أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مؤمن البربري ومحمد هشام - سينما الأقليات والنهايات المُريحة .. كتب مؤمن البربري ومحمد هشام















المزيد.....

سينما الأقليات والنهايات المُريحة .. كتب مؤمن البربري ومحمد هشام


مؤمن البربري ومحمد هشام

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 15:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عندما يقرر ذاك المجتمع العنصري- الذي لا شاغل أمامه إلا اضطهاد أقلياته وكبت وقمع كل من يختلف عن موروثاته الثابتة وعقائدة السائدة- بعرض أفلام سينمائية تتحدث عن تلك الفئات وتلك الأقليات التي يُنَكَل بها دوماً، فيا هل تري كيف تخرج صورة هؤلاء المقموعين المُضهدين الذي يقبعون دوماً خارج حدود ذلك المجتمع وعلي أطرافه؟! هل سيعترف هذا المجتمع في تلك الأعمال بوجودهم؟! أم تلك الأعمال ما هي إلا حلقة مُكررة في مسلسل يعتمد علي سيناريو اعتياديّ ينظر إلي هؤلاء علي أنهم مرضي وقد اعوجوا عن الطريق المستقيم فلابد وأن يُقوموا؟! وتُري ما الغرض الذي تؤسس له تلك الأعمال؟! وما تلك الرسالة التي ينبغي أن يتم إيصالها إلي مشاهدي وناقدي تلك الأعمال؟! أهي رسالة تعريفية بتلك الفئات فتعترف بوجود أناسٍ غيرنا يعيشون حولنا ويفكرون بطريقة أخري غير تلك التي اعتدنا عليها؟! أم هي رسالة إصلاحية تقليدية تقدم روشتة علاجية لمشكلة تظُن أنها اجتماعية فتؤرق أبناء هذا المجتمع المُتدين الذي لا يحيد عن الصواب ولا يعرف غير رؤوي وأطروحات المشايخ والقساوسة والمثقفين والنُخب الأشاوس الذي يحكمون بعصاهم الغليظ أفراد ذاك المجتمع؟!

منذ مدة ليست بالطويلة تم طرح فيلمين مثيرين للجدل في دور السينما المصرية..الفيلم الأول هو فيلم (أسرار عائلية) للمخرج (هاني فوزي)، و الذي من المفترض أنه يطرح قضية مثليي الجنس و كيف أنهم متواجدون حولنا كجزء من المجتمع. و الفيلم الآخر هو فيلم (الملحد) للمخرج (نادر سيف الدين) و الذي من المفترض بدوره أنه يطرح قضية الملحدين، أقول من المفترض لأن ظاهر الفيلمين شئ و ما يقبع بداخلهم شئ آخر كما سنرى.. ولنبدأ بفيلم (أسرار عائلية).

