أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !














المزيد.....

ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايام قلائل تفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المفترض عقدها في الثلاثين من شهر نيسان الحالي، والتي تعتبر، عند النظر لسياقها الزمني، اول انتخابات ديمقراطية تجري في العراق بعد خروج القوات الامريكية نهاية عام 2011 . كما انها تمثل ، في موشور التحليل التاريخي والسياسي، مفترق هام ومعلم بارز في مسار العملية السياسية الجارية في العراق .
الاستعدادات التي اتخذتها اغلب الكتل والاحزاب السياسية من اجل خوض غمار هذه الانتخابات تركزت في مجملها، ونتيجة لقصر رؤيتها وجهلها بالعوامل والدوافع الحقيقية التي تحرك الناخب العراقي ، على الجانب الفني من الحملة المتمثل في عمل اللافتات والــ"سبوتات" والتفنن في الملصقات الدعائية ، والقيام باعلانات تعود لهذا المرشح او ذاك تدعو لانتخابه وترسم صورة جميلة الملامح للمستقبل الذي سيصنعه هذه السياسي، كما يزعم، بعد انتخابه!.
كما قام بعض المرشحين الاخرين باستخدام موقع التواصل الاجتماعي الشهير الفيسبوك في حملاتهم الانتخابية واستعملوه كأداة لتوصيل مايريدون ان يصل الى المواطن وبواسطة الاعلانات التي يقتضيها نشر بعض الــ" بوست" ات في هذه الموقع، حيث يتطلب الحد الادنى للاعلان دفع خمس دولارات لتوزيع المنشور على عدد معين من المتابعين ، وكلما زاد المبلغ كلما زاد عدد من يصل اليهم المنشور المتضمن لحوار او فيديو او لقاء او تصريح .
المتابع السياسي لما يجري في العراق قبل الانتخابات يُدرك بسهولة ان اغلب المرشحين لهذه الانتخابات، وخصوصا من الاطراف السياسية التي تنتقد الحكومة وتقف بالضد من توجهاتها، مع ان بعض منها جزء من هذه الحكومة وهذا بالطبع هو التناقض الكبير، نقول ان اغلب هؤلاء المرشحين يعتمدون في جل حملتهم الانتخابية على هذه اللافتات والجوانب الفنية فيها من غير النظر والاعتماد على برامجهم السياسية وافكارهم واطروحاتهم التي من المفترض نظريا ان تكون سببا لاقتناع المواطن بانتخابهم.
الناخب العراقي يواجه كل يوم في شوراع بغداد، حينما يذهب لعمله، مئات اللافتات وآلاف الصور لمرشحين لايعرف لدى بعضهم اي سبب يمكن ان يكون عاملا مساعدا في تصويت هذا الناخب لهم ، فلا برامج سياسية مميزة ولا مشاريع اقتصادية واضحة ولا حتى يملك العديد منهم، وهذا الامر هو الادهى والأمر، ثقافة سياسية ناضجة أو اسلوب ومنطق راقي يمكن ان يشكل، على اقل تقدير، سببا يدعو المواطن لانتخابه.
المشكلة الاكبر في هذه السلوكيات السياسية تكمن في اعتقاد العديد من المرشحين لهذه الانتخابات ان اللافتات يمكن ان تكون سببا لانتخابهم من قبل المواطن، وانه كلما زادت اعداد هذه اللافتات والصور والبوسترات في شوراع بغداد فان فرص انتخابهم سوف تزداد وسيحصل على مبتغاه وامله الذي يتركز بصورة اساسية في الدخول للبرلمان والحصول على مقعده المتوّج بالامتيازات التي ترنو لها عيون غالبية المرشحين.
هذه المشكلة، وبالاحرى سوء الفهم السياسي، هي من تفسر سبب قيام بعض الكتل والتيارات السياسية، وعلى نحو غير معقول، بتعليق عشرات الآلآف من الصور واللافتات التي تدعو لانتخابهم، فهم لايمتلكون الا هذا البوستر وتلك اللافتة والصور التي قامت برامج الفوتوشوب باظهارها على " احسن "وجه . ولو كان في جعبتهم شيء غير ذلك لقدموه وركزا عليه في دعايتهم الانتخابية، ولا اظن بان احدا من هذا الشعب تبلغ به السذاجة درجة تجعله ينتخب سياسي بسبب بوستره او صوره التي اصبحت تلاحقه في كل مكان في الشارع !
مفارقة اخرى لايدركها المرشح تتعلق بهذه اللافتات، وهي ان العديد من المواطنين قد بدأ بالتساؤل الجدي حول مصدر الاموال التي تقف وراء هذه الاعلانات والصور واللافتات التي تصل قيمتها الى ملايين الدنانير، ولذا تأتي هذه الاعلانات بنتائج عكسية بشكل لايتوقعه هذه السياسي التي ظن انه سوف يُنتخب بسبب هذه اللافتات.
اللافتات التي صرف عليها المرشحون ملايين الدنانير والتي يعولون عليها كثيرا في انتخابهم بسبب عدم قراءتهم لنفسية وواقع الناخب العراقي جيد لا ولن تغير شيئا يذكر في قناعات الناخب العراقي الذي حسم امره واتخذ قراره قبل ان يقوم اي مرشح بالتقاط صور لافتات انتخابه! .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواب الفيسبوك...واقنعة العصر الرقمي !
- البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !
- الطائفية الرقمية ....الجزء الرابع
- الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث
- الطائفية الرقمية ....الجزء الثاني
- الطائفية الرقمية ......قراءة في تحولات مفهوم الطائفية / الجز ...
- العري المجتمعي في أزمة الانبار !
- صحيفة الشرق الاوسط...لقد بلغ السيل الزبى !
- العرب والخوف من زيارة المالكي لواشنطن !
- نواب يغشون..فكيف يحاربون الفساد!
- لماذا لم يستقل عراقي من قناة الجزيرة ؟
- عار اعلامي جديد ...آنيا ليوسكا !
- 6 فوراق بين عراق 2003 وسوريا 2013
- التصريح بالولاية الثالثة...أولوية سياسية خاطئة
- ائتلاف دولة القانون...خسارة الربح !
- التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب
- القُبلات لا تحل ازمات العراق !
- أعظم اختبار للبرلمان العراقي !
- مقالات بحثية / الجزء الحادي عشر- التحرش الجنسي بالموظفات
- جنون - وهابي - جديد في بريطانيا !


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !