أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 13:21
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
جاء في تقرير الاحصاء الفلسطيني بأن عدد المراكز الثقافية العاملة في فلسطين 658 مركزا في عام 2013؛ 575 مركزا في الضفة الغربية، و83 مركزا في قطاع غزة، وهو عدد كبير قياسا بمساحة الأراضي الفلسطينية وعدد سكانها، ومع ذلك فان النشاطات الثقافية لا تتناسب وهذا العدد، مما يعني أن هناك مؤسسات ثقافية مرخصة، ولها مقرات وميزانيات، لكنها لا تمارس أي نشاط يذكر، ومما جاء في تقرير جهاز الاحصاء الفلسطيني:" قدمت المراكز الثقافية خلال عام 2013 حوالي 9.4 ألف نشاط ثقافي؛ 8.9% من هذه الأنشطة ندوات، و10.2% محاضرات، 63.0% دورات، و15.9% عروض فنية، و2.0% معارض.
ويلاحظ من خلال التقرير أن غالبية النشاطات تتركز على الدورات 63.0% دورات، فما المقصود بالدورات؟ والمتابع للشأن الثقافي سيجد أنها في غالبيتها العظمى دورات تقوية لطلبة المدارس، تجبي من خلالها المؤسسات رسوما مالية من الطلبة، وهي بذلك تبقى دورات تعليمية لا ثقافية، واذا ما أضفنا اليها 10.2% محاضرات، وهي في غالبيتها محاضرات سياسية لا علاقة لها بالثقافة، سنجد أن ثلاثة أرباع هذه النشاطات بعيدة عن الشأن الثقافي. ويلاحظ أن تقرير جهاز الاحصاء الفلسطيني لم يشمل القدس العربية المحتلة، مع أنها جوهرة الأراضي الفلسطينية والعاصمة السياسية والدينية والثقافية والاقتصادية للشعب الفلسطيني ودولته العتيدة، وهذه بحد ذاتها قضيّة ثقافية أخرى.
كما يلاحظ أنه لا يحسب أي حساب لأيّ مؤسسة ثقافية غير مرخصة، مهما كانت فاعلة، فعلى سبيل المثال ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، والمستمرة منذ آذار – مارس- 1991 وحتى يومنا هذا، وصدر عنها حتى الآن ثلاثة عشر كتابا توثيقيا لجلساتها، وتعتبر الأكثر استمرارية ونشاطا مواظبا ليس في فلسطين فحسب، بل في البلاد العربية جميعها، إن لم نقل في العالم جميعه حسب رأي رئيس اتحاد كتاب أدب الأطفال في السويد -الذي زار القدس قبل عدة سنوات- والتقى رواد الندوة، ومع ذلك فان الندوة غير معترف بها على المستوى الرسمي، لأنها غير مرخصة، وكأن الثقافة بحاجة الى ترخيص، أواذا لم يكن المبدع مرخصا فانه لن يبدع، أو لا يسمح له بأن يبدع.
وعودة الى المؤسسات الثقافية المرخصة، والتي لا تمارس أيّ نشاط يذكر، اللهم إلا اذا اعتبرنا جمع التبرعات وتخصيص الميزانيات نشاطا، ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر دار اسعاف النشاشيبي في القدس، التي اشترتها مؤسسة دار الطفل العربي قبل سنوات بملايين الدنانير، لاستعمالها كمركز ثقافي يحمل اسم أديب العربية اسعاف النشاشيبي 1985-1948 والذي أبّنه أحمد حسن الزيات غداة وفاته قائلا: "إن النشاشيبي كان خاتم طبقة من الأدباء واللغويين المحققين، لا يستطيع الزمن الحاضر بطبيعته وثقافته أن يجود بمثله، فمن حق المحافظين على التراث الكريم، والمعتزين بالماضي العظيم، أن يطيلوا البكاء على فقده وأن يرثوا لحال العروبة والعربية من بعده". فهل واصل المركز الثقافي مسيرة النشاشيبي في بيته في هذا الزمن الأغبر؟ وماذا كان سيقول محمد حسن الزيات لو طال به العمر ورأى حال المركز الثقافي الذي يحمل اسم صديقه أديب العربية؟ والمركز الذي افتتح رسميا في أواخر العام 2012 فيه مكتبة متواضعة، وغير مرتبة ومصنفة كما يجب، تمّ رفدها في الأشهر القليلة الماضية بتسعة آلاف كتاب جمعها وأرسلها لها ابن القدس البار المبعد الى الأردن الدكتور صبحي غوشة، وقد تكلم مدير المركز المهندس خالد الخطيب أكثر من مرّة على ضرورة وضع برامج ونشاطات ثقافية يومية للمركز، لكن يبدو أن صلاحياته مقيدة من قبل إدارة مؤسسة دار الطفل العربي، ليبقى النشاط الأبرز للمركز هو الكافتيريا التي تشغل طابقه الأول منذ عدة شهور...وهذا يضعنا أمام تساؤلات كبيرة منها:
- - هل مركز دار اسعاف النشاشيبي مركز ثقافي عام أم مؤسسة تجارية ربحية خاصة؟
- - من المسموح له القيام بنشاطات ثقافية في المركز؟ وبالتالي من المسموح له حضور نشاطات المركز ان كان فيه نشاطات؟ وما هي المواصفات التي يجب أن تتوفر فيه؟
- - حسب علمنا هناك مكتبة عامة في المركز، فهل هي مكتبة عامة فعلا أم مكتبة خاصة؟ ومن يجوز له ارتيادها والاستفادة من مقتنياتها؟ وماذا يترتب عليه اذا ارتادها؟
- هل مؤسسة دار الطفل معنية بتفعيل دار اسعاف النشاشيبي كمركز ثقافي؟ أم هو مجرد مركز عليه لافتة باسمه؟ أو بالأحرى ما هي الأهداف المتوخاة من المركز؟ أم هو فقط يعتمد على الكافتيريا الموجودة فيه؟ وهل هناك شروط ومواصفات لمن يريد ارتياد الكافتيريا"المقهى"؟ وهل مسموح لمن يرتاد الكافتيريا أن يتكلم في الثقافة مع زملائه، أم هناك محاذير ومحظورات؟
وبالتأكيد هناك مؤسسات أخرى مثل مركز اسعاف النشاشيبي، مع التأكيد مرّات ومرّات بأن المؤسسات الثقافية لا تنتج ثقافة، وغير مطلوب منها ذلك، لكن عليها رعاية واحتضان النشاطات الثقافية بل ودعمها، وكان الله في عون شعبنا.
23-4-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع
- الثقافة والذاكرة المفقودة
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف من النجاح
- بدون مؤاخذة- الفوقية في الثقافة
- بدون مؤاخذة- الثقافة من دمار الى خراب
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية وكبار السّن-1-
- بدون مؤاخذة-سيتم تمديد فترة المفاوضات
- رواية-السّلك- لعصمت منصور في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- التقسيم الزماني للأقصى
- بدون مؤاخذة-اسرائيل غير مؤهلة للسلام
- ديوان نقش الريح في اليوم السابع
- مجموعة -أشياء برسم الأكل-لأحمد القزلي
- رواية-السلك-والتراجيديا الفلسطينية
- نعيم عليان يقرأ ما تنقشه الريح
- ديوان سفر النرجس لسليمان دغش في ندوة مقدسية
- قوّة اللغة من قوّة الدول الناطقة بها
- استبشري يا قدس


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة