أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - السلحفاة تسبق الأرنب














المزيد.....

السلحفاة تسبق الأرنب


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلحفاة تسبق الأرنب
تابعت بشغف كبير الانتخابات الرئاسية الجزائرية كشأني دوماً في متابعة كل ما يحصل في وطني العربي الكبير ، تمنيت لو أن كراسي الحاكمين لدينا تصنع من مادة لا يلتصق بها شيء كمثل أواني المطبح التي تستعمل في القلي او الطبخ ، فعشق كرسي الرئاسة عشق ما بعده عشق خاصة لدينا نحن العرب ، فما أن يصل أحدنا لموقع ما ، إلا ويتمسك به بنواجذه ، موظفاً لأجل ذلك كل ما يمكن توظيفه من مقدرات وحاشية ومجموعات قد تكون مسلحة في كثير من الأحيان ... فمن لعب بالدستور إلى تغيير في القوانين إلى شراء الذمم والضمائر والإغراء بالسلطة والمال إلى استخدام السلاح ضد عامة الشعب إن كان لذلك بد فكل ذلك مباح ومتاح وتحت إمرة صاحب الكرسي ...
عدت لأيام طفولتي الأولى ونحن ننشد قبل الدخول إلى غرفة الصف ما أنشده ثوار الجزائر العظيمة " وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ... فاشهدوا ... فاشهدوا " تذكرت المليون شهيد الذين دفعوا بارواحهم رخيصة لتحيا الجزائر ... انفرجت أساريري على ذلك فقد تحقق الحلم الأكبر وتحررت الجزائر .. وفجأة حضر لذهني ما دفعه الجزائريون من دم وما واجهوه من عنف وإرهاب مع نهايات القرن المنصرم وكم كان الدم الجزائري رخيصاً في تلك الفترة ، لا لشيء إلا بسبب انغلاق الفكر وحب السلطة والنفوذ .. فكلمة الجزائر عندي علاوة على كونها تمثل جزءاً غالياً من وطني العربي الكبير فهي كلمة تعني القوة والعزة تعني الثورة والانتصار ، تعني الحرية .. استمرت ذاكرتي تستعرض قادة الجزائر العظيمة استحضرت جميلة الجزائرية وهواري بومدين وصلت للرئيس الحالي وسجلت له الكثير من الايجابيات فقد تميز عهده بالتخلص من الارهاب والحد منه .. ارتحت لهذه النتيجة ، ولكن ، ما الذي يحصل ، أولم يلم به المرض ، أولم يوقفه المرض لفترات طويلة عن ممارسة مهامه ، أولم يحيط المقربين منه مرضه بسرية مطلقة كعادة الحاشيات في عالمنا العربي ، عذرتهم فربما كانت الانباء الواردة عن مرضه مبالغ فيها وربما كان هدفها المس من استقرار الجزائر وإعادتها لفترة التقتيل والارهاب وانعدام الأمن ...
استغربت إعادة ترشح الرئيس لولاية ثالثة بعد أن بلغ من العمر عتيا ، وقلت في نفسي وما الجديد في ذلك فالكثير من دولنا ما زالت لا تعترف بالجيل الجديد ، ذلك الجيل الذي ولد بعد الاستقلال ، بل ما زالت بعض دولنا مصرة على تسجيل اسمها في قائمة الدول التي يحكمها أكبر الحكام عمراً في العالم ، فحكمتهم مطلوبة وبعدهم عن المطالب والشهوات الشخصية يؤهلهم لذلك ، وقلت ليس في ذلك ضير ، فالمهم العقل النير والقدرة على متابعة شؤون البلاد ، ولكن ، المنظر يستوقفني ويهزني بشدة ، فالمرشح القديم الحديث والرئيس السابق والحالي والمنتظر أمامي ، انه يستعمل الكرسي المتحرك للوصول إلى قاعة الانتخابات ، لا يتفوه بكلمة ، والناطق ، باسم حملته الانتخابية هم من يتولى إصدار التصريحات هنا وهناك ، تعجبت .. استغربت .. غرق عقلي وذهني في تحليلات كنت بغنى عنها لو لم اشاهد هذا المنظر، سألت عقلي ، هل سيفوز بالانتخابات مع ما اره من منظر ، وإن فاز ، هل سيستطيع القيام بما توليه عليه مسؤوليات موقعه من ذهن صاف وقدرة على الحركة والتنقل ، أجاب عقلي ، وما الضير في حاكم يستعمل الكرسي المتحرك وما الضير في فوزه بالانتخابات إن كان محبوباً لدى شعبه قادراً على مسك زمام الأمور ، أولم يكن فرانكلين روزفلت رئيس اقوى دولة في العالم يعاني من الإعاقة الجسدية إثر إصابته بالشلل ، أولم يتم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لأربع مرات متتالية في ظاهرة عز تكرارها في بلد كالولايات المتحدة ،، نعم ،، وصلت لي القناعة بأنه يمكن له الفوز بهذه الانتخابات ولم أغرق نفسي بالتفكير بكيف سيفوز فهذا ليس مني بشأن ، ولكن ...
بقي السؤال الأكبر ،، هل سيستطيع إذا ما تم انتخابه بأن يقوم بمسؤوليات ولايته وهو الذي لا يستطيع أن يعلق أو يصدر تصريحا وهو الذي قد وصل القاعة على الكرسي ..تساءلت إلى متى الإصرار على التمسك بالكرسي ، ومم يخاف المسؤول منا إن تخلى عن الموقع ،، هل يرتكب المسؤول لدينا الخطايا والأخطاء الذي يخشى معها محاسبتة بعد تخليه عن موقعه ، نخالف كل دساتير وقواعد اللعبة الانتخابية في العالم بأننا أو بأن ماسك الكرسي لدينا يريد دوماً أن يبقى رئيساً وإلى الأبد ، لا نعترف بسلاسة انتقال السلطة ولا نعترف بقواعد الديمقراطية إلا ما فصله الرئيس وحاشيته من قواعد .... لا مجال للتغيير ، فكما يقول المثل العامي لدينا " الدهن بالعتاقي " ، فاختيار الكبير هو الأنسب والأسلم لتولي القيادة معللين ذلك بأن من يختار الكبير بحنكته ودرايته كمن يتذوق الدهن في كبير الدجاج ولذة الدسم فيه متناسين في ذلك كل ما وصل إليه العلم بأن الدهن يصبح أكثر ضرراً كلما زاد ...
حضر شريط المشهد لدي حين شاهدته على الكرسي المتنقل ، تابعت النتائج الرسمية ، نعم لقد فاز الرئيس ، نعم لقد أثبت أنه بكرسيه المتحرك وببطء حركته يثبت المقولة والمثل المستقر في عقولنا بأن للسلحفاة دوماً نصيب بالفوز ولكن ذلك لايتحقق إلا في حال استهتار الأرنب ،،، فهل نحن أرانب .....

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الاردن
18/4/2014



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغساسنة والمناذرة من جديد - الغسان بن المنذر
- الإعلام المسرطن
- القضاء المصري وطريقة 5-2-8
- بين - حانا - و - مانا - ضاعت لحانا
- يا فلسطينيي العالم ... اتحدوا
- مصر وحماس والإرهاب ....
- العودة .. دون مطالبة
- عباس ... والهراء
- الاسلام السياسي و -الربيع العربي-
- دستور الدساتير
- عباس ... والغطاء
- مفاوضات ... حتى الممات
- دولة فلسطين الديمقراطية
- يهودية دولة
- حكايات .... ابو مازن العباسي
- أسرانا يهربون الخلود
- الطائفية والدين والقومية
- بين مرسي والسيسي ... سي
- قادتنا الملهمون ...


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - السلحفاة تسبق الأرنب