أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الإسلاميون ونهاية التاريخ














المزيد.....

الإسلاميون ونهاية التاريخ


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجع مقولة نهاية التاريخ الى المفكر الأمريكى ذو الأصول اليابانية "فرنسيس فوكوياما" التى أطلقها بعد سقوط جدار برلين وإنهيار الإتحاد السوفييتى ويعنى بها الإنتصار النهائى للرأسمالية بمفهومها عن إقتصاد السوق والديموقراطية على النمط الغربى من حرية العقيدة وتداول السلطة، هذه النظرة التى لم يتراجع عنها "كما أشاع البعض" رغم تعديل جزء من فكرته وإدانته الغزو الأمريكى على العراق، ويعتبر الإسلامين أنه بوصولهم للحكم فقد أكمل الزمان دورته وتحقق لهم الإنتصار النهائى على النموذج العلمانى والقومى وأن الأرض تعود الى سيطرة الدين بشكل كامل وتحقيق المثل الأعلى الإسلامى وأن كلمة الله هى العليا ولو كره الكافرون ويعمدون أقوالهم بمخزون طويل من التأويلات الفقية للنصوص الدينية، وبانتصار المتدينين على الكفار وأشباههم تكون نهاية التاريخ.
رغم أن تلك الفكرة ليست حديثة عبر تطور البشرية فقد تبنتها منذ الأزل كل الأديان السماوية والأرضية وحتى النظريات الفكرية والفلسفية المطلقة التى تعتمد على الحتميات الاّ أنه فى السنوات الأخيرة وبعد تفجّر الثورات العربية واستطاعة تيار الإسلام السياسى تحقيق الفوز فى معظم الإنتخابات البرلمانية والرئاسية التى أعقبتها فقد تجدد حلم الإسلامين بإعتلاء سدة الحكم إماّ رضا أو غصبا، واعتبارهم هذا الفوز بسبب إرادة عليا مطلقة وليس ما يمنع الأخذ بالأسباب كالرشاوى الإنتخابية ومغازلة أحلام البسطاء بالفوز فى الدنيا والآخرة، وبهذا الفوزيعتبرون أنهم أخذوا تفويضا من الشعب وليسوا فى حاجة لتجديده مرة أخرى، والتجارب من حولنا تؤكد ذلك فمنذ حكم الملالى فى إيران لم يطرحوا يوما التخلى عن هوية الحكم الاسلامية الشيعية بل تدور كل الحكومات فى هذا الفلك بينما المرشد الأعلى هو من بيده مقاليد الأمور، وفى غزة منذ الانتخابات التشريعية التى أوصلتهم للسلطة فى 2005 يقاومون أى محاولة لإجراء انتخابات مرة أخرى، نفس الحال فى السودان منذ انقلاب الإنقاذ وسيطرة الإخوان بجناحيهم على الحكم يمسكون بالسلطة بالنواجذ مهما حدث من كوارث وتقسيم، وبعد وصول الإخوان المسلمين للحكم فى مصر اعتبروا أنهم سيبقون فى السلطة خمس قرون، ناهيك عن الأنظمة الملكية فى المنطقة التى تحكم بسلالات تدعّى نسبها للنبى أو بأسر تجرى فى عروقها الدماء الزرقاء وتدعى تطبيق شرع الله.
لا ينكر الإسلاميين أنهم يحلمون بالعودة للوراء أربعة عشر قرنا حيث نقاء مرحلة حكم الرسول للمدينة ومن بعده الخلفاء الراشدين التى إستمرت حوالى ثلاث عقود تخللها أحداث عظمى وصراعات دامية منها الثورة على الخليفة الثالث وحصاره وقتله والحرب بين الصحابة فى موقعة الجمل وصفين ومقتل ثلاثة من الخلفاء وغيرها من الحوادث المؤسفة الجسام المعلومة، على أنهم مازالوا متمسكين بأن تلك الفترة تعتبر العصر الزاهى للإسلام وقد نجحوا بلا شك فى تسويق تلك الصورة "بعد تنقيتها" بين أنصارهم وبين جموع المسلمين مرتكزين على المشاعر الدينية للشعوب وقدسية الدين.
