أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الابادة الجماعية والقوى العظمى














المزيد.....

الابادة الجماعية والقوى العظمى


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانسانية جمعاء تستذكر ذكرى الابادة العرقية للتوتسي في رواندا قبل 20 سنة على يد الهوتو العرق المسيطر انذاك على زمام السلطة في روندا , وعلى اساسها اصدر مجلس الامن لهيئة الامم المتحدة قرار الرقم 955 لسنة 1994 يدعو الى وقف المجازر ومتابعة الاشخاص المسؤولين عن هذه المذابح , وفي نفس السياق تصدر المحكمة الدولية حول روندا قرار متابعة الاشخاص المسؤولين عن الابادة الجماعية وكل ما يخالف القانون الدولي داخل روندا من 1 يناير الى 31 دسمبر 1994 , وكذا متابعة مسؤولي الدولة الروندية عن ارتكابها ابادة جماعية في نفس الفترة الزمنية في الدول الجوار .
في 19ابريل 2007 سن الاتحاد الاوروبي قانونا يجرم انكار المحرقة , وقانون كان سائدا قبل هذا التاريخ في الكثير من الدول الاوروبية يطبق حسب قانون كل دولة على حدة , اما الاعتراف بالمحرقة فهو تحصيل الحاصل , ولا ينكره الا اعداء اسرائيل واعداء اليهودية .
اعترفت فرنسا سنة 2001 بابادة الارمن بين 1915 – 1917 ( الابادة شملت كذلك الشعب الارامي ) , واقرت الجمعية الوطنية الفرنسية قانون تجريم انكار ابادة الارمن سنة 2011 .
اعتراف الهيئة الاممية او بعض الدول الكبرى بهذه الجريمة او تلك , نتيجة لمخططات استراتيجية للدول الامبريالية خصوصا ولا يدل على مواقف انسانية , باعتبار الامبريالية خاضت حروب استعمارية وابادة جماعية للشعوب وكذا عدم اهتمام الهيئات الدولية بمجازر ابادة جماعية في اماكن مختلفة ارتكبتها القوى الاستعمارية , والنموذج الحرب الابادية ضد شعب جمهورية الريف , في شمال المروك الحالي , استعمل فيها الاستعمار الثلاثي ( الاسباني – الفرنسي – العروبي ) الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا , كأسلوب جديد وفاعل للاطاحة بالدولة التحررية الجديدة وقتل اكثر عدد ممكن من الابرياء انتقاما لهزائم الاستعمار الاسباني العسكرية المتتالية في الريف وخصوصا هزيمته التاريخية في معركة انوال 1921, ما جعل القوى الاستعمارية وبيادقها الاستطانية تسرع للالتجاء للسلاح الدمار الشامل .
استعمل السلاح الكيماوي مباشرة بعد هزيمة انوال , لكن الاستعمال المكثف كان بين 1923 و1927 , باستعمال الطيران وقصفه بالقنابل المعبئة بالمواد الكيماوية مثل ( كلوركرين والفوسجين والابريت ودفوسجين ) مواد كماوية قصف بها كل مناطق جمورية الريف وبالخصوص المناطق المكتضة بالساكنة مثل الاسواق والتجمعات القبلية وغيرهما , كما منع الاستعمار المنظمات الانسانية ( الصليب الاحمر ) من تقديم المساعدات الطبية للمصابين .
اثناء الحرب الكيماوية ضد جمهوية الريف , حظرت اتفاقية جنيف لسنة 1925 , استعمال الاسلحة الكيماوية , لكن موقعي هذه الاتفاقية لم ينددوا باستعمال هذا السلاح من طرف الاستعمار الثلاثي ولا بجريمة الابادة الجماعية في الريف , ولم تتحرك اية جهة دولية لمقاضات الجهة المستعملة للسلاح الكيماوي ولا ضد الشركات ( الالمانية والفرنسية ) المنتيجة والمزودة لاعداء البشرية بهذا السلاح الفتاك لتجريبه في الشعب الامازيغي في جمهورية الريف.
استعملت في الحرب الكيماوية ضد جمهورية الريف 400 طن من المواد الكيماوية وعبأت بواسطتها عشرة الاف قنبلة استعملت لتدمير البشر والحيونات والنباتات وتلويث المياه والجو , ورغم استعمال السلاح الدمار الشامل المحرم دوليا ضد الشعب الاعزل سواء اثناء الحرب الكيماوية بين 1921 و1927 , او في الهجوم الغاشم بالغازات السامة ( قنابل النابلم ) للمرة الثانية من طرف الاستعمار العروبي بقيادة الحسن الفاشي بين 1958 و1959 ضد مواطني الريف العزل , ورغم ذلك لم يتعرض المسؤولين عن جرائم الابادة الجماعية في حق الامازيغ للمحاكمة ولا للعقاب الذي يستحقونه .
ان الحرب الكيماوية ضد الريف مازالت تأثيراتها متجلية حتى الان من خلال تزايد عدد مرضى السرطان الذي يفتك بارواح اعداد كبيرة من الابرياء واخير ضحاياه الطفلة فاطمة التي اهملتها المؤسسة الاستشفائية العلوية حتى فارقت الحياة ( 80% من مرضى السرطان في المروك من الريف ) , هذه الجريمة القذرة في حق الامازيغ والانسانية جمعاء لم تنل اي اهتمام من القوى الدولية ولا من محاكمها والتي تتحرك حسب مصالح القوى الامبريالية .
السكوت عن الحرب الكيماوية ضد جمهورية الريف والابادة الجماعية للامازيغ اظهر طبيعة النظام الاستغلالي الاستعماري وتضامنه في الحروب الاستعمارية ضد قوى التحرر ومنها تصفية المشروع القومي الامازيغي باعتباره مشروع تحرري وتقدمي مضاد للمخططات الاستغلالية والاستعمارية للامبريالية العالمية وبيداقها الاستطانية .
قضية الابادة الجماعية للامازيغ في الحرب الكيماوية الاستعمارية الاولى بين 1921 و1927 والثانية بين 1958 و1959 لا تتقادم بمرور الزمن , صحيح ان الشعب الامازيغي في موقع ضعف ولا يملك قوة ضغط لفرض هذه القضية على المحاكم الدولية , الا ان هذا الواقع لا يدوم الى الابد ما دام هناك اداة نفي للواقع الاستعماري .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة شبه الجزيرة الابيرية بين اهلها والاستعمار الاسلامي
- المرأة من الحقوق الطبيعية الى القيود الاسلامية
- ما السبب وراء اصرار العرب والمعربين على تسمية الامازيغ بالبر ...
- ادانة الجرائم العرقية – الطائفية بحق المزابيين الامازيغ الاب ...
- قوة العامل الايديولوجي في التأثير على الشعوب
- عاشت الامازيغية و الموت للشوفينيين
- انتشار الارهاب الاسلامي في اوروبا (2)
- انتشار الارهاب الاسلامي في اوروبا (1)
- ذكرى الخميس الاسود , 19 يناير 1984
- حملة عنصرية , طائفية تستهدف امازيغ غردايا بالجزائر
- رد على رد على اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا
- اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا
- ّ المغرب العربي ّ الوهم الايديولوجي الظرفي
- رحيل رمز مقاومة الاقلية الاستطانية
- المخزن وراء تفشي الفساد في الريف وايت ناظور خصوصا
- الاسلام في خدمة التخلف والاستبداد الاستعماري
- تقرير مصير الشعوب وليس هيمنة الاقلية الاستطانية
- القوى الواقفة وراء ظاهرة الدعارة والاغتصاب
- ثوروا يا شباب الامازيغ على النظام الكولونيالي
- من يطالب برسمية لغة بلده وشعبه فهو غرقي , شوفيني وخائن


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الابادة الجماعية والقوى العظمى