أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فواتح السور (الحروف المقطعة)، آيات الله البينات المحكمات II:

يقول الله تعالى سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ - مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ - « هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ » وَ « أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ » ..... فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ « فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ » - وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا « اللَّهُ » وَ « الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » - يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا - وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ 7). صدق الله العظيم.

قبل مواصة تحليلنا لما ورد عن آيات الله البينات الحروف المقطعة، جاءتنا ملاحظة طيبة من أخ كريم قال فيها ما يلي:
((مع احترامنا للرأي والرأي الآخر الا ان عنوان الردود (سأصليه سقر... لواحة للبشر) هو كلام الله وحسب اعتقادي ان لا احد يستطيع ان يتكلم عن الله لذى اقترح ان تستبدل العنوان بـ "سالقمه حجر ان هو في النقذ استمر")) ثم ختم بقوله "مجرد رأي".

في الحقيقة لقد سعدت بهذه المشاركة المسؤولة من السادة القراء الكرام،، بل وتبني الموضوع من الكثيرين، لأنه حقيقةً هو ملك خالص للقراء الذين أنا فرد من بينهم أتبادل معهم أخلى ما تملك وهو الفكر، ونغذي بها ذروة سنام وجودنا في هذه الدنيا وهي العقيدة التي لا تستقيم بدون مصداقية وأمانة، والتان لا تكونان بدون شورى وتقبل الىآخر وإحترام الخصوصية والخيار.

فملاحظته في مكانها من وجهة نظره ومن وجهة النظر العامة، ولكن قد تتغير هذه الفكرة إذا زال الغبش عن الغاية وراء إختيار هذا العنوان "تحديداً".
على أية حال،، رددت عليه بقول "إنَّ الموقف الذي كتبنا فيه هذه المواضيع يتمحور حول إعتداء و إلحاد في آيات الله تعالى، وليس الأمر يتعلق بموضوع خاص بي شخصياً ومن إنتاجي الأدبي أو العلمي أو الفكري حتى أدافع عنه وأقترح له العنوان الذي يناسبه، ولكن الموضوع هو إعتداء مباشر ممنهج قصد به التشكيك في كلام الله وكتابه ووحيه. إذاً فالمَعْنِيَّ هو الله والمُتَجَنَّىْ عليه هو كلامه الكريم،، فليس الله تعالى بعاجز أو غائب حتى يدافع عنه عبده. لذا فقد وقفت عند هذا العنوان طويلاً،، فلم يكن إختياره أمراً سهلاً،، لأن الكلام الأساسي والردود هي من الله تعالى من خلال كتابه وتدبر آياته البينات "فقط"، فكيف أقترح عنواناً من إختياري ثم يأتي تحته كلام الله؟؟؟ فأكدت له الآتي:

أولاً: لو تلاحظ في كل الموضوعات التي كتبتها تحت هذا العنوان أؤكد مراراً وتكراراً أنني لن أتجرأ للدفاع عن كتاب الله تعالى، بل كتاب الله تعالى فهو وحده الذي يرد عن نفسه بنفسه،، لذلك أتدبر الآيات مع القراء ولا أدخل رأيي الشخصي فيها بل من خلال التحليل والملاحظات فقط. أحاول أشير إلى دقة وروعة البيان والتفصيل الدقيق المعجز.

ثانياً: العنوان ليس منصوبا لنفسي ولا لموضوعي، بل وضعت آيات الله المناسبة للمقام "حسب ظني"، ولم ولن أجزم بها للذيب أو غيره، لأن هذا يعتبر "تألُّه على الله"، فهو بلا شك عبد لله ولا يزال على قيد الحياة، وبالتالي لديه الفرصة كاملة إن راجع فيها نفسه، فلعل الله تعالى يهديه ويجعله أفضل من غيره ومنا، ولكن من أصر على الخوض في آيات الله تعالى فلن يعجزه في شيء، فلعلها سقر في إنتظاره.

ثالثاً: أود هنا أن أؤكد بأن هذه المواضيع التي أكتبها هي شراكة بيني وبين كل القراء الكرام،، فالإقتراحات والإنتقادات البناءة مرحب بها في أي لحظة وسنناقشها معاً للوصول إلى خير البشرية جمعاء.

*****

طال الحديث عن آيات الله البينات التي جاءت في بعض فواتح السور، فتضاربت الآراء وكثرت الإجتهادات المخلصة الصادقة، وغيرها المتربصة الخبيثة المغرضة، فمنهم من أخرجها من دائرة علم الإنسان بل وحذر من تدبرها لسوء فهمه لقوله تعالى (... فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ...), ونسي أو أغفل قوله تعالى في نفس الآية (...ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ...), ولعله لم يتدبر الآية جيداً فيضع في إعتباره قوله تعالى: (... الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ...).

ومنهم من خاض فيها بغير علم ولا منطق فأتى بما لا تشتهي السفن، ودخل في دهاليز بني إسرائيل والنصارى من التحايل على النصوص بإستخدام (ابجد هوز) وحساب الجمل، فبينا في مواضيعنا السابقة زيف كل هذه الإفتراءات وأقمنا الدليل على كذبها وإفترائها وتدليسها وسذاجتها من خلال مواضيعنا السابقة التي تضمنت الآتي:

(I): تصحيح المفاهيم الخاطئة عن اللغة العربية:
(II): الحروف المقطعة في القرآن الكريم:
(III): فرية حساب الجمل:
تجدونها في الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410485).

الآن،،، نواصل دراستنا في تحليل ما قيل عن آيات الله البينات المحكمات فواتح بعض السور من الحروف المقطعة فيما يلي:

(IV): المغالاة في الإعجاز العددي:
أما مسألة الإعجاز العددي أو التناسق العددي، فهو يأتي في إطار تميز القرآن عن غيره بأوجه كثيرة لا نستطيع حصرها، فهذا التناسق العددي حقيقة أعترف بها ولحظها الجميع ولكن أوجه الإختلاف فيها دارت حول التسمية والتقييم.

