أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .














المزيد.....

حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 12:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"بقا فيا الحال.. شعرت انه يطعن في شرفي، حسيت بالحڴ-;---;--رة.." كلمات حارقة كحرقة الدموع التي ذرفتها الصحفية خديجة الرحالي وهي تتلقى طعنات الوزير الشوباني في كرامتها وكبريائها أمام قبة البرلمان حيث كانت تهم بالدخول لتغطية أشغاله ، لكنه رأى فيها ما لم يره غيره من الوزراء والبرلمانيين والصحافيين ورجال الأمن ، فما كان منه إلا أن طردها وهمّ بضربها . حادث ليس معزولا ، بل ينبغي قراءته في سياقه السياسي / المجتمعي .فهو رسالة واضحة من الحزب الذي يقود الحكومة إلى الهيئات النسائية التي كانت تستعد لتنظيم مسيرة وطنية تطالب بتطبيق الفصل 19 من الدستور الذي ينص على التالي ( يتمتع الرجل والمرأة، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية .. .تسعى الدولة إلى تحقيق مبدإ المناصفة بين الرجال والنساء. وتُحدث لهذه الغاية، هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز) . ومضمون الرسالة أن رؤية الحزب أسمى من نص الدستور ، وأن قرار الحزب يسري على كل فئات الشعب . فلا مناصفة بين الجنسية ولا مكافحة للتمييز ضد النساء . فهاهي الحكومة في شخص وزيرها المكلف بالعلاقة مع البرلمان تمارس أبشع أنواع التمييز والعنف ضد النساء ممثَّلات في الصحفية خديجة الرحالي ، وتمارسه داخل رحاب المؤسسة التشريعية التي تناط بها مهمة التشريع ومراقبة الحكومة . إنه تحد فج للهيئات النسائية وللدستور وللأعراف البرلمانية . فالوزير الشوباني عنّف الصحفية حتى أبكاها ، وطعنها في شرفها حتى أدمى قلبها ، مارس ضدها التمييز على أساس جنسها ولباسها الذي لم يخرج عن المألوف والمعتاد . وهو بهذا يخرق الدستور الذي يساوي بين الجنسين في الحقوق والحريات ، واللباس هو حرية شخصية ، كما يخرق القانون ويتجاوز اختصاصات المشرّع الذي لم يحدد شكل اللباس الخاص بالصحافيات ولا مواصفاته عند دخول البرلمان لتغطية أنشطته . إن ما قام به الوزير الشوباني هو تجاوز لاختصاصاته كوزير مكلف بالعلاقة مع البرلمان ولم يكن يوما رقيبا أو شرطيا للأخلاق ، كما أنه تطاول على اختصاصات المشرّع لما جعل من نفسه مشرّعا لغيره . والأنكى أن السيد الشوباني لم يتمثل حتى المرجعية الدينية التي يزعم أنه يصدر عنه لما جعل "حرمة" البرلمان أعظم من حرمة الإنسان الذي كرمه الله تعالى وهو يطرد الصحفية بعد زجرها وتعنيفها بالعبارة الماسة بكرماتها (أنت لابسة لباس غير محترم، ولا يليق بحرمة البرلمان، وعليك مغادرة البرلمان ). علما أن حرمة الإنسان هي أعظم الحرمات عند الله حتى إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، جعل حرمة الإنسان أعظم من حرمة الكعبة نفسها كما ورد في الحديث الذي رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حيث قَالَ(رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا) . وليس غريبا على الوزير الشوباني أن ينزع عنه جبة "رجل دولة " كما تقتضيها بنود الدستور التي تفرض على كل وزير أن يكون ممثلا لكل المواطنين المغاربة ومدافعا عن مصالحهم دون تمييز أو تفضيل ، ليرتدي جبة "الداعية" الذي لا تهمه مشاكل المواطنين وانتظاراتهم بقدر ما يهمه مدى انسجامهم في الملبس والمشرب والمأكل مع تمثلاته الأخلاقية ؛ فقد فعلها قبله السيد بنكيران ـــ زمن المعارضة ــ ضد أمينة خباب ،صحفية القناة الثانية لما أوقف أشغال البرلمان حتى طردها من "حرمته" . نفس الموقف ونفس التعلة ونفس المكان ونفس النظرة الدونية للمرأة التي يحملها إسلاميو حزب العدالة والتنمية زمن المعارضة وزمن قيادة الحكومة . فكل النساء "عورات" ومصدر فتنة حتى وإن كنّ صحافيات أو برلمانيات ، وكل الرجال يفتنون حتى الوزراء داخل "حرمة" البرلمان . وظيفة المرأة ، بالنسبة للسيد بنكيران وأعضاء حزبه ، إشباع غرائز الرجل الجنسية وميوله النرجسية . لهذا لم يتمالك السيد رئيس الحكومة نفسه عقب التوقيع على ميثاق الأغلبية فنادى في نساء الأغلبية اللائي حضرن الاحتفال : "العيالات يزغرتو..وش كاينة شي امرأة تزغرت؟" . لا وظيفة للمرأة في إيديولوجية السيد بنكيران وحزبه سوى إشباع نزوات الرجل . وكانت السيدة نزهة الصقلي محقة في ردة فعلها ضد سلوك بنكيران الذي "يعتبر النساء السياسيات مثل النڴ-;---;--افات خاصهم ينوضو يزغرتو" . بالتأكيد الحزب الذي يطالب بتزويج القاصرات وحرمانهن من التعليم ، ويعتبر ضربهن شريعة ، وتزويج المغتصِب بالضحية سترا لها ، لن يقبل بالمناصفة وإن أقرها الدستور ، ولن يرفع التمييز بكل أشكاله ضد النساء وإن صادق المغرب على المواثيق الدولية ذات الصلة . وما صدر عن الوزير الشوباني سلوك يستوجب الإدانة المطلقة والتصدي الحازم له .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية المعتقد بين المصادقة والدسترة .
- دلالات صلاة الملك خلف الفيزازي .
- الحركات الإسلامية تفقد بريقها .
- البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .
- مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني
- بين -الربيع العربي- والربيع ألأوكراني انفصال دون اتصال .
- مالي بوابة المغرب إلى إفريقيا ومجاله الحيوي .
- عقائد التطرف على أمواج إذاعات خاصة .
- دول الربيع العربي بين الفتنة والكارثة.
- متى يتحرر العقل العربي من سلطة التقليد ؟
- جماعة العدل والإحسان في الذكرى 1 لرحيل المرشد.
- رأس السنة ينعش فتاوى التطرف والكراهية .
- لماذا حركة -ضمير- ؟
- الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.
- مانديلا المسلم الحقيقي .
- العنف ضد النساء تشرعنه الثقافة والفتاوى والأعراف .
- حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .
- -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .