أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل أحمد - لماذا اغلاق منتدى الأتاسي ؟














المزيد.....

لماذا اغلاق منتدى الأتاسي ؟


عادل أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان لخطاب القسم الشهير للرئيس السوري بشار الأسد فعل السحر على الشعب السوري وعلى مثقفيه كما على المعارضة السياسية . فالإنسان العادي في منطقتنا ومنها سوريا ، ينظر إلى ال " فوق" المتعال برهبة وخوف وتقديس من جهة وبأمل الحصول على الخير العميم من جهة أخرى ؛ سواء كان هذا الفوق إلها أو نبيا أو حاكما أوعظيما . أما الإنسان الحاصل على الثقافة والعلم فنرى لديه زيادة عما سبق رغبة التماهي مع هذا ال"فوق" المتعال . وإذا كان هذا هو الوضع من الناحية الإيمانية النفسية ، فان القوى السياسية وأهل الفكر والثقافة رأوا في الخطاب المذكور عناصر جديدة لم تكن مألوفة في الخطاب السياسي السوري لمدة طويلة من الزمن ، ومن هذه الرؤية انطلقوا في تحركهم اللاحق .
ولقد كان ما سمي ب "ربيع دمشق " في حينه هو النتيجة المباشرة لمثل هذا الوضع وهذا التصور . وكان تحرك أهل الفكر والثقافة مجليا في هذا الإطار بحيث استفز القوى السياسية وألهمها. الأمر الذي حرك المجتمع السوري الساكن وخلق بداخله سجالا غير مسبوق ، بل هو لم يألفه لفترة طويلة من تاريخه .
ولأن هذا الحراك والسجال فتحا أبوابا ومسالك ودروب غير مطروقة بل هي خطوط حمر بل أشبه بمحول ضخم للتيار الكهربائي الذي توضع عليه دائما لافتة تحذيرية مكتوب عليها خطر الموت .
أو لنقل بتعبير آخر أن هذا الحراك قاد نخبة المجتمع وفعالياته إلى القصر المسحور ذي ال 360 غرفة حيث هو مسموح التجول وارتياد كل الغرف عدا واحدة ، ولأن من طبع الإنسان حب الاكتشاف والمغامرة وارتياد المخاطر فقد وقع المحظور وسقط أهل هذا الحراك في الفخ المتمثل بالاقتراب من التابو المقدس وملامسته ، فما كان من النظام إلا أن ألقى القبض على الجاني بالجرم المشهود وبقية القصة معروفة .. وهكذا انتهى ربيع دمشق حتى قبل أن تتفتح براعمه ولم يبق منه إلا منتدى الأناسي للحوار الديمقراطي الذي شفع له موافقة رأس النظام على عمله واستمراره .
ومع أن بعضهم غمز من قناة المنتدى بسبب هذا الاستثناء إلا أنه استطاع أن يحافظ على نفسه ك " هايد بارك " سوريا ، وأن يكون منبرا لكل ذي رأي وموقف ، كما استطاع حتى ساعة إغلاقه أن يكون مسرحا مفتوحا لنشر ثقافة الحرية والديمقراطية .
فلماذا إغلاق المنتدى ؟
ولماذا الآن ؟
هل بسبب أن رأس النظام ضاق ذرعا بالمنتدى وما يصدر عنه فرفع الغطاء الشرعي عنه مما أدى إلى استباحته وإغلاقه ؟
أم أن فريقا من أهل السلطة ونعني الأجهزة الأمنية استعادت زمام المبادرة فعادت إلى أسلوبها المعتاد في إخماد كل شمعة تضاء في ليل سوريا الحالك .
أم أنه وهذا هو الأرجح ، رسالة إلى المعارضة ونشطاء المجتمع المدني وأهل الفكر والثقافة ، رسالة تقول أن أي نشاط ما لم يكن منسجما مع توجهات السلطة وتحت سقفها ، وخاصة منه ذلك الذي يقترب من الخطوط الحمراء سوف يقمع بقوة وحزم ، وأن الفاصل ( الاستراحة) التي تتخلل العرض قد انتهت ؟
أرجحية هذا الاحتمال تنبع من الاقتناع بأنه لا خلاف بين أهل السلطة على التوجه الداخلي العام ، وأن معزوفة الحرس القديم والجديد هي معزوفة خلبية ، وإذا كان هناك من تباينات محدودة فان المؤتمر القطري قد وحد الكلمة والصفوف ورتب الأولويات كافة . وكذلك هي تنبع من الاستشعار الدقيق للخطر القادم باتجاه النظام حسب فهمه للتحركات المتزايدة داخل المجتمع ، وبروز العديد من الأحزاب والجمعيات واللجان والمنتديات الجديدة ، والتي تزداد يوما بعد يوم . وبالتالي كان هذا القرار لقطع الطريق على أي تحرك أو نشاط مستقبلي ، أي العودة بالبلاد إلى المربع الأول ، حيث أن المجتمع بنظر السلطة هو حكر على حزب البعث وأجهزة السلطة وحدها دون سواها ؛ ولكن هيهات هيهات ، فالمهد ( السرير) الذي فصله النظام تاريخيا للشعب السوري ( والذي يعتبره النظام شعبا قاصرا لا يزال في مرحلة الطفولة ) قد أصبح صغيرا عليه ، ضيقا إلى درجة الاختناق ، وهو سوف يستمر بالتململ والحركة إلى أن يخرج منه إلى فضاء الحرية .



#عادل_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد جورج حاوي : السؤال الكبير
- المسـألة الوطنية ودورها في وحدة قوى اليسار والديمقراطية
- الماركسية وأفق البديل الاشتراكي
- عندما تختلط السياسة بالرغبات
- سورية : ضرورة التغيير وموجباته
- عن التاريخ والفكر والانسان
- عن التاريخ والفكر وزالانسان
- الوحدة الوطنية كأداة أساسية في مواجهة المخاطر
- سوريا : التغيير وأدواته
- رؤيا عامة لحالة سياسية جديدة
- رؤية عامة لحالة سياسية جديدة
- كي لا نفتح بوابات المجهول
- نحن والليبرالية
- تهنئة بالعام الجديد
- من أوراق السجن : صلاة اليك
- عرفات : الرجل الرمز
- سوريا كما نراها وكما نريدها
- بين رفض الخارج واستيعابه
- اعلان عن ولادة حزب جديد
- أرض الحجارة


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل أحمد - لماذا اغلاق منتدى الأتاسي ؟