أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - إسرائيل دولة أبارتهايد !














المزيد.....

إسرائيل دولة أبارتهايد !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 21:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يعتبر حل إقامة دولة فلسطينية على 13 % من فلسطين التاريخية إلا ترسيخاً للظلم والإجحاف بحق الشعب الفلسطيني، فالمساحة التي ظلت فارغة في الضفة الغربية معزولة عن بعضها بمستوطنات وطرق التفافية تخص المستوطنات ولا يسمح للفلسطينيين باستخدامها، علاوة على أن الواقع الديموغرافي يؤكد أن عملية الفصل بين الشعبين على الأرض تكاد تكون مستحيلة، كما أن اليمين الصهيوني قد نجح من خلال سطوته ونفوذه وتفرده بالسلطة من مضاعفة الاستيطان عشرات المرات حتى مزقت المستوطنات جسد الضفة الغربية بالكامل !
حل الدولتين وبرغم من القوة التي اكتسبها نظراً لغياب آفاق التعايش بين الشعبين على نفس الأرض، يقوم أساساً على فصل عنصري. نحن هنا .. وهم هناك، هو وصفة لاستمرار صراع ربما أكثر دموية وأشد إيلاماً من ذي قبل.
عند زيارة البروفيسور إدوارد سعيد للضفة الغربية عام 1999 شاهد بأم عينيه حجم الاستيطان والطرق الالتفافية التي يمنع الفلسطينيون من استخدامها، عاد إدراجه إلى الولايات المتحدة لينشر كتابه ( نهاية عملية السلام / 2000 ) الذي منع توزيعه ياسر عرفات بمرسوم رئاسي ! فلماذا أصر عرفات على المضي قدماً رغم نهاية المرحلة الانتقالية دون التوصل إلى أي اتفاق حول المفاصل الرئيسية ؟؟ هل كانت الانتفاضة الثانية ضرورية ؟؟! ماذا حققت مقابل آلاف الشهداء ومئات المنازل وعشرات الآلاف من اليتامى والثكالى والأرامل ؟؟!
ما لم أتمكن من فهمه على الإطلاق هو تلك التعبئة " الوطنية " التي كانت تحرص منظمة التحرير على ضخها في الإعلام بشكل متواصل حيث كانت تعتبر أن تشكيل ( سلطة تحت الاحتلال ) يعتبر خيانة وطنية عظمى عقوبتها " القتل " بكاتم الصوت ؟؟! نتساءل، فيم قتل الحاج هاشم الخزندار في غزة في الثمانينات؟؟؟ ولماذا قتل ظافر المصري في نابلس ؟؟! ولماذا خونتم روابط القرى ؟؟! أليس لأن جميع هؤلاء كانوا ينسقون من أجل سلطة إدارة مدنية " تحت الاحتلال " ؟؟!
إن الموافقة على شطب حق العودة مقابل 13 % من فلسطين على مناطق متناثرة هو أمر يحتاج من كافة فصائل ومنظمات ومؤسسات الشعب الفلسطيني إلى وقفة تقييم لضرورة وجود سلطة تحت الاحتلال يقاضيها جزءا مؤثراً من ميزانية الرواتب.
إن مستقبل هذه البلاد هو التعايش السلمي ضمن التعدد القومي الموجود على قاعدة الولاء للإنسانية وليس للزعيم المستبد أو الطاغية أياً كانت القومية التي يختفي تحتها، فالشرفاء والأحرار في العالم لا وطن لهم وهم موجودون في كل مكان.
البروفيسور مقدسي المولد وعالمي المكانة، إدوارد سعيد، لم يكن خائناً أو مفرطاُ بحقوق اللاجئين، بل كان يدعو إلى عودتهم إلى بلداتهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها عشية النكبة وفق القرار 194، رفض اتفاق الذل والهزيمة في أوسلو وعاد إلى تبني خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية. هذا الخيار مطروح منذ عشرينات القرن الماضي، وتم رفضه في حينها لأسباب تتعلق بالتعنصر لصالح الهوية القومية أو لنقل بلا أسباب مقنعة، وهذا شاعر المقاومة الأول محمود درويش يتراجع بعد حصار الراحل عرفات في المقاطعة عن قصيدته الأثيرة ( اخرجوا من أرضنا من بحرنا من برنا .. ) ليطالبهم بالتعايش والحوار والسلام الحقيقي فنراه يقول ( السلام هو الاعتراف علانية بالحقيقة .. ماذا صنعتم بطيف القتيل .. السلام هو الانصراف إلى عمل في الحديقة .. ماذا سنزرع عما قليل ! ).
