أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد الوجاني - الفقر كفر والكفر فقر














المزيد.....

الفقر كفر والكفر فقر


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 16:43
المحور: الادب والفن
    


( ان هذه القصيدة قمنا بتعليقها في المجلة الحائطية في سنة 1975 بكلية الحقوق بالرباط بمناسبة الاسبوع الثقافي الذي نظمته تعاضدية الكلية التي كان يسيطر عليها كل من منظمة الى الامام ويسار منظمة 23 مارس الوحدة والنضال التي تحولت الى رابطة العمل الثوري بالمغرب . )
’عجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء .
وأنا استحيي ولا اتصبب عرقا حين المح عين الوزير بن الهناك تأكل ساق جارية ، ويرفع عقيرته بالغناء حين يقطع عنق خمّاس ، وأنا لا اتشدق باللغة حين يسقط خطاب عثمان قذيفة على رأس من يتضور جوعا ، ويجوب مكة غريبا لعله يتصيد اصبع طفل مقتول في رزمة القمامة فيقضمه بالقسطاس .
وحين المح جلطات جرائد بن النعمان تتفتق حياة تسعى بين احذية الفقراء وتلسعني بالمصطلحات .
عجبت للفقر كيف يحكم بين الفقراء .
وأنا حين بلغت الرشد قال ابي : الق محفظتك في البحر تشق البحر نصفين .
فألقيتها ، فشقت مكة نصفين ، فخرج الناس على طبقتين .
طبقة تلحس نعل عثمان فيشرق .
وطبقة حين دخلت المسجد دخلته من اليسار .
و أنا لا استحيي ولا اتصبب عرقا .
وأنا حين قالوا لي اقرأ .
قرأت في صلعة عمر بن اللّفّاق :
’عجبت لمن دوخه الجوع فلا يخرج على الناس شاهرا سيفا .
’عجبت للكفر يحكم في الفقراء .
أنا عجبت حين ولدتني امي .
علقت بجبهتي صرة بارود .
و اوقفتني على عود مكحلة .
ورسمت لي خطا بالقطران .
وقالت لي اقفز .
فقفزت على صهوة حصان .
أنا عجبت حين رأيت عثمان يناصر خيبر .
ويزودها بخمسمائة نهد جارية .
وعقيق اصفهان .
قفزت على صهوة حصان .
وأنا لا استحيي .
و لا اتصبب عرقا .
حين ارى قريش تدفع الجزية مرغمة .
وتبيت طاوية البطن من الجوع .
وأنا لا استحيي .
أنا فقط اقول لعثمان .
من سرق مال الفقراء .
أنا اقول فقط لعثمان .
فدّاني جعلوه مرحاضا في الخضراء .
أنا فقط اقول لعثمان .
لماذا لا يدخل سجن مكة إلاّ الفقراء ؟
وأنا حين اقول .
الحق للفقراء .
الماء للفقراء .
الضوء للفقراء .
الارض للفقراء .
السيف للفقراء .
تحدثني خيل الجندي ، وتأخذني شرطة مكة ، وتشد وثائقي ، وتعصب عيني ، وأوصم بالكفر .
أنا عجبت للكفر يحكم في الفقراء .
فيقول لي الخليفة .
من يقول القرآن مخلوق .
من يقول الخليفة مخلوق .
وأنا اقول :
الجوع مخلوق .
السجن مخلوق .
القتل مخلوق .
التعذيب مخلوق .
الفقر مخلوق .
ويساومني بالسياط .
و اوصم بالكفر .
وأنا عجبت للكفر يحكم في الفقراء .
وأنا كفرت بالجوع والجزية ورحلة الشتاء والصيف .
وأنا حين اقول .
الحق للفقراء .
الماء للفقراء .
الضوء للفقراء .
الارض للفقراء .
السيف للفقراء .
ارى عثمان مدبجا بالحرير والدمسق .
وأوصم بالكفر .
ارى عثمان تلعق يلعق بسمة الجواري .
وأوصم بالكفر .
ارى عثمان يقتل في المساجد .
وأوصم بالكفر .
وأنا عجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء .
ولعثمان ومن حوله جنان من تحتها الانهار ، وقصر الخضراء ، ودمشق العذراء وشعر مائة وخمسمائة الف قران جنوب الشام .
ويجلدني ويقول لي :
من يقول القرآن مخلوق .
من يقول الخليفة مخلوق .
وأنا عجبت لمن دوخه الجوع فلا يخرج على الناس شاهرا سيفا .
فأنا لا استحيي .
او اخفي وجهي بالعمامة .
فأنا فقط عجبت للدراويش تخرج على الخليفة في حلة الصعاليك .
فتأخذه من جنته فتحيله على النار .
وتقتل الكفر .
والجوع .
والسجن كفر .
والتعذيب كفر .
والقتل كفر .
وعثمان ابو اللحية الصفراء كفر وأبو الكفار .
عجبت لما الفقراء .
يصرف في شراء جلد السياط .
وبناء بركة المتوكل .
وإطعام الحراس .
عجبت للكفر كيف يحكم في الناس .
ويدفن بنات العرب احياء .
عجبت للكفر كيف يحكم في الناس .
والناس الناس لا تخرج على الناس .
شاهرة سيفا .
عجبت للكفر .
كيف يتربع .
حوله اشداء غلاظ يذيقون الزقوم .
والناس الناس لا تخرج على الناس .
والكفر يوهم الناس .
عجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء ؟
بلغني ان سليمان بن صهيون .
ذبح اربعمائة الف ناقة ، عفوا رؤوسا عربية .
عفوا سليمان العبقري .
كيف يتذوق مال العرب الفقراء .
والفقراء الفقراء لا تخرج على الكفار .
شاهرة سيفا .
عجبت للكفر كيف يحكم في الفقراء .
عجبت للكفر .
كيف يحمل السبحة والسجاد ويحفر جبهته بالضحم .
ويصلي خمس ركعات في البيت الابيض .
وحوله الجواري والخمرة ورؤوس الفقراء .
والفقراء الفقراء .
لا تخرج على الكفر .
شاهرة سيفا .
عجبت للكفر
كيف يحكم .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامير ( المنبوذ ) بين الصبيانية والتيه السياسي
- قراءة في قضية عبداللطيف الحموشي مع تعيين فالس وزيرا اولا بفر ...
- الله هو صاحب السيادة العليا والامة مصدر السلطات والديمقراطية
- خارطة الطريق - ستة منطلقات لبناء الدولة الديمقراطية وقلب حكو ...
- النص الديني والنظام الراسمالي من المرأة وجهان لعملة واحدة
- هل تراجعت الحكومات الاسلاموية ؟
- اي سر وراء مصرع الجنرال احمد الدليمي ؟
- الحزب الشيوعي
- حركة الجمهوريين المغاربة
- الاخطاء الكبرى المرتكبة في حق القضية الوطنية
- اين الحقيقة في تصفية عبدالرزاق لمروري وزجته ؟
- حق التظاهر في الشارع العام مصر -- المغرب
- شهور اكتوبر نوفمبر ديسمبر ويناير على الابواب
- هل فهمتم شيئا ؟ خديجة الرياضي -- (الدولة مجازا ) زمرة العصبي ...
- الاعتقال السياسي بين سلطة القانون وسلطة الامر الواقع
- الدولة الحكومة المجتمع -- طبائع الاستبداد --
- قوة المغرب في تنوعه الثقافي
- اللغة العربية والركب الحضاري -- خسئت ياعيوش --
- الوحدة العربية بين الحلم والغبار
- خواطر ومستملحات انتخابية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد الوجاني - الفقر كفر والكفر فقر