أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الحسين الزروالي - في نقد كتابات المناضل فؤاد الهلالي عن منظمة -إلى الأمام- ج 3















المزيد.....

في نقد كتابات المناضل فؤاد الهلالي عن منظمة -إلى الأمام- ج 3


الحسين الزروالي

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 13:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



ينتقل بنا المناضل فؤاد الهلالي إلى جزء مهم من كتاباته وهو ما سماه "التشكيلة الإجتماعية المغربية" بغية وضع السياق العام للصراع الطبقي الذي يحكم مرحلة بروز الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية محاولا تحديد طبيعة النظام الطبقي الذي يحكم البلاد، وهو يبدأ بما سماه "سيرورة الإندماج ومحاور الإستراتيجية الإستعمارية ونتائجها وآلياتها" محاولا تحديد الشروط المادية العالمية التي أنتجت النظام التبعي الرأسمالي ببلادنا وانعكاساته على التشكيلة الإجتماعية المغربية والتحولات التي طرأت عليها، وفي مقدمته يعرض ما سماه في قوله: "نعرض هنا هذه المقدمة حول التشكيلة الاجتماعية المغربية بشكل عام وحول الظرفية التي كانت تمر بها انطلاقا من 1970 إلى حدود بداية الثمانينات وذلك لوضع كل الوثائق في هذه الحلقة ضمن سياقها التاريخي الموضوعي حيث تتسارع الاستراتيجيات والسياسات ضمن صراع طبقي يحكمه التناقض الرئيسي للتشكيلة الاجتماعية في تلك المرحلة وحيث التناقضات الثانوية تتأثر وتتحدد بذلك التناقض في علاقة جدلية مستمرة" انتهى قول الكاتب، وهو يعرض هنا مجموعة من الإشكاليات الإستراتيجية والسياسية ذات العلاقة بالسياسة الإمبريالية ببلادنا في الظرفية التاريخية لعقد السبعينات من القرن 20 ذات العلاقة بكتاباته التي تحكمها العلاقة الجدلية بين تطور التشكيلة الإجتماعية المغربية بشكل عام بتناقضاتها الرئيسية والثانوية وبروز منظمة "إلى الأمام" ضمن هذا السياق التاريخي العام، فهل نجح الكاتب في بلورة تصور مادي تاريخي لهذه المرحلة التاريخية الهامة من تاريخ المغرب الحديث ؟ أم أنه سقط في أسلوب التحليل التجزيئي المعتاد لدى جل المحللين البورجوازيين للصراعات الطبقية بالمغرب ؟

ذلك ما سنحاول تناوله في ما جاء في هذه المقدمة التي حاول فيها الكاتب إبراز ملامح الوضع الإقتصادي والسياسي العالمي واندماج التشكيلة الإجتماعية المغربية فيه في قوله: "عرفت التشكيلة الاجتماعية المغربة أولى مراحل اندماجها في النظام الرأسمالي العالمي ابتداء من 1850 (أي منذ المرحلة التجارية للرأسمالية العالمية) حين بدأت سيرورة اندراجها في شبكة علاقات التبادل الغير المتكافئ القائم على نزع الفائض الاقتصادي من دول العالم الثالث ونقله إلى مركز النظام الرأسمالي لدعم عملية التراكم الرأسمالي" إنتهى قول الكاتب، بالنظر إلى هذا الجزء الهام من مقدمته لبلورة تصور عام حول التشكيلة الإجتماعية بالمغرب يسقط الكاتب في أطروحة التجزيئيين البورجوازيين وذلك عبر مجموعة من الأخطاء النظرية أولها يتجلى في قوله :"أولى مراحل اندماجها في النظام الرأسمالي العالمي ابتداء من 1850 (أي منذ المرحلة التجارية للرأسمالية العالمية)" إنتهى قول الكاتب، هنا حدد المناضل فؤاد الهلالي مرحلة من مراحل تطور الرأسمال التي يقسمها المحللون الماركسيون إلى ثلاثة مراحل أساسية وهي: مرحلة الرأسمال التجاري، مرحلة الرأسمال الصناعي، مرحلة الرأسمال المالي. ودون الدخول هنا في التفاصيل فالكل يعلم أن مرحلة الرأسمال التجاري قد بدأت ما بين القرن 13 و 14 في إيطاليا ذات العلاقة بالتطور التجاري من الشمال إلى الجنوب عبر الطرق التجارية التي لعبت فيها دول شمال أفريقا (تونس، الجزائر، مراكش) دورا هاما، وبالرجوع إلى أولى الدراسات السوسيولوجية لدى المؤرخ بن خلدون يمكن الوقوف عند أهمية منطقة شمال أفريقيا في تطور التجارة العالمية والمحللون الماركسيون يعتمدون كتابات هذا الباحث الإجتماعي الذي بلور بداية التحليل السوسيولوجي للتاريخ، إذن إندماج المغرب في الرأسمال التجاري أو بالأحرى دوره التاريخي في تأسيس هذه المرحلة من مراحل الرأسمال لم يبتديء في 1850 بل هو أعمق من ذلك لكون الحركة الإقتصادية والإجتماعية بشمال أفريقيا بلغت أوجها في القرن 13، ولم تعرف هذه المنطقة تراجعا إلا بعد سقوط غرناطة واكتشاف طرق تجارية بحرية عبر استعمار أمريكا في 1492 أي في نهاية القرن 15 وهذا لا يعني أن هذه المنطقة خرجت من مضمون الإندماج في الرأسمال التجاري لكونها من بين مؤسسي هذه المرحلة التاريخية من تاريخ البشرية أي بروز الرأسمال التجاري المسيطر على التجارة العالمية. ودون الدخول في التفاصيل فإن دور صادرات المعادن والنسيج وغيرها تمثل أبرز معالم تطور التجارة العالمية والرأسمال التجاري بين دول شمال أفريقيا والعالم الغربي الأوربي إلى حد طبع ثقافات البلدان الأوربية بنوع محدد من المواد المصدرة إليها من تونس كما هو الشأن بالنسبة لمدينة "بجاية" التونسية المشهورة بتصدير الشمع الممتاز إلى أوربا إلى حد تسمية الشموع باسمها La bougie إضافة إلى تصدير أجود الصوف المسمى باردو ...

