أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - زعيم الاتحاد الاشتراكي على خطى الحجاج بن يوسف..















المزيد.....

زعيم الاتحاد الاشتراكي على خطى الحجاج بن يوسف..


عادل جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاشت فاس العاصمة العلمية للمملكة هذه الأيام على إيقاع المهرجان الثامن للثقافة الصوفية، والذي اتخذ تيمته الاساسية هذه السنة على خطى بن عربي. و غير بعيد عن هذه المدينة العريقة تعيش العاصمة الرباط و بالخصوص حي العرعار صراعات ساخنة، اقل ما يمكن القول عنها انها تجسيد حقيقي لازمة الاتحاد الاشتراكي.
و لعل احسن تيمة ننصح الإخوان في حزب الوردة باختيارها و على راسهم الزعيم ادريس لشكر، "على خطى الحجاج بن يوسف" هذا الحجاج الذي كان معروفا بالمبير أي المبيد، و كان ظلوما جبارا خبيثا سفاكا للدماء، وكان ذا شجاعة و اقدام ومكر ودهاء، و فاحة وبلاغة و تعظيم للقرءان الكريم، كان عنيدا مقدما على سفك الدماء بادنى شبهة، وقد روي عنه الفاظا بشعة شنيعة.
التعقيد والطرافة هي العلاقة التي تجمع لشكر بباقي الاتحاديين، معقدة لانها كلما اقتربت من التوصل الى حل الا وزادها تصعيدا، بحيث تنفطع جميع الحبال ويصعد الزعيم الجبل في كطل مرة ليس قصد التامل و التدبير في ما آل اليه وضع الحزب. بل ليحس بشيء من القوة و يطير مع الطيور الكاسرة في الاعالي، يدق طبول الحرب، ويجيش الجيوش استعدادا لغارات على اعداء وفهميين هم اخوان الامس القريب.
لأول مرة في تاريخ الحزب العريق يتهم زعيم بتزوير الانتخابات لصالحه، وتدخل جهات خفية لحسم النتيجة لصالحه، الطرافة ايضا تعطيل أشغال البرلمان حتى يرسو الإخوان على رئيس لفريقهم المفكك و المنقسم على نفسه، ولسان حال زعيمهم يردد ما قاله الحجاج بن يوسف قبل قرون من الزمن"يا أهل (التيار)اما والله لالحونكم لحو العصا ، ولاعصبنكمعصب السلمة، ولاضربنكم ضرب غرائب الابل.."، استبدلت العراق بالتيار للضرورة، فرضها الزعيم الضرورة.
حجاج الاتحاد هذه الايام يحكم حزبه بالحديد و النار، فكل من عارض او اعترض على افكار الزعيم فهو خارج الخط السياسي للحزب. و لا مكان له داخل التنظيم، لا يتردد في وصف كل مختلف معه بالخطر الداهم الذي يتهدد الحزب، وجب فصلهم و القضاء عليهم. فاصبحت الاجهزة المقررة للحزب شبه مشلولة الا من بعض الوجوه، بل يمكن الحديث عن حزب آخر صامت متذمر من ديكتاتورية حجاج الاتحاد.
الملاحظ ان حجاج ااتحاد لا يهمه بقليل او كثير ما يقع في مقرات الحزب باقاليم المملكة، و ان تم اغلاقها جميعها، ولا يهمه ان انقرض مناضلو الحزب او ابيدوا، ولا يهمه حتى ان كان هناك حزب او مناضلون. فهم الحجاج هذه الايام هو تلك الرؤوس التي اينعت و حان قطافها.
المهم هو ازاحة و تنحية كل المعارضين و المختلفين معه في الرأي و التوجه، هاجس حجاج الاتحاد الا تكون هناك شخصية كاريزماتية تخطف منه الاضواء، او مناضلين متشبعين بفكر ديمقراطي حداثي يحملون رؤى و مشاريع واضحة تفضح عجزه ووهنه في بلولرة الفكر الاتحادي، والحفاظ على ما تبقى من بريق الحزب وتاريخه. والويل و التبور لمن يقف ضد قراراته ونزواته الديكتاتورية.
حكى لي مؤخرا احد الاخوة الاتحاديين الاعزاء ة الذي لازال يتتبع عن قرب فتوحات الحجاج الجديد، و بنبرة لا تخلو من حزن عميق و عدم رضى عما يقع داخل البيت الاتحادي. قال ان لشكر و خلال جولاته المكوكية لاعادة هيكلة تنظيم فروع الحزب بالجهات لا يتوانى في منح باقة من الوعود لكل من هب ودب، فهو يؤمن بالزدواجية في كل شيء.
