أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد فواز - تاريخ الفساد في حضرة أهل الثقة!














المزيد.....

تاريخ الفساد في حضرة أهل الثقة!


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مر تاريخ مصر، اقترن الفساد بالحكم العسكري، يزداد بزيادة نفوذهم في الحكم ويقل كلما تراجع دورهم، ومنذ يوليو 1952 وحتى اليوم ازداد نفوذ العسكريين في الدولة، فتولى العسكريين من أهل الثقة مناصب المحافظين وسكرتارية المحافظين ورؤساء الإحياء ونوابهم ورؤساء الشركات القومية الكبري، وغيرها من المناصب الحيوية التي لا خبرة لهم بها ولا معرفة، ونتج عن ذلك زيادة الفساد بسبب عدم دراية القيادات بطبيعة الأعمال مما سهل على الفسده التلاعب بهم، وكذلك سوء الإدارة والتخطيط مما نتج عنه عشوائية في كل شيء.

وعن تاريخ الفساد في مصر، ذكر الإمام أبي عبد الله البوصيري المعروف في الإسكندرية بسيدي الاباصيري، انه في ظل سيطرة المماليك على مقاليد الدولة في أوائل القرن قبل الماضي، كان من الصعب على موظف صغير يتمتع بالسمو الخلقي أن يمكث طويلا موظفا في الدولة بين حيتان البيروقراطية المصرية التي تستحل الرشوة والاختلاس وترى في نهب أموال الدولة عملا مشروعا، لا يقع صاحبه في دائرة الإثم والتجريم، فترك البوصيري عمله بجهاز الضرائب، وتقلب بين عدد من الوظائف الحكومية، عساه يجد الوظيفة التي تكفل له حياة شريفة في إطار القيم التي يعتنقها، ولكن موجة الفساد الإداري التي انتشرت في العصر المملوكي، لم تحقق له أمنيته، فترك سلك الحكومة واتجه إلى العلم والفقه بعد أن سجل تجربته في هذه الأبيات:

خبرت طوائف المستخدمينا... فلم أر فيهمو رجلا أمينا
فكتاب الشمال همو جميعا... فلا صحبت شمالهم اليمينا
فكم سرقوا الغلال وما عهدنا.. بهم فكأنما سرقوا العيونا

ولكن الشاعر الزاهد لم يجد مبتغاة في مجتمع العلم والعلماء.. واصطدم بتلك الزمرة الفاسدة من أدعياء العلم وتجارة الدين، واكتشف أن هذا المجتمع لا يختلف كثيرا عن سابقه.. فضاقت نفسه بضعاف النفوس من ذوي الضمائر الميتة الذين يسخرون علمهم لمن يدفع ويؤولون نصوص الشرع خدمة لأصحاب الجاه والمال.

عندئذ أدركه اليأس من إصلاح الحال، فهاجر بدينه إلى الإسكندرية ليجد الملاذ والأمان والسكينة عند أستاذه ورائده أبى العباس المرسي.. وكانت تلك بداية الطريق الصحيح لمن أراد أن يعيش طاهرا في مجتمع الذئاب.

وفي الوقت الراهن وبعد 60 عام من الحكم العسكري، نتج بشكل جلي فساد التعليم فأصبح دور الدولة قاصرا على مدارس فارغة لا تؤدي اى دور واصبحت العملية التعليمية كاملة تتم فى المدارس الخاصة وسنترات الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، وكذلك فساد منظومة الصحة وتحولت مستشفيات الحكومة الى كيانات هشة فارغة واصبحت العيادات والمستشفيات الخاصة هى ملاذ المرضى الوحيد وبأسعار خيالية، وأيضا البنية التحتية بالكامل ادت بها الادارة العشوائية الى الشلل وعدم الوفاء بحاجة المواطن.

علاوة على ما تقدم فإن الفساد الذي استشرى على مدار 60 عاما، ادى الدولة بالكامل الى الشلل، فأصبح كل شيء يتم خارج نطاق سيطرة الدولة، واصبح دور الوزارات والمؤسسات الحكومية قاصر على التصريحات فقط، وبات المواطن يبحث عن متطلباته فى القطاع الخاص وتحت إدارة موازية يحكمها الفساد فى اغلب الاحيان، فالأمن اصبح يديره البلطجية والمسجلين خطر، والتعليم يديره الفسدة من المدرسين، والصحة يديرها حيتان الاطباء المستغلين، والكهرباء أصبح المواطن يحصل عليها من المولدات الخاصة، حتى المياه يتم شراؤها لعدم صلاحية مياه الشبكات الحكومية للشرب، كل هذا الخلل والشلل هو نتاج حكم الضباط والقيادات العسكرية القاصرة الفكر والعديمة الرؤية التي تولت إدارة كافة القطاعات الحيوية بالدولة على مدار 60 عاما، عملا بعقيدة الرؤساء العسكريين التي لا تؤمن إلا لأهل الثقة من العسكريين في إدارة البلاد، على حساب أهل الخبرة والعلم، والنتيجة دولة منهارة مرتعشة لا تملك ادني معايير التطلع إلى المستقبل.



#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعددت الأسماء والقمع واحد!
- على مشارف ثورة الانتقام من الشرطة
- الجنرال الكاذب وأحلام السذج
- الرقص على جثة عصفورة ذبيحة
- العدالة العرجاء في دولة -القاضي عدلي-!
- الرحمة قبل العدل يا قضاة الاسكندرية
- الحكومة المصرية تكشف للسودانية حقيقة مخطط صهيوني لزرع الفتنه ...
- سلطات الأمن المصرية تفرج عن البلطجية لحسم الإنتخابات البرلما ...
- زيادة الإعتصامات والمظاهرات يدفع جنود الشرطة إلى الهرب من ال ...
- 288 ألف معتقل في السجون المصرية.. موقوفين لأجل غير مسمى
- أحمد عز تمرد عليه وصفوت الشريف منعه من حضور مؤتمر السياسات و ...
- تحقيقات -وهمية- مع قيادات الأمن بالقاهرة المتورطين في الإعتد ...
- الشرطة في الدقهلية تحمي البلطجية لأن الضحية فقير..!!
- الإتجار في المخدرات داخل السجون ظاهرة لن تنتهي..!
- أنا بريئ..!
- الأمن يضرب التنظيم السري داخل جماعة الإخوان المسلمين ويعرض ص ...
- التطبيع المصري الإسرائيلي .... تاريخ طويل من المؤامرات والتج ...
- السفير الإسرائيلي الجديد جاء إلى القاهرة لكسر حاجز التطبيع ا ...
- طبيب بن لادن يستمع إلى التسجيل الصوتي الأخير ويؤكد أنه بصحة ...
- تصريحات الفقى رسالة للمعارضة : الرهان على أمريكا لصالحنا


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد فواز - تاريخ الفساد في حضرة أهل الثقة!