوه وسلطه ويهددون كيانه الضعيف الهش،وينسى حاضره المؤلم الماساوى البشع الردئ، مما يتسبب فى ألتزايد المستمر للمغيبين والمنقادين والموتورين
ويضمن لهم أستمرارية البقاء فى مناصبهم وربما أيضاً الترقى وأتساع نفوذهم وصلاحياتهم،بخلاف أن مؤسسات المجتمع المختلفه بدايةً بمؤسسة الأسره وصولاً الى المؤسسات التعليميه والتثقيفيه والأعلاميه والدينيه بمختلف أنشطتها تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً وفعالاً وبعيد المدى فى تلويث و تزييف وتشتيت وتفكيك ألرأى العام ، وأنتهاك العقل العربى وإغتياله بتقويضه وتخريبه وتشكيله بصورة مشوهه .
عبد الله القصيمى:ـ الشعوب العربيه لا تعترف بقيمة النقد،بل لا تعرفه،إن النقد فى تقديرها كائن غريب كريه،إنه غزو خارجى،إنه فجور اخلاقى،إنه بذاءه،انه وحش فظيع يريد ان يغتال الهتها،إن النقد مؤامره خارجيه،إنه خيانه، إنه ضد الأصاله،إنها لهذا تتغذى بكل الجيف العقليه التى تقدم اليها،لا تسأم التصديق ولا تمل الأنتظار،إن اسوء الاعداء فى تقديرها هم الذين يحاولوا ان يصححوا افكارها وعقائدها،
او يحموها من لصوص العقول ومزيفى العقائد وبائعى الارباب،إن تكرار الاكاذيب والاخطاء والتضحيات لا يوقظ فيها شهامة الإباء
او الشك او الأحتجاج، لقد جاءت مثلا اليما فى الوفاء والصبر والانتظار لكل مهدى لا ينتظر خروجه . " صحراء بلا ابعاد "
إن حياتنا العلميه والفكريه والثقافيه تحتضر و تعانى أشد المعاناه من كثرة من يفكروا ببطونهم وأذانهم ولا يسعون الا لتحقيق المكاسب الماديه والمعنويه وليس لديهم أيمان أو أقتناع أو استعداد للدفاع عن أى مبدء أو قيمه أو رأى أو قضيه الا طمعاً فى المال أو الشهره.!
إن حياتنا العلميه و الفكريه و الثقافيه تعانى بشده من أزدياد سطوة و نفوذ و صلاحيات قوادين العقول من محترفى المزايده و المتاجره
والدعاره الفكريه،ومسترزقى سبوبة الأفكار، وأزدياد سيطرة العديد من مهرجين ودجالين ولاعبى السيرك العلمى والأعلامى والثقافى .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع العربى و لعنة القولبه و التكرار 2
- نصائح واقعيه صادقه لكل شاب و كل فتاه ج 1
- أقتباسات هامه ل عبد الله القصيمى و الماركيز دى ساد 1
- حرية النقد أساس النهضه ج 1
- حرية النقد أساس النهضه ج 2
- اقتباسات هامه جداً تتعلق بالمرأه ج 2
- أرض الأكاذيب ج 9
- ارض الأكاذيب ج 8
- أرض الأكاذيب ج 7
- أرض الأكاذيب ج 6
- أرض الأكاذيب ج 5
- أرض الأكاذيب ج 4
- أرض الأكاذيب ج 3
- أرض الأكاذيب ج 2
- أقتباسات هامه جداً تتعلق بالمرأه ج 1
- أرض الأكاذيب نسخه كامله منقحه و مزيده ج 1
- الزواج بحسب سامح سليمان
- الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 2
- الإنسان مفتري و مفترى عليه ج 1
- سيكولوجية الإنسان المقهور ج 1


المزيد.....




- بالفيديو.. فيضانات تغمر كنيسة الروح القدس في كورغان الروسية ...
- السيد الحوثي: عداء اليهود الشديد للمسلمين يأتي للسيطرة على ا ...
- فرنسا: ترحيل إمام جزائري مدان قضائيا بـ-التحريض على الكراهية ...
- الحكومة المصرية تصدر قرارا يتعلق بالكنائس
- فرنسا ترحل إماما جزائريا بحجة -التحريض على كراهية اليهود-
- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك
- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - المجتمع العربى و لعنة القولبه و التكرار 1