أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!














المزيد.....

ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1-
خسرنا الهند منذ زمن بعيد، وأعني بذلك العالم العربي، الذي انحاز إلى باكستان منذ أواسط السبعينيات في القرن الماضي. وما بيننا وبين الهند أفضل وأبقى ألف مرّة مما بيننا وبين باكستان، لكن الأيديولوجيا، وآخر فصول الحرب الباردة، وضعتنا مع الباكستانيين في خندق واحد أمام الهنود وضدهم. وقد كانوا على مر عقود كثيرة أصدقاء أوفياء.
لم يأتنا من الباكستان سوى أبو الأعلى المودودي، وطموح ضياء الحق لإنشاء مشروعه "الإسلامي العظيم"، الذي لا يعني في التحليل الأخير سوى محاولة الثأر من الهنود والهند، وإبقاء نار الحرب في كشمير مشتعلة، وتغذية الجماعات والأيديولوجيات الإرهابية في أفغانستان، التي أرادها حديقة خلفية، وفي كل مكان آخر. وهي الجماعات نفسها، والأيديولوجيات نفسها (مهما تعددت الجغرافيا والتسميات)، التي تقتل اليوم في مصر، وسورية، وليبيا، والجزائر، ولبنان، والعراق، وتسعى إلى موطئ قدم في فلسطين.
كان يمكن أن نتعلّم من الهند كيفية تكريس الديمقراطية في بلد متعدد اللغات، والديانات، والأعراق، وكيف يمكن لبلاد مثقلة بالتاريخ القديم، والتقاليد البالية، والطوائف التي يتنافى وجودها حتى مع الذكاء الإنساني العام، تحقيق التقدّم في عالم لا يشفق على أحد، ولا يحترم إلا الأقوياء.
ولماذا كل هذا الكلام؟
لأن أشخاصاً أخذتهم الحماسة فحاولوا منع فرقة هندية للرقص من تقديم عروضها في رام الله، بدعوى مقاومة التطبيع. لا يهمني ما جاء في بيان وزارة الثقافة من إنشاء وكلام عام، وكذلك ما جاء في بيان الداعين لمقاطعة الفرقة، الذي حاول أصحابه الغاضبون تبرير ما حدث بكلام كبير. كل هذا لا يبرر الفوضى والتحريض.
نحن في الحالتين أمام تسليع لأفكار عامة تقبل الفهم والتأويل على أكثر من وجه وقبيل. وإذا كان معنى مقاومة التطبيع ما حدث للفرقة الهندية في رام الله، فمصير هذه المدينة لن يكون أفضل من مصير قندهار الأفغانية، وقد كانت ذات يوم مدينة عامرة ومزدهرة قبل باكستان والطالبان. وبمناسبة التطبيع، والكلام عن التطبيع، والمقاطعة الأكاديمية والفنية لإسرائيل، وبقدر ما يتعلّق الأمر بالفرقة الهندية فهذا هو الحق الذي يراد به باطل.
2-
في كل كلام عن فلسطين إذا خرج الإطار العام للتفكير عن الفكرة المركزية التالية، لن يصب في نهاية الأمر في صالح فلسطين الفكرة، والشعب، والقضية والتاريخ، واعني بذلك: ضرورة التفكير في كل ما من شأنه إبقاء العلاقة بين التجمعات الديمغرافية الكبرى في الجليل وغزة والضفة حيّة وحيوية، ليس بالمعنى المجرّد، والثقافي، أو حتى السياسي، بل بالمعنى اليومي العام، بمعنى التواصل والتفاعل في ما لا يحصى من ملايين التفاصيل في حياة الناس اليومية.
الشعوب تفنى، ولكنها لا تُخلق من عدم. ولا يمكن أن تخلق شعباً من تجمعات ديمغرافية مقطعة الأوصال، وخاضعة لأنظمة سياسية، وقيم ثقافية، وأنظمة اقتصادية، متباينة، لا توحدها فكرة، ولا يجمع شتاتها مشروع مشترك. قد يستمر هذا الوضع، ويمتد إلى عقود من الزمن، لكنه لن يستمر إلى الأبد.
