أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - الباستيل العراقي .. سجن نقرة السلمان يستحق الاحتفال















المزيد.....

الباستيل العراقي .. سجن نقرة السلمان يستحق الاحتفال


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سجن نگرة السلمان .. "باستيل" العراق
احتفالات بهيجة في السماوة وتكريم لمناضلين اصلاء

لم يكن يوم الجمعة الماضية يوما اعتياديا في حياة اهل السماوة، هذه المدينة الانيقة التي تغفو بطمأنينة على نهر الفرات، حيث جاءها المئات من المواطنين، قدموا من بغداد ومحافظات الوسط والجنوب معتمرين قبعات حمراء وساروا راجلين في المدينة، نساء ورجالا، بمظاهرة دعوا فيها الناس للمساهمة في الانتخابات القادمة وطالبوهم فيها بالتغيير الايجابي المنشود، وقد استقبلهم اهالي مدينة السماوة بفرح غامر.
وتقدم المسيرة عضو مجلس محافظة المثنى الرفيق د.غازي الخطيب، مرشح الحزب الشيوعي العراقي الأول في محافظة المثنى ضمن قائمة التحالف المدني الديمقراطي، وانطلق المشاركون وهم يلوحون برايات الحزب الحمراء والاعلام العراقية، ويوزعون اعلانات التحالف المدني الديمقراطي الانتخابية على المارة واصحاب المحال التجارية في سوق المدينة.
وجاءت المسيرة في عشية الاحتفال بـ "نگرة السلمان"، في قضاء السلمان بمحافظة المثنى، على شرف الذكرى الثمانين لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي . وقد قرر المحتفلون ان يكون التكريم والاحتفال حيث موقع السجن،في قضاء السلمان ، احتفاء بنزلائه من السجناء السياسيين السابقين، وتكريما لهم.
وانطلقت المسيرة في شوارع السماوة، وانتهت عند كورنيشها، حيث اقيم مسرح قدمت عليه فقرات الفعالية الانتخابية.
وحل قائم مقام مدينة السماوة السيد عبد الحسين خلف، ضيفا على المشاركين في فعاليتهم، إلى جانب حشد من أبناء المدينة.
وبعد الافتتاح بموسيقى النشيد الوطني، ووقوف الحاضرين دقيقة صمت اكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية، ألقى الاستاذ حيدر بشبوش كلمة اللجنة المحلية للحزب في المثنى، وقد أشار فيها إلى أهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ودعا المواطنين إلى التصويت لصالح مرشحي قائمة التحالف المدني الديمقراطي، لأنهم الضمانة الاكيدة لبناء وطن المساواة والعدالة الاجتماعية.ومما جاء في كلمته:" لقد قامت هذه الدولة على اساس نهج المحاصصة سيء الصيت، حيث غابت المعايير الوطنية وجرى تقسيم للمكاسب والامتيازات ..". ثم طالب الحضور:" لنعمل من اجل بناء الدولة ومؤسساتها من خلال تحقيق مستلزمات الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على العدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة الوطنية. ومكافحة الفساد وتعزيز الحقوق والحريات، وبناء الاقتصاد الوطني، والوقوف بوجه التدخلات الاقليمية والدولية التي وضعت البلد على سكة الكارثة:"
بعد ذلك جاء دور الشعر، حيث ألقى الشاعر رائد الاسدي قصائدا جميلة جاء فيها:"
ادري بَك تطحن صبر
ومثل الرٍحي ادور
دست اعله جرحك شهم
ما بينت مكسور
من شفت صار الوطن
خشبة بحلك تنور
اتحولت كرصة خبز
ما نمت بالزاغور
........
من طشت التفرقة
وكلمن ظهر معدنه
ونكشف المستور
والدنية صارت محك
والرقبة ع الساطور
طيرةْ سلام وطرت
وبعالي صوتك صحت
ما دام عدنه فِكِرْ
شنسوي بالشاجور


وقرأ بعد ذلك شاعر من ابناء السماوة وهو عقيل الشيباني بعضا من قصائده ومنها هذا المقطع الذي اسماه انفلاتات سريالية:"
اذا لا قدّر الله انتم ترجعون
وتحكمون البلد والخير آتي
وعله بيبانكم نلزم طوابير
مثل ما هسه لزْمنّه امهاتي
شقبض من تسلوفلي عله الاسلام
شاكل منّه تاريخ انفلاتي
ما ريده الاسلام الخلّه بالليل
ما عدهن غطه ينامن خواتي
مطركم ترس عشهن طين مو ماي
والتمّن عليْ مثل الفخاتي
خوش انسان بس من توصل الهاي
وحك ربكم ارد لمسودناتي

