أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نماذج من الكتب الصادرة قبل يوليو1952















المزيد.....

نماذج من الكتب الصادرة قبل يوليو1952


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 20:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كتاب (من بعيد) تأليف د. طه حسين :
فى مقدمة الطبعة الأولى الصادرة عام 1935 كتب طه حسين أنّ فصول هذا الكتاب كتبها فى الفترة بين 1923وسنة 1930. ونظرًا لأنّ الكتاب يقع فى 305 صفحة من القطع المتوسط ، فإننى سوف أكتفى بعرض موجز لما جاء فى القسم الرابع منه المُعنون (بين العلم والدين)
فى هذا القسم ناقش طه حسين العلاقة بين العلم والدين ، وهل هناك خصومة بينهما أم لا ؟ فكتب ((الحق أنّ هذه الخصومة بين العلم والدين ستظل قوية متصلة، ما قام العلم وما قام الدين. لأنّ الخلاف بينهما أساسى جوهرى لا سبيل إلى إزالته ولا إلى تخفيفه إلاّ إذا استطاع كل واحد منهما أنْ ينسى صاحبه نسيانـًا تامًا ، ويعرض عنه إعراضًا مُـطلقــًا)) (ص 202)
وفى باقى فصول هذا القسم شرَحَ أسباب الخصومة بين العلم والدين ، فكتب ((والخصومة بين العلم والدين جوهرية ، لأنّ الدين يرى لنفسه الثبات والاستقرار. ولأنّ العلم يرى لنفسه التغير والتجدد ، فلا يمكن أنْ يتفقا ، إلاّ أنْ ينزل أحدهما عن شخصيته. والخصومة بين العلم والدين أساسية جوهرية ، لأنّ أحدهما عظيم جليل واسع المدى بعيد الأمد ، لا حد له ولا انتهاء لموضوعه ، ولأنّ الآخر متواضع ضئيل محدود المطامع بطيىء الخطى ، يقدم ثم لا يكره أنْ يحجم ، ويمضى ثم لا يكره أنْ يرتد ، ويبنى ثم لا يتحرج من الهدم . فلا يمكن أنْ يتفقا ، فالخصومة بينهما أمر لابد منه. ولكن المسألة فى حقيقة الأمر ليست فى أنّ الخصومة ضارة أو نافعة. أو بعبارة أدق : المسألة هى أنْ نعرف هل كـُتب على الإنسانية أنْ تشقى بالعلم والدين ؟ أم كــُـتب على الإنسانية أنْ تسعد بالعلم والدين ؟ أما نحن فنعتقد أنّ الإنسانية تستطيع أنْ تسعد بالعلم والدين معًا ، وأنها مُلزمة إذا لم تستطع أنْ تسعد بهما أنْ تجتهد فى ألاّ تشقى بهما. وسبيل ذلك عندنا واضحة ، وهى أنْ يُنزع السلاح من يد العلم والدين . أو قل سبيل ذلك أنْ تــُرغم السياسة على أنْ تقف موقف الحيدة بين هذيْن الخصميْن ، فالسياسة تريد وتستطيع الأذى غالبًا ، وهى كما قلتُ تتخذ العلم حينـًا وسيلة هذا الأذى . وتتخذ الدين حينـًا وسيلة إليه)) (من 227- 229) ثم شرح كيف أنّ رجال السياسة يستغلون رجال الدين ورجال العلم ويشترون ضمائرهم.
واختتم طه حسين هذا القسم قائلا ((نحن مُـتصلون رضينا أم أبينا بأمم الغرب المُـتحضرة . ونحن حريصون على أنْ نظفر- لا أقول بعطف هذه الأمم – بل أقول بإكبارها لنا واحترامها لمنزلتنا السياسية والاجتماعية. وإذن فنحن مضطرون أنْ نـُساير هذه الأمم ونعيش كما تعيش . ونحن لا نستطيع أنْ نعيش فى القرن العشرين كما كانت تعيش فرنسا فى القرن الرابع والخامس عشر بحجة أننا حديثو عهد بهذه النظم الحديثة. نحن نريد أنْ نظفر من الاستقلال بما يقفنا من إنجلترا وفرنسا موقف الند من الند . فيجب أنْ نعيش كما تعيش إنجلترا وفرنسا إلى ما نطلب من الاستقلال . ونحن مضطرون إلى أنْ نـُحاول التخلص من الامتيازات الأجنبية. فيجب أنْ تعيش بلادنا كما يعيش الأجانب فى بلادهم . وأنْ نستمتع من الحرية بمثل ما يستمتعون . ثم نحن مضطرون إلى أنْ نعيش ، ولن نستطيع أنْ نعيش إلاّ إذا اتخذنا أسباب الحياة الحديثة. فنحن محتاجون أنْ ننتفع بالبخار والكهرباء ونستغل الطبيعة كلها لحياتنا ومنافعنا. والعلم وحده سبيلنا إلى ذلك ، على أنْ ندرسه كما يدرسه الأوروبيون ، لا كما يدرسه آباؤنا منذ قرون . وويل لنا يوم نعدل عن طب باستور وكلود برنار إلى طب ابن سينا وداود الأنطاكى . وهذا العلم الحديث الذى لا نستطيع أنْ نستغنى عنه ، لا يمكنه أنْ يعيش ولا أنْ يُثمر إلاّ فى جو كله حرية وتسامح. فنحن بين إثنين : إما أنْ نـُؤثر الحياة ، وإذن فلا مندوحة عن الحرية ، وإما أنْ نـُؤثر الموت ، وإذن فلنا أنْ نختار الجمود)) (ص 245، 246)
كتاب (أهدافنا الوطنية) :
اشترك فى تأليف هذا الكتاب كل من شهدى عطية الشافعى (الذى دافع عن الناصرية عن عقيدة سياسية آمن بها ، وبالرغم من ذلك تم اغتياله بعد عدة ساعات من التعذيب البشع فى أحد معتقلات عبد الناصر) والكاتب الثانى هو محمد عبد المعبود الجبيلى.
صدر الكتاب عام 1945 وفيه ركـّز المؤلفان على أنّ الاستقلال لابد أنْ يشمل ، بجانب الجلاء العسكرى لقوات الاحتلال ، الاستقلال الاقتصادى والسياسى . ووضعا برنامجًا للصناعة فى ظل نظام ديمقراطى ، وتصورًا للمشكلة الزراعية وكيفية حلها. كما تناولا الحركة الفاشية فى مصر(الإخوان المسلمين ومصر الفتاة) وطالبا بالآتى ((يجب أنْ ينص الدستور على عدم قانونية الهيئات والأحزاب الفاشية)) كما تناولا حرية الرأى والعقيدة . وفى نهاية الكتاب نداء إلى كل المصريين للتضامن من أجل الاستقلال والحرية والديمقراطية.
كتاب (الجبهة الشعبية) تأليف محمد جلال كشك :
صدر هذا الكتاب فى أكتوبر1951 وفيه يرى مؤلفه ضرورة وجود جيش شعبى لخروج الإنجليز من مصر. وكتب ((نريد إباحة التسليح للشعب. فالحكومة الشعبية لا تخشى أنْ يتسلح شعبها. وعندما يوجد الشعب الحر سيوجد الجيش الحر)) ورغم أنّ المؤلف كان ينتمى آنذاك للحزب الشيوعى المصرى ، إلا أنه كتب ((وما دمنا قد عرفنا أنه لا مصلحة لطبقة شعبية فى قيام دكتاتورية الحزب الواحد ، وأنّ هذه الدكتاتورية ستكون إنْ قامت فى هذه الظروف ضد مصالح الشعب ، فنحن لا ندعو إلى الحزب الواحد . بل نحن نعمل وندعو إلى أن يكون لكل الفئات الشعبية تنظيماتها المستقلة.
كتاب (الإخوان المسلمون فى الميزان) تأليف عبد الرحمن الناصر :
صدر هذا الكتاب عام 1946 وقد نشره مؤلفه باسم مستعار هو(محمد حسن أحمد) فى هذا الكتاب وصف مؤلفه الإخوان المسلمين بالفاشيين . وبدأ بتعريف الفاشية. ثم لخـّصها فى تسعة مظاهر ، ثم طبّـق هذه المظاهر على الإخوان المسلمين الذين يُفرّقون بين استعمار واستعمار. ويقولون ((إنّ الاستعمار الإسلامى إنما هو استعمار محبوب لدى الشعوب. واستشهدوا بما ورد فى (دعوتنا) تحت عنوان (وطنية الفتح) حيث جاء فى خطاب المرشد العام للإخوان المسلمين ما يلى ((وقرّر الإسلام سيادة الأمة الإسلامية)) وتحت عنوان (استعمار الأستاذية والإصلاح) قال حسن البنا ((حجة العرب واضحة. يدعون الناس إلى أحد ثلاثة : الإسلام أو الجزية أو القتال)) ولأنّ حسن البنا كان شديد الإعجاب بالأنظمة الفاشية لذلك قال ((وهذه رومانيا قد ألغتْ الأحزاب ووضعتْ على رأس حكومتها بطريركـًا من رجال الكنيسة))
كتاب (من هنا نبدأ) تأليف خالد محمد خالد :
صدر هذا الكتاب عام 1950 عن دار النيل للطباعة. ولو تخيلنا قارئـًا لا يعرف قصة هذا الكتاب ، وافترضنا أنّ معه نسخة حديثة تخلو من تاريخ إصداره ، لتصوّر أنّ مؤلفه انتهى من تأليفه فى أيامنا هذه (وقت كتابة هذه السطور) ويُحذر من الوباء الذى يُهدّد شعبنا ، أى وباء الأصولية الإسلامية ، المُعادية للحداثة وللانتماء الوطنى ولآليات المجتمع العصرى.
فإذا كان البعض يُروّج لمقولة الحوار مع الأصوليين وامكانية قيام تحالف (وطنى) معهم ، وإذا كان الأصوليون (رسميون وجماعات) لا يُدركون ولا يستشعرون خطورة الخلط بين الدين والدولة ، فإنّ خالد محمد خالد ومنذ أكثر من ستين عامًا حذر من هذا الخلط لأنه يرى أنّ هذا الخلط يُؤدى إلى أنْ نفقد الدين ونفقد الدولة. وذكــّر القارىء بما حدث فى أوروبا فى العصور الوسطى ، حيث استغلتْ الكنيسة الدين وحولت المسيحية إلى دولة وسلطان واقترفتْ أشد أصناف البغى والقسوة ، حتى جاء يوم ثار فيه الناس على المسيحية وعلى الكنيسة. ولكن عندما عادتْ الكنيسة بالمسيحية إلى مكانها الطبيعى ، تــُبشـّر وتهدى فقط ، رجع الآبقون إليها ، وبدأتْ هى تستعيد سلطانها الأدبى ، وبالتالى قرّر المؤلف أنّ الحكومة الدينية هى ((جحيم وفوضى وأنها إحدى المؤسسات التاريخية التى استنفدتْ أغراضها ولم يعد لها فى التاريخ الحديث دور تؤديه)) (ص 121، 124) ودلل على أهمية الفصل بين الدين والدولة ، ذلك أنّ الدين ((عبارة عن حقائق خالدة لا تتغير، بينما الدولة نـُظم تخضع لعوامل التطور والرقى المستمر والتبدل الدائم)) (120) وكان الإخوان المسلمون يستهدفون إقامة حكومة دينية ، بحجة تحرير البلاد من الإنجليز، فردّ عليهم مُـفندًا زعمهم فكتب ((إن أية حكومة قومية تتسم بالقوة والوطنية قادرة على تحقيق هذا الهدف ، بل هى ولا ريب أقدر عليه من حكومة طائفية لا تـُمثل وحدة الأمة تمثيلا كاملا)) (130) وعن الديمقراطية كآلية من آليات الليبرالية كتب (إنّ المعارضة فى حكومة مدنية واجب وطنى وأمانة قومية ووظيفة سياسية يُقدسها الدستور، بينما هى فى الحكومة الدينية جريمة وكفر)) (150)
وكتب (فى عام 1950) كأنما يخاطبنا اليوم ((لطالما أسائل نفسى عن مصير مصر لو أنها قضت هذه الحقبة من حياتها فى ظل حكومة دينية؟ أى انحطاط كان سيجعل منها مسخًا شائهًا؟ لقد كان من المستحيل أنْ تزدهر حياتنا الفكرية والوجدانية والعمرانية. وأنْ ينبغ من بيننا فى الأدب والعلم والفن أولئك الذين نبغوا فى ظلال الحكم القومى . ولم تكن المرأة ستبلغ هذا الذى بلغته من الثقافة واستواء الشخصية ، لأنّ المرأة فى منهج الحكومة الدينية مجرد حس ومتاع)) (150، 151) ونظرًا لوعيه العميق بالفرق بين الحكومة الدينية والحكومة المدنية ، وأنّ الأولى طائفية تنحاز لمن يؤمنون بدينها وتـُعادى المختلفين معها ، بينما الثانية هى حكومة قومية ، لا تـُفرّق بين أبناء الشعب الواحد ، وأنّ أساس الانتماء هو الوطن وبالتالى فإنّ (الحكومة القومية) هى التى تحترم حق المواطنة وتعززه قولا وفعلا ، نظرًا لهذا الوعى من أ. خالد فلم تكن مصادفة أنْ يُخصّص فصلا كاملا لهذا الموضوع بعنوان (قومية الحكم) عدّد فيه مساوىء الحكومات الدينية (من 119- 156)
