أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بالحوار أو بالمفاوضات الندية ؟















المزيد.....

الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بالحوار أو بالمفاوضات الندية ؟


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 321 - 2002 / 11 / 28 - 02:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                       
                                                                                                                  

    
                            لو نلدغ  العقارب بكرات النار

                                           لو نفغر فاهآ

                               لو نلوح للحرية بقمصاننا المدماة
                        أو نلقي بالحجارة ونعمر بها طريق الحديد

                                                                               للصديق الشاعر

                                                                                  كريم ناصر

 

العراقيون يحبون الحوار وقدموا  التضحيات الجسام من اجل تطلعاتهم ،  لذا يتساءل العراقيون عن الأهداف التي تكمن وراء الضجة الإعلامية المثارة حول ذهاب نفر من المغمورين إلى بغداد ، و الجلوس في تكية عزت الدوري ، هؤلاء الأشخاص و النفر الباقي منهم في فرنسا وغيرها  من الدول ، كان شعبنا يرى منذ اكثر من عقد  قبعة المخابرات العراقية ظاهرة على رؤوسهم ، عندما كان قسم منهم في سوريا أو في بلدان أخرى ، هذا النفر الضال ليس لهم طعم ولا وزن بين العراقيين ، يفوح  منهم رائحة العمالة منذ أن كانوا يغذون المخابرات العراقية بمعلومات عن المعارضة الوطنية ، لأن لديهم ترسبات مليئة بالحقد و الكراهية .

لكن هناك وطنيون صادقون في دعوتهم تجنيب العراق الحرب ، وانهم منذ أمد انتبهوا إلى واقع العراق الرديء و المكفهر الملبد بالقتامة ، ومع هذا يقولون بأن الحرب لا يضئ إلا بصواعق

 قاصمة ، فإذا تحركت الأساطيل تحركت الزلازل و البراكين ، لذا يدعون إلى أن يتحول العراق إلى بلد يتنفس هواء الديمقراطية و الحريات ، وتفكيك النظام الديكتاتوري و إسقاطه بنظرية

( الاستحالة ) التدريجية .

و هناك أيضا من يطالبون بصدق و إخلاص إنقاذ الوطن من براثن الديكتاتورية ، وهم على قناعة أكيدة استحالة الخلاص من الديكتاتورية دون مساعدة خارجية ، أو بالأحرى يقولون صنعوه لينهوه ، وهم أيضا حريصون كل الحرص تجنيب الشعب العراقي وبنيته التحتية من ويلات الحرب ، ويطالبون المساعدة بضرب النظام دون الوطن .

بين هؤلاء و هؤلاء هناك من يرتدي نظارة سميكة يطل من خلفها إلى أمريكا ، ويريد التغيير مهما كانت التضحيات ، مقتنع بأن ضحايا النظام  يفوق كثيرا ضحايا الحرب إن وقعت ، وسوف تتضاعف ضحاياه إن استمر في الحكم .

في منتصف السنة الماضية عرض رئيس النظام العراقي على القيادات الكردية الحوار ، وكتبت في حينه مقالة في جريدة الزمان الغراء عدد 978 في 26/7/2001 حول ذلك العرض ، رأيت من الصواب إعادة نشرها :

___________________________________________________________           كلمة في السياسة                                    الحوار رهن بإزالة العوائق ... وتبني الشفافية                                                                       