رغم أن التيار الإسلامى يلعب على الذهنية الدينية البسيطة للجموع وخاصة فقراء الريف والمدن الاّ أنه من خلال ممارسة طويلة فى خندق المعارضة للأنظمة الإستبدادية قد إكتسب خبرات سياسية وتنظيمية لا بأس بها عززها الفشل المتراكم والهزائم المتكررة لتلك الأنظمة مما زاد من نزوعها الى الإستبداد والقمع بحق المعارضة عموما والتيار الإسلامى على وجه الخصوص ما ساعده فى لعب دور الضحية واكتساب تعاطف الجمهور، كما حاول الإسلاميون أن يبعثوا برسائل للغرب الإمبريالى لتطمينه على مصالحه فى المنطقة وأنهم الأقدر على حمايتها، ورسائل للداخل للتمويه على التيارات المدنية وإيهامها بقبولهم الديموقراطية وتداول السلطة، كل ذلك ساعد الإسلاميين فى حشد الناخبين للفوز بمقاعد البرلمان والوصول للسلطة فى أكثر من بلد، وبمجرد وصولهم للحكم إعتبروا أن ذلك نهاية التاريخ وبدؤوا فى اتخاذ خطوات سريعة للتمكين لتيارهم وتوزيع الغنائم والأنفال على أعضائهم والمقربين منهم وإقصاء الآخرين، لكنهم لم يعملوا حساب حاجات الجماهير التى أوصلتهم للسلطة، فليس بالدعاء والصلوات وحدها يمكن إطعام الأفواه الجائعة وتوفير فرص العمل للعاطلين وحل المشكلات الإقتصادية والإجتماعية، ولم تسعفهم تجاربهم التاريخية لأنهم على مدى الف واربعمائة سنة لا توجد لهم تجربة حكم لا تستند الى الإستبداد حتى أصبح لصيقا بهم، هكذا نزلوا لأول مرة من اليوتوبيا والمثال الى أرض الواقع والممارسة، وكان الإنهيار السريع للتجربة فى مصر وهى فى الطريق الى السقوط تباعا فى أقطار أخرى.
من سوء حظ التيارات الإسلامية أنها حصرت نفسها فى تجاربها التاريخية فقط دون إهتمام بباقى التجارب التاريخية معتبرين أن حركتهم هى بداية التاريخ ومنتهاه، وبنائهم أسوار شائكة حول الدين ومقدساته بوصفهم مندوبى الهق للحفاظ على دينه أو كما يقولون فى بعض أدبياتهم "تعبيد العباد لرب العباد"، وهكذا يمكن فهم الحالة العصبية الشديدة ودرجة العنف اللامتناهية لفصيل الإخوان فى مصر للدرجة التى تصل بهم الى محاولة حرق البلاد والعباد فى سبيل إستعادة السلطة أو بالأحرى حلمهم فى نهاية التاريخ وسيادة العالم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية
- فتاة المصنع .. فيلم يخصم من رصيد محمد خان السينمائى
- حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو
- تدمير البحرية التجارية فى مصر .. خطة ممنهجة
- فنزويلا بين الثورة والثورة المضادة
- وداعا عبد المجيد الخولى.. شهيد الفلاحين
- شبه جزيرة القرم ...محورالصراع بين روسيا والناتو
- فؤاد الشمالى.. شيوعى لبنانى من مصر
- الدكتور محجوب عمر.. شيوعى مصرى فى صفوف المقاومة الفلسطينية
- ليبيا فى مفترق طرق
- حقيقة ما يحدث فى أوكرانيا
- السيسى .. وإشكالية البطل شعبى
- زينب الغزالى .. الوهم المتبدد
- الماسونية ... ذلك البناء الغامض
- ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك
- العائدون من سوريا ...الخطر القادم
- الإخوان والتدبير لأول إنقلاب فى العالم العربى
- ممتاز دغمش وإرهاب القاعدة فى مصر


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الإسلاميون ونهاية التاريخ