أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - رواية شرق الوادي لتركي الحمد














المزيد.....

رواية شرق الوادي لتركي الحمد


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


رواية فانتازية تاريخية يختلط فيها الواقع بالخيال و التاريخ بالأحداث الأسطورية بأسلوب تركي الحمد الرائع الذي يجعلك متعلقا بالرواية منذ السطور الأولى فتتعمد التمعن في كل كلمة ممنيا النفس بإستمرار هذه الحكاية العجيبة إلى الأبد ليستمر إستمتاعك بهذا الأسلوب الفذ الذي يهدم حائط الزمن ليجعلك تسبح في عالم من الخيال تارة و يعيدك إلى عالم الحقيقة تارة أخرى !

في البدء/ سفر الآفلين/ سفر الأولين/ سفر التائهين / سفر اللاهين / وأخيرا سفر الحنين...المغامرة بين فصول هذه الرواية الممتعة تجعلك تحاول مرارا مجاراة نسق الأحداث و في بعض الأحيان تتمنى أن تسبقها لمعرفة ما سيحدث، إضافة إلى محاولات مستمرة لفك الرموز و الأحجيات التي وزعها الكاتب على كامل الرواية بذكاء يحسب له زاد من روعة الرواية و غموضها.
التشويق كان حاضرا من خلال شخصية سميح الذاهل و الذي مثل اللغز المحير لكل الشخصيات و خصوصا جابر فظهوره و إختفائه دون سابق إنذار أضفى بعدا آخر على أحداث الرواية و لا ننسى محرك الأحداث أبو عثمان الذي كان بمثابة المرجع فعندما تتعقد الأمور تنطق هذه الشخصية و تقدم مجموعة من من الحقائق التاريخية التي تساعد في دفع أحداث الرواية نحو الأمام.
إن قارئ هذه الرواية سيستمتع كثيرا بوصف الحياة البدوية الصحراوية ببساطتها و بأدق تفاصيلها خصوصا و أن تركي الحمد ركز على نقل العادات و التقاليد و من المقاطع التي رسخت في ذهني تلك التي وصف فيها أهالي الخب بأنهم يثرثرون و يتحدثون كثيرا : فالخب لابد أن تلهج فيه الألسن ..
تطرقت الرواية أيضا إلى ظروف تأسيس المملكة العربية السعودية و الصراعات و الحروب لتي تتعددت في تلك الحقبة من الزمن و رغم ذلك الزخم من الأحداث، نجحت الشخصيات في فرض نفسها و تموقعت في الرواية وهنا تظهر القدرة الإبداعية للكاتب في المراوحة بين سرد الوقائع التاريخية دون السهو عن الشخصيات المحورية.
طريقة رسم الشخصيات في هذه الرواية مهمة جدا فقد زادت في الإثارة و ساهمت في رفع نسق السرد من خلال التأثير في الأحداث، فظهور زهرة وهي العبدة التي أعتقها أبو عثمان وتزوجها كانت تمثل نقطة تحول في الخب إذ أصبحت محط أنظار النساء بزينتها و أفكارها الجديدة و جلبت إهتمام الرجال بجمالها الأخاذ. الشخصيات المحيطة بالبطل أيضا كانت كثيرا ما تأثر في الأحداث فمثلا علاقة جابر بإيثل و ماكان فيها من غرابة، حولت حياته إلى حرب نفسية يخوضها مع نفسه و جعلت القارئ في حيرة أمام هذا التحول الذي بدأ يطرأ على شخصية البطل.
عموما، كان لكل الشخصيات تأثيرا كبيرا و دورا هاما في في إضفاء المتعة على أحداث الرواية و قد راقتني شخصية أبو عثمان و عبد الرسول فعلى الرغم من حضورهم الخاطف في الأحداث لكن تركوا بصمة على أحداث الرواية و في نفسية القارئ.
الرواية كما كانت وسيلة و فرصة للقارئ للتعرف على تاريخ المنطقة النجدية و ما يحيط بها كانت كذلك نافذة للإطلاع على العديد من الأماكن و البلدان من خلال رحلات جابر بحثا عن سميح الذاهل؛ فيتعرف القارئ على طبيعة العيش في عمان و الشام و يكتشف أهم معالم القدس. و من أكثر تجارب جابر التي أعجبتني هي تجربة السعودي كامب حيث قصد المكان للعمل و تعرف على أصدقاء جدد وبدأ التغيير يطرأ على شخصية البطل ( مظاهرات وإجتماعات .. ) وأعتقد أن هذه التجربة كانت حاسمة في حياة البطل فقد كانت أول تجربة له مع الخطيئة و التي مهدت لدخول فصل جديد في الرواية و تغير جذري في نسق حياة البطل.
من خب السماوي إلى الولايات المتحدة أعجبني التطور العجيب و الصادم في شخصية جابر، فمن بدوي بسيط متدين إلى شرب الخمر و عدم الإهتمام بالعادات و التقاليد، يستمر النسق التصاعدي للأحداث و يتعرف على غريس طريقة الإلتقاء صاغها الكاتب بطريقة سلسة و لم تكن مسقطة على النص بل كانت في سياق الأحداث فيتنبئ القارئ بالإستقرار بعد إنجاب غريس لسميح و تعود جابر على ذلك و لكن لا تلبث أن تعود الإثارة بالإختفاء المفاجئ للزوجة و الرضيع!

في آخر الرواية يعود جابر إلى خب السماوي آن للإبن الضال أن يعود... و تظهر كل الشخصيات بوضعيات جديدة تنبئ بالخاتمة ( موت بوب، غريس تتحول إلى راهبة... )
الرواية غم أنها غوص في أعماق التاريخ إلا أنها لا تخلو من عدة قضايا دينية بل إن هلوسات البطل و بعض أقواله و تساؤلاته توحي بالبعد الوجودي الذي كان حاضرا بقوة !



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [ 2 ]
- تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]
- حول الثورة الثقافية و محاكمة الفكر في تونس ( جابر الماجري نم ...
- المس و السحر في الإسلام بين الخوارق و الموضوعية
- تونس تصدر المجاهدين... و المجاهدات ؟
- عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - رواية شرق الوادي لتركي الحمد