نا موس يسوع لم يكتمل الحلقة الثانية :

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 18:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نا موس يسوع لم يكتمل الحلقة الثانية :
السلام عليكم ورحمة الله :
مما لاشك فيه ان حياة يسوع المسيح عموما هي اقصر حياة لانسان (قد يعترض بعض الاخوة على استخدامي عبارة انسان ويقول ان السيد المسيح ليس انسان ولكنى اعتمد هذا الوصف لان السيد المسيح وصف نفسه بذالك وكما ورد في انجيل لوقا / طوباكم اذا ابغضكم الناس و اذا افرزوكم و عيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل (ابن الانسان) ,فقال له يسوع للثعالب اوجرة و لطيور السماء اوكار و اما (ابن الانسان) فليس له اين يسند راسه ,و متى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي (ابن الانسان) ,جاء (ابن الانسان) ياكل و يشرب فيقولون هوذا (انسان) اكول و شريب خمر محب للعشارين و الخطاة و الحكمة تبررت من بنيها ,و من قال كلمة على (ابن الانسان) يغفر له و اما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم و لا في الاتي ,يرسل (ابن الانسان) ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الاثم ,فان (ابن الانسان) سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله ,الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا (ابن الانسان) اتيا في ملكوته )دعى الى عقيدة ومما لاشك فيه ايضا ان فترة دعوته الى عقيدته اقصر الفترات الزمنية لاي ممن دعا الى عقيدة جديدة والتي لايمكن خلال تلك الفترة الزمنيه القصيرة جدا ان تكمل وتشمل كل تفاصيل تلك الدعوة وكانت مهمة يسوع تنحصر في بذر بذور ديانته لذالك لانجد في الاناجيل التي حملت تلك العقيدة اي دخول في التفاصيل واي بيان لاي حكم بل ماجاء فيها هو عموميات بدون اي توضيح وبدون اي تفصيل لذا نجد السيد المسيح اعتبر ناموسه مكملا لناموس موسى وليس ناقضا له وليس ناموسا منفصلا عن ناموس موسى بل هما ناموس واحد واكد يسوع المسيح على اتباعه الالتزام بماجاء بهذين الناموسين التزاما حرفيا وان يعملا بهما وواضح لااتباعه بما لايقبل الشك ولايتحمل تفسير اخر ولايتحمل التهرب انه من لايعمل بهما لن يدخل ملكوت السماوات وان يعلمانهما لقوله كما ورد في انجيل متى الاصحاح الخامس:لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل

5: 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل

5: 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات

5: 20 فاني اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة و الفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات

ولشعور يسوع المسيح ان فترة دعوته قصيرة جدا وان مهمته هي بذر بذور الديانة المسيحية نجده منح تلاميذه بعض من قدراته الاعجازية ومنها خاصة أشفاء المرضى كما وضحت ذالك الايات في انجيل لوقا الاصحاح العاشر/


ثم دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف, اشفوا مرضى طهروا برصا اقيموا موتى اخرجوا شياطين مجانا اخذتم مجانا اعطوا

لماذ ادعي ان ناموس يسوع لم يكتمل؟

ادعي ذالك لسببين الاول انه لم ينقض ناموس موسى(اقصد يسوع المسيح لم ينقض ناموس موسى)

الثاني انه لايوجد تفاصيل في الانجيل حول اي ظاهرة مجتمعية اوتفصيل حول احكام وردت في الانجيل بشكل عام خالى من التفاصيل مماتجعل المشرع المسيحي في حيرة حولها مما تضطره للعودة الى العهد القديم للبحث عن تفصيل لها فيه وسوف اتناول اية اية مماوردت في الاناجيل وسأعتمد انجل متى كمرجع لكون كل الاناجيل الاربعة متشابهة مع ماورد في انجيل متى ولاتوجد هناك فروقات بينهما تذكر