يدرك الإسرائيليون هذه الحقيقة، وقد عملوا على تقطيع الصلات والاتصالات والعلاقات اليومية بين التجمعات الديمغرافية الكبرى منذ أوسلو: فصلوا القدس عن الضفة الغربية، وفصلوا غزة عن الضفة، وفصلوا الجليل عن هذه وتلك، وفي السنوات الأخيرة تكفلت حماس بالباقي. وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فلن يكون في المستقبل ما يسر الصديق أو يكيد العدو.
3-
فلنصل إلى خلاصة محتملة:
فكرة دولتين لشعبين تتسع لأكثر من تفسير وتأويل، مثلا: ضرورة البحث عمّا يبقي الصلات اليومية بين التجمعات الديمغرافية الفلسطينية الكبرى، في فلسطين التاريخية، حيّة وحيوية من ناحية، وما يمكن الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية من إنشاء علاقات اقتصادية وسياسية مستقرة، على أمل التوصل إلى ما يوحّد البلاد في يوم ما.
حتى قرار التقسيم في العام 1947 ينص على التبادل الاقتصادي بين الدولتين، وضمان حركة السلع والأفراد في الاتجاهين. وإذا كان هذا هو الثمن الذي ينبغي دفعه، وإن كان مثل الدواء المر، مقابل الحفاظ على علاقات يومية دائمة بين الفلسطينيين، فلا مجال للتردد.
لا أعتقد أن فكرة الدولة الواحدة ممكنة في الوقت الحالي، ولكن الصراع في فلسطين وعليها لن ينتهي إلا بتوحيد البلاد على أسس تضمن العدالة بالمعنى التاريخي والسياسي، وتحمي فكرة فلسطين من خطر التشظي والضياع في متاهة عقود قادمة طويلة.
اكتشف محمود درويش هذه الحقيقة، وعبّر عنها بطريقته الخاصة والفريدة: "ما أكبر الفكرة وما أصغر الدولة/ ما أصغر الفكرة وما أكبر الدولة". وفي كل ما نعيشه منذ عقود يتجلى الصراع بين هذه وتلك. وفيه، أيضاً، يتجلى الصراع بين الفلسطيني المعتدل باعتباره متطرفاً حكيماً، والفلسطيني المتطرف باعتباره معتدلاً يائساً. وإذا تحوّلت فكرة مقاومة "التطبيع" إلى ميثولوجيا للمُقدّس والمُدنّس، فقل على هذه البلاد، وعلى دولة الفلسطينيين، السلام.
على خلفية هذا الكلام يمكن التفكير في أشياء كثيرة. فلا يكفي، مثلاً، أن نربح الدولة ونخسر العالم. ومن المؤكد أننا لن نحصل على الدولة إلا إذا ربحنا العالم. وبقدر ما يتعلّق الأمر بما حدث في رام الله فلنقل: ربحنا باكستان وخسرنا الهند.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العلمانية وأسلوب الحياة..!!
- كل يسار وعشائر وأنتم بخير..!!
- سورية: حرب مفتوحة وأفق مسدود..!!
- محمود درويش ومعرض الكتاب في الرياض..!!
- القليل منها يشفي القلب..!!
- حماس، أسئلة في فضاء مفتوح..!!
- أهلاً، يا نجلاء، في البيت..!!
- خلاف حماس والأونروا..!!
- في جينات العرب مضادات حيوية..!!
- الكلام الفارغ عن الرأي والرأي الآخر..!!
- شطارة السوق والتسويق..!!
- جزء من المشكلة لا الحل..!!
- خطوة في الاتجاه الصحيح..!!
- تشيك بوينت تشارلي..!!
- هديةٌ لمحمودنا ومِنه..!!
- أحمد فؤاد نجم..!!
- صورة الجلاّد المقدّس..!!
- الإعلام هو الحل..!!
- حاضر غزة مستقبل ليبيا..!!
- صورة جانبية لمحمد مرسي..!!


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!