1. فالذي إعتبرها من القيم الإضافية لتفرد القرآن سماها تناسقاً عددياً،

2. والذي بالغ في تقييمها قد رفعها إلى درجة الإعجاز العددي، وأعتبرها معجزة الأرقام العددية.

3. والذي شطح فيها وغالى، حمَّلَهَا ما لا تحتمل ممن أدخل فيها فرية حساب الجمل فأتى بما لا يليق بإحكام القرآن الكريم من عوج التعقيد الذي يتنافى تماماً مع قوله تعالى (قرآناً عربياً غير ذي عوج)،

ولكن ما علاقة كل ذلك بفواتح بعض السور، تلك الآيات البينات المبينات النيرات ذوات الحروف المقطعة؟

فالذين يحتجون بالرقم "19" ومضاعفاته بالنسبة للسور التي تبدأ بالحروف المتقطعة، يوردون لذلك أمثلة محاولة "فاشلة" ومحبطة ومستهجنة منهم، لإثبات صحة نظريتهم تلك، حيث يقولون، مثلاً:
1. في سورة « القلم » تكرر الحرف "ن" (133) مرة، فيدعون بأن هذا تكرار للعدد 19 سبعة مرات،

2. وفي سورة « ق » تكرر الحرف (ق) (57) مرة، ويدعون بأن هذا تكرار للعدد 19 ثلاث مرات،

3. في سورة « يس » تكرر الحرف (ي) (237) مرة والحرف (س) (48) مرة ، وهذا يعني أن مجموعهما معاً = 285، فيدعون بأنه تكرار العدد 19 خمسة عشر مرة،، ولكن بعد قيامنا بحساب عدد تكرار الحرف (ي) من (يس) أكثر من مرة وجدناه بالضبط (197) فقط وليس 237 ،، وفعلنا نفس الشيء مع تكرار الحرف (س) فوجدناه (47) مرة فقط وليس (48) كما جاء عن حرفي (يس) . وبالتالي يكون مجموعهما معاً (244) فقط، وليس 285 كما يدعون ... وبقسمة هذا العدد على 19 تكون النتيجة 12.84 (أقل من 13 وأكثر من 12،، بالتقريب = 13)، وليس 15 كما جاء بالمثال.

4. لاحظنا أن تكرارات أحرف الآية الكريمة (كهيعص)، وقسمة تكرار كل حرف على على العدد 19 جاءت النتيجة كلها سالبة إذ أن كل منها نتج عنه كسوراً حتى مجموعهم معاً وقسمته على الرقم 19 نتج عنه كسر أيضاً كما يلي:
(i): (ك, 120 ÷ 19= 6.32),
(ii): (ه، 119 ÷ 19= 6.26)، و
(iii): (ي، 287 ÷ 19= 15.11), و
(iv): (ع, 110 ÷ 19= 5.79)، و
(v): (ص, 24 ÷ 19= 1.26), و
(vi): (كهيعص, 660 ÷ 19= 34.74).


فالفرق - كما تلاحظون - كبير. ولكي تكون القسمة صحيحة بدون باقي لا بد من أن يكون مجموع التكرارات إما (646) ليعطي 34 تكراراً ، بعد قسمته على 19 ،، أو (665) ليعطي 35 تكراراً .
وهذا يعني "بالضرورة" أن قاعدة العدد 19 غير صحيحة، وإنما إفك يفترى على الله تعالى، وخبل قوم أتوا بالنواقص ونسبوها إلى كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إما جهلاً وسذاجة مفرطة أو ظلماً وعدواناً وتلفيقاً.

إذاً،، فرية العدد "19"، محض إفتراء ودجل لا أساس له من الصحة، وقد يصح مرة أو مرتين "بالصدفة المحضة"، تماماً كما يحدث في المحاسبة، عندما يكون الإنحراف ± بين المخطط التقديري والمحقق الفعلي يساوي "صفر"، ويستطيع القاريء أن يكرر التجربة بنفسه وسوف يصل إلى نفس النتيجة التي وصلنا إليها، وهي أنه إدعاء كاذب. وكذلك الحال مع الرقم (7).

أما موضوع إنتماء (أصل) الرقم 19، فيه نظر:
أولاً: قوله تعالى في سورة المدثر
﴿-;-«سَأُصْلِيهِ سَقَرَ26» - «وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ 27» - «لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ 28» - «لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ 29» - ((«عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30»)) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰ-;-ذَا مَثَلًا كَذَٰ-;-لِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ-;- لِلْبَشَرِ﴿-;-31﴾-;- .

فالمقصود من قوله تعالى (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30) هم الملائكة (الزبانية)، ولا علاقة لها بالبسملة ولا علاقة لهؤلاء الملائكة بالحروف المقطعة التي بفواتح بعض السور "لذاتها" أو في مدلولاتها الكريمة.

ثانيا: إعتماد الرقم 19 في حساب الجمل واضح أن هناك عدة طرق لحساب أحرف البسملة ... وكلها لا تتفق مع هذا الرقم، وأليك تحليلاً لهذه الطرق فيما يلي:

1. إن أعتمدنا طريقة "الرسم العثماني"، فإن عدد حروف "البسملة" يكون (20 حرفاً)، وليست 19 حرف، هكذا:
(«ب س م» + «ا ل ل ه» + «ا ل ر ح م ا ن» + «ا ل ر ح ي م» = (3+4+7+6=20) حرفاً،
وعليه ، يكون واهماً من ظن أنه بالإمكان إسقاط حرف المد من إسم الجلالة (الرحمان)، لأن الألف مثبتة في التلاوة وأيضاً في الرسم ،

2. وإن أعتمدت طريقة "العَدِّ الصوتي"، (حيث تعد حروف الجملة ثم تجمع على اساس النطق بها، وعلى ذلك يحسب الحرف المشدد حرفين، فإذا كان ذلك كذلك فإن عدد حروف البسملة يكون 18 حرفاً وليس 19 كما يدعي رشاد خليفة، هكذا:
(«ب س م» + «ل ل آ ه» + «ر ر ح م ا ن» + «ر ر ح ي م» = (3+4+6+5=18) حرفاً،

3. أما إن أعتمدت الطريقة الحديثة، طريقة الرسم الإملائي، فإن عدد حروف البسملة سيكون 21 حرفاً وليس 19، كما يدعون رشاد، وذلك بزيادة "ألف المد" للفظ الجلالة (أ ل ل ا هـ) ، كما يلي:
(«ب س م» + «ا ل ل آ ه» + «ا ل ر ح م ا ن» + «ا ل ر ح ي م» = (3+5+7+6=21) حرفاً،
فمن جاز له أن يحذف حرف المد من أي كلمة من كلمات البسمة عليه أن يحذفه حيثما ظهر في هذه الحالية سيجد نفسه قد حذف المد بالألف من إسمي الجلالة (الله ، الرحمان) وحذف الياء من اسم الجلالة (الرحيم) ، فيصبح عدد الحروف المتبقية 17 وليست 19 حرفاً،

إذاً,, بالتحليل والدراسة الدقيقة والمتأنية يتضح بطلان نظرية العدد 19، في ذاته وخطأ فهم المرجعية له التي يمكن أن يقبلها العقل والعلم والحساب، كما ثبت خطأ التطبيق العملي لعملية العد الذي ثبت أيضاً خطأه في جميع الحالات التي أخضعناها للتمحيص الدقيق وبالتالي جاءت نتيجة القسمة على الرقم 19 بها كسور مما يؤكد بطلانها وفسادها تأكيداً مؤصلاً.

فملاحظة مظاهر الإعجاز العددي في القرآن موجودة وظاهرةً ولكنها ليست بطريقة العدد 19 هذه التي قد ثبت بطلانها، وكذبت نفسها بنفسها، وأثبتت فساد عقلية من روجها وإفتراها على كتاب الله المعجز. ومع ذلك يظل ملحظ هذا الإعجاز ظني ومبني على الإستدال الذي ليس له سند من الأدلة الشرعية التي يمكن الإستشهاد بها للتأكيد أو النفي.

فهو إن صح، يكون تناسق عددي لا أكثر ولا ينبغي إعتباره إعجازاً عددياً لضعفه في إقامة الحجة وقوة التحدي. وحتى إن ثبت بوجه أو بآخر فكتاب الله يفيض إعجازات فلن تزيده هذه المغامرة شيئاً، كما أنه بالمقابل عدم ثبوتها لن يقلل من إعجازه شيئاً. قال تعالى في سورة الكهف: (قُل « لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا » لِّكَلِمَاتِ رَبِّي «« لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي »» - وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا 109).

هناك دراسات أخرى تقيم الحجة العملية التحليلية والمنطقية على إستحالة تطبيق قاعدة عد الحروف وحساب الجمل خاصة في ظل القراءات السبع التي نزل بها القرآن الكريم والتي لا يمكن معها تفضيل قراءة على أخرى.

الحروف المتقطعة في فواتح بعض السور الكريمة قد شغلت علماء المسلمين والدارسين لكتابه الكريم. كما شغلت أيضاً أعداء الله والمتربصين بالإسلام والقرآن الكريم من الكفار والمشركين واللاهوتيين المحبطين. فقد إجتهد العلماء المخلصون كثيراً، وحاولوا الوصول إلى مراد الله تعالى منها ولعلمهم ويقينهم بأن من أنزله سبحانه أكد لهم في مناسبات عدة بكتابه الكريم على أنه "قرآناً عربياً غير ذي عوج" ، وأنه "بلسان عربي مبين"، وغيرها من الآيات التي تجزم أنَّ لهذه الحروف أسراراً، لعل الله سبحانه وتعالى أراد أن « يجعل منالها صعباً » ليعكف العلماء والدارسون على البحث والتمحيص للوصول إلى هذه الأسرار، فيظل القرآن دائماً في الذاكرة وللنظر إليه بالقدر اللائق من الأهمية والمداومة على التفكير فيه وفي أسراره وعجائبه التي لا تنقضي. أو لعل هناك غايات وأسرار أخرى في علم علام الغيوب.

فكان منهم المخلصون الذين يعلمون أنه الحق من ربهم، لذا كلما طرأت فكرة لأحدهم أو مجموعة منهم بادر بعرضها على الآخرين لتحليلها وبيان ما لها وما عليها، وهناك المتربصون بهذا الإسلام وخاصة كتابه الكريم وسنة نبيه خاتم المرسلين، لذا تتجه محاولاتهم إلى التشكيك والشطحات والإفتراضات التي لا تليق بكلام الله الرصين ومن أؤلئك من إعتبرها « كلاماً عاطلاً». ومنهم من إكتفى بالإيمان بها وبإعجازها ولكنه آثر عدم الخوض فيها فترك أمر تأويلها إلى الله تعالى أو إلى من فتح الله عليه بشيء منها في أمم وأجيال لاحقة، فقال مستسلماً "الله أعلم" وصرف ذهنه عن التدبر الذي لا ينفي هذه المقولة الصادقة.

فقد ذُكر في هذه الحروف المتقطعة أكثر من عشرين وجهاً كلها لم يستطع أصحابها إقامة أي دليل شرعي على صحتها الكاملة، وأيضاً لم تكن مقنعةً حتى لأصحابها أو المرجحين لها، ولكن مجرد التدبر والتدقيق يعتبر عملاً إيجابياً إذا خلا من الشطحات والخرافات والإدعاءات التي تستخف بعقول العامة والجهلاء.

فمثلاً،، لقد عَدَّهَا بعض العلماء الكرام أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلأ الله تعالى والتي جاءت في قوله تعالى (... منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات )، وهنا لنا أن نسأل هؤلاء الكرام:

أولاً: ما هو المحكم في اللغة؟
1. الحِكْمَةُ: هي العدل، والعلم، والحلم، والنبوة والقرآن والإنجيل.
2. تقول: أحْكَمَهُ،، إذا أتْقَنَهُ فإسْتَحْكَمَ، ومَنَعَهُ من الفساد.
3. وتقول: حَكَمَهُ حَكْمَاً،، إذا رَجَعَهُ فَحَكَمَ، ومنعه مِمَّا يريد فإمتنع،،
4. وتقول: حَكَمَ الفرسَ،، إذا جَعْلَ اللَّجَامَ حَكَمَةً،، والحَكَمَةُ هي ما أحاط بحَنَكَيِ الفرس من لجامه وفيها العذاران.
5. والحَكَمَةُ من الإنسان: مُقَدَّمُ وَجْهِهِ، ورأسه، وشأنه، وأمره.
6. والمُحْكَمُ، هو البَيِّنُ. والمُحْكَمَةُ أيضاً، هي البينة التي لا تحتاج إلى تأويل.
7. والآيات المُحْكَمَاتُ،، هي الآيات التي أُحْكِمَتْ، فلا يحتاج سامعها إلى تأويلها لبيانها.

قال تعالى في سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ» - « مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ » - « هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ » « وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ » - فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ - وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ « إِلَّا اللَّهُ » - « وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا «« وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ »» 7)،

وقد سبق أن قارنا ما بين المشتبه والمتشابه في موضوعنا ((تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1))، عند الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=400351).

(V): تعريف المحكم والمتشابه جاءت فيه أقوال:

أولاً: منهم من قال أن المحكم هو ما عرف المراد منه إما بالظهور وأما بالتأويل،، والمتشابه ما استأثر بعلمه الله تعالى (كقيام الساعة ، وخروج الدجال) وأضافوا إليها "الحروف المقطعة"،
ولكن نرى أن إضافة الحروف المقطعة هنا غير مقنع وغير وارد، للآتي:
1. إن قيام الساعة ليس أمراً مبهماً "كحقيقة، وحدث كبير موقوت" فهي معلومة للناس بتفاصيلها الكثيفة من بعث ونشور وجنة ونار وصراط وحساب ومواقف،،، ولكن وقت قيامها هو الذي إستأثر به الله تعالى، ومثل ذلك أيضاً كل من الغيب، والقضاء والقدر والروح، فالكل يعرف ما أراد الله أن يعرف منها. فالروح مثلاً نعرف عنها الجزء الذي يهمنا وسمح لنا به وهو نفخة الله فينا، ونعرف أن مفارقتها لأجسادنا يعني الموت، ولكن ما هي، وما مادتها، وأين توجد بالبدن، ومتى تخرج، هذا ما لم ولن يحط به علم الخلق؟

كل هذه التفاصيل لا يعرفها إلا الله لقوله تعالى: (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) ، ويقول الله تعالى عن الساعة في سورة النازعات: («يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا 43» - «فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا 44» - «إِلَىٰ-;- رَبِّكَ مُنتَهَاهَا 45» - «إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا 46»)، وخروج الدجال معلوم ومؤكد وهناك عنه التفاصيل الكافية التي تهمنا لتجنب فتنته، أما متى وأين وكيف فهذه أشياء لم يشأ الله أن نعلمها وستبقى ضمن الغيبيات التي لا يعلمها إلا هو.

هذا ليس وقفاً فقط على هذه الأشياء بل كل شيء حولنا يشترك معها في هذا الجانب فمثلاً لو أكلنا شيئاً معلوماً لديناً بشهية، فنحن نجهل تماماً إن كان ذلك الشيء سيكون نافعاً لأبداننا أم ضاراً بها، فلربما كانت فيه المنية ومع ذلك نتناوله بأيديناً،، وكم من شارب للماء ليروى ولكنه غص فمات،،، الخ.

إما الحروف المقطعة في أوائل السور ليس من المنطق إعتبارها كذلك، فهي من ضمن آيات الكتاب التي فصلها الله تفصيلا دقيقاً معجزاً، ولكن نحسب أننا لم نعطها ما يكفي من الجهد والبحث و"التدبر" لنصل إلى مدلولاتها بعد، أو لعل الله أراد أن تظل كذلك إلى حينٍ ووقت معلومٍ يعلمه هو سبحانه وتعالى. فإن أحاط البشر به علماً إنقضت عجائبه، وهذا ما لا يمكن تصوره أو تصديقه، لأن تصديق هذه الفكرة يعني بالضرورة تكذيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

2. فمنهم من قال إنَّ المُحْكَمَ هو "ما لا يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً" ،، والمتشابه هو "ما أحتمل أوجهاً"،،، (فهل المحكم يحتاج إلى تأويل؟؟ علماً بأن المحكم هو البين الواضح)؟

3. ومنهم من قال إن المحكم هو "ما استقل بنفسه" ، والمتشابه هو "ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره"، فهل هذا هو الإختلاف بين المحكم والمتشابه؟

4. ومنهم من قال إن المحكم هو "الواضح الدلالة، الظاهر الذي لا يحتمل النسخ، والمتشابه هو "الخفي الذي لا يدرك معناه عقلاً ولا نقلاً ، وهو ما استأثر الله تعالى بعلمه، كقيام الساعة والحروف المقطعة في أوائل السور،

ولكن هنا لدينا حوار مع هذا القول نعرضه في سؤالين إثنين ، هما:
1. ما الدليل على أن الآيات البينات من الحروف المقطعة في أوائل بعض السور أنها من الخفي الذي لا يدرك معناه عقلاً ولا نقلاً، أليس من المرجح أكثر أننا لم نوفق بعد إلى الوصول إلى مراد الله تعالى منها؟ أليس من المرجح أن لا نكون قد أوليناها القدر الكافي من ما تستحقه من الدراسة والتدبر، وأنها في إنتظار المزيد الجاد منا والنظر إليها في إطار ما خبرناه من علم تجريبي وتقني وطبيعي غزير خلال القرون الخمسة عشر المنصرمة؟ لم نر أو نسمع من العلماء من أقام الدليل على أنها من الخفي الذي لا يدرك معناه عقلاً ولا نقلاً، فكيف نركن إلى هذا القول الضعيف؟