الفيلم يطرح مشكلة شاب مثلي الجنس ينفر من كل ما هو مؤنث .. عائلته مفككة بشكل كبير .. الأب في الخارج يعمل و أخته هي أقرب أفراد العائلة له .. يظل البطل طوال الفيلم تائهاً؛ باحثاً عن الجنس مع من هم مثله في الخفاء فنجده لا يحب النظر إلا إلي الشباب والمراهقين الخالعين ثيابهم أثناء استجماهمهم بحمام السباحة، ونراه وقد تردد علي أطباء النفس أكثر من مرة لدرجة أنك تحتار أين المرض ومن المريض ومن الطبيب عندما تستمع إلي تلك الجلسات التي انتهت بجلساته المتكررة –ولن نخطأ إن قلنا الدعائية- مع أحد أطباء المثلية الجنسية الشهير في مجاله؟! ونري ذاك الشباب وقد خُدِع من أحد الأفراد الذي اتفق علي ممارسة الجنس معه في منزله والذي قام بسلبه تليفونه ونقوده عند الوصول إليه، ويستمر مسلسل العبث عندما أراد ذاك الشاب الخلوة وممارسة الجنس مع الشاب الوسيم الذي يُلقي عليه وزملائه المحاضرات فيكتشف المتفرج بأن المُحاضِر مثلي الجنس أيضاً حتي لا تذهب متعة البطل أدراج الرياح وحتي لا يفقد المتفرج متعة القئ والشعور بالغثيان في قاعة السينما! ويشعر بتأنيب ضمير و أنه -طبقاً للدين- يرتكب كبيرة من الكبائر؛ فيذهب إلى الكثير من الأطباء النفسيين، ويتكلم مع أحد رجال الدين؛ محاولاً حل مشكلته!! ما أثار حفيظتي هو أن الفيلم أصلاً يتناول الموضوع و كأنه مشكلة يجب على من هو واقع فيها أن يحلها.. منظور ديني و مجتمعي بحت! الدين يحقر تماماً من شأن مثليي الجنس، وكذلك المجتمع -تأثراً بالدين- ينظر لهم على أنهم حشرات لا يجب أن يعيشوا ليروا شمس اليوم التالي .. و لكن إذا بحثنا في نظرة العلم لهذا الموضوع نجد أنه أثبت علمياً أن مسألة المثلية لها أصول جينية و هرمونية .. بل و ثبت أيضاً أن كل منا لديه تلك الميول المثلية و لكن بنسب متفاوتة بمعنى أن الغالبية العظمى و التي تميل للجنس الآخر لديهم تلك الميول و لكن بنسبة صغيرة تكاد لا تُذْكَر، في حين أن هناك من لديهم الميل لكلا الجنسين؛ وذلك لوقوع تلك النسبة في منطقة ما في الوسط. أيضاً -صدق أو لا تصدق- وجد العلماء أن هناك ميل!للمثلية في بعض أفراد الحيوانات! لا تقنعني أن أسداً ما قد قرر أن يكون مثلياً ..جيناته و هرموناته هي المتحكمة فيه ليس إلا. المشكلة إذا ليست في المثلية، و لكن في نظرة الدين و المجتمع لها و التي يترتب عليها بالتبعية عدم قدرة مثليي الجنس على التعايش نتيجة الرفض التام من قبل الأسرة و المجتمع.

وفي الفيلم الآخر -الملحد- نري بطل الفيلم قد وُلِد مسلماً مُؤدياً لفريضتي الصلاة والصوم وهو ابن أحد الدُعاة الدينيين الذي يقول كثيراً ولا تترجم أفعاله ما يقوله وخصوصاً في بيته مما يضطر الابن إلي الاتجاه إلي الإلحاد، ويكأن هؤلاء الذين استراحت عقولهم للإلحاد لم يقرؤوا نظرية داروين وأدلة دوكنز وفروض هيوم ودعوة سبينوزا ليقتنعوا بفكرة الإلحاد التي تري أن سبب الكون يتضمنه في ذاته وأنه لا شئ وراء هذا العالم وقد اتجهوا للإلحاد فقط بسبب ما يعانونه من صدمة الخطاب الديني المُوجه إليهم ومن أفعال وسلوكيات رجال الدين في ذاك العصر، ومن هنا لا تعجب عندما تسمع النبرة المعتادة المكررة في الفترة الأخيرة من أن الإلحاد والمثلية الجنسية والاتجاه إلي الديانة البهائية وظهور اللادينيين واللأدريين قد انتشرت نتيجة ابتعادنا عن الدين وابتعاد دُعاة الدين عما يدعون إليه!

ونري أن صناع الفيلم وأبطاله لا يختلفون عن ممثلي الرأي العام والعامة الذي ينظرون نظرة حنق وغل إلي هؤلاء الملحدين والمثليين المختلفين عنهم فكرياً وبيولوجياً –وهنا نحترم من حسم عقله معاركه الفكرية بغض النظر عن نسبه تمثيل من يؤيده بمجتمعه، وفي نفس الوقت مع من تصالح مع جسده وهرموناته بغض النظر عن بتر أفراد المجتمع لهذا الجسد ولتلك االهرمونات التي لا يملك الفرد توجيهها في المسار الذي يرتضيه الرأي العام- ويتضح ذلك من خلال معالجة القصتين في كل فيلم، والطريقة التي انتهي بها كل عمل، فنري الملحد –الساذج بالطبع كما رسمه المؤلف ووجهه المخرج- يطرح أسئلة صدامية التي من المؤكد لا تروق لمشاهدي الفيلم مثل: أنا أهو كفرت بيك! فين الإله اللي بيقولوا عليه؟! لو كان في ربنا صحيح مكنوش عصوا كلامه! وكأن معركة الملحدين الفكرية قد اقتصرت علي توجيه أسئلتهم الطفولية إلي الإله بغض النظر عما وصلوا إليه من أدلة مادية وطبيعية ترضي فضول عقولهم وترسو بأفكارهم إلي شط الامان المعرفي الذي طالما بحثوا عنه وضنوا ورزحوا في سبيل الوصول إليه! وهو ما دعا الناقد المبدع طارق الشناوي لانتقاد الفيلم وصناعه لعدم تعمقه وعدم تعرضه لكثير من التفاصيل الموضوعية والحُجج التي يتكأ عليها المؤمنين بالإلحاد.