بالطبع دعاة حل ( الربع دولة ) يتساءلون ( لمن سيكون الحكم في هذه الدولة الواحدة ؟ ) والإجابة هي أن الدولة الواحدة لن تتحقق أصلاً مع وجود وتفشي التفكير العنصري الصهيوني الذي يعتبر نفسه ( شعب الله المختار ) وأن ( الله قد منحهم أرض فلسطين ) ( رغم عدم إيمانهم بأي إله ) !!
يجب مواجهة العنصرية الصهيونية فكريا وثقافياً وإعلامياً، ويجب دعوة شعوب العالم الحر والمتمدن إلى مقاطعة دولة الأبارتهايد الصهيوني حتى إسقاطها كما سقط التمييز العنصري في جنوب أفريقيا.
ينبغي على منظمة التحرير ( إن بقي منها شيء ) أن تعمل على حل السلطة وإعلان فشل حل الدولتين لأن القوى الصهيونية لن تنسحب من أراض تعتبرها " توراتية "، بل هي قامت بالفعل بنهب الأرض لتقيم عليها عشرات المستوطنات الأمر الذي يجعل من فرضية الدولتين مجرد مزحة ثقيلة.
إن الدولة الصهيونية القائمة الآن هي بلا حدود معلنة، ولكن مجال سيطرتها الحيوي يمكن حصره بأراض الـ 48 والضفة وغزة والجولان ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة. إنها دولة أبارتهايد عنصري بكل معنى الكلمة، فرغم وجود سلطة في رام الله وسلطة في غزة، إلا أن المناطق المحتلة ( الضفة وغزة ) تعتبر السوق الأول لمنتجات إسرائيل الصناعية والزراعية، كما أن العملة المتداولة في غزة والضفة هي الشاقل الإسرائيلي ( عملة كنعانية ؟ ). هذا الأبارتهايد يختفي خلف غمامة وجود سلطتين وحكومتين " تحت الاحتلال " يوهمان العالم بوجود كينونة فلسطينية زائفة جعلها حصار غزة ومستوطنات الضفة بلا أي معنى، وعملية مفاوضات عقيمة بلا نهاية ولا أساس منطقي، فالصهيونية لن تنسحب من الضفة ولا القدس لأسباب ودعاوى عقائدية. الإرهابي إسحق شامير قال ذات مرة ( سأفاوض الفلسطينيين مائة عام ولن يحصلوا على شيء ) فهل كانت زلة لسان أم أنها الحقيقة فعلاً ؟؟!
على الأخ أبو مازن أن يعمل على حل السلطة وتسليم أمر السكان في الضفة وغزة للأمم المتحدة، وعلى الشعب الفلسطيني أن يكافح من أجل محاصرة ومقاطعة دولة الأبارتهايد العنصري تمهيداً لإسقاط آخر عنصريات التاريخ من أجل إقامة الدولة الديمقراطية الواحدة مع عودة جميع اللاجئين فوق القرار 194 .. العودة والتعويض !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الواحدة في شعر محمود درويش !
- إله الكنعانيين وإله اليهود !
- خيار الدولة الديمقراطية الواحدة مرة أخرى !
- هل تذهب غزة للقرون الوسطى ؟؟! بمناسبة عقوبة الجلد !
- لماذا يجب دعم أبو مازن ؟!
- حقيقة ما يجري: أبارتهايد عنصري بتوصيف دولة !
- بكائية على أطلال المشروع القومي
- تطبيقات طبية لحل المعادلات الخطية !
- ورقة للنقاش: نحو ميثاق فلسطيني جديد !
- ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!
- سلطتان ومعاهد وجامعات .. رسالة من قلب الحصار !
- يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !
- شعب الله المختار !
- ماذا تبقى من حل الدولتين ؟!
- الكارثة الإنسانية في غزة !!
- الأولمبياد الدولي في الرياضيات
- حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!
- الإصلاح الديني بين الملحدين والسلفيين !
- في ضرورة إصلاح وتطوير الإسلام !
- السلفيون وتاريخية النصوص الدينية


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - إسرائيل دولة أبارتهايد !