أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم البغدادي - انتخبوا امي ..














المزيد.....

انتخبوا امي ..


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امي ليست كبيره في السن فهي تقول انها كانت تسمع اغاني الشحروره وعمرها ثمان سنين , والشحروره (اطال الله عمرها) لازالت مفعمه بالحيويه وما زالت تتزوج..عاصرت امي أواخر العهد الملكي ولها ذكريات جميله ومريره عنه ..كانت (وما زالت ) ترى في العهد الملكي نموذجا صالحا لحكم شعب كالشعب العراقي الفسيفسائي لانها ترى في الملك صماما لحفظ وحده البلاد وعدم تفرق ابناءه ومرجعيه لحل كل الخلافات السياسيه ..وعلى ذكر المرجعيه فهي ترى ان المرجعيه الدينيه كانت هي السبب الرئيسي لاسقاط النظام الملكي وبالتالي فالعراق كان ولازال يعاني من مرجعيتين متنافستين , مرجعيه دينيه ومرجعيه سياسيه بلا ضوابط تبين حدود كلاهما وعدم التجاوز على الاخر ..وهي رغم تقديسها لمكانه المرجعيه الدينيه لكنها لاتحبذ تدخلها في السياسه لانها ليست من اهلها ولا ثوبها ..كما ان المراجع الدينيه غالبا منعزلين عن الواقع ويعيشون عالمهم القدسي بعيدا عن هموم الناس الحقيقيه واليوميه وطالما كانت تردد ان الناس كانت تتبع المرجعيه لكنها لا تعرف ماذا يريد المراجع بالضبط فلم يكونوا راضين عن كل حكومه تأتي وكل اتفاق يبرم حتى تعب السياسيون والملك والناس ايضا من هذه التدخلات والاختلافات حتى بين المراجع انفسهم وكانت النتيجه تسفيرهم الى ايران ثم تعهدهم الخطي بعدم التدخل بالامور السياسيه والذي ادى الى احتقان الشارع العراقي ولجؤ العشائر الى الصدامات المسلحه , ثم سقوط النظام الملكي برمته وعدم استقرار العراق نتيجه الانقلابات الدمويه المتكرره , طبعا هي لا تلقي اللوم كله على المرجعيه بل - كما اسلفت - تجعلها السبب الرئيسي للانقلاب على النظام الملكي ..رؤيه امي لنموذجيه النظام الملكي في حكم العراق لم يمنعها من حب الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كانت تلقبه زعيم الفقراء لكنها كانت تشعر بالمراره حين تتحدث عن قساوة الانقلاب ضد العائله الملكيه التي لم تستحق هذا العقاب والتنكيل الغير مبرر ..الزعيم عبد الكريم كان (بنظر امي) يتقن الثوريه اكثر من اتقانه السياسه ولانه من ذلك النسيج الوطني الثائر لم يفكر قط بتشكيل المنظومه السياسيه الحزبيه التي يستطيع من خلالها اداره الدوله ..القرارات الفرديه والمواقف المتناقضه كانت احدى سمات شخصيته لذا لم يترك له صاحب كما كانت تردد , حب الوطن والدفاع عن الفقراء لايكفي في عالم السياسه الملئ بالذئاب التي لم ترحمه اخيرا وراحت تنهش لحمه غدرا ..امي مثال حي للفطره العراقيه الوطنيه تلك الفطره التي لا تعرف عن الاخر سوى انه عراقي دما ولحما ..كانت تعجب من الاوصاف الثانويه الدينيه او العرقيه او المذهبيه فما دمت عراقي ما دخلي اذا من تكون او الى من تنتمي ..هذه الفطره لم تقف عند حدود العراق بل كانت تتسع لتاخذ ابعادها الانسانيه كانت تشفق على ثوار فيتنام مثلما تشفق على الفدائيين في فلسطين وكانت عيناها تدمع حين ترى الشرطي وهو يطلق النار على راس احد الشباب في فيتنام وتدمع عيناها حين تستمع الى السيده ام كلثوم وهي تتأوه (الى فلسطين خذوني معكم) ..ما جرى على العراق منذ تولي الطاغيه صدام الحكم لم يخرج - برأيها - عن محور الصراع الرئيسي في العراق ..صراع الدين والسياسه وهي غالبا تنتقد الحركه الشيوعيه في العراق انها اقحمت نفسها في صراع جانبي غير متوازن ضد الدين رغم ان ميدان حركتها يفترض به ان يكون سياسيا واقتصاديا خالصا وتقول ان الشيوعيين اضاعوا فرصه ذهبيه كبيره وفرها لهم الزعيم عبد الكريم وبدل ان يوسعوا نفوذهم داخل المؤسسه السياسيه ويطرحوا برامجهم الاقتصاديه الاصلاحيه مثل قانون الاصلاح الزراعي انشغلوا بتحشيد الشارع ضد المؤسسه الدينيه التي كانت بالاصل مغيبه وعديمه التاثير فارتد هذا التحشيد والعداء ليكون محفزا لتشكيل الحركات الاسلاميه التي وصلت للسلطه الان والله تعالى يعلم متى وكيف ستتركها!! ترى امي ان وجود سماحه السيد السستاني دام ظله الان هو حصن المرجعيه الدينيه الذي لايقيها من الخارج فقط بل من الداخل ايضا لانه لا يسمح بتجاوزها لحدودها الدينيه الى متاهات السياسه المجهوله لكنها تتوجس حذرا من بعض المراجع الاخرين الذين ربما سيعيدون نفس السيناريوا القديم بتدخلاتهم في كل صغيره وكبيره ..السيد الشاب مقتدى الصدر ترى انه لبس عباءه ابيه في عصر وظروف تختلف تماما عن عصر ابيه ..كانت امي تصف حركه الشهيد الصدر الثاني( قدس سره) انه كان نورا شع وسط ظلام دامس وان البنات خرجن قبل الشباب في ظاهره ثوريه افتقدها العراق لعقود طويله من السبات , وهي ترى الكثير من زعماء الاحزاب الاسلاميه انهم لبقون ويصلحوا وعاظا لا سلاطين ..والكثير من زعماء الاحزاب العلمانيه جرفتهم التيارات العرقيه والمذهبيه .. تعتقد امي ان اوضاع العراق لن تتحسن لفتره طويله لان النظام السياسي الحالي يرتكز على مؤسسات يفترض بها ان تكون وطنيه ونزيهه ولا يمكن تحقيق ذلك الا في الدول المتقدمه والتي تمتلك شعوبها ثقافه ديمقراطيه حقيقيه قادره على اختيار مرشحين تتوفر فيهم مقومات النزاهه والوطنيه فضلا عن السلوك الديمقراطي وهي تشبه النظام الديمقراطي في العراق بمن يعطي الانسان العاري حذاءا انيقا ..وهي ترى فقدان العراق لمرجعيه سياسيه محايده تضاهي في نفوذها وسلطتها المرجعيه الدينيه اهم عامل لانتشار الفساد وتردي الاوضاع فالجميع ينطبق عليهم وصف (حاميها حراميها) وترى ان الثقافه الشائعه الان تسير عكس الثقافه التي يجب ان تشاع لبناء مجتمع ديمقراطي فاين الديمقراطيه في المدارس والمعاهد والكليات والمساجد والمنتديات وصولا الى مجلس النواب , ولذلك لا تعتزم امي الترشح لاي انتخابات نيابيه لكن اذا ما قررت تغيير موقفها فاني انصح الجميع بانتخابها من اجل عراق افضل ...



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن غدار (شعر عامي)
- اقتلوني والمالكي معي !!
- وطن تحت المداوله
- اين مكاني من الاعراب ؟
- قصص في اسطر
- دين - علمانيه -عولمه
- اعتراف في حضرة المولى ..
- الجهاديون ..بين الأمن الأسرائيلي وإمارة مكه امكرمه
- فؤاد سالم ..حين ينام العاشق..
- الجمهوريه الثالثه
- منظمات المجتمع المدني ..خليه حرب ضد الفساد
- إمرأه ولا كلّ النساء
- كانت هي .... قصه قصيره
- هذا هو فريدريك نيتشه ...
- أياد علاوي والبرآءه من نفسه
- خيبه ندم - قصه قصيره
- فساد لاسباب صحيه !!
- نوبة ذكرى
- خرافه بملامح امرأه
- اعتقال الظل ..


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم البغدادي - انتخبوا امي ..