2. إن كانت هذه الحروف المضيئة المباركة قد أستأثر الله تعالى بعلمها لفسه، فَلِمَ لَمْ يُحذِّر الناس من الإقتراب منها أو السؤال عنها أو على الأقل لماذا لم يعلمهم بذلك كما فعل في إخفاء وقت قيام الساعة فقال في سورة الأعراف: ﴿-;-يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي « لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ » - ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - « لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً » ..... يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ « إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ » - وَلَٰ-;-كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 187﴾-;-، ومنع السؤال عن الروح، وبَيَّنَ أنَّ الغيب، والرزق، ونزول الغيث، والآجال لا يعلم تفاصيلها أو وقتها إلا هو ،،، ؟ إلم يقم الدليل على صدق كل هذه الغيبيات بعد أن عرفنا بها بالقدر الذي أراد لنا معرفته؟

ومنهم من قال إنها أسماء لمجموع القرآن:
فلو أخذنا هذا القول بجدية، لأستوت "ن" مع "كهيعص" ، و "حم" مع "الم" ،، وهكذا فهل هذا الطرح يمكن أن يقبل ويسلم به عقلاً أو منطقاً؟

ومنهم من قال: إنها أسماء لله سبحانه فـ "ألم" معناها : « أنا الله العالم » و "ألمر" معناها: « أنا الله أعلم و أرى » ،
لماذا تكون "الم" تحديداً معناها "أنا الله العالم" ، علماً بأن الحرف "ع" أولى من الحرف (م) من كلمة "العالم" ،، وبالتالي ،، لماذا لا تكون مثلا ("الملك" أو "المهيمن" ، "المقدم" أو "المؤخر" أو "المنتقم" أو "المتكبر" أو "المصور" أو "المتكبر" أو "المصور" ...الخ)، فكل إسم من أسماء الله الحسنى هذه بها "الم"، وهي أكثر منطقية ومعقولية من تلك العبارة، وكذلك الحال مع "المر" وغيرها،

ومنهم من قال: إنها أسماء لله مقطعة (لو أحسن تأليفها لعلم اسم الله الأعظم) ، فـ "ألر" و "حم" و "ن" . تصير : "الرحمن"، وهكذا ،، ولكن ، فلنناقش هذا القول الساذج معاً، فيا يلي:
أولاً: هل إسم الجلالة يحتاج لأن يقطع إلى حروف ، فتوضع في ثلاث آيات لفواتح ثلاث سور ثم نبحث عن من يحسن تأليفها مرة أخرى ليصل إلى "الرحمن"، علماً بأن هذا الأسم الكريم موجود، كآية كريمة قائمة بذاتها، وفاتحة لسورة كريمة، بل وهناك سورة بهذا الأسم ،، ففي سورة "الرحمن" يقول تعالى (الرَّحْمَٰ-;-نُ 1) (عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2) (خَلَقَ الْإِنسَانَ 3) (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) ،

ثانياً كم من أمة محمد لديه الملكة في التوليف وإحسان التأليف ليصل في النهاية إلى كلمة هي في الواقع بينة ظاهرة وعلم بارز مؤكد بسور وآيات وفواتح؟

ثالثاً: الكلمة التي ألفها صاحب هذا الرأي الغريب الشاذ ("الر حم ن") لا تعطي اسم الجلالة "الرحمان" لأنها تحتاج إضافة "ألف المد" إليها ، لأنها مثبتة في الرسم والنطق. هذا فقط لمجارات التحليل ومناقشة كل الإحتمالات التي يمكن أن يتصورها أحد في هذا الإتجاه،، علماً بأنه حتى لو توفرت ألف المد لهذه الحروف فتأكفت كلمة (الرحمان)، لن تقدم ولا تأخير شيئا في هذا الموضوع.

رابعاً: هنا يشترط صاحب الرأي بأنه (لو أحسن تأليفها ...) ويجزم في جواب الشرط بقوله (... لعلم اسم الله الأعظم)، واضح فساد هذا الرأي الذي تجاوز الحدود بكثير، فلو فرضنا أنه استطاع تأليف وتوليف جميع الحروف المقطعة بتلك الآيات النيرات وبلغت لديه عشرات، بل مئات أو آلاف النتائج،، بالله عليكم كيف سيختار من بينها (اسم الله الأعظم)؟ وما هي الآلية للوصول لذلك؟ وما الحجة التي يمكنه أن يقنع بها الناس بأن ما اختاره و ألفه هو بالتحديد (اسم الله الأعظم)؟ هذا رأي ظاهر فساده وخطره،

ومنهم من قال: إن هذه الحروف شريفة لكونها مباني كُتُبِهِ المنزلة وأسمائه الحسنى و صفاته العليا وأصول لغات الأمم.. وقد أقسم الله تعالى بهذه الحروف،، (فلنناقش ذلك فيما يلي):

أولاً: الحروف العربية كلها نالت شرفها وقدسيتها فقط من ورودها في كتاب الله تعالى وآياته البينات، فهي تصور الحق والصدق والإعجاز، لا خلاف في ذلك، ومع هذا وذاك، أين تكون تلك القدسية وذلك الشرف إذا أُلِّفَتْ منها كلمة الكفر أو الشرك أو الفجور ، وتزوير الحقائق وإلباس الحق بالباطل؟ هل سيكون لها قدسية وهي بتلك المقامات؟

ثانياً: لا وجود للقسم أصلاً في جميع الآيات البينات من الحروف المقطعة، وقد بينا ذلك من قبل، كما أن الحروف بذاتها لا تعتبر آيات معجزات حتى يقسم الله تعالى بها،

ومنهم من قال: إنها إشارات إلى آلائه سبحانه، و بلائه، و مدة الأقوام و أعمارهم و آجالهم.
نقول: أيضاً كل هذه إجتهادات لا يستطيع من قال بها تأكيدها، وما بني منها على فكرة حساب الجمل فقد ناقشا هذا الحساب وتبين من الدراسة خطأه،

ومنهم من قال: إنها تسكيت للكفار الذين تواصوا فيما بينهم، كما جاء في قوله تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ )، فكانوا إذا سمعوا هذه الحروف استغربوها، و تفكروا فيها، فيقرع القرآن مسامعهم.

