أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - حقيقة هذا الهجوم البربري















المزيد.....

حقيقة هذا الهجوم البربري


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 08:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


روبرت فسك
إذ كنا نحارب المتمردين في العراق ، ما الذي يدعونا للتفكير بأنهم لن يأتوا إلينا؟
"إذا قصفتم مدننا، فسوف نقصف مدنكم"، إفعلوها لتروا بِأنفسكم.. هكذا أنذرنا بن لادن وقالها في أحد أشرطته. وكان هذا الكلام واضحاً جداً بأِن بريطانيا ستكون هدفاً منذ أن قرر توني بلير الانضمام إلى جورج بوش في "حربه على الإرهاب" وغزو العراق. ومن الواضح أنهم اختاروا، بشكل دقيق وقبل فترة سابقة، عقد قمة الدول الثماني الغنية G8 لتكون مناسَبة ليوم الهجوم.
ليس من المفيد أن يخبرنا السيد بلير "أنهم لن ينجحوا في تدمير قيمنا العزيزة". ذلك لـ "أنهم" في الواقع ليست لديهم النية في تدمير "قيمنا العزيزة"، بل هم يحاولون إثارة الرأي العام البريطاني لإجبار بلير على الانسحاب من العراق ومن تحالفه مع الولايات المتحدة ومن دعمه المتواصل لسياسات بوش في الشرق الأوسط. لقد دفع الاسبانيون ثمن تأييدهم لبوش- وأن تراجع الاسبان وانسحابهم من العراق برهن على أن تفجيرات مدريد قد حققت أهدافها- في حين ألقنوا الاستراليين درساً في بالي- أندنوسيا.
من السهل على توني بلير أن ينعت تفجيرات لندن بـ "البربرية"- وهي بالطبع كذلك- ولكن ماذا نسمي قتل المدنيين نتيجة الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق عام 2003، وكذلك القتل العشوائي لأعداد لا يحصى من العراقيين عند نقاط تفتيش الجيش الأمريكي؟ عندما يُقتل هؤلاء يُقال أنه "ضرر مُصاحب" collateral damage، وعندما يكون القتلى من جانبنا، فإنه حينئذ "إرهاب بربري" barnaric terrorism.
طالما نحن نحارب المتمردين insurgency في العراق، فماذا يجعلنا نعتقد أن المتمردين لن يقدموا إلينا ويحاربوننا في بلدنا؟ شيء واحد مؤكد هو إذا اعتقد توني بلير حقاً بِأن "محاربة الإرهاب" في العراق هي السبيل الفعّال لحماية بريطانيا- حاربهم هناك بدلاً من السماح لهم بمحاربتنا هنا ، كما يقول بوش باستمرار- لكن الأحداث أثبتت عدم صحة هذه المقولة.
أن مهمة تخطيط وتوقيت تفجيرات لندن لتتزامن مع قمة الدول الثماني الغنية، حيث كان العالم يركز أنظاره على بريطانيا، لم تتطب عبقرية خارقة لتنفيذها stroke of genius (لم تكن ضربة معلّم). فهي لم تتطلب درجات معرفية ذكية عالية لاختيار مناسبة لقاء بلير وبوش لقلب المدينة رأساً على عقب من خلال تلك التفجيرات والتضحية بِأكثر من 30 من مواطني المدينة. ذلك أن موعد عقد قمة الثمانية كان قد سبق إعلانه منذ فترة، وتوفرت لدى المنفذين للتفجيرات كل الوقت الذي يحتاجونه للتحضير وتنفيذ فعلتهم.
رافق الهجوم الذي شهدناه أمس (تفجيرات لندن) نظام تنسيق من النوع الذي تطلب التخطيط له على مدى شهور: اختيار مساكن آمنة، تحضير المتفجرات، تحديد الأهداف، ضمان الأمن، تعيين القائمين بالتفجيرات، التوقيت: الساعة- الدقيقة، خطة الاتصالات (هواتف الموبيل تسهل المهمة). أن التنسيق والتخطيط المحنك- واللامبالاة الكاملة للتضحية بحياة الأبرياء- هي كلها من خصائص القاعدة.
والآن دعونا نلقي بعض الضوء على حقيقة أحداث الأمس (تفجيرات لندن).. افتتاح قمة الثمانية، هو يوم مشهود، وأيضاً يوم دام، ومثَّل فشلاً ذريعاَ لأِجهزتنا الأمنية "الخبراء" ممن زعموا امتلاك العراق لأِسلحة الدمار الشامل في حين أثبتت الوقائع عدم وجودها، ولكن هؤلاء الخبراء أنفسهم فشلوا تماماً في الكشف عن مؤامرة تفجيرات لندن التي استمر التخطيط لها شهوراُ عديدة.
