أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!














المزيد.....

أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طلع علينا التلفاز في السادس عشر من هذا الشهر ببرنامج يهز الإنسان كرامة وضميراً ومصيراً، ويطرح أسئلة عظمى على المشاهد عموماً والسوري خصوصاً. أما هذا البرنامج فينقل لقاء يعلن أنه يعالج قضية تتصل، هكذا قيل، بحالة مذهلة حدثت في سجن بسوريا تسيطر عليه عناصر من الشرطة العسكرية، أما ناقل هذه الحالة فهو واحد من هذه العناصر انشق عنهم واسمه سيزار، وقد ظل هذا صامتاً، إلى أن وجد المكان المناسب للإعلان عن المشاهد المرعبة في السجن المذكور، من طرف آخر، كان المتلاقون في البرنامج التلفازي ذوي علاقة بمجلس الأمن مع أنهم التقوا بكيفية مغلقة غير رسمية وغير ملزمة، وقد أعلن رئيسهم أنهم يلتقون بهذه الطريقة وبتلك الصفة بعد أن أعلنت روسيا والصين كلتاهما اعتراضهما (الفيتو) على رفع القضية هذه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

والآن، علينا أن ننقل ما نقله الشرطي المنشق مما شاهده مشاهدة العين في السجن، لقد أعلن السجين المنشق هذا في «ملف السجون في سوريا» أنه يوجد في هذه الأخيرة أحد عشر ألفاً من السجناء.. وكانت هنالك صور أخذت لهؤلاء وصل عددها إلى خمسة وخمسين ألفاً، وهذه الصور أخذت لأولئك الأحد عشر ألفاً، وبالتالي يكون لكل واحد من هؤلاء خمس صور، أما أعمار السجناء فهي بين عشرين وأربعين عاماً، وقد التقط تلك الصور ذلك الرجل سيزار ما بين عامي 2011 و2013، أما كيفية قتل أولئك السجناء (الأحد عشر ألفاً) فقد تمت بطريقة «الخنق باليدين» وليس بطريقة الإعدام.

هذه هي الصورة الفائقة الوحشية التي ناقشها التجمع المذكور في ضوء الاعترافات التي قدمها الشرطي العسكري الذي ضبطها بعد أن شاهد أحداث الخنق وقرر بعدها أن ينشق عن أولئك الوحوش القتلة، لم يحتمل الرجل تلك المشاهد فكان بحاجة هائلة لاكتشاف أن ذلك الذي طُلب منه (القتل بطريقة الخنق باليدين)، يحتاج أن يتحول الإنسان المعروف بالعاقل إلى كائن آخر ليسميه المرء ما شاء.

ولعلنا نعود إلى مرحلة تاريخية منصرمة هي تلك التي عاد إليها المفكر الفرنسي رينيه جينون (توفي 1951) أي إلى الإسلام فوجد فيها حلاً لما لم يجد فيه مثل هذا الحل. ثنائية الشرق والغرب هي التي عاد إليها "جينون": هذا الشرقي الذي يمتلك شعوراً بالآخر، والغربي الذي لا يمتلك شعوراً بالآخر، ولكنه العالم المادي، بماديته التقنية وثرواته المالية والاقتصادية، وعلينا أن نختار بين هذا وذاك. جينون الذي كتب كتابه الشهير «أزمة العالم الحديث» وجد أنك إن أردت العيش فعليك أن تنبذ العالم الغربي الحديث وتأخذ بقيم العالم القديم ومن ثم فأنت تسير بقدم واحدة.

كانت الفكرة التي جرى تجاوزها هي تلك المتمثلة بالمادي (هنا: الشرقي والسوري من ضمنه) من أجل امتلاك المادي، ولكنك حين ترغب في الاثنين كليهما معاً، فإنك تكون قد أنشأت علاقة زائفة، كما هو الحال بالنسبة إلى روسيا التي رفضت الاعتراض على من تسبب في خنق أحد عشر ألفاً من الناس وفضلت الوقوف إلى جانب القتلة، أما لماذا؟ فإنك تواجه بفكرة المصالح من طائرات ودبابات وأسلحة متوسطة وخفيفة، من تلك التي قدمتها روسيا للمتعاملين معها في المصالح، لقد ترك جينون عالمه الغربي (القاسي بإجرامه) وانحاز إلى عالم شرقي مازال قائماً في العالم العربي -ومن ضمنه سوريا- يعتاش على الاستبداد والفساد والإفساد وعلى رفض الإصلاح والنهضة والتقدم والتنوير.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!