واعتلى المنصة بعدها الشاعر عريان السيد خلف، الذي ألهب الحضور بقصائده المعبرة والمؤثرة المعروفة.
هذا وأثارت الموسيقى وأغنيات الحزب التي قدمت ضمن فقرات الفعالية، مشاعر الحضور والمارة من ابناء السماوة الذين وقفوا بالعشرات متابعين الفعالية وفقراتها المنوعة.
لقد ازدادت المدينة نظارة وبهجة في هذه الفعالية، وكان كرم اهل السماوة واضحا بالحفاوة التي ابدوها لضيوفهم.
وفي اليوم الثاني ( السبت 19نيسان) توجه المتظاهرون بسيارتهم عبر الطريق الصحراوي الى قضاء السلمان لاكمال احتفاليتهم في باحة سجن نكرة السلمان حيث ضربوا السرادق واقاموا معرضا فوتغرافيا لصور تاريخية تعود لعدد كبير من المساجين الذين سجنوا في هذا السجن الذي لم يبق من ردهاته العشر سوى الجدران، وكمٌ كبير من الكتابات عليها، تعود لفترات زمنية مختلفة .
ما إن ترجلنا عند الوصول حتى هب بعض المساجين رغم كبر سنهم ووضعهم الصحي الهش راكضين للردهات لاستعادة ذكرياتهم . يقول السجين عباس محمد الحسناوي كنت في هذا القاووش رقم 10عام 1963، وكان بجانبي ابن عمي فاخر شريف الحسناوي( وكان يقف بجانبه، يضيف او يصحح معلومة هنا اواشارة هناك)، كان بجانبنا سعدي حسن جمال الدين والشاعر ناظم السماوي ،والدكتور رافد صبيح اديب والفنان قتيبة الشيخ نوري وكان مسؤول القاووش الشاعر الفريد سمعان.
وسالنا الشاعر عريان سيد خلف عن مكان حبسه فقال بانه كان في القاووش رقم 2 .
اما المناضل نوح ابو سلام فقال بانه اعتقل للمرة الاولى في هذا السجن عام 1966، وان ما يؤلمه هو ان " السجن مهدم للاسف، يفترض ان يبقى معلما اثريا سياسيا تاريخيا لنضال الشعب العراقي وللاجيال القادمة لكي تعرف قيمة الدكتاتورية وبشاعتها).
اما عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي محمد جاسم اللبان والذي كان حاضرا منذ اليوم الاول فانه قال عن هذه الاحتفالية بانها " احتفاء بنضال مناضلينا في هذا السجن الرهيب، دفاعا عن كل الشرائح. واستطاعوا ان يحولوه الى مدرسة من طراز خاص، كأي اكاديمية وبمختلف الدروس. ولا بد ان اسجل هنا اهمية نهاية مثل هكذا سجون وضرورة الدفاع عن حرية الرأي وضمان الحرية الشخصية والسياسية، ولابد من الايمان بالتعددية في عراق ملون زاهي . والذي اثار انتباهي هو هذا العدد الكبير من الناس ومن مشارب مختلفة، رغم محاولاتنا كي يكون العدد اقل بكثير لضرورات امنية وصعوبة الطريق، ولكن مع هذا فقد جاء هذا الكم الهائل ليحي مناضلي الشعب العراقي النجباء" .