ما إغرب هذه الأفكار الساذجة المضحكة. على أية حال،، هذا قول إجتهادي نرد عليه بقوله تعالى من سورة البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ 6)، ولتأكيد ذلك، قال سبحانه: (خَتَمَ اللَّهُ « عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ » وَ « عَلَىٰ-;- سَمْعِهِمْ » وَ « عَلَىٰ-;- أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ » - وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 7﴾-;-، وبعد كل ذلك يراهم صاحب هذا الرأي إمكانية إسماعهم صوت الحق بالحروف المقطعة؟ ..... ويقول الله تعالى في سورة فصلت: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ « قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ » - وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ « فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ » وَ « هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى» - أُولَٰ-;-ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ 44).

ومنهم من قال: إنها للإشارة لمعانِ في السورة فكلمة ﴿-;- ن ... ﴾-;- إشارة إلى ما تشتمل عليه السورة من النصر الموعود و كلمة ﴿-;- ق ... ﴾-;- إشارة إلى القرآن أو إلى القهر ، (فلنناقش هذا القول معاً):

أولاً: صحيح إنها للإشارة لمعانٍ في السورة، فهذه الجزئية فقط هي أصح الآراء التي وردت حتى الآن، وسنناقش ذلك معاً لاحقاً بإذن الله تعالى، أما بقية النص (النصر .... و القرآن .... والقهر), فهذه ليس لها علاقة بالموضوع،

ثانياً: (ن ...) حرف وليست كلمة، وليس هناك دليل على أنه إشارة إلى ما تشتمل عليه السورة من النصر الموعود، فهذا القول تخميني لا يوجد بالسورة ما يؤيده،

ثالثاً: (ق ...) أيضاً حرف وليس بكلمة كما جاء بهذا القول، وليست إشارة إلى القرآن أو القهر ، بل هي إشارة وتنبيه لآيات بينات عديدة بهذه السورة، سنناقشها في حينها لاحقاً، بإذن الله.

يرى آخرون أنها أسرار بين الله تعالى ورسوله، ولا يجوز أن نتكلم فيها ولكن علينا فقط أن نؤمن بها ونقرأها كما جاءت،، ولكن أين الدليل من الكتاب أو السنة على هذا الرأي حتى يمكننا إلتزامه أو حتى مجرد النظر إليه؟

أما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه وهو "آن هذه الحروف أقسام أقسم الله بها على صدق ما بعدها من الكلام" فيه الحقيقة كاملة ولكنها بصورة مجملة ،، لأن القسم عادة يراد به مزيد من التأكيد على صدق المقسم عليه، وكذلك الحال مع هذه الحروف المقطعة هي في الواقع ليست "قسماً" لعدم توفر دواعي تلك الأقسام ولوازمها، وغياب المقسم به، ولكنها جاءت حقيقةً للتأكيد على صدق ما بعدها من الكلام، كما سيتضح ذلك جلياً فيما بعد،

أما قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (لله في كل كتاب من كتبه سر، وسره في القرآن أوائل السور)، هو أيضاً قول صحيح يؤكده الواقع وتدعمه حقيقة هذه الآيات البينات التي طال البحث فيها والجدل حولها وكثرت الآراء وعقدت لها الجلسات وإقيمت لها الندوات والمجالس وكتبت فيها الدراسات، ولا يزال البحث والتنقيب جارياً، سعياً لإستخراج جواهرها الثمينة ولآلئها البراقة ودررها الرائعة، وسيظهر ذلك لاحقاً بإذنه تعالى،

غريب أن يصدر حكم قطعي جازم على هذه الآيات من الحروف المقطعة بأنها "متشابه المتشابه"، بل وينظر أصحاب هذا الرأي إلى المتدبر في آيات الله ليستنير بها حباً فيها وقناعةً وإلتزاماً، على أنه (كؤلئك الذين في قلوبهم زيغ ، ليس ذلك فحسب ، بل ومن الذين يتبعون ما تشابه منه "إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله")، علماً بأن الذي وصفته الآية بهذه الخصال القبيحة إنما يسعى بكل طاقته لتأويل الحقائق حسب هواه وإبدالها بغيرها من الدسائس والأباطيل (كما يقعل المبطلون المكذبون معنا الآن)، ليصل إلى أهدافه فقط (إبتغاءً للفتنة) والإضلال كإثبات أن القرآن كتاب رماه أحد ركاب الطائرة من النافذة مثلاً. فهو عدو متربص وليس مؤمناً متدبراً. فكل هذه إفتراضات لا دليل على صحتها وإنما كلها تنعكس من الحيرة والضعف أمام هذا الكتاب الحكيم.

يقول تعالى: ﴿-;-أَفَلا يَتَدَبَّروُنَ الُقرآنَ أَمْ عَلى قُلوُب أقْفالها﴾-;-، ها هو ذا قد أمرهم بالتدبر في القرآن، ولو كان قد إستأثر بعلمه فقط أو كان سراً بين الله ورسوله، فكيف إذن يأمرهم بالتدبر فيه؟ علماً بأنه لم يحذر منه كما حذر من الروح وكما حذر من التفكر في ذاته سبحانه.