أما محاولة تحديد التشكيلة الإجتماعية المغربية من طرف الكاتب بالرجوع إلى 1850 إنما هو جهل بالتاريخ وسقوط في المنظور التجزيئي لتحليل الوقائع والأحداث التاريخية، وهذه المرحلة التي يتحدث عنها الكاتب إنما هي مرحلة أوج سيطرة الرأسمال الصناعي (أي الرأسمالية التنافسية) على التجارة العالمية وتجاوز مرحلة الرأسمال التجاري ووضع ملامح الرأسمال المالي الذي تحدث عنه ماركس في كتاباته حول الإقتصاد السياسي وبلورها لينين في كتاباته حول الإمبريالية (الرأسمالية الإحتكارية) أي مرحلة سيطرة الرأسمال المالي على التجارة العالمية.

والذي غاب عن الكاتب أثناء محاولته تحديد التشكيلة الإجتماعية المغربية هو دور المغرب في مراحل سابقة من تطور الرأسمال أي الرأسمال التجاري ودوره في وضع أسس الرأسمال دون القدرة على تجاوز هذه المرحلة بعد بروز الدول الإستعمارية الأوربية وأساسا إسبانيا والبرتغال واحتلال أمريكا وتطور الصناعة أي الثورة الصناعية الأوربية التي أنتجت الرأسمال الصناعي، ولكن رغم ذلك لم تتم القطيعة بين المغرب وما يجري عالميا إلا أن العلاقات الخارجية للنظام الحاكم بقيت في حدود التبادل التجاري والتركيز على الصادرات خاصة في المدن الساحلية بعد تفكيك الدولة الموحدية ونشأة الدولة المرينية وبعدها السعدية فالعلوية التي ختمت مراحل الإنحطاط لتركز في المغرب نظاما كومبرادوريا بامتياز، هذا النظام الذي بلغ مداه في مرحلة الإمبريالية حيث شرعن الإستعمار لإنقاد حكمه من الإنهيار في بداية القرن 20 مع بداية اندماجه في التبعية الرأسمالية الإمبريالية التي بلغت مداها في 1956 مع تركيز نظام كومبرادوري وضع أسس اندماج الرأسمال الكومبرادوري في الرأسمال الإمبريالي، هذا الإندماج الذي بلغ مداه في سنوات السبعينات من القرن 20 عند القضاء على جميع مظاهر الإقتصاد الوطني وهيكلة مؤسسات النظام من برلمان وجماعات محلية وأحزاب والشروع في خوصصة المؤسسات الوطنية المالية والصناعية والفلاحية بعد الشروع فما بات يسمى التقويم الهيكلي. كما غاب عن ذهن الكاتب أن المقصود باندماج الرأسمال الكومبرادوري في الرأسمال الإمبريالية ليس هو مجمل العمليات الإحصائية والرقمية في المجال التجاري والصادرات إنما هي عملية معقدة يدخل فيها الأيديولوجي والسياسي وتأثيرها على الإقتصادي في اتجاه القضاء على ملامح تداعيات النظام الإشتراكي عالميا في مجمل العمليات الإقتصادية من أبسطها إلى أعقدها، وتعتبر مرحلة سنوات 1970 ـ 1980 أهم مرحلة تاريخية في الإنتقال من المنظور الوطني للدولة الذي كان مسيطرا آنذاك على الساحة السياسية بفضل تداعيات الكفاح المسلح ضد المستعمر القديم والجديد (المقاومة المسلحة وجيش التحرير، المجموعات المسلحة المرتبطة باليسار الثوري)، وتكتسي هذه المرحلة التاريخية أهميتها في كونها مرحلة انتقالية على المستوى العالمي إقثصاديا وسياسيا حيث بداية تحكم الإمبريالية في مصير العالم سياسيا واقتصاديا بعد التحقق من حتمية سقوط التجارب الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي وشرق أوربا، لهذا فنشأة أو إعادة بناء اليسار الثوري على غرار الحركة الماركسية ـ اللينينية ما هي إلا حتمية تاريخية أنتجتها شروط انهيار الأحزاب الشيوعية عالميا بقيادة الحزب الشيوعي السوفييتي بعد التخلي عن التجارب الإشتراكية واندماج هذه الأنظمة في سيرورة النظام الإمبريالي.