يظهر أن وسائل المواصلات: القطارات، باصات النقل العام، السيارات، قطارات الأنفاق، هي الأماكن الخصبة التي تُظهر فيها القاعدة براعتها لتنفيذ أعمالها الظلامية. ذلك أنه من غير الممكن تفتيش ثلاثة ملايين مواطن قادمين يومياً من الأماكن المحيطة بالمدينة وبوسائل النقل المختلفة للعمل في لندن والخروج منها بعد انتهاء أعمالهم إلى مناطق سكناهم خارج المدينة commuters. كذلك لا أحد يستطيع أن يفتش كل سائح في المدينة. فكَّر البعض أن الفضائية الأوربية Eurostar ربما ستكون هدفاً للقاعدة- يمكن التأكيد على أنهم درسوا هذا الأمر- ولكن لماذا الذهاب إلى هذا البُعدْ عندما تكون أمامهم الوسائل العامة فوق الأرض والأنفاق تحتها متاحة كأهداف أقرب إليهم.
وبعد ذلك يأتي دور مسلمي بريطانيا، حيث غلّفهم القلق لفترة طويلة من مجيئ مثل هذا اليوم- الحلم المزعج nightmare. والآن سيصبح كل مسلم من مواطنينا "مشتبه مألوف" usual suspect، وهذا يشمل كل رجل أو إمرأة من ذوي العيون البنية اللون browneyes، الرجل الملتحي، المرأة المحجبة، الشاب بمسبحته، الفتاة التي تتعرض لإساءة معاملتها بسبب التميز العنصري.
أتذكر عندما كنت في الطائرة عبر الأطلنطي في 11 سبتمبر 2001- حيث عادت أدراجها بعد أن أغلقت الولايات المتحدة مجالها الجوي- كيف أن موظفي الطائرة وأنا معهم أخذنا نتجول في ممرات الطائرة لنتفحص الوجوه لعلّنا نشخص أي من المسافرين المشتبه بهم. وبالطبع وجدت درزينة من ذوي العيون البنية اللون بلحاهم الطويلة، ولكنهم من الرجال الأبرياء تماماً أو ممن رشقونا بنظرات عدائية "hostility". ويمكن التأكيد أنه خلال لحظات قليلة فقط، (ونتيجة لتصرفنا هذا) انقلبوا إلى متعاطفين مع أسامة بن لادن ليصبح أيضاً جسراً لكل ما يقود إلى التمييز والتفرقة العنصرية ضد العرب. وهذه النتيجة هي جزء من حصيلة أحداث الأمس (تفجيرات لندن): عزل المسلمين البريطانيين عن غير المسلمين في بريطانيا (دون الحاجة إلى القول بإيقاع التفرقة بين المسلمين وبين المسيحيين)، أي أن جانباً من حصيلة هذه الأحداث هي تشجيع كافة أشكال التميز والتفرقة التي يمتعضها بلير.
ولكن هنا (امتعاض بلير) توجد مشكلة، هي الاستمرار في الادعاء الزائف pretend من أن الأعداء يريدون "تدمير قيمنا العزيزة"، هذا الادعاء الذي يشجع على العنصرية. ذلك أن ما نواجهه حالياً في بلادنا هو موضوع محدد، مباشر، وهو هجوم مُرَكَّزْ على لندن نتيجة "الحرب على الإرهاب"، بعد أن ورطنا فيها بلير لورد الكوت- العمارة.
فقط قبل برهة من انتخابات الرئاسة الأمريكية، سأل بن لادن "لماذا لا نهاجم السويد؟"
محظوظة السويد. ليس فيها أسامة بن لادن وأيضاً ليس فيها بلير.(!!)



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة اعمار وإدارة قطاع النفط العراقي
- مسألة معارضة الخصخصة -التخصيص
- صندوق النقد الدولي ومستقبل العراق
- الدستور والانتخابات في العراق المحتل
- المقاومة والأحزاب السياسية في العراق المحتل
- حضارة وادي الرافدين** -العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. ...
- التحول الديمقراطي والمجتمع المدني** -مناقشة فكرية وامثلة لتج ...
- مأزق المرأة العراقية وقانون الاحوال الشخصية
- جذور ازمة العنف السياسي في العراق - قراءة في المواريث التاري ...
- مقومات التحول الديمقراطي
- العراق المعاصر انظمة الحكم والاحزاب السياسية
- نقد العولمة
- الاقتصاد- النفط العراقي الى اين؟
- الاقتصاد العراقي الي اين؟
- الوضع السياسي في العراق


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - حقيقة هذا الهجوم البربري