أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - يهوذا..من يكون؟














المزيد.....

يهوذا..من يكون؟


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 17:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بات يهوذا الرمز الكوني الأكبر للخيانة..و قبلته أشهر قبلات الرياء و الخديعة التي تحمل خلفها الخناجر ..وثلاثون الفضة بيمينه، رمزاً للخبل الذي يبيع أغلى الأشياء و أسماها بأهونها و أدناها .أما انتحاره فغدا عنواناً للحماقة و سؤ ظن الإنسان بالآلهة و الناس،و يأسه من رحمة كليهما،وما برح الناس يرمونه بالحجارة طوال ما يقرب من ألفي عامٍ، و يصمون باسمه شر الناس وأكثرهم خسة و خيانة...وهو مع ذلك كله من أكثر الأشخاص غرابة و تناقضاً و غموضاً ؛ ولربما كان نسيجاً وحده،و لربما كان جميع الناس!

كان الصندوق مع يهوذا،و كان يختلسه"ويحمل ما يلقى فيه"،لم يعنّفه السيد أو يشهر به،فما حاجة يهوذا إذن إلى "ثلاثين من الفضة"؟...ثلاثون من الفضة بالكاد كراء أجيرٍ لشهرٍ!..أحقاً أسلمت سيدك إلى تلك النهاية الدموية ، التي لا يرضاها أحدٌ لعدو، من أجل الثلاثين؟ أم تراك أسلمته حسداً و غيرة؟..أم تراك، كما ذهب بعض المفسرين،رجلاً ذا حلم قومي متعصباً ليهوديته كل التعصب،من طائفة راديكالية تعرف
"بحملة الخناجر" تبحث عن مملكة يهوذا،و طرد الغاصب الروماني لوطنهم؛فذعرت على حلمك أن يتبدد،و ضننت به أن يضيع؛إذْ أعلن السيد قبلها،أن مملكته ليست من هذا العالم؟..وكيف تجتمع فيك إذن، البطولة والسرقة؟ أم تراهما يجتمعان..ونحن نجهل؟أم انك كما ذهب البعض الآخر،كنت على ثقة من أن ملائكة ستبرق من حالقٍ،قبل الصلب،فوق رءوس الخارجين الطالبين معلمك، ،فيكسب مجداً،،وتختلس منه نصيباً كما الصندوق؟أم تراك كل هؤلاء؟ محيرٌ أنت ..أتعلم يهوذا، أن البعض بعد ذهابك بقرنين ، ذهبوا في أمرك شططاً،كطائفة الغنوسيّن، ،،ونصبوك قديساً لأنك أتممت الخطة التي رسمها السيد بنفسه،وسلكوا سبيل التحذلق،فلفقوا من حولك أساطير البطولة؟
أسمع يهوذا هذا ما أعلمه عنك:

• كنت رجل على موهبة،وحسن أدارة،وقدرات تنظيمية لا بأس بها،فكال لك السيد الأمور الاقتصادية و تدبير معيشة التلاميذ والرفاق،فكنت مبرزاً بينهم:((لان قوماً إذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا أن يسوع قال له اشتر ما نحتاج إليه للعيد أو أن يعطي شيئا للفقراء))يو 29:13

• كنت تحب المال أكثر من معلمك ولو تحت شعارات نبيلة :((لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار و يعط للفقراء))يو 5:12

• كنت لا تبالي بأحد غيرك((قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقا و كان الصندوق عنده و كان يحمل ما يلقى فيه))يو6:12
• أنت..أنت.. ذهبت بحائن رجليك إلى الكهنة،تطلب ثمناً((و قال ماذا تريدون أن تعطوني و أنا أسلمه إليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة)) (مت 26 : 15)
• نبهك السيد بلطف،فبقليلٍ من الخشونة أن تتراجع،لكنك لم تكترث. ألم يغسل قدميك؟(( قال له يسوع الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله و انتم طاهرون و لكن ليس كلكم))يو10:13
(( لست أقول عن جميعكم أنا اعلم الذين اخترتهم لكن ليتم الكتاب الذي يأكل معي الخبز رفع علي عقبه)يو 18:13((الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد. فأجاب يهوذا مسلمه و قال هل أنا هو يا سيدي قال له أنت قلت.))متى26 25:24

يهوذا،قال سيدك:(خيراً ذلك الرجل لو لم يولد).. لكن أبداً،هذا لا يجعل الناس الذين يسبونك، من ألفي عام أفضل منك،أو أقل جرماً، أنت على الأقل عرفت جرمك،وعلمت ما جنته يداك،لكنك ضللت طريقك، لكن هناك من لم يستبينوا بعد هذا الجرم،و يشربونه كالماء،يبيعون الحق .. ولكن كلاً بفضته، أو ليسوا أسوأ و أشر؟

يهوذا..ما زال شيءٌ في نفسي....كل صباح أنظر في المرآة..و أحدق في وجهي.. و أتامل ملياً..كي استبين،و أنصح غيري _إن كان لي حق النصح_أن يتبعوا تلك السيرة...و أخيراً أتمنى لو أقل الناس من سبك، فربما كانوا قبل كل شيء يسبون ذواتهم ،التي لا يرونها جيداً.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الرومان:الجنائز و مراسيم الدفن(2)
- مهزلة النقد اللغوي للنص الديني
- حياة الرومان:الزواج و الإنجاب(1)
- رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي
- هل يحرم الحوار أبحاث اللغة؟!
- مريم و أرض تبغض الزهور
- النقد الديني و البيدوفيليا الفكرية
- الغواص الضرير(1)
- حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)
- الصوت الصارخ في أريحا
- الإعلام المصري:تبني التفاهة و الانفصام عن شعب(2)
- محلب يستنجد بالنور السلفي لمحاربة الفساد!
- حديث الدائرة و المربع
- نقابة المهندسين المصرية على المحك
- الوجه العنصري في ضحايا ليبيا
- الإعلام المصري:العود و ظله
- بلاد الأنوف الطويلة
- البيان ركلة لعنان لا أكثر
- و بعض التخاذل عنصرية_الشامية_
- شهوة الطريق سارة العقاد(2)


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - يهوذا..من يكون؟