وأما في الحديث ، قوله صلى الله عليه وسلم (إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، فالكتاب كله معلوم ومفهوم بالتفصيل، غير أن هناك حقائق وجزئيات أكثر تفصيلاً لن يحتاج البشر إلى معرفتها فاستأثر الله تعالى بعلمها،
ففي الساعة قال تعالى ( ... أكاد أخفيها ...) وعلل ذلك بقوله (... لتجزى كل نفس بما تسعى).

فلنكن منطقيين وعقلانيين أكثر، حتى لا يسخر منا أعداؤنا المتربصون،، فلنناقش بعض أقوال علمائنا الكرام لعلهم يعملون علمهم الغزير في إعادة النظر في مثل هذه الأقوال غير المقنعة حقاً:
1. أنت كمؤمن بكتاب الله تعالى جملةً وتفصيلاً تفهم هذه الأقوال بأدوات ليست لدى غيرك، وبالتالي لن تستطيع حوار الآخرين المكذبين بأنه لن يكون في مقدوره أن يأتي بكلمة أو مجموعة حروف مركبة كأن تقول له "لن تستطيع أن تأتي بهذه الحروف لأنها مستحيلة عليك، دون أن تبين له وجه الإعجاز فيها، لأنك أنت نفسك لا تعرف ذلك الوجه. وبالتالي يستطيع أن يأتيك بالعشرات من التراكيب من أي عدد من الحروف، فإن قلت له "ألر" يمكنه أن يعيد تركيب نفس الحروف بصورة مختلفة، وكذلك الحال مع "الم" مثلاً يمكنه أن يقول ("ا م ل" ، "م أ ل" ، "ل م أ) ... الخ ، و"حم" ،،، الخ ،، إذن ليس الإعجاز في تركيب الحروف، ولكنه يكمن في الذي ترمز له تلك الحروف في داخل السورة المعنية نفسها وبين آياتها البينات دون سواها، وهو بالطبع موجود هناك لا ريب في ذلك ولكن لم يجتهد العلماء بما يكفي للوصول إليه او لعل قدر الله شاء ذلك، لأن كثير من العلماء المسلمين مشهود لهم بالذكاء وروائع الأفكار النيرة،

2. أما القول بأن هذه الآيات البينات النيرات من الحروف المقطعة، بأن (يكون ورودها هكذا مسرودة على نمط التعديد كالإيقاظ وقرع العصا لمن تُحُدِيَ بالقرآن وبغرابة نظمه!)، أو (كالتحريك للنظر في أن هذا المتلو عليه! ... الخ) أو انه (إشارة ، للتنبيه إلى أن هذا الكتاب مؤلف من جنس هذه الحروف وهي في متناول المخاطبين به من العرب ولكنه مع هذا هو ذلك الكتاب المعجز الذي لا يملكون أن يصوغوا من تلك الحروف مثله، وأنه الكتاب الذي تحداهم مرة ومرات بأن يأتوا بمثله، أو بعشر سور مثله أو بسورة من مثله فلا يملكون لهذا التحدي جواباً) ،،

نرجوا أن نناقش هذا القول بأكثر من محور:
1. إن كانت الغاية من هذه الحروف هي "قرع عصى" أو لمجرد التنبيه إلى أن هذا الكتاب مؤلف من جنس الحروف لكان التنبيه أقوى وأكثر تأييداً لهذا المذهب إذا تضمنت هذه الأحرف المقطعة كل الحروف الأبجدية بدلا عن تكرار بعضها مرات ومرات ومرات والسكوت عن بعضها وعدم ذكرها أو الإشارة إليها، مع أن الكلام لا يستقيم بدونها وليس للحروف المذكورة فضل على المسكوت عنها "كحروف معجم" سوى شرف ظهورها ضمن هذه الآيات البينات من الحروف المقطعة، وقد نالت كل الحروف هذا الشرف في إشتراكها بكثافة في نظم كلمات وآيات القرآن الكريم دون أي إستثناء،

2. لم يتحدَ الله تعالى الخلقَ بأن يأتوا بآية واحدة منفردة من كلمة أو كلمات أو مجموعة حروف مقطعة، بل تحداهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن كله، أو بعشر سور منه مفتريات من دون الله، أو بسورة واحدة مفتراة إن كانو صادقين في زعمهم بأن الرسول الكريم قد إفتراه على الله تعالى، هنا يكون التحدي، وبالتالي إن كان التحدي بنص الآيات وبتركيبها الحرفي أو اللغوي، فلن يغلب أحد في أن يأتِ بحرف "ن" ، أو "ق" ، أو "الم" . إن كانت هذه الحروف مفرغة من العاني السامية التي تشير إليها هذه الحروف المقطعة التي اعتبرها الله آيات بذاتها وأعطاها الصدارة لأكبر السورة بالقرآن. إذن فالأمر أكبر من مجرد التنبيه أو التحدي بالآيات منفردة.

3. أما القول بأن هذه الحروف المقطعة والآيات المضيئة "أنها دالة على إثبات النبوة والرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم وصدقه، نناقشه فيما يلي:
(أ‌) لقد لمس هذا القول الحقيقة فعلاً، من أحدى جوانبها وليس كلها،، نعم إن بعضها ركز في الأساس على إثبات وتأكيد الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم تركيزاً كبيرة منها (يس) ، وأيضاً (طه) بالنسبة لموسى عليه السلام مع فرعون، وفي بعضها ما يبين طلاقة قدرته سبحانه وتعالى في سرعة الإستجابة الكاملة للدعوات المستحيلة لأنبيائه والصالحين من عباده وأن لا مستحيل عنده، كما في (الم - آل عمرا) بالنسبة لإمرأة عمران ، و(كهيعص - مريم) بالنسبة لزكريا ومريم، و (طس - النمل) بالنسبة لسليمان ،،، الخ،