رصد أ. خالد سبع خصائص للحكومة الدينية ، وعن السابعة كتب ((والقسوة المتوحشة تحتل من طبيعة الحكومة الدينية مساحة واسعة. وهى سيدة غرائزها وأكثرها عتوًا. إنها تحز عنقك وتهرق دمك وتصيح من فرط نشوتها : واهـًا لريح الجنة)) ووصل وعيه بخطورة من يستغلون الدين لمصلحتهم وضد مصلحة الوطن وضد التقدم ، أنْ صدّر هذا الفصل بجملة فولتير الخالدة التى كتبها فى القرن الثامن عشر: ((إنّ الذى يقول لك اعتقد ما أعتقده وإلاّ لعنك الله ، لا يلبث أنْ يقول لك اعتقد ما أعتقده وإلاّ قتلتك)) وعن الذين يستغلون النصوص الدينية ضد شعوبهم وضد بعضهم البعض كتب ((القرآن كما قال على حمّال أوجه والسنة كذلك . وكان أصحاب على وهم يُحرّضون على دم معاوية وقتاله ، يُقدّمون بين أيديهم طليعة هائلة من الآيات والأحاديث التى كان يُحرّض بها أصحاب معاوية على دم على وقتاله. كذلك كان الحال فى الحرب التى دارتْ بين العباسيين والأمويين . ولطالما وقف يزيد الطاغية يخطب فى الناس ويُحرّضهم على قتل الحسين مُسلحـًا بآية وحديث)) (135، 136)
كما حذر أ. خالد من أنظمة الحكم السائدة فى البلاد العربية ، حيث يتم تكفير العلوم الطبيعية والإنسانية ، فمن يقول بكروية الأرض فهو كافر. ومن يقول بقانون الجاذبية فهو كافر. ومادة الجغرافيا زندقة وضلال . وأنّ الطاعون رحمة من الله ورضوانه. ونحن لا نـُكافح رحمته ورضوانه (من 146- 148) ثم نقل فقرات طويلة من كتاب (جزيرة العرب تتهم حكامها) نـُشر فى القاهرة عام 1947 لكاتب عربى (لم يذكر اسمه) ومن بين الفقرات المُقتبسة عن هذا الكتاب ((يُشبه نظام الحكم الموجود هناك ذلك النظام الشائع فى أوروبا فى العصور الوسطى . ويسوقون الجمهور نحو أغراضهم كما تـُساق قطعان الماشية)) ولذلك رأى أ. خالد أنّ الحكومة الدينية التى ((ننقدها هى التى تعتمد على سلطة مُبهمة غامضة. ولا تقوم على أسس دستورية واضحة ، تـُحدّد التزاماتها تجاه الشعب كما هو شأن الحكومات القومية. والحكومات الدينية المُجاورة تحكم بهواها ثم تزعم أنها تحكم بما أنزل الله. وقد نقشتْ على راياتها : لا إله إلاّ الله محمد رسول الله. ووراء هاتيْن الشهادتيْن المظلومتيْن ، تتربّع الحكومة المتألهة التى تتخذ الناس موالى وعبيدًا)) (144)
وفى دفاعه عن العدالة الاجتماعية ، كان الراحل الجليل مُوفقــًا وهو يختار جملة ثاقبة لأحد مثقفى أوروبا (تومس بن) الذى قال ((إنّ الفقر ليتحدى كل فضيلة وسلام ، لأنه يورث صاحبه درجة من الانحطاط والتذمر تكتسح أمامها كل شىء ، ولا يبقى قائمًا غير مبدأ : كنْ أو لا تكن)) لذلك رفض أ. خالد أنْ يتحول المجتمع المصرى إلى مجتمع مـُـتسولين إذا سادتْ (اشتراكية الصدقة) التى يدعو إليها الكهنوت الدينى ، وهى اشتراكية تـُكرس لمقولة أنّ ((العبد عبد والسيد سيد)) وغاية ما يستحقه (العبيد) من الرحمة والعطف هو الصدقة. وإزاء ذلك يكون لك أنْ تشك ((هل أنت فى مجتمع أم فى ملجأ؟)) ثم التقط من أحاديث النبى حديثه عن الصدقة حيث قال إنها ((أوساخ الناس . إنها غسالة ذنوب الناس)) فالكهانة تدعو الشعب إلى التسول ، والأغنياء إلى التصدق عليه ، والصدقة كما وردتْ فى القرآن (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وكان الإمام الشافعى يُفضّل الأكل من شـُبهة على الأكل من صدقة (من 15- 17) ولكن ما البديل ؟ البديل كما ذكر أ. خالد هو عدالة توزيع الناتج القومى فكتب إنّ إنجلترا (وهى ليست شيوعية) فرضتْ نظام الضريبة التصاعدية التى تصل أحيانـًا إلى 94% (ص 90)
