أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد عبد الكاظم العسكري - العبودية لله والدين للجميع














المزيد.....

العبودية لله والدين للجميع


عماد عبد الكاظم العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ مطلع عام 1950 والى يومنا هذا لوحظ بروز دور الحركات الدينية السياسية بأعتبارها ظاهرة سياسية في المجتمعات العربية وقد اتخذت هذه الحركات والاحزاب من الدين شعاراً لتمرير مشاريعها السياسية في المجتمعات العربية الاكثر تأثراً بالدين وقبل هذا التاريخ لم يعرف دوراً للحركات الدينية السياسية بشكل بارز وملفت للنظر ، فقد تنامت هذه الظاهرة كظاهرة سياسية بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، ولكن ما هي الغاية من ان يقوم فرد او مجموعة افراد بتأسيس تيار او حركة او حزب ذو طابع ديني ؟ الجواب على ذلك من خلال الواقع الذي عاشته الامة العربية والاسلامية يتضح ان هذه التيارات والحركات الدينية التي تتخذ من الدين غطاء لها فهمت جيداً ان الدين هو المحرك الاساسي لعقول وقلوب المجتمعات وان اسهل الطرق للحكم والسيطرة على الامم يكون من خلال التأثير في تلك العقول والقلوب وجعلها في سبات مستمر من اجل تسهيل مهام تلك الاحزاب والحركات للنهب والسلب والتحكم بمصير العباد بأسم الدين .
فقد برزت حركات اسلامية وتيارات سلفية واحزاب دينية غيرت الكثير من الدين كدين سماوي جاء ليصحح اخطاء اوجدتها الامم السالفة في عصر ما قبل عصر الاسلام ( عصر الجاهلية ) ونبذها الاسلام وحاربها وبين معالم بناء الحضارة والطريق الصحيح الذي يجب ان تسير عليه الامم ، لكننا وبعد 1400 سنة من بدء الرسالة المحمدية الطاهرة وربما يزيد على ذلك نعود الى عصور ما قبل الجاهلية بألف عام او يزيد على ذلك عصور الامم القديمة في الحضارات الرومانية واليونانية وحضارة الماو والاكدية والبابلية والأشورية التي سبقت تكوين الاسرة كأسرة بالمعنى السائد فقد كان البقاء للأقوى والضعيف لا حول له ولا قوة ، الى ان شرعت بعض القوانين وانصفت الضعيف والمرأة والرقيق واليوم أصبح الناس يقتلون بعضهم البعض بأسم الدين والمذهب والمنطقة س تهاجم المنطقة ص ، وتستباح الاعراض ، وتنتهك الحرمات ، وتنهب الاموال ، ويقتل الاطفال ، ولم يسلم من ذلك حتى الحيوان والزرع وهولاء على اختلاف تياراتهم الدينية التي يعتقدون بها ما ابقوا للإسلام من وجهٍ ابيض ، امام الامة المسيحية ، فقد شوهوا الاسلام الحقيقي ، ولم يعد الاسلام كدين مقبول لدى تلك الامم لما يحمل افراده من عنف وميول الى اراقة الدماء تحت مسميات مشرعنة حسب اهواء البعض ، واصبح الاسلام في نظر الامة المسيحية يعني الارهاب وهذا كله ناتج عن سلوكيات ممنهجة وعقيلة منحرفة استغلت الدين لتحقيق اهداف ومأرب دنيوية كالوصول الى السلطة والحكم بأسم الدين والتسلط على رقاب الامة ونهب خيراتها وسلبها واستغلال افرادها وجعلهم رقيقاً لهم بأسم الدين فكان العبيد في الامم السابقة طوع اوامر السادة والإشراف ينفذون ما يؤمرون ولا يحق لهم السؤال او الامتناع عن التنفيذ فاليوم نجد العبودية اصبحت في مجتمعاتنا للحزبية والمذهبية والطائفية وللحركة والتيار الفلاني بينما العبودية الحقيقية هي لله ولا ارادة السماء ومنهج الحق قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ) .
فهنا يبين الله سبحانه وتعالى انهم اتخذوا الهةً كثيرة فأصبح دينهم متقطعاً ، لكل منهم صنم وعبادة خاصة به وتركوا الطريق الصحيح والمنهج الرسالي الصحيح الذي يؤكد على التراحم والإخلاص ومساعدة الفقراء والمحتاجين وعدم الفساد في الارض وعمارتها والتفكر في عظمة الخالق بما اوجد في الارض والسماء وكلها سخرها لخدمة الانسان كمخلوق اصطفاه على بقية المخلوقات وكرمه بنعمة العقل ولكن في الحقيقة ان هذه الاحزاب والحركات والتيارات الدينية التي اتخذت من الدين شعاراً لها هي بالأصل متنافرة فيما بينها ولايوجد جامع مشترك يجمع بينهم حتى وان كان الدين شعاراً لهم مما يوضح لنا ان تلك الاحزاب والتيارات والحركات هي دنيوية تتخذ من الدين غطاءاً للوصول الى غايات دنيوية معينة وليس هدفها نشر الاسلام وبيان اهمية الدين الاسلامي الحقيقي فأصحاب الحزب الفلاني يبغضون اصحاب الحزب الفلاني الاخر ويصل بهم البغض الى التسقيط والتشهير والقتل فأين الدين الذي يحملونه شعاراً ومنهجاً وينادون به .
وخلاصة ما اود طرحه هنا ان الدين الاسلامي ليس بحاجة الى حزب او تيار او حركة لكي يتم ايصاله للآخرين تحت لافتة الحزب الاسلامي الفلاني او التيار الديني او الحركة الدينية الفلانية ، فالدين لله والعبادة للجميع والناس اليوم ليسوا بحاجة الى من يقوم بأفهامهم احكام اسلامية هم اصلاً يعرفونها ككيفية الصلاة والوضوء والغسل ونحر الاضاحي والقبلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الصلاة وايتاء الزكاة ، اذا ما هي الغاية الحقيقية من بروز هذه التيارات والحركات ؟ الجواب على ذلك قد ذكرناه بصريح العبارة مراراً في هذا الحديث وهو الغاية الدنيوية الحكم والسيطرة على مقدرات الامم والتسلط على الرقاب بأسم الدين والقتل وإراقة الدماء والفساد في الارض فما بني على الباطل لا ينتج عنه الحق مطلقاً ، انما نتاجه يقيناً الباطل .



#عماد_عبد_الكاظم_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد كنوص ( قصة قصيرة)
- انا الخيال للمهرة ( شعر شعبي )
- هكذا عشقت الحياة (قصة حقيقة )
- اغازلها


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد عبد الكاظم العسكري - العبودية لله والدين للجميع