أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلال الأزهرى - الجمهور والنص














المزيد.....

الجمهور والنص


محمد جلال الأزهرى

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


شهِدَ العالمُ خلالَ المائة عام الآخيرة ولادة تيارات ومذاهب فكرية أدتْ الى تغيير الوعى البشرى بصورة كبيرة على جميع الأصعدةِ .. فى الآدابِ وفى العلومِ وفى شتّى مجالاتِ المعرفةِ ؛ الذى أدَّى بدورهِ إلى إعادة تشكيل كثيرٍ منَ العلاقاتِ الدّلاليّة بين الموجودات فى الأدب عمومًا وفى الشَّعرِ خاصةً ، والعلاقةُ بين القارئ والنص/المبدع والجمهور إحدى دوائر الشعر التى تفككت وأُعيدَ تركيبُها تركيبا مفارقا لطبيعة هذه العلاقة فى الأدب العرب القديم ، بما احتوته من سلبيات وإيجابياتٍ .
فلقد واكبَ ظهور الشعر العربى الحديث فى بدايات القرن الماضى ، بعض التحديات وعوامل التعرية التى نحتت وشكَّلت طبيعة العلاقة بين الشعر وبين الجماهير العربيةِ ، محدثةً ذلك التراجع الكمى فى قراءة الأعمالِ الشَّعرية ؛ رفضًا للسّلطة المطلقة التى منحها الحداثيون للنص ، متناسية حقَ القارئ فى فهمِ وإعادة تصنيعِ النص ؛ بعدما دخل الشعرُ العربى الحديث فى بيئته الحداثية من خلال التهويمات الوجدانية والاستبطان الذاتى ، ممَّا أنتج قصيدةً غامضة ذاتَ تعتيم دلالى قاسى على قطاعٍ عريضٍ منَ الجماهير العربية ولفترة طويلةٍ .
وإن كان يُعاب على المدرسة الكلاسيكية معجمها الصحراوى ولغتها الجافة ، فالرومانتيكية والمدارس الحداثية عمومًا ، ليست أقل نصيبًا فى ذلك من الطردِ غير المتعمَّد للقارئ من سماءِ النص ! فيظل النسقُ الدلالى المركَّب/المعقَّد عقبة كؤود فى طريق الجماهير لاستشفاف وقراءة شِفرات النص ، والتحليق فى الفضاءات الشَّعرية التى تتموضع حولها القصيدة .

والسؤال – الآنَ – من صاحب الإثم فى هذه القطيعة ؛ المبدعون أم الجماهير ذاتها ، أم تلك المدارس النقدية التى صنعتْ من النقدِ نصًا موازيًا لنص القصيدة الى جانب الاستغراق فى المصطلحات الكثيفة التى تحتاجُ الى مصطلحاتٍ أخرى لتعريفها وتحديدها ؟! فالناظر فى الكيانات الأدبية حكوميةً كانت أم غير حكومية ، يجد أنَّ الشَّعراءَ يجلسون بهدفِ سماعِ بعضهم ، ونادرًا ما يوجد الجمهور المتذوق ؛ ناهيكَ عن (الشَّلليَّة) التى تفشَّتْ فى جسدِ إدارةِ هذه اللقاءات ، وما يتبعها من تلميعٍ حنجورى واختلاقٍ للألقابِ المجَّانية لأناس لم يكتبوا سطرًا يتيمًا فى كتاب الشعر العربى !

نحن فى حاجة ماسة الى إعادة الجمهور الى اللقاءات الأدبية/الشعرية من خلال ابتكارِ منظومة جديدة وشبكة علاقات تفاعلية ابتكارية بين الجمهور وبين الشعر والأدب عمومًا (وإن كنت أرى أن هناك حضورا كمى لفن الرواية ، واقبالاً جماهيريًا فى الفترةِ الأخيرةِ) ولقد قفزَ الى ذهني الآنَ حركةٌ شعريةٌ ظهرتْ بالولايات المتحدة الأمريكية فى الثمانينات ، أطلقتها جمعيةُ الشَّعرِ الأمريكية .. وبرنامجها هو توصيلُ الشَّعرِ الى الجمهورِ ؛ فلقد قامتِ الحركةُ بعمل اتفاقٍ مع هيئةِ النقل بوضع لافتات أدبية وقصائد شعرية فى المترو ووسائل المواصلات العامة الآخرى بدلاً من لافتات الإعلانات ، وبتوزيع قصائد الشعر على الركَّاب ، ومنذ فترة سمعنا فى القاهرة عن حركة شعراء المترو ؛ فكان بعض الشعراء – أذكر من بينهم الشاعر محمد عباس محفوظ – يجوبون عربات المترو ويلقون الشعر علنًا بشكل مباشرٍ أمام ركَّابِ المترو .. وأعقبتها – حركة أخرى تقوم على عمل ندوات شعرية فى الشوارع ، خاصة فى الأحياء الشعبية ، وهذا ولا شك عمل جدير بالاحترام .
نستطيع تطبيق هذه الأفكار الى جانب بعض الأفكار الآخرى مثل توزيع قصيدة على كل طالب فى مدرسته فى شكل هدية ، أو أن نقوم بإقامة معرض للقصائد على غرار معارض الفنون التشكيلية والتصويرية أ.هـ



#محمد_جلال_الأزهرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلال الأزهرى - الجمهور والنص