لعل شهر مايو1950 كان بداية النهاية لأفول الليبرالية فى مصر. فى هذا التاريخ صدر كتاب (من هنا نبدأ) وتمّتْ مصادرته بعد بلاغ رئيس لجنة الفتوى بالأزهر. وجاء فى عريضة الاتهام أنّ المؤلف ((تعدى على الدين الإسلامى . وصوّر الحكومة الدينية بخصائص وغرائز من شأنها أنْ تبعث فى النفوس محاربة هذا النوع من الحكم)) ومع ذلك صدر الحكم متضمنـًا أنّ المؤلف ((لم يخرج فيما كتب عن حد البحث العلمى والفلسفى . وإذا صحّ أنه أخطأ فى شىء مما كتب فإنّ الخطأ المصحوب باعتقاد الصواب شىء وتعمد الخطأ المصحوب بنية التعدى شىء آخر. ولما كان شىء من ذلك لم يتوافر فى حق المؤلف ، فلا جريمة ولا عقاب)) وفى نهاية الحكم الصادر يوم 27 مايو50 (بعد عشرين يومًا من تاريخ المصادرة) انتهتْ المحكمة إلى الإفراج عن الكتاب (لمزيد من التفاصيل انظر: حيثيات الحكم فى كتاب المستشار محمد فتحى نجيب – التنظيم القضائى فى مصر- هيئة الكتاب المصرية- مكتبة الأسرة- عام 2001- من ص 301- 317)
إنّ ذلك الحكم الذى أصدره (حافظ سابق) رئيس محكمة القاهرة الابتدائية يستدعى إلى الذاكرة القومية ابن مصر العظيم (محمد بك نور) رئيس نيابة مصر الذى حفظ التحقيق فى البلاغات المقدمة ضد طه حسين بسبب كتابه (فى الشعر الجاهلى) فى مايو26، خصوصًا وأنّ الحيثيات فى الحالتيْن تتطابق فى المعنى وفى الكثير من الألفاظ ، وكأنما كان التيار الليبرالى المصرى يُسلم الراية من جيل إلى جيل .
وقد يتساءل البعض : لماذا تراجع أ. خالد محمد خالد بعد يوليو52؟ وأعتقد أنّ الإجابة تكون بسؤال : وهل تراجع أ. خالد وحده ؟ أم كان التراجع هو الظاهرة السائدة بعد هذا التاريخ ؟ وهل يكمن السبب فى الفرق بين عهديْن : عهد ما قبل وعهد ما بعد يوليو52؟ فى الفترة الأولى امتلك الليبراليون شجاعة مساءلة كل شىء على حد تعبير د. لطيفة الزيات ، وفى الفترة الثانية، تسبّب الإرهاب الناصرى وتسبّبتْ معتقلات عبد الناصر، وتسبّب التعذيب والقتل داخل المعتقلات ، فى تراجع كثيرين ، بل إنّ كثيرين غيرهم لم يكتفوا بالتراجع ، وإنما ضربوا على الطبول والدفوف رقصة الخداع الكبرى ، وردّدوا وراء الإعلام الرسمى ، نشيد الكابوس الناصرى / العروبى .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة المصرية قبل يوليو1952
- المجلات الثقافية قبل يوليو1952
- مصر فى عهد النهضة والمرأة : 4- روزاليوسف
- مصر فى عصر النهضة والمرأة : 3- نبوية موسى
- مصر فى عصرالنهضة والمرأة : 2- هدى شعراوى
- مصر فى عهد النهضة والمرأة
- شهادة ضباط عاشوا مذبحة يونيو67
- نظام يوليو1952 والعداء للديمقراطية
- التأريخ بين الموضوعية والعواطف الشخصية
- التنمية والقهر قبل وبعد يوليو1952
- ضباط يوليو 1952 والسفارة الأمريكية
- قراءة فى كتاب شامل أباظة (حلف الأفاعى)
- قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت
- الأزهر فى سباق الارتداد للخلف
- غياب الدولة المصرية عن تاريخها الحضارى
- الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا
- الصراع المصرى / العبرى : الجذور والحاضر
- قراءة فى مذكرات أحمد حمروش
- قراءة فى مذكرات عبداللطيف البغدادى (3)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نماذج من الكتب الصادرة قبل يوليو1952