أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الأرثوذكسية وتأليه الإكليروس














المزيد.....

الأرثوذكسية وتأليه الإكليروس


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 22:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


االإكليروس هم طبقة الكهنة في الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية. ونحب التنويه بداية، عن أن الغرض من هذه المقاربة لا ينتمي إلى نوعية من الجدل الإيماني، وإنما يستهدف ما نشهده بمصر منذ أربعة عقود على الأقل، من تعاظم غير مستساغ لسلطان وهيمنة الكهنة، ترتب عليه العديد من السلبيات الدينية والمجتمعية والوطنية. فنحن لا نتناول بالنقد أو التحليل العقائد الدينية، لكننا نرصد تأثيرات العلاقات الدينية والخطاب الديني الشائع، على السلوك المجتمعي للإنسان الفرد. نتحدث فقط فيما يهمنا ويؤثر على حياتنا المشتركة، أما الإيمانيات والعقائد، فهي تخص الإنسان الفرد وحده، ونعتبر الجدل حولها، مهاترات ومضيعة للوقت والجهد.
تعرف الكنيسة الكاثوليكية الكهانة، لكننا حرصاً على الدقة الموضوعية، ونظراً لأننا كما أوضحنا، لا نناقش العقائد الإيمانية في ذاتها، وإنما نرصد نتائج الخطاب الكنسي على من يتلقونه، فإننا نحب أن نختص بمقاربتنا هذه، خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، باعتبار كاتب هذه السطور، راصد للحالة الاجتماعية والدينية والثقافية لرعايا هذه الكنيسة.
لعل أبرز نموذج لما يتضمنه خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، من تزييف باسم الرب، باقتطاع كلمات الإنجيل من سياقها، واستخدامها في سياق مغاير تماماً، يعطي قداسة وألوهية للكهنة، أي ما يعرف باسم "سلطان الحل والربط"، والذي يستند إلى ما جاء في انجيل متى 18:18 "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولاً في السماء.". . التصور الذي يشيعه خطاب الكنيسة لدى الناس، بتوظيفهم لهذا القول، يوحي بأن المسيح قد خص تلاميذه بما يسمونه "سلطان الحل والربط"، وبالتالي ينسحب هذا السلطان على الكهنة فقط، باعتبارهم هم تلاميذه الآن، مقابل جموع المؤمنين، المستهدفين بتفعيل "سلطان الحل والربط" فيهم. لكن إذا عدنا للإصحاح الثامن عشر من إنجيل متى، الذي ورد ضمن سياقه هذا القول، نجد فيه موعظة عامة للموجودين حول المسيح، بمن فيهم من أطفال. ونجد فيها بعض تكرار لما ورد بالموعظة على الجبل من وصايا سامية. حتى نأتي إلى الفقرة الثانية من الإصحاح، والتي تتوسطها الجملة برقم 18، نجد الكلام بمعنى مغاير تماماً لتوظيف الكهنة لها، لنقرأ بالفقرة:
"15 وإن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك. 16 وإن لم يسمع فخذ معك أيضاً واحداً أو اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة. 17 وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار. 18 الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء. 19 وأقول لكم أيضاً إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات. 20 لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم".
الأمر كما هو واضح لا يتعلق بسلطان كهنة على رعية، ليحلوا ويربطوا خطاياهم كما يشاءون. فالواضح في هذه الفقرة هو أن المسيح يوصينا بغفران الخطايا لمن يخطئ إلينا، ويحثنا على المبادرة لعتابه، فلا ننتظر حتى يأتي إلينا من أخطأ في حقنا معتذراً، بل نذهب نحن إليه، ثم نعاود الكرة بصحبه شهود، ثم نعرض الأمر على الكنيسة، فإن أصر بعدها على موقفه، نتبرأ منه، وعندها "تُربط" عليه خطيته، أما إذا أقر بخطأه وسامحناه، فإنه يكون "محلولاً" من خطيته.
نلاحظ أيضاً في هذه الفقرة أموراً أخرى خطيرة، ففي العدد 17 يقول "وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة"، التي هي جماعة المؤمنين، ولم يقل "قل للكاهن"، بما يفهم منه أن "كنيسة المسيح" ليست في حاجة إلى كاهن مثل "هيكل سليمان". بل الأكثر من هذا نلاحظه في العددين الأخيرين من الفقرة "19 وأقول لكم أيضاً إن اتفق اثنان منكم على الارض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات. 20 لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم". . نفهم من هذا أن اجتماع المؤمنين ليحل "روح الرب" في وسطهم، لا يحتاج لكاهن وسيط يستحضر لهم "روح الرب". وأن الكنائس بصورتها الحالية لا تنفرد بكونها "بيت الرب"، وهي التسمية المأخوذة عن الدين اليهودي، وعن "هيكل سليمان" تحديداً، فقد صار روح الرب يحل في المسيحية، في أي مكان يجتمع فيه اثنين أو ثلاثة باسمه، وأن ما يتفق عليه هؤلاء من طلبات يستجاب له!!
ليت الآباء الكهنة ينزلون من علياء أنصاف ألوهيتهم، ليصيروا خداماً للشعب، كما كان يسوع المسيح خادماً وهو السيد.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة في ظل العبث والإرهاب
- بوضوووووح
- العبعاطية تجتاح مصر الوطن
- حكايتنا مع الغرب
- كمال غبريال مرشحاً رئاسياً
- مصر تعادي نفسها
- مجرد سيناريو
- ثورة وثوار ودستور
- خربشات على زجاج الوطن
- خربشات في فضاء عشوائي
- فضيحة باسم يوسف
- سؤال للفريق أول/ عبد الفتاح السيسي
- سلفيون بلا حدود
- هواجس علمانية
- بين الماركسية والإسلام السياسي
- خربشات على وجه العواصف
- ثورة أمة على المحك
- مصر العظيمة تنتفض
- نحو عالم بلا إرهاب
- أمة في مواجهة الأغبياء والقتلة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الأرثوذكسية وتأليه الإكليروس