أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - عبودية القرن الواحد والعشرين














المزيد.....

عبودية القرن الواحد والعشرين


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال الثورات المتفجرة فى بلادنا والعالم، بدأنا نشهد تصدع نظام الدولة العتيق، الذى حكم الأرض آلاف السنين، منذ تقسيم البشر إلى أسياد وعبيد.

طالبت الثورات الشعبية جميعاً بإسقاط النظام، الذى حول ٩٩٪ من البشر إلى عبيد لقمة العيش والهوان، و١٪ إلى عبيد السيطرة والغطرسة والأموال.. بدأ نظام الدولة العتيق يتصدع مع تزايد وطأة العبودية الناتجة عن تفاقم الفقر والبطالة والفساد والتحرش الطبقى والجنسى بالنساء والأطفال والفقراء.

توالت الضربات الشعبية لكيان الدولة، وليس فقط للحكومات أو الطبقات الحاكمة، كان شعار الثورة فى أغلب البلاد هو «يسقط النظام»، يعنى يسقط نظام الدولة، لم تقم الثورة المصرية فى يناير ٢٠١١ لإسقاط مبارك رئيس الدولة فقط أو تغيير حكومة أحمد نظيف بحكومة عصام شرف، أو بالجنزورى أو بالببلاوى أو بمحلب، بل لإسقاط نظام الدولة الحاكم، وبناء دولة جديدة، تقوم على العدل والحرية والكرامة، لكن قوى الثورة المضادة، على رأسها الولايات المتحدة وتوابعها (خارجياً) وطبقة رجال الأعمال وتوابعهم (داخلياً) منذ السادات ومبارك ومرسى، مع شركاتهم وفضائياتهم، والمثقفين من حولهم، والأحزاب الدينية والسياسية القديمة والجديدة، تم إجهاض الثورة المصرية بكل هؤلاء من أجل الإبقاء على نظام الدولة العتيق.

حدث الشىء نفسه فى البلاد الأخرى بدرجات متفاوتة حسب قوة الشعب ووعيه وقدرته على التنظيم، حركة «احتلوا» الثورية فى أمريكا وأوروبا، والحركات الأخرى فى آسيا وأفريقيا، تم إجهاضها وتشويه سمعة الثوار الشباب والشابات، واعتبارهم بلطجية أو فوضويين (أناركيين) يريدون هدم الدولة.

لكن الشعوب أصبحت أكثر وعياً، وأكثر قدرة على التنظيم والثورة، كما اشتدت معدلات الفساد من قمة الحكم إلى أسفله، وأصبح أغلب الشباب والشابات (فى الغرب والشرق) عاجزين عن الحصول على العمل أو الزواج، فى الوقت الذى يزيد فيه الأثرياء ثراءً، وتنتشر السرقات المالية والفضائح الأخلاقية للكبار العجائر بل رؤساء الدول، يخدعون زوجاتهم، يتسللون سراً إلى العشيقات والغانيات، تتفاقم مشكلات الأطفال (غير المعترف بهم من آبائهم) وزواج البنات القاصرات سراً وعلناً، واغتصاب الأطفال الإناث والذكور، ليس فقط من عامة الرجال والمراهقين بل من كبار المسؤولين ورجال الدين المقدسين.

فشلت الأحزاب السياسية (يمين ويسار)، لم يعد هناك فرق بينهم: ليبراليين، نيوليبراليين، اشتراكيين، شيوعيين، إسلاميين معتدلين، سلفيين، إرهابيين متطرفين، مسيحيين ديمقراطيين، جمهوريين، نازيين جدد، فاشستيين وغيرهم.


الملايين من الشعوب يريدون إسقاط الدولة الطبقية الأبوية المستيدة، التى تتخفى تحت الديمقراطية المسيحية أو اليهودية أو الإسلامية أو غيرها، لم يتم الفصل بين الدين والدولة فى أى بلد، تتخفى الرأسمالية الاحتكارية العسكرية وراء الدين رغم إلحادها، يتشدق اليسار بالاشتراكية والديمقراطية رغم استبدادهم الرأسمالى.


الشباب والشابات فى معظم البلاد ابتعدوا عن الأحزاب السياسية بكل أنواعها، وقاطعوا صناديق الانتخابات بكل مستوياتها، من الرئاسية إلى القرى والمحليات، فقدوا الثقة فى الديمقراطية، أصبحت الانتخابات فى نظرهم خدعة تعطى شكلاً ديمقراطياً للدولة الاستبدادية.

فشل نظام الدولة الكبرى فى أمريكا، وتستمر حكومة الولايات المتحدة فى العدوان على شعبها والشعوب الأخرى.

الحكومات المصرية المتعاقبة بعد الثورة فى يناير ٢٠١١، فشلت فى تحقيق أهداف الثورة، بل ساعدت فى إجهاضها، وأصدرت عدداً من القرارات ضد مصالح الشعب المصرى على مدى السنوات الثلاث الماضية، أحدثها القرار الأخير باستخدام الفحم (الكارثة البيئية والمدمرة للصحة) كوقود فى مصانع الأسمنت، ما يؤكد سيطرة القوة الرأسمالية (خارجياً وداخلياً بشركاتها ورجال أعمالها) على الدولة المصرية بحكوماتها وأجهزتها العتيقة.

لكن عبيد القرن الواحد والعشرين، النساء والشباب، ليسوا هم عبيد الدولة والعائلة فى عصور العبودية، وسوف تنتصر الشعوب حتماً، ويتقدم التاريخ الإنسانى إلى الأمام رغم النكسات.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يغلبه زمن
- كافكا وأورويل وزويل وقانون الغابة
- تتوالد الأجيال الجديدة وتتكاثر
- هل تجهض الثورات الأفكار الوسطية؟
- ليس لأمي مكان في الجنة
- لو أن كل رجل أصبح إنسانا
- جدتى والعدالة الكونية
- الحديث
- لو أن كل وزير كان مثقفا؟
- إشارات القراء والقارئات
- لحظات فارقة فى حياتى ( ١)
- وهل تنال الكاتبة الثائرة حقها؟
- يدفعونها للأمام لتكون كبش الفداء
- لا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات
- محنة الأساتذة علماء السياسة
- الدم المراق وكبش الفداء
- الإعلامى الثورى وعبقرية الكذب
- عبقرية البنات. والطب. والثقافة
- إحياء التراث والروحانيات ونبذ الماديات
- تحرير العقل والعودة للبدهيات


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - عبودية القرن الواحد والعشرين