ومع اختلاف القضايا التي تعرضها تلك الأعمال إلا أنها اشتركت فيما بينها في الإشارة إلي الفجوة بين الأب والأم، وعدم وجود تفاعل مباشر واقتراب بين الأباء والأبناء، وقلة إيرادات الفيلمين مما أدي إلي رفعهم من دور السينما بعد أسابيع قليلة من عرضها، بالإضافة إلي مطاردة الأزهر لصناع ومنتجي الفيلمين وبالطبع تدور الرقابة دوماً في فلك تلك المؤسسات الدينية التي تمتلك سلطة قبول ومنع عرض تلك الأفلام –كأزمة فيلم نوح الأخيرة وتأخير عرض فيلم "لامؤاخذة- وتهديد منتجي وأبطال الفيلمين من قبل الجماعات المتشددة التي تري تلك الأعمال خروجاً عن أعراف ذلك المجتمع من جهة ومن جهة أخري تري وأن صناع وأبطال هذا الفيلم ما هم إلا تبشيريون حاملون لأفكار تلك الأعمال فيسعون لنشرها ولجذب قطاع عريض من المشاهدين المتعاطفين والمتفقين مع الأفكار والتيارات التي شوهدت في العرض! وهذه التشابهات لم تأت صدفة أو من فراغ؛ فهي تتضافر دوماً لتؤسس مجتمعاً سلطوياً عنصرياً يُنكِل بالمختلفين عنه ويكبل حرياتهم ويعرضهم دوماً للجلد والرجم من قبل سلطة الرأي العام التي تُشعل حماسها وتثير حنقها دوماً المؤسسات الكهنوتية الدينية بالاشتراك مع بعض الجماعات المتشددة والرجعية والمتخلفة فكرياً!

ومن هنا أطل علينا مخرجا الفيلمين بنهايتهما الإصلاحية التي تخدم المَشَاهد المُفعمة بالنظرة السلبية لكلا النموذجين فينتهي (أسرار عائلية) بـ"توبة" الشاب و اتخاذه قرار أنه سيصبح "طبيعياً مستقيماً" - لست أدري حقاً كيف سيحور -هذا المثلي- هرموناته؟! و لكن جاريني من فضلك- و عودة الأب المغترب من الخارج و احتضانه لإبنه و أصبحوا عائلة سعيدة في حين ينتهي فيلم الملحد بعودة الشاب إلى الدين و قبول المجتمع له و رضا أمه عليه و أصبح الجميع سعداء!! هكذا بكل بساطة!! بالطبع تلك النهايات "المبتذلة" لا تعالج شيئاً في الموضوع بل تزيد الطين بلة. مثليو الجنس و الملحدون موجودون حولنا و بكثرة .. هم فقط لا يعلنون عن أنفسهم؛ خوفاً من المجتمع .. ما موقف المجتمع من شخص ألحد و قرر أن يظل ملحداً؟! ما موقف المجتمع من مثلي سعيد بحياته و قرر أن يظل مثلياً؟! أرجوكم كفا إبتذالاً و كفا عنصريةً! علموا الناس كيف يتقبلوا الآخر! علموا الناس معنى حرية اتخاذ القرار! علموا الناس أن سطوة العلم أشد من سطوة المجتمع (لمن له عقل)! علموا الناس التعايش بدلاً من غرز أفكار عنصرية قميئة في عقولهم! ارتقوا! ارتقوا! ارتقوا! .



#مؤمن_البربري_ومحمد_هشام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مؤمن البربري ومحمد هشام - سينما الأقليات والنهايات المُريحة .. كتب مؤمن البربري ومحمد هشام