ناتي لنتابع ماورد في انجيل متى عن القتل فورد في الاصحاح الخامس الاية20 وماتلاها مانصه:

قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم

5: 22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم

هل وردت في الايات تفاصيل عن الحكم؟ وماهو الحكم ؟وهل وردت تفاصيل عن الحكم؟ وهل وردت تفاصيل عن الجهة التي تتولى الحكم ؟وهل وردت تفاصيل عن الجهة التي تنفذ الحكم؟ وكيف هي صيغة تنفيذ الحكم؟ وماهي طريقته؟

ثم ورد في الاية التي تلتها من يغضب اخيه باطلا يستوجب الحكم فما هو الحكم؟ هل هو القتل مثلا , زهل وردت تفاصيل عن طريقة القتل ؟ أعدام,ام صلب, امر رجم بالحجارة , أم جلد حتى الموت ,ومن الجهة التي تصدر الحكم؟ ومن هي الجهة التي تنفذ الحكم ؟وباي اسلوب يتم تنفيذ الحكم ؟هل وردت التفاصيل في الاناجيل عن الحكم؟

ثم ورد في الاية التي تليها من قال لااخيه رقا يكون مستوجب المجمع.

ماهو المجمع ؟وهل وردت تفاصيل عنه؟ وكم عدد المنتمين لهذا المجمع؟ وهل هناك عفو او دية او حل اخر غير الحكم ؟وماهو هذا الحكم؟ وما طبيعته؟ ومن المسؤول عن اصداره؟ ومن المكلف بتنفيذ ه؟ لم يرد حولها اوعنها اي تفصيل واي شرح اوتوضيح في الاناجيل مما يجعل المشرع يقع في حيرة ولانجاة له من هذه الحيرة الا العودة الى ناموس موسى ففيه كل التفاصيل عن الحكم وهذه الغاية من وراء اعتماد يسوع المسيح ناموس موسى واصراره على اتباعه الالتزام به والعمل به حرفيا وتعليمه كما جاء في الايات حولة من انجيل متى الاصحاح الخامس:


لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل

5: 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض (لا يزول حرف واحد) (او نقطة واحدة) من الناموس حتى يكون الكل

5: 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات (و اما من عمل) (و علم) فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات, على المسيحي ان يعمل بكل ماجاء بالعهد القديم ومحاولات البعض التنصل من العمل بناموس موسى مخالف لتعاليم يسوع المسيح وخروج عن شرعته فمن لايعمل بالناموس كله ناموس موسى ويسوع المسيح لن يدخل ملكوت السماوات,هذا ليس كلامي بل هو كلام يسوع المسيح . ومحاولات البعض التنصل مما ورد فيه ماهي الا محاولات ذر الرماد في العيون

فلم تتناول شريعة يسوع اي تفاصيل حول الحكم بينما نجد العهد القديم تناولها بشكل مفصل حتى القتل الغير متعمد وحتى القتل بمايملكه الانسان من دواب فعلى ماتقدم لعدم ورود اي تفاصيل في الاناجيل حول ظاهرة القتل رغم ان يسوع حرمها بقوله (لاتقتل) ولكن لابد ان يقع القتل رغم التحريم لعوامل عدة تدفع البعض من اتباع المسيحية للقتل دفاعا عن النفس اضطرار او بتأثر الاستفزاز المقابل او نتيجة عدم السيطرة على النفس جراء حالة من العصبية او الجنون الوقتي او الجنون العام ولكل ذالك يجب ان توضح الاناجيل كنصوص احكام القتل وبما انها ذكرت القتل في نصوصها بشكل عام وبدون اية تفاصيل لذلك فناموس يسوع لم يكتمل ويصبح لزاما وحتميا واجبارا يدفع المشرع في المسيحية للعودة الى ناموس موسى لان ناموس يسوع لما يتناول احكام القتل الا بالعموميات

التقيكم بالحلقة القادمة من سلسلة ناموس يسوع لم يكتمل ولكم التحية

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات