أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار














المزيد.....

ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 19:13
المحور: كتابات ساخرة
    



الاعتذار قيمة انسانية نبيلة ودليل على السلوك المهذّب والاخلاق الراقية ومؤشر على ان صاحبه يتمتع بنضج عقلي.ويمكنك ان تقول ان المجتمع الذي يعلي من قيمة الاعتذار هو مجتمع يمارس التسامح وتقل فيه مظاهر سوء الأدب وقلّة الذوق.
ويتصف (المعتذرون) بانهم افراد لطفاء..حسنو المعشر..يتمتعون بضمائر صحية نفسيا..ومن يتمتع بهذا النوع من الضمير يعيش حياة ممتعة خالية من الشعور بالأثم،فيما يتوزع (اللامعتذرون) على انواع..أصعبهم:المتكبرون والمغرورون ،فهولاء لا يعتذرون برغم ادراكهم لحجم اخطائهم ،ويطالبون الآخرين بتقبلهم كما هم ،والعكس غير وارد عندهم.وصنف آخر من (اللامعتذرين) تجده في الانسان الذي يحتقر الآخرين،ويستخف بما يقدمونه وبما يدافعون عنه من مباديء وقيم،اذ يصعب عليه،بل لا يمكن له ان يتقدم لهم باعتذار لو صدر منه ما يؤذيهم،ويتعمد ان يتغافل وجودهم ويعقد لسانه عن ذكر حسانتهم.
والملاحظ في مجتمعنا العراقي ان ثقافة الاعتذار غائبة عندنا سواء على مستوى الأفراد او الجماعات او الكتل السياسية او الحكومات العراقية.لاحظ ذلك في الحياة اليومية للناس تجد ان الكثير من الأخطاء او سوء التصرف يردّ عليك القائم به (وشصار..وشدعوه هلكد عصبي...)،وان قال لك (العفو)..قالها بجفاف او لحنّها لك بصيغة المتفضل عليك.ولم نسمع يوما من كتلة سياسية معينة انها اعتذرت عن تقصير مع ان جميعها ارتكبت اخطاء تستوجب الاعتذار..ولم يظهر يوما وزير يقدّم للناس اعتذاره عن خطأ او تقصير لو انه صدر من وزير في السويد مثلا،لقدم استقالته.
وعلى صعيد الحكومات العراقية فان صدام حسين يعد الأنموذج في عدم تقديم الاعتذار مع انه ارتكب الجرائم بحق العراقيين..لأن تركيبة شخصيته معجونة بتكبر وغرور ونرجسية..ولأن المحيطين به يعظمّونه،بل ان اكاديميين وصفوه بانه(هبة السماء)للعراق والعراقيين.
والشائع في ثقافتنا ان الاعتذار يعني الضعف،فيما هو يمثل قوة وثقة بالنفس ودالة على عقلانية التفكير من كون الخطأ لا يمكن ان يعالج بخطأ،وعدم استدراك الفرد لخطئه من خلال الاعتذار يكرّس استمرار الأخطاء لديه. ويكثر بيننا افراد يشعرون انهم غير قادرين على رؤية الحقيقة ما دامت لا تصب في مصلحتهم،وهذا الصنف من الناس الذين لا يعترفون بالواقع ويرفضون التعامل مع الآخرين من منطلق المنطق والمصداقية..يصعب عليهم تقديم الاعتذار عن اخطائهم.
ان ممارستنا للآعتذار تكون اشبه بدرس تربوي يومي،فهو يمثل تقويما لسلوك سلبي او تصرف غير لائق قمنا به في لحظة غضب وانفعال،بمعنى انه ينبّهنا الى عدم تكراره مستقبلا ،ويقلل من قابلية الوقوع في الخطأ ،ويجعلنا نراجع انفسنا ونراقب سلوكنا.
وبالصريح ،فان العراقيين يستنكفون من الاعتذار،وهم معذورون لأنهم يرون في من يفترض انهم قدواتهم.. لا تعتذر،اعني المسؤول السياسي،والمعلم،والمدرس،والاستاذ الجامعي..فضلا عن الصراعات السياسية الأخيرة التي افرزت اصطفافات اشبه باصطفافات العسكر في الجبهات..الكل مشحون بالهجوم على الآخر.
ليس سهلا ان نشيع الاعتذار الآن،لكنه يحتاج الى مشروع نرى ان المدرسة هي المصدر الرئيس في اشاعته،وهذا يكون بمسارين،الأول:ممارسة التربية الحوارية بين التلاميذ والطلبة،والثاني:تحديث المناهج بان تغادر اسلوب التلقين وتضمينها موادا تنمي التفكير المنطقي وقيم التسامح والاعتذار
فهل سيستمع لنا من يعنيهم الأمر أم يبقون كعادتهم معنا ،نحن السيكولوجيين..نسدي لهم النصيحة صادقة فلا ينتصحون!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر
- الهروب الى أل(آي فون)!
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (2-2)
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج
- قوى التغيير وفن الاقناع


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار