أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتمة لما جاء في في موضوعنا السابق « سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ) » رداً على الإفتراءات بخصوص التقديم والتأخير في القرآن الكريم.

قال صاحبنا في إفتراءاته وتلفيقاته،، ((-- انَّ النوع الثالث من التقديم والتأخير يتعلق بترتيب الفئات داخل الآية. فيحاول المفسرون كشف خفايا هذا التقديم والتأخير لمعرفة القصد من ورائه. وهذا الموضوع يشغل حيزاً كبيراً من كتب التفسير. فعلى سبيل المثال. فهو يعتبر هذا من التقديم والتأخير المعيب،، وضرب مثلاً بآية من سورة الشورى، قال تعالى فيها: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ-;- بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ-;- وَعِيسَىٰ-;- أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ 13). فكالعادة لم يفطن هذا إلى الأسباب الواضحة المعلنة في الآية، والتي نحسبها كافية لإزالة هذا اللبس الفاضح عند الكثيرين ومن بينهم صاحبنا.

فإختار من بين مراجعه المنتقاة إقتباساً قال إنه لعبد الوهاب المسيري جاء فيه: ((-- ويفسر "المسيري"، الترتيب داخل هذه الآية كما يلي: "عقب ذكر دين نوح جاء ذكر محمد للإشارة الى أن دين الإسلام هو الخاتم للأديان، فعطف على أول الأديان جمعاً بين طرفي الأديان، ثم ذكر بعدهما الأديان الثلاثة لأنها متوسطة بين الدينين المذكورين قبلها" --)).

فردنا على صاحبنا في هذه الإشكالية التي أوقع نفسه فيها، ما يلي:
أولاً: واضح أنه لا يستطيع التفريق ما بين التقديم والتأخير، من جهة وما بين الترتيب والأولويات من جهة أخرى. خاصة وأن معطيات هذه الآية أكبر بكثير من قدراته وملكاته التي عرفناها عنه.

ثانياً: ليس في قول المسيري أي تفسير، ولا يتضمن أي قيمة يمكن الإستشهاد بها تفيد التقديم والتأخير، والآية في الأساس ليس فيها تقديم ولا تأخير من ناحية (اللغة والإنشاء)، فالترتيب ليس تقديماً وتأخيراً لغوياً،، فكلامه هذا (عام)، يصف معطيات من ظاهر الآية من وجهة نظره الشخصية لا أكثر، علماً بأن الآية ليست في حاجة إلى تفسير، بل "تدبر" وكفر وإيمان.

ثالثاً: المتدبر لهذه الآية الكريمة يلحظ الحكمة من هذا الإبيان البالغ الدقيقة في ترتيب الأولويات، لذا علينا أن نحلل هذه الآية قبل إستنباط هذه المعاني الدقيقة بسهولة، قال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ ...):
1. (... مَا وَصَّىٰ-;- بِهِ نُوحًا ...), إذن ما جاء به نوح هو عبارة عن توصية من الله تعالى ولم يكن كتاباً، وكان نوح أول نبي رسول من عند الله يأتي بمنهج من السماء، تمهيداً للمنهج الكامل والنهائي الرابط ما بين السماء والأرض (وَصَّىٰ-;- بِهِ)،
2. (... وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ...), بإعتبار أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان آخر الأنبياء والمرسلين، والذي جاءه ليس "توصية" كما جاء لنوح، ولكنه كان "وحياً يوحى"، وكتاباً جامعاً لكل ما نزل من السماء إلى بني البشر من أنبياء ومرسلين (أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ)،
3. وبالتالي،، يكون التتابع التسلسلي المنطقي لباقي الوصايا قبل الوحي الخاتم هو كما يلي:
4. (... وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ ...):
(أ): (... إِبْرَاهِيمَ ...), قبل التوراة (صحف)،
(ب): (... وَمُوسَىٰ-;- ...), (صحف، و توراة)،
(ج): (... وَعِيسَىٰ-;- ...), (توراة، وإنجيل)،
فكانت الوصية لكم جميعاً أيها الأنبياء والمرسلين، والوحي إليك يا خاتم الأنبياء والمرسلين: (... أَنْ « أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ » ..... « كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » - « اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ » وَ « يَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ » 13).

إذاً،، واضح الفرق الشاسع ما بين "ما وصى به نوح، وما وصى به باقي أولي العزم من الرسل،، وبين ما "أوحاه الله" إلى خاتم الأنبياء والمرسلين لأنه حقيقةً وواقعاً (هو أول الأنبياء والمرسل، وأول المسلمين)، وترتيباً هو آخرهم وخاتمهم وإمامهم. لذا كان التعبير بالنسبة لكل الرسل بكلمة " وَصَّىٰ-;- بِهِ ، وَصَّيْنَا بِهِ "، وبالنسبة للخاتم بعبارة " أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ".

إذاً،،، ليس هناك تقديم وتأخير كما زعم أو ظن أو إبتدع صاحبنا. وإنما ترتيب ظهور وترتيب أولويات صاغته الآية في غاية الروعة والإعجاز. ولكن أكثر الناس لا يعلمون،، وبآيات الله يجحدون،، ويخوضون فيما لا يعلمون.

********************************************************

قال تعالى في سورة محمد: (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا:
1. (... أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ...),
2. (... وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ...),
3. (... وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ...),
4. (... وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ...),
5. (... وَلَهُمْ فِيهَا « مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ » وَ « مَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ » ..... « كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ ؟؟؟» وَ « سُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ » 15).

يقول صاحبنا، ((-- ويفسر ابو حيان ترتيب الأنهار كما يلي:
1. "وبدئ من هذه الأنهار بالماء، وهو الذي لا يستغنى عنه في المشروبات،
2. ثم باللبن، إذ كان يجري مجرى الطعوم في كثير من أقوات العرب وغيرهم،
3. ثم بالخمر، لأنه إذا حصل الري والمطعوم تشوقت النفس الى ما تلتذ به،
4. ثم بالعسل، لأن فيه الشفاء في الدنيا مما يعرض من المشروب والمطعوم، فهو متأخر في الهيئة".
فماذا قال أبو حيان هذا؟ وماذا فهم عنه صاحبنا العبقري؟؟ وما الذي يسعى لإيصاله للقراء من هذه السخافات وضياع وقت القراء ؟؟؟ على الرغم من عدم وجود أي ترتيب في قول أبي حيان المزعوم غير الترتيب الذي ورد بالآية الكريمة،، إلَّا أن قول أبي حيان أو غيره يظل (يعكس رأيه الخاص به لا أكثر)، وبالتالي لا يؤثر في نص الآية الكريمة ولا مدلولها، وحتى لو إختلف رأيه مع الآية فلا تصحح وتضبط الآية على أي قول آخر غيره من الخلق كله. فما بال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا؟؟؟

*******************************************************

الآية الكريمة من سورة التوبة، قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 60)، قال صاحبنا ((-- والترتيب هنا على حسب الأهمية ولبيان الأحق بأخذ الصدقة من المذكور بعده --)).

هذه حقيقة،، إذاً،، ما الذي يريد أن يقوله هنا هذا المتطفل المرتبك؟؟؟ ولماذا عرض هذه الآية في الأساس وليس لديه أي تعليق أو ترتيب مفترى من عنده بديل عن ترتيبها ولم يستخدم عبارته السخيفة التي إعتدناها منه (خطأ .. والصحيح "خربطة ومسخ ودجل)؟؟؟ ..... أهو الإفلاس مزمن أم هو العبث الصبياني لا غير؟؟

********************************************************

يقول صاحبنا هنا: ((-- النوع الرابع من التقديم والتأخير يتعلق بآيات تم ترتيب كلماتها بصورة مخالفة للترتيب الدارج في اللغة العربية ولكن لا يجد القارئ إشكالا في فهمها. فعلى سبيل المثال تقول الآية 45-20 : يقصد سورة طه" قوله تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ-;- 55)، فإدعى صاحبنا أن ترتيبها: "خَلَقْنَاكُمْ مِنْهَا وَنُعِيدُكُمْ فِيهَا وَنُخْرِجُكُمْ مِنْهَا تَارَةً أُخْرَى" --)).
فرددنا عليه بإسهاب في موضوعنا بعنوان (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6)، على الرابط (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=406810). فالإعادة والتكرار والإجترار، دليل على الإفلاس والمماحكة لا أكثر، فكل الذي أشار إليه رددنا عليه رداً مفحماً، وكان أملنا أن تحركه هذه الردود الموجعة فيخرج لنا بما بقي لديه من مغالطات وشطحات وإفتراءات ولكنه أخلد إلى الأرض ولم نر له من ذلك شيء. فكانت الردود تأتينا من زمرته توجعاً وأنيناً ونحيباً وصغباً.

********************************************************

الضربة الماحقة:
أولاً: نلاحظ أن صاحبنا هذا، لم يترك سانحة يظن أنها قد تساعده على صرف الناس عن كتاب الله تعالى إلَّا وإغتنمها. فخصومته في الحقيقية مع الوحي مباشرةً، سواءاً أكان وحياً تقليدياً كما إعتاد أن يسميه، أو كان وحياً "وهمياً"، الذي إعتاد أن يلمح به حتى يترك لنفسه فسحة للمناورة والتذبذب والضبابية التي درج عليها أمثال هؤلاء الذين جندوا أنفسهم لمحاربة الله تعالى بشتى الطرق والوسائل. مثلاً،، كان يكفيه أن يكتب إسم السورة التي أخذ منها الآية/الآيات التي يريد الحديث عنها أو خربطتها ومسخها وتحريفها، بمعنى آخر، كان يكفيه أن يكتب فقط (سورة الأحزاب)، بدلاً من تتويه الناس بصفة عامة والعوام بصفة خاصة حتى لا يستطيع الباحث الوصول للسورة المعنية بسهولة،، علماً بأن السور لها أسماء معلومة والترقيم لا يحل محل إسم السورة. فسور القرآن الكريم لم ترتب وفقاً لارقام مسلسلة، وإنما رتبت بواسطة الوحي، ثم وضعت أرقام للسور لاحقاً، وعدم وجود الأرقام لا يؤثر لا في المرجع ولا في الترتيب. فالمسلم يبحث عن إسم السورة وليس عن رقمها، ولكن الرقم يفيد الفهرسة فقط. فكان يكفيه أن يشير للآيات المعنية في سورة الأحزاب هكذا (الأحزاب: 1-5: 36-40)، بدلاً عن اللبس المتعمد الذي أورده هكذا: « الآيات 90-33 : 1-5 ثم استكملت في الآيات 90-33: 36-40».

ثانياً: قال: ((-- وتتعلق الأنواع الأربعة للتقديم والتأخير المذكورة اعلاه:
1. بما هو ضمن آية أو آيتين. ولكن هناك نوع خامس من التقديم والتأخير « يتغاضى عنه المفسرون عامة »، وهو « الذي يقع بين أجزاء في السورة الواحدة » - ويبين تفكك أوصال النص القرآني.
2. وهذا النوع من التقديم والتأخير يكاد لا يحصى من كثرته. فعلى سبيل المثال بدأت قصة طلاق زيد من زوجته زينب وزواجها من محمد ،، يقصد بذلك سورة الأحزاب، الآيات: (1-5 و 36-40). ففي ظنه أنه ليس هناك أي تبرير للفصل بين هذين القسمين.

وهنا قد أوقع نفسه في أحبولة وأنشوطة أخرى،، أعِدُهُ بأنها ستقضي تماماً على مصداقيته وأمانته العلمية وقيمته الفكرية، وسيكون ردنا مركزاً على تكذيب هذا الإدعاء الباطل الذي ردده كثيراً والآن قد حصره في نوعه الخامس من التقديم والتأخير، فقال: (الذي يقع بين أجزاء في السورة الواحدة » - ويبين تفكك أوصال النص القرآني)، وضرب مثلاً لهذا الوهم بقصة طلاق زيد من زوجته زينب وزواجها من محمد بسورة الأحزاب. وعلى الرغم من أننا حسمنا هذه الفرية سابقاً عدة مرات آخرها "سورة النساء"، ولكن لا بأس أن يعرف القاريء نماذج أكثر لتبين قدرة هذا الشخص على فهم النصوص وتقييمها وتحليلها. وبالتالي لم يكن مبالغاً إذا عكس للناس قيمة سلبية من خلال قدراته هو وليس ذلك دليل على أن تقييمه صحيحاً.

إذاً،،، بإختصار هو يريد أن يقول أن الآيات الخمس الأولى من سورة الأحزاب (1 إلى5)، كانت تمثل أحد أقسام (موضوع زواج النبي الكريم محمد من أم المؤمنين زينب رضي الله عنها)، ثم إنقطعت العلاقة بين هذا القسم وباقي القصة، ليستأنفها مرة أخرى "بنفس السورة" في القسم الثاني المتضمن الآيات (36 إلى40). هذا هو الإدعاء الذي أراد أن يوصله للناس بشيء من العنت واللبس والمشقة كجزء أصيل في إستراتيجية التشكيك والتعقيد التي ينتهجها، لأن منهجيته تعتمد أساساً على تحقيق أكبر قدر ممكن من التوجس والتشكك والإرباك، والتصعيب لدى الناس، ثم جعل التحقق من صحة قوله بالرجوع إلى حيث أشار عملية مضنية ومملة. لأنه يعلم أن المتدبر للآيات سرعان ما سيصل إلى ما يثبت بطلان إدعائه وكذبه المفترى.

وبالفعل،، فإن القسم الأول المكون من الآيات الخمس (1 إلى 5) من هذه السورة ليس فيه أي ذكر أو إشارة، لزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب. ولا حتى بالتلميح، كما سنرى عند تدبرنا للآيات معاً لاحقاً.

ثالثاً: طبعاً كعادته دائماً، يجتهد ليوجد الشك ولو بنسبة 1% أو أقل، ثم يحجم عن تقديم أي دليل أو برهان على ما يدعيه، ثم بعد ذلك يجعل مجرد السؤال أو الإستفسار عنه أمراً محرجاً للسائل حتى لا يرد عليه بما يشككه في نفسه أو يتهرب من الإجابة إذا كان السائل متخصصاً أو عالماً أو باحثاً، ويكتفي فقط بالفتات من هنا وهناك ليضمن البقاء على السطح كالغثاء للمناورة والتهرب والدس ثم الخنس.

رابعاً: الآن،، نحن أمام أحد أمرين لا ثالث لهما:
1. إما أن يثبت بالدليل القطعي بأن ما قاله صحيحاً، وأن هناك علاقة بين القسمين الذين أشار إليهما، وفي نفس الوقت يوجد فاصل بينهما بآيات أخرى لا يوجد أي تبرير للفصل بين هذين القسمين،، حينئذ ستكون النتيجة في صالحه ونعترف له بأنه صدق وأننا قد تأكدنا فعلاً من وجود (تفكك أوصال النص القرآني) كما يدعي. وأعتقد أن هذا سيكون نصرا مؤزراً له، بل وسيختصر له الطريق ويحقق له الغاية التي يستميت من أجلها.
2. أو أن يثبت عكس ذلك ويتأكد لكل القراء والمراقبين أن هذه الفرية ليست غريبةً أن تصدر من صاحبنا، وقد ثبت – من خلال مائة خطأ مفترى خلت – أنه في أي خطأ إدعاه حتى الآن. وكما سنواصل تأكيد هذه الحقائق عنه أيضاً فيما يلي:

خامساً: سنناقش ونحاور السورة الكريمة مباشرةً عبر كل الآيات التي تربط القسمين المدعى عليهما معاً وسيكون ذلك من الآية الآولى إلى الآية رقم 40, وسنثبت له مدى بعده عن الحق والصدق والصواب، بإذن الله تعالى،، وأن الترابط غايةً في الإحكام فإلى واحة السورة الكريمة.

بدأت سورة الأحزاب بتوجيه من تعالى لنبيه الكريم،، حيث أمره بعدم الإستماع إلى، الكافرين والمنافقين أو إطاعتهم، وليكن سؤاله وحاجته إلى ألله تعالى دون سواه،، وقد عبر عن ذلك فقال:
1. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ - اتَّقِ اللَّهَ - « وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ » - إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 1)،
2. وأكد له بأنه لا بديل له عمَّا أوحاه إليه ربه، فهو أعلم به وبحاله وإحتياجاته، فقال له: (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ-;- إِلَيْكَ مِن كتاب رَّبِّكَ « إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا » 2)، لا يخفى عليه شيء في الأررض ولا في السماء.
3. ليس ذلك فحسب، بل: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ « وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ وَكِيلًا » 3)، فهو يكفيك وكيلاً عَمَّنْ سواه،

ثم قال له، هناك من المُسلَّمات التي ينبغي أن تستحضرها، وتتق الله ولا تطع المنافقين والكافرين فيها أو تجعل إتكالك عليهم، ألا وهي:
1. (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ...),
2. (... وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ...),
3. (... وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ...),

كل هذه السلوكيات من عند أنفسكم ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، ولم يوح بها إليك، ويجب التخلي عنها فوراً، لأنها مخالفة لشرع الله تعالى، قال: (... ذَٰ-;-لِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ - « وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ » - وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ 4). هذه الآية واضحة ومفصلة تفصيلاً دقيقاً ومبررة ومفندة، ولكن... بالنسبة لنفي وجود قلبين لرجل واحد في جوفه هذه حقيقة ويكفي لفت النظر إليها فتبقى بعد ذلك إدراكاً لا يحتاج إلى مجادلة،، وقد يكون القلب "مادياً" أو "معنوياً وجدانياً"، والثانية تلفت النظر إلى تحريم "الظهار", الذي كان يُحَرِّمُ الزوجة في الجاهلية، فحَرَّمَهُ الله تعالى وفرض عقوبة قاسية على الزوج المظاهر من زوجته، وجاء التفصيل فيه في سورة المجادلة، بقوله تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ 3).

أما الأمر الثالث فقد كان العرب يتبنون أبناء الغير ويعطونهم أسمائهم وحتى النبي صلى الله عليه وسلم كان له إبن بالتبني – فهناك زيد بن حارثة - مولى النبي صلى الله عليه وسلم - ، كان النبي قد تبناه قبل النبوة ، حتى كان يقال له " زيد بن محمد", فأراد الله تعالى أن يقطع هذا التبني غير الشرعي، فأصدر الحكم عامَّاً يشمل كل المسلمين، بما في ذلك الرسول صلى الله عليه وسليم، فقال آمراً: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ - « هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ » - فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ ..... « فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ » وَ « مَوَالِيكُمْ » ..... وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ « وَلَٰ-;-كِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ » - وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 5).

إذاً هذه الآيات الكريمة التي إدعى صاحبنا أنها تتحدث عن زواج النبي من السيدة زينب فهي ليست كذلك،، وها هي ذي قد خزلته وكذبته، لأنها قد عالجت ثلاث قضايا إعتاد الناس عليها بعد أن إبتدعوها "في الجاهلية" من عند أنفسهم، قبل نزول الوحي فبَتَّ فيها، وأراد الله تعالى أن يضع لها حداً وينزل حكمه فيها وهي كما يلي:
1. لا يوجد رجل له قلبين في جوفه، فمثلاً لا يمكن أن يكون مؤمناً في قلب وكافراً في قلب آخر، فالقلب في الشرع هو المسئول عن السلوك والتصرفات والمشاعر،،، الخ،
2. حرَّم على الرجل أن يقول لزوجته (أنت علي كظهر أمي)، لأن أمه هي تلك المرأة التي ولدته من بطنها، لا أحد غيرها،
3. نهى الله تعالى عن إعطاء الرجل إسمه لمن تبناه من أولاد غيره، بل عليه أن يدعوا المتبنين لآبائهم، فإذا كان أبو المُتبَنَّى إسمه خالد عثمان مثلاً ينسبه لهذا الإسم، أما إن لم يعرف له أب، ففي هذه الحالة يسميه بأي إسم غير إسم مُتَبَنِّيْهِ، فإذا كان إسمه "علي" والذي تبناه إسمه سعيد، يمكن أن يسميه مثلاً (علي عبد الله)، أو نحو ذلك، ولكن لا يسميه (علي سعيد) بأي حال من الأحوال.

فالنتيجة هي أنه بعد هذه الآيات الخمس، أصبح هناك نظاماً إجتماعياً مختلفاً تماماً عما سبق، في هذه المسائل الثلاث.
والملاحظة التي تهمنا هنا، هي عدم ورود أي ذكر أو أي إشارة إلى زواج النبي من السيدة زينب. كما يدعي صاحبنا. فهذه أول صفعة تصله مباشرة من الآيات التي إتهمها زوراً.

*****

ثانياً: أراد الله تعالى هنا أن يرتب العلاقة البينية في المجتمع المسلم، ترتيباً تنازلياً، سواءاً أكان ذلك في المرافق العامة، أو الجماعات أو في الأسرة ... بمعنى: (مَنْ هو الأَوْلَىْ؟ ومن الذي يليه في المرتبة والمقام والترتيب)؟،،، الخ، فقال تعالى:
1. (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ-;- بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ...),
2. (... وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ...),
3. (... « وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ-;- بِبَعْضٍ » - فِي كِتَابِ اللَّهِ - مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ ...)،
فهذا الترتيب واضح ومحدد تحديداً دقيقاً معجزاً، فقال: (... إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ-;- أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَٰ-;-لِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا 6).

بالإضافة إلى أن الآيات الخمس السابقة التي قد عالجت ثلاث قضايا إجتماعية، ستترتب عليها تطبيقات وتغيرات جذرية في المجتمع كله، - (إعداداً، وإستعداداً لحدث كبير منتظر حدوثه) -يستلزم أن يعد المجتمع مسبقاً لإستيعابه والتعاطي معه وقبوله بوعي وإدراك وتقوى.
ولا شك في أن هذا الإعداد يحتاج إلى وقتٍ كاف لفهمه والتكيف معه والتعود عليه بعد تطبيقه.

كما أن الآية التي تلتها، أيضاً قد عالجت مشكلة إجتماعية أخرى كانت غير مرتبة حسب الأولويات فرتبها الله تعالى حتى يعرف كل فرد أين مكانه من الآخر أو الآخرين،، وهذا الترتيب أيضاً تجربة جديدة على المجتمع المسلم تحتاج إلى وقت للتطبيق العملي ومعالجة التداعيات التي قد تظهر قبل أن تستتب الأمور ويتأقلم الناس على هذه التغييرات الإجتماعية الأساسية. وسيتضح فيما بعد أهمية وضرورة هذه الإعدات، وخطورة التهاون بها والتقاعس عن إلتزامها وتطبيقها تماماً كما ينبغي.

ثالثاً: أول ضرورات هذه الإعدادات بدأت بالنبي نفسه موجهاً له ومحذراً بضرورة الإلتزام بعهد الله وميثاقه الذي أخذه الله من كل الأنبياء والمرسلين بما فيهم محمد نفسه، فذَكَّرَ بأنه قد أخذ من النبيين ،، (كل النبيين بصفة عامة) ميثاقهم، وقد أخذه أيضاً من أولي العزم من الرسل الذين يتصدرهم من هو أولهم في الفضل وهو محمد ولكنه آخرهم في الترتيب، لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، لذا قال تعالى في ذلك:
1. (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ...)، كل النبيين "إجمالاً"، ولكنه قد أخذ الميثاق من أولي العزم من الرسل بصفة فردية، حسب فضلهم وترتيبهم ، هكذا:
2. أخذه من النبيين،: (... وَمِنكَ ...), أولاً، بإعتبارك "فعلياً" أول المسلمين، ولأنك رسول فلا بد من أن تكون أول المرسلين، وأول أولي العزم منهم، ولكنك "عملياً" بعثت آخرهم،، بإعتبارك خاتم الأنبياء والمرسلين. لاحظ حرف العطف الأول في كلمة "ومنك"، عطفته على الأنبياء، لأنه "نبيٌ"، مثلهم وأولهم،
3. (... وَمِن نُّوحٍ ...), فواو العطف هنا في عبارة "ومن نوح"، عطفت نوح بإعتباره "عملياً" أول الرسل، ولكنه من حيث الرتبة فهو معطوف على محمد لأنه حقيقةً يأتي بعده، لأن محمد يسبقه "رتبةً" في الرسالة. فقد قال الله تعالى له في سورة الأنعام: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 162)، (لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰ-;-لِكَ أُمِرْتُ «« وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ »» 163)، وقال تعالى في سورة الحج: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ - « هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ » - مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ « هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰ-;-ذَا » - « لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ » وَ « تَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ» ..... « فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ » وَ « آتُوا الزَّكَاةَ » وَ « اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ » - هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ-;- وَنِعْمَ النَّصِيرُ 78). إذاً النبي محمد هو أول المسلمين.
4. (... وَإِبْرَاهِيمَ ...), الذي يأتي بعد نوح من حيث "الرتبة" ومن الناحية "العملية",
5. (... وَمُوسَىٰ-;- ...), الذي يأتي بعد إبراهيم من الناحيتين "الرتبة" و "العملية",
6. وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ...), الذي يأتي بعد موسى من الناحيتين "الرتبة" و "العملية",
عليهم الصلاة والسلام جميعا.

ولم يكن الميثاق عادياً بل كان غليظاً، حيث قال فيه مؤكداً: (...وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا 7)، ولكن،،، لماذا هذا الميثاق الغليظ من الأنبياء وكل إولي العزم من الرسل؟؟ وما هي النتائج المترتبة على ذلك بالنسبة للصادقين،، وماذا ينتظر الكافرين؟ ولماذا ذَكَّرَ الله تعالى به نبيه في مرحلة الإعداد هذه "تحديداً"؟؟؟ .... قال تعالى عن هذا السبب، أمران:
1. (لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ...),
2. (... وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا 8).

إذاً،، المسألة ليست (أوصالاً مقطعة، أو تنطيط،، كما يدعي صاحبنا هذا)، بل هناك أمر جلل في طريقه إلى الظهور، وستقتضي مواجهته كل هذه التعبئة للمجتمع بكامل فئاته ومكوناته وشرائحه، والتي بدأت "بالقمة" وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذه الآية الكريمة بينت وأكدت أن هناك ميثاق معقود أخذه الله تعالى من كل الأنبياء والمرسلين، وإقتضت المرحلة القادمة أن يُذَكِّرَ الله تعالى نبيه الكريم بهذا الميثاق الغليظ، وما سيترتب على إلتزامه وعدمه سؤال، وجزاء, وعذاب أليم، ليكون كل المجتمع المسلم على قدر كاف من الوعي وحجم المسئولية والتبعة.

رابعاً: بعد أن ذَكَّرَ الله النبي بميثاق النبيين والمرسلين، جاء دور المؤمنين من جهة، وصنوف المنافقين من جهة أخرى، حتى يعرف كل البشر ما لهم وما عليهم، فذكرهم أولاً بنعمه عليهم، ثم قال مخاطباً ألمؤمنين، أولاً:
1. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ » - إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ - « فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا » وَ « جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا » ..... وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا 9)، وهذا بالطبع ليس فقط مجرد مَنٍّ منه وتفضل، وإنما أيضاً في إطار الإعداد والتعبئة، وليُثَبِّتَ به قلوبهم ويعلمهم بأن "الذي نصرهم من قبل وأرسل الريح والجنود من الملائكة" لنصرتهم على أعدائهم، هو نفسه الذي سينصرهم مرة أخرى ومرات إن إستحقوا نصره،
2. ثم ذكرهم ببعض إختناقات الموقف الذي كانوا فيه قبل أن يأتيهم نصره المؤذر،، واصفاً إياه قال!!!: (إِذْ جَاءُوكُم - « مِّن فَوْقِكُمْ » وَ « مِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ » ..... وَ « إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ » وَ « بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ » - وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا 10)، في هذه الحالة العصيبة،: لم يكن ذلك الموقف عرضي، أو مصادفة،، بل كان مقصوداً بذاته، لأن الله أراد إبتلاء إيمان المؤمنين لأن النبي مقبل على مواقف أصعب وسيلاقي أعداء أعتى وأشرس، فيحتاج إلى رجال أشاوس ومؤمنين إيماناً حقيقياً وعلى إستعداد لأن يبيعوا لله أنفسهم وأموالهم عن رضى وتسليم،، لذا قال: (هُنَالِكَ « ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ » وَ « زُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا » 11) .

إذاً،، لا زالت علمية الإعداد والتعبئة للمجتمع تتصاعد بمعايير إستراتيجية ممنهجة وبآلية "عالية التقنية" يعرفها، ويستوعبها ويقدرها كل من القادة السياسيين والقادة العسكريين... وغيرهم من المتخصصين في صيانة وإدارة الموارد التي من أهمها "الإنسان". كان هذا هو الحال في معالجة الجانب الإيجابي في عملية التخطيط الإستراتيجي والتكتيكي والتشغيلي، ثم الإعداد لمرحلة التوجيه والتطبيق بعد أن وضعت معايير للرقابة والتقييم، ثم المحاسبة والتعويض، ثم بقت معالجة المخاطر risk assessment كعنصر سالب في المعادلة، ولا بد من أخذها في الإعتبار، لأنها تمثل جزءاً أساسياً ومكملاً لعملية الإعداد والتعبئة الجارية على قدم وساق والمتمرحلة في تصاعد مستمر كَمَّاً ونوعاً بتتابع منطقي وموضوعي لأبعد الحدود.

لذا، وبعد الفراغ من ترتيب أوضاع الذين آمنوا، جاء دور غيرهم من « المنافقين » و « الذين في قلوبهم مرض » كشرائح موجودة وفاعلة في المجتمع.
قال تعالى عن هؤلاء: (وَإِذْ يَقُولُ - « الْمُنَافِقُونَ » وَ « الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ » - مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا 12)، هذا القول قد أجمعوا عليه كلهم دون إستثناء، ومع ذلك هنالك طائفة منهم "تحديداً" من المدينة، قال الله عنها: (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ - « يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا » وَ « يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ » - إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا 13). فما هي سمات وخصال هؤلاء التعساء الأشقياء الجبناء؟؟؟

واضح أنها تنحصر فيما يلي:
1. (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا 14)،
2. (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا 15)، ومع ذلك لم يحترموا عهدهم مع الله فولوا الأدبار فراراً وجبناً ونفاقاً،
ولكن،، هل الفرار والجبن كافياً لنجاتهم من الموت أو القتل؟ لو أن الله تعالى كتبه عليهم وجعل موتهم قتلاً؟

قال الله تعالى لرسوله في هذا الشأن: (قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا 16).
إن كان الله تعالى "مالك الأقدار"، قد قدر وقضى لنفس أن تموت في مكان ما أو بكيفية معينة،، ما هي القوة أو الآلية التي يمكن أن تغير حكمه؟؟؟ (قُلْ « مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً » - وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا 17).

ولا تظنوا أن أعمالكم وأقوالكم بخافية عن الله تعالى،، فأكد لهم ذلك قال: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا 18)، ومن صفاتهم وسماتهم أيضاً أنهم:
1. (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ...),
2. (... فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ-;- عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ...), وهذا هو حال الجبناء والمنافقين دائماً،
3. (... أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ...) - (... أُولَٰ-;-ئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَٰ-;-لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 19)، والخاسر الوحيد هم أنفسهم، ولن يضروا الله شيئاً،
4. (يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا « وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ » - وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا 20)، غايتهم هي فشلكم ثم الشماتة بكم، والإدعاء بأنهم هم أصحاب الموقف الصائب والإختيار الصحيح،

إذاً،، هذه الشريحة تعمل كقوة مضادة وتأثيرها مزدوج، وخطرها متعدد الجوانب، مادياً ومعنوياً والأخطر من كل هذا وذاك، أنهم ذوو وجهين، حيث يظهرون خلاف ما يبطنون، وخطرهم غير محدود أو معدود، لا يعلمه إلَّا علام الغيوب. فالموضوع يستدعي مزيد من الوعي والحيطة والحذر ووضع بدائل من الحلول لجعله داخل حدود السيطرة وهناك أكثر من بديل لمعالجته.

