أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فرانكو مجاك - الاحد الاسود ... وإنحراف القطار عن القضبان !! (1 8)















المزيد.....

الاحد الاسود ... وإنحراف القطار عن القضبان !! (1 8)


فرانكو مجاك

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 19:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


توطئة :"معركة الايام المقدسة" .. بينما شعوب العالم الحرة وقادتها تنكس اعلام إستقلالها ومجدها حزناً و حداداً على روح نصير المضطهدون فى الارض وإيقونة السلام والمحبة والتسامح الراحل / نلسون مانديلا والملقب ب( ماديبا) ،وفى الوقت الذى كانت الشعب جنوب الافريقى يلقون النظرة الاخيرة " نظرة الوداع " على جثمان بطلهم الملهم و موؤسس دولتهم الحديثة هو يوارى الثرى فى مسقطه، كانت زعماء الحزب الحاكم فى الدولة الوليدة يسبحون فى الضفة الاخر من النهر ، منشغلون بلعبة ال" PLAY STATION " فى دار الحزب ، يديرون حرب " الايام المقدسة " ـ يومى الجمعة والاحدـ (6و8/ديسمبر على التوالى) ـ المقدسان للاخوة المسلمين والمسيحين ، ومن ثم تلته يوم الاحد الاسود ( 15/12)، السؤال الذى ينطرح هنا بشدة " لماذا اختارت الفريقان المتصارعان فى الحزب الحاكم الايام المقدسة لتدشين معاركهما السياسية الملطخة بدماء الابرياء من ابناء شعبنا؟ وهل من رسالة يودان بثها الى شعب الجنوسودانى؟" . قد يطرا فى ذهنية اصحاب الخيال الخصبة والمراقبون ان الفريقان يودان ان يقولا ان مواقفهما السياسية قد وصلت مستوى عالية من التباعد ، ودرجة عالية من الانصهار والغليان ،وتترجح ما بين المفاصلة والمفارقة، لو تاملنا فى الديانتان حول ايمانتهما العقيدية ،فان المسلمون يؤمنون بالسيد" المسيح عليه السلام" ويوجهون إتهام الى المسيحيون بانهم قد حرفوا الانجيل بحزفهم للفقرة التى تقول" ان هناك نبياً سياتى من بعدى واسمه احمد " بينما المسيحيون يؤمنون بان " لا نبى ولا رسول بعد السيد المسيح وكل من ياتى من بعده هم انبياء كذبة" ، اذ حاولنا ان نمارس عصف ذهنى ونستميح الاخوة المسيحين والمسلمين عذراً ، ونعقد مقارنة افتراضية بين الموتمرين الصحفين يومى " الجمعة والاحد" ومع تلتها من خواتم تراجيدية عنيفة دفع ثمنها البسطاء من مواطنى بلادى الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور سوى ان اقدارهم قادهم الى اتون معارك هؤلاء السياسين الذين حزفوا من دفاترهم اهمية قيمة حياة الانسان و هؤلاء الابرياء العزل ( لا حول لهم ولا قوة )، سوف تتراءى لنا من الافق ان فريق الجمعة يؤمن بان سعادة الجنرال / سلفا كير رئيس الحركة الشعبية ولاشك فى ذلك ولكن يحسون بان المجموعة التى تحيط بالرئيس تحيك مؤامرة خفية لابعادهم من مراكز صنع القرار سواء على "صعيد الحزب او الدولة"، انهم يسعون جاهدين لحذف دورهم وحقهم التاريخى فى الحزب ( النبى احمد) بينما يؤمن فريق الاحد بنظرية " اولون صاروا اخرون ، والاخرون صاروا اولون ولا نبياً بعد السيد المسيح " ، وقد اشار نائب رئيس الحزب السيد / وانى ايقا الى هذه النقطة فى معرض حديثه فى الموتمر الصحفى الذى عقده صبيحة احد القيامة عندما سرد قصة " النقارة وشركاؤءها" ، وذلك رداً على مسالة " مناؤى قرنق والوافدون الجدد" التى ذكرها بيان فريق الجمعة ،وهورد غير موفق من الرفيق ايقا وجانبه الصواب فى هذه النقطة ، وهى انفعال زائد من صاحب المقولة الشهيرة " SPLM حكومة بتاعنا ... حكومة بتاعنا SPLM " ، فهل يمكن ان يقبل ايقا ان يترشح على سبيل المثال شخصاً لم يتجاوز عمر وجوده فى الحزب سنتان فقط للرئاسة الحزب ناهيك عمن تلطخ اياديهم بدماء الشرفاء من ابناء وطنى ؟ واذا كانت ايقا يهدف من ذلك تسجيل هدف السبق فى شباك فريق الجمعة فان كرته وصل سهلاً الى يد حارس مرمى فريق الجمعة العظيمة ، لا ادرى كيف خال للفريقان المتصارعان ان يختارا الايام المقدسة لتدشين صراعهم السياسى العلنى ، وهى الايام التى بتفرغ فيها المؤمن الى ربه ويطلب المغفرة والسماحة من اخيه الاخر وليست ايام الخصامة والمفاصلة ، وهذا يذكرنى بالمفاصلة الشهيرة التى حدثت بين الانقاذيون الاسلاميون فى السودان فى عام 1999 " القصروالمنشية" حيث حدث فى يوم الرابع من رمضان ، وهو شهر الصوم وفيه يربط الشياطين الذين يوسوسون فى صدور المؤمنين ، وهذا الحدث اصاب الفقهاء