أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حامد رمضان المسافر - تفسير الشر عند الفيلسوف الالماني ليبنتز















المزيد.....

تفسير الشر عند الفيلسوف الالماني ليبنتز


حامد رمضان المسافر

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 20:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولد الفيلسوف وعالم الرياضيات ليبنتز بليبزج لأب قانوني وأستاذ للأخلاق بجامعة المدينة, ومنذ حداثته أخذ يقرأ في مكتبة أبيه، فقرأ أولًا قصصًا وتواريخ، ثم كتبًا علمية وفلسفية. والتحق بالجامعة فدرس الفلسفة القديمة بنوع خاص على أستاذ أرسطوطالي هو "توماسيوس" ودرس الفلاسفة المدرسيين فوجد عندهم على حد قوله "تبرًا محبوءًا يأنف المحدثون أن ينقبوا عنه" وأعجب بالقديس توما الإكويني, وكانت رسالته للبكالوريا "1663" في المسألة المدرسية المشهور "مبدأ التشخيص". ثم قصد إلى جامعة يينا فدرس بها الرياضيات على رياضي فيلسوف هو "فيجل" فإلى جامعة أندورف حيث درس القانون وحصل على الدكتوراه برسالة موضوعها "مشكلات القانون" فإلى نورمبرج حيث انضم إلى جمعية "روزنكريتزر" نسبة إلى مؤسسها "روزنكريتز" "1378" وكانت معنية بالعلوم الخفية، فقرأ كتب الكيميائيين وعين كاتبًا للجمعية, وظل طول حياته شغوفًا بتجارب الكيمياء.
ليبنتز، يتصور الله كمهندس يبني قصراً جميلاً لمجده الخاص، فيقول يجب أن لانفسر قباحة المظاهر التي ترافق عملية البناء على إنها شر، بل يجب أن ننظر إلى جمال القصر بجملته في النهاية ، ويقول أيضاً :(على الرغم من ان هذا العالم غير كامل لكن افضل ما يمكن ان يكون ). يفسر ليبنتز مبدأ التمييز بين الخير والشر عند الانسان امراً فطريا، لان الانسان يميل بالفطر الى السعادة وتجنب الالم . ولهذا يميل الى التصرف الصحيح الذي يجنبه الالم (اي الشر) . اما لماذا يخطأ الانسان اذا كان هذا قانون موجود فيه بالفطرة؟ يرى ليبنتزالسبب في ذلك يعود للعواطف والنزوات التي يقع فيها الانسان.
يقول المطران سليم بسترس في كتابه اللاهوت المسيحي والانسان المعاصر: "إن هذا التفسير قد قبل ولا زال مقبولاً في بعض أوساط المسيحية التي تؤمن بصلاح الله الكامل ولا تريد أن تنسب إليه وجود الشر. فمثلا تقول إن الله يعلم خيرنا أكثر منا ، فإن سمح لحدوث شر لنا فإنما ذلك يقودنا إلى خير أعظم . لكن في المقابل يرى البعض إن شرور الطبيعة مثل الأمراض، والفيضانات، والزلازل إنما هي ضربات من الله يرسلها للبشر عقاباً على خطاياهم ، لذلك نرى البعض يتذمرون و ينتقدون الله قائلين، هل هذه هي عدالة الله؟! أو ماذا فعلت لكي يعاقبني الله بهذه الصورة؟ أو ماذا فعل إبني ليولد مشلولاً."والشرّ عند ليبنتز نقص وهو ملازم للموجودات وهذا ما يعرف بالشر الميتافيزيقي، أما الشر الخلقي فناتج من سوء استخدام الحرية. وما الخطيئة إلا الفعل الصادر عن إدراك ناقص، والسبيل إلى الخير يكمن في ترويض النفس على اكتساب إدراكات متميزة؛ أي القواعد الكلية، وفيها نحقق كمال العقل والحصول على السعادة الحقة التي هي الغبطة العقلية. وتعد فلسفة ليبنتز عقلية «قطعية» و يرتبط مبدأ التفاؤل عند ليبنتز بنظريته في أن هذا العالم هو أحسن العوالم الممكنة. إذ لما كانت أفكار الله تحتوي على عدد لا حصر له من العوالم الممكنة التي يستحيل أن يوجد منها إلا عالم واحد، فيلزم أنه كان هناك سبب كاف لاختيار الله، جعله يفضل هذا العالم بعينه دون غيره، وهذا السبب هو أن هذا العالم هو أحسن العوالم الممكنة وهذا العالم يتحد فيه أعظم قدر من التنوع مع أعظم قدر من النظام ، حيث ينتفع بالأرض والمكان والزمان على خير وجه، ويحقق أعظم النتائج بأبسط الوسائل، حيث زودت المخلوقات من القوة والمعرفة والسعادة والخير أعظم قدر يمكن أن يسمح به العالم. وهذا يعني " أن الله يفعل كل شيء على أفضل وجه نتمناه".
ولكن إذا كان هذا العالم هو أحسن عالم ممكن، فكيف نفسر إذن وجود الشر وهو سائد فيه؟.
يجيب ليبنتز على ذلك بأن كل الشرور الفعلية في العالم هي عناصر جوهرية فيه، ولذلك فإن حذف أحد هذه العناصر سيؤدي إلى فساد تصميم العالم كله، صحيح أن بوسع المرء أن يتصور عوالم ممكنة لا خطيئة فيها ولا ألم ، كما أن بوسع المرء تأليف روايات عن عالم الخيال. ولكن هذه العوالم لابد أن تكون أدنى قيمة من عالمنا منزلة. إذ لو لم توجد إلا الفضيلة، أو المخلوقات العاقلة وحسب، لكان مقدار الخير الحاصل أقل، فعندما قيض لميداس أن لا يملك إلا الذهب، بات أفقر مما كان. فوجود الشر، إذن، مطلوب لخير أعظم ولعالم أجمل، فإذا كان وسيلة لهذين الهدفين خرج عن كونه شراً، وأصبح خيراً، لذلك فإن الله يسمح به. وعلى هذا الأساس، يبرر ليبنتز وجود أنواع الشرور الرئيسية في هذا العالم، وهي ثلاثة: الميتافيزيقية والطبيعية والأخلاقية على النحو الآتي:
1. الشر الميتافيزيقي: وهو النقص الأصلي الموجود في المخلوقات قبل الخطيئة. إذ لما كان الله هو الكامل الوحيد، فإن الكائنات التي خلقها يجب أن تكون منطيقاً أقل كمالاً منه، أي ناقصة ومحدودة، وإلا لكانت هي الله نفسه. والله ليس هو سبب هذا النقص في كمال هذه المخلوقات ، لأن هذا النقص ملازم لطبيعتها ، ونجده في أي عالم يخلقه الله. لكن إذا عرفنا أن الله لم يخلق أي موجود إلا وقد لحظ مكانه في الكل، وأنه خلق العالم باعتباره خير العوالم الممكنة ، استنتجنا من ذلك أن كل مخلوق حاصل في كل لحظة وآن على الكمال الذي هو حقه، إذا نظرنا إلى الأشياء في جملتها، ولكن بما أننا لا نستطيع أن ندرك الأشياء إلا مفرقة ومجردة، فإن المخلوق يبدو لنا أقل كمالاً مما كان يمكن أن يكون.
2. الشر الطبيعي: كالفيضانات والزلازل والبراكين، وهي تمثل اعتراضاً مهماً من الاعتراضات على ذلك التناغم الجميل الذي يقدم الطبيعة على أنها نظام يتميز بنوع من الاستقرار. يجيب ليبنتز على هذا الاعتراض بقوله: " من حين إلى آخر تعود بعض أجزاء الكرة [الارضية] إلى الحالة الوحشية، وقد تخرب أو تغمر [بالماء]، ولكن وجب اعتبار هذه الأحداث ، كما تعتبر البلوى. فهذا التخريب أو هذه الفيضانات تطور بعض النتائج المفيدة بصورة تجعلنا، بشكل من الأشكال، نربح من تلك الخسارة". ويرى أيضا أن الشرور الطبيعية لها أثر ملحوظ في نواحي متعتنا، لأن أجمل الألحان لا يمكن أن تخلو من بعض الأنغام المتنافرة.
3. الشر الأخلاقي: وهو الخطيئة، ويقصد به النقص الموجود في الفعل الإنساني، الذي يفتقد إلى الكمال الاخلاقي الذي يجب أن يكون حاضراً فيه. يؤكد ليبنتز على أن الله لا يرغب بوقوع مثل هذا الشر، ولكنه يرغب أن يحوز المخلوق بخيرية حرية الإرادة، عالماً بأنه يرتكب الشر أحيانا، ومع ذلك فأنه يسمح به، وإن كان لا يرغب فيه، وذلك لإنتاج خير أعظم في العالم. فلولا خيانة يهوذا لما كان المسيح صلب ولخلص البشر.
وعلى كل حال ليست الشرور من الكثرة والخطورة على ما يقوله المتشائمون: إنها لتعد كمية مهملة بالقياس إلى الخيرات في الحياة الإنسانية وفي جملة العالم، ويمكن التغلب عليها بالعقل والمران.
ولا تتجلى فلسفة ليبنتز التفاؤلية في نظريته أن هذا العالم هو أحسن العوالم الممكنة، ولا في نظرته للشرور على أنها مفيدة وضرورية لخير أعظم ولعالم أجمل فقط، وإنما تتجلى أيضا في أشارته إلى إمكانية " أن يبلغ الجنس البشري في مجرى الزمان كمالاً أعظم مما نستطيع تخيله في الوقت الحاضر".



#حامد_رمضان_المسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخائن
- غزانا التتر
- الضحية
- أتسب سيد رمضان ياجبار؟
- الزيف
- حقيقة السادة المره
- مبادئكم
- تحبون المال حبا جما
- متى ينتهي الظلم في العراق؟
- رساله
- رسائل جيمس جويس الجنسيه لحبيبته نورا ( ممارسة الجنس كتابة ؟)
- صدق نظرية داروين
- حلم
- من اكاذيب القران
- عدل علي المطلق
- الشيطان مظلوما
- اكاذيب الاسلام العلميه
- هذا كلام احد الشيوخ
- مامعنى البحث عن الزمن الضائع؟
- لن يأتي لا المهدي ولا غودو؟


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حامد رمضان المسافر - تفسير الشر عند الفيلسوف الالماني ليبنتز