(ب‌) ليس تبيين النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم كان بسبب نطقه للحروف بأسمائها، فهو خير من نطق بالعربية وشرف قدرها، فلو لم يكن كذلك لأحتاج أن ينزل عليه الوحي أولاً بأصول اللغة والبلاغة قبل أن ينزل عليه القرآن بإحكامه وبلاغته وإعجازه اللغوي والبلاغي والتصويري، ونحسب أن جبريل عليه السلام غطه ثلاث مرات – في بداية الوحي – لهذه الغاية. فالذي علم آدم الأسماء كلها وتحدى بعلمه الملائكة قادر على أن يعلم محمد صلى الله عليه وسلم ما لم ولن يصل إليه عَالِمٌ مُتَعَلِّمٌ أو موهوب، ذلك قبل أن ينزل عليه الوحي "بقولٍ ثقيل" ، وهل من شأن الأمي أن يقود ثورة العلم السامي بأعلى قدر من الملكة والتميز والإعجاز كما فعل محمد عليه الصلاة والسلام؟ بل ويتتلمذ عليه علماء الإنس والجن إلى أن تقوم الساعة؟ فالأمية هي كمال له وليست نقصاً، لأنها تبرئه من نواقص تعليم البشر له، وإنما تولى تعليمه وتأديبه وإعداده ربه، دون أن يشوبه شيء من النواقص الملازمة دائماً لعلم وعمل البشر.

ألم يشرح الله له صدره وهو طفل صغير؟ الم يضع على كتفه الشريف خاتم النبوة؟ ألم يظلله بالغمامة قبل الرسالة؟ ألم يقل أدبني ربي فأحسن تأديبي؟ ، ألم يخاطبه الحجر حين مروره به "السلام عليك يا رسول الله" ؟ ألم يشكوا له البعير حاله مع صاحبه؟ ألم تشكوا له الحمامة من أخذ فراخها من أصحابه الكرام الميامين؟

4. أما القول بإن (ورود السورة مصدرةً بالحروف ليكون أول ما يقرع الأسماع مستقلاً بوجهه من الأغراب وتقديمه من دلائل الإعجاز) وتبرير ذلك بأن النطق بالحروف أنفسها كانت العرب فيه مستوية سواءً الأقدمون منهم والأميون وأهل الكتاب بخلاف النطق بأسماء الحروف، لأنها تميز من خط بيده وقرأ وخالط أهل الكتاب وتعلم منهم.
يرى هذا القول أنه كان من المستغرب والمستبعد من الأمي التكلم بأسماء الحروف كإستبعاد الخط والتلاوة،، الخ ،، ولكن فلنناقش هذا التوجه بشيء من التحليل والتفنيذ:

(أ): أين نطق محمد صلى الله عليه وسلم للحروف بفنون التجويد وأين الآخرون من غير الأميين؟ إن النطق بكل حرف من القرآن كما نطقه محمد صلى الله عليه وسلم يعتبر مدرسةً قائمةً بذاتها يتفرد بها عن غيره ممن نطق بالضاد، فلا يحتاج إلى قرع أسماع الآخرين بالحروف "ألم" أو غيرها.

فهل أسمع النبي الوليد بن المغيرة الحروف المقطعة عندما قال "وإنه يعلوا ولا يعلى ..."؟ ..... فهناك تراكيب لغوية من أحرف أكثر تصويراً فنياً لحنياً من تلك،، وإن كان الأمر مجرد "قرع" و "تنبيه" ، و"لفت إنتباه" ، لماذا لم تظهر هذه الحروف المتقطعة المنيرة في سورة "الفاتحة" ، أو سورة "التوبة"،، ؟ واضح أن هذا الرأي مع بطلانه "سخيف" مبتذل، ويدحضه الواقع الذي يعرفه كل قاريء للقرآن ومستمع إليه،

(ب): أما القول بإن هذه الحروف المقطعة هي اسماء للسور التي جاءت بها وأنها وضعت للتمييز، فهذا قول بعيد عن المنطق، لسبب بسيط،، هل سورة "البقرة" تحتاج إلى إضافة "الم" إليها حتى تتميز عن سورة "آلنساء" مثلاً ؟ أو أن سورة "الدخان" تحتاج إلى "حم" حتى تتميز عن سورة "الأحقاف" ؟ ،، إذن هذا إفتراض بعيد عن المنطق لأنه يقلل من التميز ولا يزيده،، وإذا كان الأمر كما ذكر فكيف يفسر هؤلاء تسمية السورة بإسم الحرف "ق" مع أنها تبدأ بالحرف "ق" ؟ وكذلك الحال مع سورة "ص" ؟

(ج): أما القول بإنها "قَسَم" اقسم الله تعالى به ،، فإذا كان ذلك كذلك، فما هو القسم في "حم عسق" ؟ وما هو القسم في "يس" ؟ ،، ليس هناك مقارنة بين هاتين الآيتين وبين قوله تعالى (والفجر ولياليٍ عشر...) ، (والطور...) ، (والضحى والليل إذا سجى) ،، الخ ، إذ أن كل من الأخيرات تمثل آية من أعظم الآيات الكونية التي يعرفها الفاجر قبل المؤمن، فهي آيات بينات مبينات يراها الشخص ويعرف قدرها وتأثيرها عليه وعلى من حوله،، ولكن علينا أن ننظر إلى "يس" و "حم عسق" حتى نعرف إن كانتا ترقيات للقسم بهما أم لهما مدلولات أخرى مثلها أو حتى أعظم منها؟ ، مع ملاحظة غياب كل صيغ القسم في هذه الآيات البينات، فهذا شأن أهل اللغة والنحو والإعراب، وهم بلا شك يعرفون ذلك جيداً،

(د): أما القول بأنها أسماء لله تعالى، ليس لديهم دليل من كتاب أو سنة، كما لن يستطيعوا إقامة دليل منطقي أو مادي على صحة ذلك، لذا سيظل ضعيفاً بل ومرفوضاً ما لم يؤكد جزماً،

(هـ): المقصود بإعراب القرآن هو الإلتزام بأحكام اللغة والنحو، وذلك برفع المرفوع ونصب المنصوب وخفض المخفوض وجزم المجزوم، دون لحن فيها.


تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء8:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):