يتراس اجتماعات تنظيمية يحضرها ما تبقى من مناضلين و متعاطفين و غيورين على الحزب، يعلن فيها وتوجهاته الوهمية و خططه المستقبلية.وفي الليل يكون على موعد مع مناضلين من نوع آخر في فنادق مصنفة تحت اضواء و اعين تريد ماذا تريد و لماذا موجودة بالضبط. مناضلين من طينة اخرى غير تلك التي نعرفها.
تتوزع المهام والأدوار بينهم وعلى مقاسهم ، ما بين اجتماع الصباح و المساء يظل الحجاجد يرسم الخطط و يعزل الاعداء و الأصدقاء في عملية خطيرة، وحدها الايام الكفيلة بفك وفضح خيوطها واهدافها.
همس الاخ المناضل بهذا الكلام و هو يحملق بعينيه في السماء،ليباغتني بسؤال و قد علت الحيرة و البراءة وجهه، هب ان حزب ادريس لشكر احتل المرتبة الاولى في الانتخابات التشريعية القادمة؟
استفزني السؤال، واطلقت العنان لخيالي، ورحت اتخيل الحجاج الاتحادي و هو يقود جولات الحوار مع باقي مكونات الطيف السياسي لتاليف اغلبية مريحة. فما هي الالية التي سينهجها لاقناعهم وهو الذي فشل في تدبير الاختلاف داخل حزبه؟ كيف سيقنع باقي زعماء بدعم مشروعه وهو رئيس للحكومة، وهو الذي لم يقو على اقناع تيار داخل حزبه؟
كم حقيبة وزارية سيحتفظ بها لنفسه، وهو المغرم بالحقائب و من اجلها يفعل ما لا يخطر على عقل مناضل و لا سياسي؟
ما دامت فرضية احتلاله المرتبة الاولى من سابع المستحيلات في ظل راهن يعيشه الحزب، وفي ظل تصاعد قوة جديدة.فهل سيحافظ حجاج الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على نفس الخط و القناعات بعدم المشاركة في حكومة لا تتقاسم معه نفس التوجهات والرؤى، ام سيرضى بالدخول في تحالفات هجينة ة اية حقيبة سيفاوض عليها؟
لنفترض تفكها ان حجاج حزبه اصبح وزيرا للداخلية، ستكون صاعقة لجحافل المعطلين و حاملي الشهادات العليا، سيعرفون انهم امام شخصية لا تعرف للحوار معنى. منهجه "ضربة من حديد" و ها نحن قضينا على هؤلاء الشباب لذين يعكرون صفو العاصمة وجوها الهادئ و يشوشون على برلمان الامة. لن يجهد نفسه بالتعري بنفسه لان كل المغاربة يعرفون سلفه ادريس و البقية معروفة لان ملف حقوق الانسان سيطوى كطي السجل للكتاب.
اخال حجاج الاتحاد وزيرا للخارجية، يطلق العنان للسانه و اهوائه يناقش و يجادل الاخوة العرب و العجم بخصوص قضايا الامة. يدافع عن قضيتنا الوطنية و ينافح عن حقوقنا وموقعنا مع الاتحاد الاوروبي. يصول ويجول في اروقة الامم المتحدة، اتصور الفتوحات التي ستقع على يديه في كل لملفات العالقة و المعقدة.
لن يتوانى الحجاج في قصف الكعبة و من يدور في فلكها ليس بالمنجنيق و إنما بوابل من التصريحات و التهديدات، لن يتردد في تحقيق حلم المغرب الكبير و استرجاع ليس سبتة و مليلية ولكن سيضيف غرناطة و اشبيلية.
بشرى لنا ان تقلد منصب الاوقاف و الشؤون الاسلامية، فلا حاجة للحديث عن تسامح ديني ولا قيم ولاتعايش والبقية تعرفونها.
كانت هذه أضغاث أحلام تقض مضجع كل مناضل حقيقي، لكن الواقع المر هو ان البيت الاتحادي يحترق. هناك ايادي كثيرة تعبث بتاريخه. الحقيقة القاسية ان هناك إبادة ممنهجة لكل الاتحاديين و الاتحاديين.



#عادل_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد الاشتراكي، واجب تقديم العزاء..
- نورة الطفلة ..نورة الجهادية
- الخطر القادم .. من الشعبويين و التكفيريين
- دراسة المستقبل ..وظيفة من؟
- ديمقراطية المغرب تؤرق جنرالات الجزائر
- العمر السياسي للزعيم الحزبي في المغرب
- بوليساريو و أحداث 16 ماي.. ظاهرتين للتأمل
- أفق حوار راديكاليي المغرب..
- الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - زعيم الاتحاد الاشتراكي على خطى الحجاج بن يوسف..