احتفال بمآثر السجناء السياسيين الميامين


بعد ان اكمل الحضور زيارة ردهات السجن اعلن مدير الحفل الشاعر ابراهيم الخياط عن بدأ الاحتفالية حيث وضعت منصة الاحتفال في وسط باحة السجن، وقال بان المأثرة التي اجترحها الاف السجناء الشيوعيين في نقرة السلمان عبر عقود من الزمن شهدت امثلتهم التي ما تزال منيرة، تلهمنا القدرة على الامل والتحدي ومواصلة المسير صوب غاياتنا الساميات..
والقى عضو المكتب السياسي الدكتور حسان عاكف كلمة الحزب بالمناسبة جاء فيها:" نقف اليوم هنا لنحتفي باولئل الرفاق الافذاذ الذين نباهي الزمن بهم، ونسقي بنضالهم وتضحياتهم الغالية شجرة الحزب الوارفة، ونستلهم من صمودهم في نقرة السلمان والسجون الكثيرة المنتشرة في طول البلاد وعرضها، العزم والتصميم على مواصلة السير في ذات الطريق المشرف الذي اختطه الشيوعيون العراقيون، والمتجسد في راهن النضال من اجل الدولة المدنية الديمقراطية، التي لا ضامن غيرها لحقوق العراقيين ومصالحهم الجذرية ..".
ثم جاءت كلمة السجناء الذين رزخوا في هذا السجن، القاها الشاعر الفريد سمعان وكان مما قاله فيها :"لقد سبقني الى هذا المكان رفاق آخرون كان بينهم زكي خيري ومحمد حسين ابو العيس وغيرهم كثر.. لقد تعودت الانظمة الفاشية ضرب الحزب مرارا في محاولة لاجتثاثه، ولكنه كان يعيد البناء من جديد ويتحداهم. هذا المكان شرف للشيوعيين .. لقد اصبح معلما من معالم البطولة .."
وفي حديقة الشعر صدح صوت الشاعر عريان السيد خلف بقصائد استذكر فيها لا سجن النقرة فقط بل كل سجون الأنظمة الفاشية التي تعاقبت على حكم العراق، وبطلب من الجمهور قرأ قصيدته الشهيرة "القيامة" التي تسجل بإتقان جميل احداث الانتفاضة الآذارية 1991.
وساهم الكاتب رضا الظاهر بكلمة مكرسة للمناسبة تحت عنوان "زهرة السلمان" .
بعد ذلك ساهم مجموعة من الادباء بنصوص مختلفة تخص المناسبة، وهم: حامد فاضل، زهير الرميثي، رياض العلوان، زين العابدين العابدي، مقداد مسعود.
وعاد مجددا الشاعر الخياط قبيل تكريم السجناء ليقول عنهم " انهم كوكبة من خيرة ابناء العراق، انهم الشيوعيون الذين كان لهم القيد خلخالا.. انهم الابطال الذين اجترحوا الرفض وعلموا الصخر ابجدية الحب .. واورثوا الصحراء الحكمة والتعاليم والغناء الجميل.. انهم السجناء من ابناء الحزب الشيوعي العراقي، ولانهم حفظوا الحزب وقضية الشعب في بؤبؤ العين وسويداء القلب. فها هو حزبهم العتيد وفي عيده الثمانين يكرمهم باوسمة المجد الخالد"..

وكان في مقدمة المكرمين عميد سجن نقرة السلمان الشاعر الفريد سمعان الذي سجن فيه مرتين؛ مرة في عام 1949، والمرة الثانية عام 1963 على ايدي البعث الفاشي، حين زجوه مع خمسمائة من رفاقه في قطار الموت سيء الصيت. بالاضافة لتكريم العشرات من السجناء.
وفي الختام وبعد ان وجه مدير الحفل شكر المنظمين والمشاركين والحاضرين الى قائم مقام القضاء السيد علي مخلف جبار والى الاجهزة الامنية في المحافظة، قرأ توصية المحتفلين المطالبة بتحويل مبنى السجن الى متحف وطني لتخليد مآثر العراقيين الاصلاء. متحف يسجل التضحيات الغالية التي جادوا بها وهم يقارعون عسف النظم الرجعية والدكتاتورية، ويدافعون عن الشعب والوطن وحريتهما واستقلالهما وتقدمهما.



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد حجبوا عنا - الرؤية- !
- نبوءة - التيار- و-زخة- نيسان
- مهرجان الفن التشكيلي بمناسبة الذكرى الثمانين للتاسيس .. الحز ...
- ذكرى مجازر ابادة الكورد الفيلية
- معرض اربيل الدولي التاسع للكتاب ..عناوين عديدة وأمسيات ثقافي ...
- اين الموقف الجمعي للمثقف العراقي ؟
- الجناس والنجاسة في اللغة والسياسة
- من يوحّد العراقيين؟
- على ضفاف دجلة .. في منتدى المسرح .. الاحتفال بيوم المسرح الع ...
- ذكرى التأسيس .. شموع وشعر وموسيقى وزهور
- رحل الصكار وعينه على العراق
- دم الشهيد والمصالحة الوطنية
- مجلس النواب العراقي .. وداعا
- الزراعة والمحاصصة الطائفية
- فوضى الدعايات
- مهرجان طريق الشعب الثاني في بغداد 6 7 آذار 2014
- الوقوف على التل
- 8 آذار والمرأة العراقية
- اغتراب بدوي
- نبوءة والدي


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - الباستيل العراقي .. سجن نقرة السلمان يستحق الاحتفال