بالصدمة ، وتسآلوا بحيرة " من اين جاء الشيطان فى هذا الشهر الكريم المعظم ليشتت شمل الاسلامين ؟" . عندما وضعت امامى البيانان الصادران من موتمرى الصحفى " 6 و8 ديسمبر على التوالى " شعرت بخيبة الامل ، وحسيت كمن ذهب للاصطياد الفيل لكنه اصطاد ارنباً ، وذلك نظراً الى ان البيانان كانا فى قمة القزمية فى اهدافه اذ قارنتا بالذين صاغوهما من عناصر مجموعتى " الجمعة والاحد " المتصارعان وهو صفر كبير امام تاريخهم وخبرتهم النضالية والسياسية ، وشكل احباط كبير لقواعد الحزب قبل خصومه ، وكشف المحظور فى الكيان الحاكم مبكراً ، وان الوتيرة التى تتجه اليها الامور فى الحركة الشعبية سوف تجعلها اضحوكة امام الاعداء الذين ينتظرون جثتها بفارق الصبر فى الضفة الاخر من النهر بعد ما حسبوها مارد عملاق لا يقهر، وينعتونها الان ب" البومة ذى عيون كبيرة وليس لها قرون " كما يروى فى اساطير الطيور والبومة .
ان المتآمل فى المشهد السياسى لحركة الشعبية لتحرير السودان فى هذه الايام يدرك ان الجدار الداخلى للحزب اتت عليه السوس لحد جعل من مهمة امهر طبيب الاسنان المداوى مستحيلة ان لم تكن معدوم تماماً، وقد تجاوزالخط الاحمر ودخل فى دائرة حرب " المحظور والمستور" ، ولم يعد هناك داخل الحركة الشعبية من يردد مقولة د/ على الحاج " خلوها مستورة " ابان ازمة طريق الانقاذ الغربى فى السودان ،او" كوند كووج" بلغة اهلنا الدينكا ، اى معناه ( كدا اقف)، وحتى صلاوات ودعوات الاساقفة والمطارنة ورجالات الدين الاسلامى فى نياكورن لم تستطيع ان تهدى او تجد أذان صاغياً من الاطراف المتصارعة والمتقاتلة ولم تسعفهم لوقف حمائم الدم المتدفقة فى خور وليم او نيوسايد ، وكآن قادة الحركة الشعبية قد عقدوا العزم على رفع شعار شمسون الجبار " هد الهيكل على روؤس الجميع بما فيه هو " ، ووضعوا الشمع الاحمر امام ابواب الحوار والمنطق الديمقراطى
حاولت ان انحت نحتاً فى جدار نقاط الصراع بين المجموعتان عسى اجد ما يشفى غليلى وغليل الباحثين عن جزور الازمة فى الحزب الحاكم عن دوافع الصراع والسجال التراجيدى الذى تشهدها الحركة الشعبية لتحرير السودان الا انى رجعت "بخف حنين" لما اكتشفت من خلال متابعتى للموتمرين الصحفين لتلكم الاطراف المتصارعة ، ان دواعى الصراع ومسبباته لا تستدعى كل هذه الكم الهائل من الضحايا وتلكم الاراح البريئة التى فقدناهم فى الايام الاربعة الفائتة لانها مجرد ازمة بين من فى داخل السلطة وخارجها ، وهو صراع لاتمت جماهير الحزب بصلة ولا حتى مواطنى جنوب السودان الذين خاطبهم البيانان " " CITIZENS OF SOUTH SUDAN ، وان ما اشار اليه مجموعتى " الجمعة والاحد " وهموم الشعب بينهم بون شاسع كمسافة بين الثرى والثريا ، وان لغة الحوارالمستخدمة اشبه ب " الاركان الطلابية فى الجامعات "
ان اقلامنا تذرف الدمعة حقاً قبل اعيننا عندما نرى هذا المارد العملاق " الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذى انتفض بين اكوام الرماد يذبح كالشاه على يد فلذات اكبادها ، وتقود هذة الدولة الوليدة الى مستنقع الصوملة ولبننة ! من كان يخمن ـ اى مجرد تخمين ـ ان باقان اموم هذا الثورى الجيفارى الشرس والذى ابكى السودانيين فى قاعة الصداقة عام 2003 ابان زيارته الشهيرة الى الخرطوم فيما يعرف ب " وفد النواياالحسنة " والذى يصفه الطيب مصطفى ـ رئيس تحرير صحيفة الانتباهة السودانية ـ ب " الشيطان الاكبر وعدو الاسلام والعروبة " سوف يكون مطلوب حضوره الى مخفر الشرطة وفى معيته ثلة من رفاقه من قبل رفقاء الدرب والنضال فى الامس القريب بتهمة " المحاولة الانقلابية" ، وما إدراكم وهذا المصطلح !! " قف وتامل عزيزى القارئ / القارئة ! بينما المقاتل الصنديد الذى كان الثوار يرسمون اسمه ب" الطلقات النارية فى السماء " كمرد / وانى ايقا يقف فى الضفة االنقيض من النهر فى مشهد دراماتيكى حزين اصاب دعاة مشروع الخلاص الوطنى والممسكين باهدابه بالذهول والصدمة ، وتمنوا فى هذه اللحظة ان يتجرعوا كاساً من سم الزعاف حتى لا يكونوا شهوداً او مؤرخين على هذه الجزئية المذلة والسوداء فى تاريخ شعبنا الابى البطل . اه ! حقاً انها لعنة السلطة والله يلعنها !!





#فرانكو_مجاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فرانكو مجاك - الاحد الاسود ... وإنحراف القطار عن القضبان !! (1 8)