وأهم هذه البدائل وأضمنها هي التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم المغامرة بالإجتهاد بغير علم. قال الله تعالى للناس: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا 21)،

سادساً: الآن الحرب باتت على الأبواب، ومعادن الرجال ستظهر جليةً عند المواجهة المحدقة، فكيف كانت المواقف الإبتدائية؟؟؟
1. موقف المؤمنين أولاً، قال فيهم: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰ-;-ذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا 22)، لماذا قالوا ذلك بهذا القدر من الشجاعة والثبات، رغم أن الموقف عصيب وصعب؟؟ .... قال تعالى موضحاً ذلك الموقف المشرف لهم: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ « صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ » - فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ-;- نَحْبَهُ - وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ « وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا » 23)،
2. ( لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 24).

*****

أذاً،، إلى هنا تمت كل الإجراءات الداخلية من إعداد وتعبئة للتعامل مع الأعداء المتربصين، والمتوقع إنقضاضهم في أي لحظة،، ولكن أليس من الحكمة معرفة هؤلاء الأعداء وقدراتهم وأهدافهم وكيفية إبطال إستراتيجياتهم وإفشال مكرهم السيء وإعادتهم من حيث أتوا خائبين مهزومين؟؟؟ ..... فماذا قال الله تعالى عنهم في إطار تكملة مراحل الإعداد والتعبئة للمعركة؟؟

حسناً،،، بعد هذا الإعداد الشامل، والتعبئة الكاملة، وإلتزام المؤمنين بها كما أمر الله تعالى، كانت النتيجة الحتمية هي دحر العدو و الحاق الهزيمة به وتحقيق النصر المؤذر للمؤمنين، قال الله واصفاً المشهد المفرح: (وَ « رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا » وَ « كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ » - وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا 25)، فكيف كانت تفاصيل ذلك المشهد الحاسم؟؟؟ قال تعالى:
1. (وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ ...),
2. (... وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا 26)،
3. (... وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ...),
4. (... وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ...),
وأخيراً،، حسم الله المعركة لصالح نبيه والمؤمنين، قال: (... وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا 27)،

إذاً،، هذه الآيات في مطلع سورة الأحزاب، من الآية رقم (1)، إلى الآية (27)، لم تخرج من عملية الإعداد للمعركة مع الأحزاب، وقد أدارت عملية الإعداد والتعبئة وتهيئة الناس إليها بمنتهى الدقة والروعة،، حتى إنتهت بالنصر المؤذر من الله تعالى للمؤمنين لأنهم إلتزموا التوجيهات وخاضوا المعركة "لله" لا هوى لهم فيها سوى مرضاة الله وإحقاق الحق وصد العدوان بالتي هي أقوم.

فليس هناك أي ذكر لا من قريب ولا من بعيد (لزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب رضى الله عنها). فليراجع الذيب قدراته العقلية إن ظن أنه يحمل أي قدر من علم أو معرفة أو حتى حكمة،، فهو يريد أن يأكل الرأس ولكنه يخشى العينين.

هل بلغت الإدارة الحديثة، والتخطيط الإستراتيجي والإعداد التعبوي وإدارة الموارد، والمخاطر ما بلغته هذه الآيات البينات؟؟؟

فلنتابع الآيات لنرى بماذا تريد أن تخبرنا، وما القضية التي ستعالجها بهذه السورة الكريمة فيما يلي:

في هذه الآية، توجيهان من الله تعالى بخصوص نساء النبي:
التوجيه الأول: وجه الله رسوله بأن يبلغ وزجاته بوحي الله إليه وأوامره وشرعه إليهن، قال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ « إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا » - فَتَعَالَيْنَ «« أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا »» 28)، فالخيار لَكُنَّ وسيلتزم الرسول بتنفيذ ما إخترتموه، فالله سيبدله زوجات غيركن وليس في ذلك إشكال ضده: (وَإِن كُنتُنَّ « تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ » - فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ «« لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ »» أَجْرًا عَظِيمًا 29) ..... فلكن الخيار وستتم الإجابة من الله ورسوله.

التوجيه الثاني كان مخاطبة مباشرة من الله تعالى لنساء النبي بصفة خاصة فوضع أمامهن تبعات سلوكهن، فحصرها في أمرين لا ثالث لهما، فقال لهن:
1. (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ - « مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ » - يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ - وَكَانَ ذَٰ-;-لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 30)،
2. (وَمَن - « يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ » وَ « تَعْمَلْ صَالِحًا » ..... « نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ » - وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا 31)،

ثم وصاهن، وأكد لهن، قال: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ «« لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ »» - فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ « فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ » - وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا 32)، أيضاً، ( وَ « قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ » وَ « لَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ-;- » وَ « أَقِمْنَ الصَّلَاةَ » وَ « آتِينَ الزَّكَاةَ » وَ « أَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ » ..... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33)، بجانب هذا وذاك، أيضاً: (وَ « اذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ-;- فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ » - إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا 34).

*****

إذاً،، هذا القسم من السورة من الآية (28)، إلى الآية (34)، أيضاً لم يأت أي ذكر لزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب رضى الله عنها، لا من قريب ولا من بعيد، بل تتعلق بترتيب العلاقات البينية في آل بيت النبي، وعلاقته مع زوجاته وعلاقة زوجاته معه. إذاً،، لماذا الكذب على الناس والتدليس وإدعاء خزعبلات لا أصل لها في الواقع ؟؟؟

سابعاً: أكد الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لا فرق بين المؤمنين والمؤمنات، في الجزاء على العمل الصالح في الآخرة، وليطمئن الجميع ذكراناً وإناثاً على حد سواء،، فقال مفصلاً ذلك تفصيلاً ودقيقاً: (إِنَّ « الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ » وَ « الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ » وَ « الْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ » وَ « الصَّادِقِينَ وألصَّادِقَاتِ » وَ « الصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ » وَ « الْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ » وَ « الْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ » وَ « الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ » وَ « الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ » وَ « الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ » - أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا 35). فهذه هي المساواة الحقيقية والنافعة ما بين النساء والرجال، وليس عن طريق (دائرة اللعنة)، التي تضم (المتشبهين من الرجال بالنساء), و (المتشبهات من النساء بالرجال). بل هنا مساواة حقيقية مثمرة "أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

ثامناً: بعد أن عرف كل فرد في المجتمع المسلم حقوقه وواجباته التي تولى الله تعالى فرضها وتحديدها، وأوحاها لنبيه الكريم، كان لا بد من أن يضع الضمانات الكافية لتنفيذ أوامره وإجتناب نواهيه، ثم يبين تبعة مخالفة الرسول ومعصيته،، لذا قال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ «« إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ »» ..... وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ «« فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا »» 36). لأن التطبيق العملي للنظام الإجتماعي الجديد دخل مرحلة التنفيذ.

إلى هذه النقطة من مبلغ السورة الكريمة، لم تخرج من الضوابط والتشريعات اللازمة للعلاقات البينية التي تحكم السلوك العام والخاص بين الأفراد والجماعات والأسر والمجتمع ككل، دون أن يكون لبشر دخل في فرض أمر أو نهي أو تكليف سوى الله تعالى وحده، ولا حتى النبي نفسه الذي أيضاً قد شرع الله له ولأهل بيته. وأيضاً لم يأتِ أي ذكر لزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب رضى الله عنها. مما يزيد تأكيد كذب وتدليس صاحبنا، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الآن تدخل السورة في مرحلة تطبيق الضوابط الإجتماعية التي فرضها الله تعالى في الآيات التي خلت. وكما بدأ التشريع أولاً بشخص النبي صلى الله عليه وسلم، أيضا بدأ به مرحلة التطبيق بإعتباره هو الأسوة، فإذا طبق هو نفسه أمراً يراه الآخرون صعباً وفيه حرج ولا يجرؤ أحد على البوح به، رفع بذلك الحرج "بالضرورة" عن الآخرين. فلنر معاً روائع هذه السورة الكريمة، وكيف تناولت عملية التطبيق من أكثر الأوامر حرجاً على الثقافة العامة للناس وحياتهم الإجتماعية قبل الإسلام وحتى بعد الإسلام ولكن قبل هذه التشريعات الصعبة.

فلنستحضر ما جاء في الآية رقم (4)، من قوله تعالى: (... وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ...), هذه الجزئية من الآية فرضت واقعاً إجتماعياً جديداً فيما يتعلق بالتبني، الذي كان ظاهرة إجتماعية شائعة، قبل الإسلام وبعده، وحتى النبي نفسه قد تبنى زيد بن حارثة، قبل النبوة، حتى لقب (زيداً بن محمد)، فلعل الله تعالى أراد أن يتحمل النبي الكريم عبء وحرج تنفيذ وتطبيق هذا الأمر في نفسه هو،، لذا قال له:
أولاً: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي « أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ » وَ « أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ » - أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ - «« وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ »» وَ « تَخْشَى النَّاسَ » - وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ..... فَلَمَّا قَضَىٰ-;- زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا « زَوَّجْنَاكَهَا » ..... « لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا » - وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا 37)، لا خيار للنبي ولا لغيره فيه شيئاً.

ثانياً: تطبيق هذه الأمر في شخص النبي لم يكن بالأمر السهل على نفسه، وكان مفروضاً عليه "تكليفاً" من رب العالمين، وليس له فيه هوى، وحاول أن يكتمه وهو يعلم أن أمر الله لا يمكن أن يكتم، فوصف الله تعالى موقف النبي هذا، فقال: (مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ « فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ » - سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ - وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ «« قَدَرًا مَّقْدُورًا »» 38)، فقدر الأنبياء والمرسلين أن يتحملوا العنت والمشاق في سبيل الدعوة، فلنتذكر موقف موسى عليه السلام مع فرعون، لذا قال: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ-;- بِاللَّهِ حَسِيبًا 39)،

ثالثاً: رفع الله تعالى الحرج عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال مؤكداً للناس ان الذي فعله رسول الله لم يكن من عنده، ولكنه تكليف من الله تعالى إليه وإلزام، ليثبت شرعه بالتأسي، فكان عليه "قدراً مقدوراً" وقد أداه تماماً كما طلب منه،، لذا قال: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ « أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ » - وَلَٰ-;-كِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ..... وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 40)،

أم المؤمنين: زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر الأسدية، أخوها عبد الله بن جحش، وأختها حمنة بنت جحش رضي الله عنهم. كانت رضي الله عنها من المهاجرات الأول، ورِعَةً صوَّامةً قوَّامةً، كثيرةَ الخيرِ والصدقةِ.
أمر رسول صلى الله عليه وسلم أن يبدأ التنفيذ بتحطيم تلك الفوارق الطبقية التي كانت من عادات الجاهلية الموروثة، فيزيل أثرها في الأمة المسلمة ليكون الناس سواسية كأسنان المشط, لا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى، وكانت الموالي (الرقيق المحرر) يمثلون طبقة أدنى من طبقة السادة الأحرار، ومن بين هؤلاء كان زيد بن حارثة (مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم) الذي أعتقه ثم تبناه, فأمر بأن يزوجه من شريفة بني أسد، (ابنة عمته، زينب بنت جحش)، ليبطل تلك الفوارق الطبقية بنفسه وفي أقاربه، تلك الفوارق المتأصلة في المجتمع آنذاك، وكانت خطاً أحمر خطر الإقتراب منه أو مناقشته في مجتمع يحكمه القوارق كما هو حادث الآن (عالم أول ... وعالم ثالث ... وفيتو).

خطب رسول الله زينب لمولاه زيد بن حارثة، فحين دخل عليها وخطبها لزيد، قالت: لست بناكحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلى فانكحيه», قالت: يا رسول الله أؤُاْمَرُ في نفسي؟ .... فبينما هما يتحادثان أنزل الله تعالى بسورة الأحزاب قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ - « إذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا » - أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ 36).

إذاً فقد كان أمر الزواج مقضياً من الله تعالى وليس للنبي فيه شأن سوى تنفيذ أمر الله تعالى، وحين علمت ذلك قالت: يا رسول الله قد رَضِيتَهُ لي زوجًا؟ قال: «نعم» قالت: لا أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد زوجته نفسي. كان ذلك قبل التشريع الجديد في التبني، فكان لا يزال يحتفظ بلقب (إبن محمد).

لم يكتب الله لهذا الزواج إستمرارية، ليس لعيب في زينب ولا عيب في زيد،، ولكن هناك أسباب منطقية وموضوعية في نفس الوقت بالإضافة إلى أمور غيبية لا يعلمها إلَّا الله،، وقد سبق أن بين الله تعالى أن هوى النفس خارج السيطرة وليس عليه مؤاخذة ما لم ينتهك "القسط"، فمن بين هذه الأسباب مثلاً:
1. لم يكن الزواج بإختيار أي من الزوجين،، وقد كان زواج زيد من زينب شرفاً كبيراً ومكسباً له، لم يكن يحلم به، ولا يمكن أن يزهد فيه،
2. السيدة زينب لم تكن راضية بهذا الزواج، ولم ترض في البداية أن يفرض عليها النبي زواجها من زيد، ولكنه كان مصراً على هذا الزواج،، لعله مأمور بالقيام بهذا الدور أو موحى له به، بدليل أن الوحي جاء بقرآن يساعده ويحسم أمر هذا الزواج بقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ 36)، فما كان أمامها سوى الإنصياع والإمتثال لأمر الله وطاعة رسوله، فقبلت على مضض، ولكن في داخلها غير راضية بهذا الزواج وتراه غير متكافيء من وجهة نظرها ونظر المجتمع آنذاك،
3. زيد،، (الذي تربى على يد رسول الله ومآثره جعلت النبي يتبناه)، لم يكن أنانياً رغم معرفته بقدر زينب وفضلها وأصالتها، ولكنها غير سعيدة معه، فلا يريد أن يسعد هو بها وتتعس هي به، فكان إلحاحه على النبي أن يأذن له بفراقها،، ولكن النبي كان يصده عن ذلك، وقد صور الله موقف النبي هذا في قوله تعالى معاتباً: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ...), فأذن بزواجه من زينب، (..وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ...), بتبنيه، ثم خطبة زينب له بنفسك, وإصرارك وإلحاحك عليه بأن يبقى على زواجه ولا يلجأ إلى فراقها، وأنت تعلم أن قدر الله فيه ، ومع ذلك تقول له: (... أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ...), وأنت تعلم أن قدر الله تعالى هو أن يقع هذا الفراق إن عاجلا أم آجلاً، لأنه مرتبط بحكم آخر أنت تعلمه جيداً ولكنك تخشى من كلام الناس والضغوط الإجتماعية وسوء الظن من المنافقين والمشركين وبعض أهل الكتاب: (... وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ...)، وقريباً سيعرف به الناس كلهم: (... وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ...), فكل هذا لن يغير قدر الله تعالى، (... فَلَمَّا قَضَىٰ-;- زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا ...), وتحققت بذلك كل شروط الجاهلية (التي تحرم زواج نساء أدعيائهم) الذي إبتدعوه من عند أنفسهم، حان وقت إلغاء هذا الإدعاء الجاهلي، فبعد أن شرع الله تعالى في حق المتبنين بأن يدعوهم بآبائهم، أصبح لقب "زيد ابن محمد" شرعاً لاغي، فأصبح زيد نفسه يقول (أنا زيد بن حارثة)، ولتأكيد ذلك كان لا بد من أن التنفيذ يتم في شخص النبي الأسوة، لذا قال تعالى له: (... زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ...), لأن أسوتهم هو الذي طبق هذا التشريع في نفسه، ولا خيار لأحد في ذلك (... وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا 37).

هنا لمحات هامة، غايةً في الروعة والكرم من الله تعالى، نذكر أهمها:
1. ما ذنب زينب بنت جحش رضي الله عنها أن تخوض هذه التجربة الزواجية الفاشلة "من وجهة نظرها" من قبل أن تبدأ، فتجد نفسها مضطرة لأن تتزوج من شخص لا ترتضيه وزجاً لها ليس لمآخذ عليه، ولكن لمعتقدات إجتماعية مستحكمة،، ولكن عندما وجدت المعادلة فيها رضى رسول الله, وحث القرآن لها بإطاعة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلت بالصفقة وإحتسبت ذلك عند الله تعالى،، فكانت المكافأة لها على صبرها وإحتسابها بأن كان البديل لها هو خير ولد آدم (رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وستصبح بذلك أم المؤمنين.
2. وما ذنب زيد أن توضع في يده جوهرة كزينب ثم سرعان ما يفقدها؟ علماً بأنه في الأساس لم يطلبها لنفسه، ولم يطمع في الزواج منها اصلاً، ولكنه أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أراد، ولكن مع ذلك ماذا كانت حصيلته الإيجابية من هذه المهمة التي قضاها الله وقدرها وكان هو أحد عناصرها الفعالة؟:
(أ): تزوج من إمرأة ذات حسب ونسب كريم، فكان أول من إنتهت عنده مشكلة الفوارق الإجتماعية بين الناس، فتزوج (المولى)، من الشريفة صاحبة الحسب والنسب، بل وقضى منها وطراً.
(ب): لم يشقه الله تعالى بهذا الزواج فصرف قلبه عنها، وهي جديرة بأن يتعلق قلبه بها حتى لا يشقيه فراقها،، ولكن الله تعالى جعله يسعى لفراقها من أجلها هي حتى لا يتسبب لها في تعاسة وشقاء نفسي، فبان مدى كرمه وإنسانيته ورقة مشاعره،
(ج): كان له الشرف في أن يخطب زينب للنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، وقد بشرها بذلك،
(د): لم يأت ذكر أي من الصحابة "بإسمه" في القرآن قط، ما عدا زيد بن حارثة،، وقد أبكاه الفرح عندما بشر بأن الله قد ذكره بإسمه في القرآن، فكان تخليداً له ولموقفه الذي قام به فكان أهلاً لهذا الكرم والشرف.

على هذا يتضح جلياً بأن صاحبنا لم يكن أميناً مع القراء، فالإفتراء بات واضحاً، فقد إدعى حتى الآن مائة خطأ بالقرآن فلم يستطع إثبات واحد منها، ثم إدعى وجود تقديم وتأخير وخربطة فأثبتنا بالأدلة القطعية أن الخربطة كامنة في معاييره وفكره،، وكذلك إدعاءه وجود أخطاء لغوية وإنشائية، فأثبتنا من خلال نصوصه أنه يفتقر حقيقةً للملكة اللغوية السليمة، وإخيراً إدعى أن القرآن أوصال مقطعة وكشكول، فلم يستطع إثبات هذا الإدعاء أيضاً.
فلا ندري أهو مكر الله به قد توهه لهذه الدرجة وسلطه على نفسه وفضح عيوبه، أم أن ما قدمه للناس هو كل ما يمتلكه من قدرات، فأراد أن يظهر بغير حجمة الطبيعي inflation ؟؟؟ صدق الله إذ يقول: (فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين).

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء11:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(ب):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء10(أ):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء9:
- التقديم والتأخير - إن كنت تدري فتلك مصيبة:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء8:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء7:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء6:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء5:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء4:
- العلم - والأخلاق وآداب الحوار:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 12(ب):