_________________________________________________________     

 
    هل يملك صانع القرار في بغداد إرادة التغيير ؟
 
                                                                                          ناجي عقراوي
 
قبل أسابيع وجه الرئيس العراقي دعوة إلى القيادات الكردية لأجراء حوار حول القضية الكردية مع الحكومة المركزية ، و الأنباء الواردة من كردستان العراق تقول أن الأحزاب الكردستانية تدرس بحذر هذا العرض .
إن مبدأ التفاوض عبر التاريخ كان أمرا مرغوبا و هي الطريقة الصحيحة للوصول إلى حلول للمشاكل الملتهبة ، و للمفاوضات أية مفاوضات كانت و منها الحالة الكردية ، ظروفها و قواعدها و شروطها ، من أهمها إيجاد مناخ الثقة المتبادلة و تهيئة الأجواء السليمة بالتوقف عن الممارسات السلبية، و التي كانت آخرها إرسال النظام العراقي المتفجرات إلى اربيل مع سائق شاحنة تابعة للأمم المتحدة  .
للقوى السياسية الكردية و العراقية باتجاهاتها المختلفة و للدول الإقليمية تجارب مريرة مع النظام العراقي ، و لدى كل هذه الجهات قناعات شبه مؤكدة من أن النظام الحاكم في العراق حينما يطلب التفاوض يكون ذلك لأسباب تكتيكية ، و الأكراد بجراحهم النازفة و قبلها بنتائج اتفاقية آذار ( مارس ) عام 1970 في عهد البارزاني الأب تأكد لهم بأن النظام العراقي لا يعمل في اتجاه الاعتراف بحقوق الشعب الكردي ، بل راهن دائما و يراهن على جغرافية كردستان لوأد التطلعات الكردية ، و لا يعمل من اجل استقرار المجتمع العراقي والمنطقة خلال عقود من الحكم من هذا التصور نجد أن  الوضع النفسي للكثرة الصامتة من الأكراد و للكثيرين في المعارضة العراقية يجعلها غير مهيأة للتفاوض مع هذا النظام من دون وجود شروط محددة تلزمه بعدم استغلال المفاوضات لمضاعفة طاقة عضلاته و استعراضها لترويع الشعب العراقي .
إن لوم النظام العراقي الآخرين دائما بحجة وجود مؤامرة على وحدة و مستقبل العراق زاد من حده ، و تحول إلى الشك ، مما أوصل الأمور في حالات عديدة إلى طريق مسدود ، في حين اسهم النظام بممارساته بتقسيم النسيج الاجتماعي للعراقيين اكثر من الأجانب ، بل و يمكننا القول بان أحدا لم يخدم السياسة الغربية و توجهاتها مثل النظام العراقي ، هذه الحقائق لا يستوعبها بعض الأخوة في بعض الأقطار العربية فنراهم يهاجمون الاستبداد في بلدانهم و يؤيدونه بشكل غريب في العراق .
أكثرية العراقيين تتمنى العيش في منطقة كردستان العراقية التي يصفها نظام الرئيس صدام حسين بأنها جهنم ، و إذا كانت كذلك فمن مخلفات ممارساته ، مع أن أي منصف لا يسعه إلا القول أن الأجواء  حاليا في كردستان افضل بكثير من السابق .
إلى ذلك فأن استقرار المجتمع العراقي و استقرار المنطقة يتطلبان إيجاد آلية لمفهوم جديد للسلطة السياسية في العراق ، يقوم على نبذ التعصب و نشر التسامح و محاربة الفساد بكل أشكاله و إطلاق الحريات و حق التعبير إطارا للتضامن الاجتماعي ، لان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، و على نظام الرئيس صدام إذا كانت مصلحة الشعب العراقي تهمه فعلا التخلص من نظرية ( السلطة أقوى من المجتمع ) التي أدت إلى قيام السلطة بضرب ميثاق العيش المشترك للعراقيين بممارسات و تدابير قاسية لوأد الأحزاب و القوى السياسية و خنقها ، و تنصيب غير مشروع لمن شاء على مقدرات العراقيين و استباحة حرما تهم و أرواحهم و أموالهم .
ما يريده أبناء الشعب العراقي وجوها جديدة ونزيهة و خطابا يحترم عقولهم ، لا إعلاما يخاطب نفسه منذ عقود من دون حصاد يذكر ، فضلا عن أن نظام الرئيس صدام ملزم بمراجعة شاملة وجهود خارقة لغفران ذنوبه وتصحيح المسار وزرع الثقة بين أطياف الشعب العراقي ، لأن هناك دماء غزيرة سالت و ممارسات ظالمة مورست ، و لا زال قائما حتى هذه اللحظة مسلسل التهجير و هدم الديار و هتك الأعراض وفقء العيون و تشويه الأجساد وقطع  الألسن و الآذان و عسكرة المجتمع بدون مبررات ، لأنه خلق جيلا  حاكما لا يستطيع أن يتكيف مع العالم المعاصر بحكم انه غائب عنه أصلا ، لذا لا يتقبل الذي يحدث فيه من مستجدات و تطورات ، جيل له وجه عنيف مستبد في نظرته للآخرين مستند على القسر .
و لأن العالم اصبح قرية صغيرة بفضل التقدم العلمي و أصبحت أرجاؤه المترامية مترابطة ، فان الحقائق لا يمكن تجاهلها و حجبها بالتزوير و الكبت و الإكراه ، و في عالمنا المعاصر تقلص دور الزعيم الملهم و القائد الضرورة ( ميلوسوفيتش و بينوشيه مثلا ) و البقاء هو للأصلح ( منديلا مثلا ) .
و القيادات الكردية لا تستطيع أن تضع ذراع الأكراد ثانية في قبضة نظام الرئيس صدام ، كما أن الدخول معه في المفاوضات في حالة تجاهل حقوق الشعب العراقي في العيش الكريم بعد التضحيات الجسام التي قدمها .
و أخيرا و ليس اخرا  ، فأن الذي يريد جمع شمل ( أسرته ) و حل خلافات ( عائلته ) عليه قبول وجود الآخرين ، و اللعب ضمن قواعد اللعبة التي تخدم الوطن و الشعب و السلام و الاستقرار تعزيزا للعيش المشترك ، و ذلك بإعادة النظر في اصطفاف مراكز القوى القائمة في السلطة الحاكمة ، و الكف عن لعب دور اللاعب الوحيد بما يزيد من معاناة العراقيين .
فهل تمتلك الأسرة الحاكمة إرادة التغيير ، نشك في ذلك ونقول إن الأمر متروك لمن يملك لا لمن يبصر .                                 



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
- لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطني ...
- تفعيل اتفاق الحزبين الكرديين تعزيز لوحدة العراقيين
- عراق الغد و علاقاته الإقليمية
- سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش
- تركيا وسياستها الغبية
- تركيا الطورانية و طابورها الخامس
- كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين
- الطورانية شكل من أشكال العنصرية
- هناك فرق شاسع بين قوة الحضارة وحضارة القوة
- ماركة مسجلة .... أحذروا التقليد
- شئ من التأريخ
- السياسة التركية تتعارض مع تطورات ومستجدات العصر
- رسالة وشكر ومحبة من كردي لشقيقه العربي من سني لأخيه الشيعي
- الديمقراطية بين الواقع والتطبيق.... كلنا في الهم شرق


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بالحوار أو بالمفاوضات الندية ؟