مع الأسف الشديد ورغم أن الكاتب ينتمي إلى اليسار الماركسي اللينيني إلا أنه لم يستطع التجرد من مخلفات التحاليل التجزيئية ذات المنحى البورجوازي المتناقضة مع التحليل المادي التاريخي الماركسي ذلك ما يتجلى في جرده المسهب لبعض المعطيات الشكلية المجردة من مضمونها المادي والتي تعتبر نتاج السياسات الإمبريالية، بدل الغوص في الأسباب المادية التاريخية الحقيقية المشكلة للتناقضات الأساسية والثانوية في التشكيلة الإجتماعية المغربية، وندرج هنا هذا المثال الصارخ في وصف سياسة الإمبريالية الفرنسية بالمغرب في مرحلة الإستعمار القديم في قول الكاتب: "وقامت الإستراتيجية الامبريالية الفرنسية بالمغرب على خمس محاور أساسية:

1. الاستيلاء على خيرة الأراضي الخصبة للبلاد وتسليمها للمعمرين على حساب جماهير الفلاحين مع الإبقاء على أراضي الإقطاعيين، الدعامة الأساسية للاستعمار.
2. الاستحواذ على المناجم والمعادن ونهبها وتصدير خيراتها إلى المراكز الرأسمالية.
3. الاعتماد على الوجود العسكري المباشر كدعامة لاستعمار البلاد: (جيش وقواعد عسكرية وأجهزة قمعية).
4. اعتماد سياسة تقوم على تحالف المعمرين والإقطاعيين والمخزن مع استثناء فئات من البورجوازية المغربية وعلى حساب أوسع جماهير الفلاحين.
5. الاعتماد على الوظيفة الإيديولوجية للسلاطين لتمرير الإجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية ضدا على مصالح أوسع فئات الفلاحين بالبوادي والكادحين بالمدن" إنتهى قول الكاتب.

نكتفي بهذا النموذج الحي للتحليل الخالي من المنظور المادي التاريخي للوقائع والأحداث التاريخية في مرحلة مهمة من تاريخ بلادنا يريد الكاتب وضعها بين أيدي الشباب الثوري، هذا الأسلوب البورجوازي الصغير الذي يطبع كتابات جل المحللين التجزيئين غير المقبول في كتابات يعتبرها صاحبها أنها تتناول قضايا أيديولوجية وسياسية وتنظيمية ذات العلاقة باستراتيجية طريق الثورة بالمغرب.



#الحسين_الزروالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد كتابات المناضل فؤاد الهلالي عن منظمة -إلى الأمام- ج 2
- في نقد كتابات المناضل فؤاد الهلالي عن منظمة -إلى الأمام-


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الحسين الزروالي - في نقد كتابات المناضل فؤاد الهلالي عن منظمة -إلى الأمام- ج 3