أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - امال طعمه - عادي!














المزيد.....

عادي!


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 15:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عادي ..
سألتني صديقتي قبل أيام كيف هو الشعور ..حينما يكون لك سلفة(زوجة اخ الزوج)؟ فهي لم يكن لها من قبل مثلي سلفات !!فها هو شقيق زوجها يقبل على الزواج وسيصبح لها سلفة!
لأستغرب السؤال، وأستنتج أن هناك نوعا من التخوف والأفكار المسبقة ..ماذا كان جوابي لها؟! عادي..عادي
وأخبرتني أن ذلك ما قالته أيضا أختها عن الأمر ..عادي! ولما يكون الأمر غير عادي وما هو أصلا العادي؟؟
اصبح الأنسان متوجسا من ما سيأتي شاعرا بأن الأمور البسيطة العادية قد تحمل له عذابا مخبأ ، لا ندري ربما بالنسبة لها ربما تعودها على نمط وقالب اجتماعي معين لفترة طويلة جعلها ربما تشعر بريبة من التغيير.. العادي!ا هي موروث السنين أم أننا نحن تغيرنا..عادي!

أصبحت كل الأمور الغير عادية عادية والأمور العادية غير عادية ..أصبحت كل المشاعر عادية!
أفكر بجوابي لها "عادي" كم مرة صرنا نستخدم تلك الكلمة للإشارة الى شعورنا وأمورنا !.
حياتنا مجرد ماكينة تدور لترتاح بعضا من الوقت وتبدأ بالدوران مرة أخرى كل صباح من أجل ماذا ؟ لاشيء.
أصبحت اهتماماتنا محصورة بدائرة ضيقة رغم أننا منفتحين على العالم بصورة أكبر ! ورغم كل المظاهر التي تقرب الأخرين وتجعل التواصل أسهل ما تزال دائرة الإهتمام تضيق أكثر فأكثر ..إنه الوقت ..تسارع رتم الحياة..أشياء ما كانت قبل عشرين سنة أو أقل مثلا أصبحت تمثل دورا رئيسيا في حياتنا ..فتغيرت الأمور وتلخبطت..صار المستهجن قديما .. الأن شيئا عادي !

عادي أن نسمع كل يوم عن ضحايا انفجارات وارهاب وحروب ومجاعات وغيرها ..عادي أن نشاهد مشاهد الدمار والقتل ..بل الغير عادي أن نشاهد شيئا مفرحا ..حتى أن الفرح عندما يزورنا يكون منكها بطعم الحزن أو غير مكتمل! نشعر ببعض الفرح ،المفروض أن نكون فرحين حقا ،لاشيء يبكينا ومع ذلك بعض الدموع تتساقط فرحا! حتى في الفرح نبكي!
نسأل عن السبب؟ فيكون الجواب ..لاشيء ..عادي!

في وقت الفرح النادر ..نفتش عن مشاعرنا ..لنلقى نوعا من الحياد.. من البرود ..ليس هنالك مشاعر متأججه ولا احساس داخلي بالفرح ولا اهتمام حقيقي نتسائل عن عدم اكتراثنا حقا وعن عدم احساسنا بالبهجة ؟! فنخترع جوابا لأنفسنا ..عادي، كل شيء أصبح عادي!
نفتش عن مظاهر تسعدنا أو هكذا نظن، في الماضي كانت فكرة أن يكون في بيت ما هاتف أرضي تبعث على الانبساط!! أتذكر في وقت ما كان يحتاج الأمر وقتا طويلا للحصول على خط هاتف أرضي!! الأن لدينا هواتف أرضية وخلوية وأحاديث عبر الشاشات وغيره، لكن كل ذلك لا يبعث على الإنبساط او الفرح ..ما كنا نشعر به من سرور خلال أشياء بسيطة قد زال! من فعل النضوج...الكبر.. أم من فعل القدر! ام كثرة الاشياء والخيارات! أم أنها التكنولوجيا التي وضعت كل الأمور في خانة الحياد ..... العادي! هل يجب أن نعود أطفالا لنشعر بالبهجة ؟! لكن حتى أطفال اليوم لا يشعرون ببهجة أشياء كنا نرقص ونغني إن حصلنا عليها وهاهم يستقبلون ما هو أفخم منها بشعور.. عادي !

رغم كل مظاهر البهرجة والترف التي أصبحت تلازم بعض الأفراح والأعراس نفتقد فيها البهجة!
نفتقد الشعور القديم ..ببهجة العرس والعروس والأغاني والعادات التي كانت ترافق أفراحنا وأعراسنا ..أصبحت طقوسنا فيها مجرد مظهرا مبرمجا ومنظما من قبل ! فلا يحتوي المشهد على تلقائية الفرح وعفوية المشاركة! .. كل شيء أصبح مبرمجا ..المشهد جميل ..فستان العروس روعة ليس مثل الفساتين زمان ! العريس أيضا! كل المدعوين حلوين.. كل شيء أُعد للعرس جميل .. لكن في الداخل لا يوجد بهجة! بعض من السرور ربما وبعض من الإنبهار بالمشهد ولكن لم تعد هنالك بهجة! لأن كل شيء أصبح ..عادي!


ربما أبالغ فمشاهد الأعراس وغيرها جميلة وكل شيء منسق ومزوق ..فأين المشكلة؟ ربما المشكلة فينا!مالذي نريده لإحياء تلك البهجة التي كانت!هل هي من داخلنا أم من الأخرين؟
ربما لأن مشاعرنا تغيرت ..وأصبح أمامنا خيارات كثيرة..ونريد دائما الأحدث ..الأفخم..الأفضل..وكأننا بذلك سنغير حقيقة شعورنا ، وسنشتري بعضا من السعادة ببعض مظاهر جميلة لا تدوم طويلا! فتصبح السعادة والفرح مرهونين بما نقتني وبما نفعل وبما يقولونه الأخرين عنا! حتى أننا لا ندرك قيمة الأشياء الحقيقية ونعتبرها مسلمات!

تعودنا على رؤية الأخطاء ووضع الأعذار لفاعليها ومبررات لها، بل أننا صرنا نساهم في عملها !صارت حياتنا مليئة بكم هائل من الأعذار والمبررات والأخطاء التي حولت مسارنا الى اتجاه أخر فكأننا نعيش في عالمين عالم داخلي نسعى أن نعيش فيه كما نريد! وعالم خارجي نسايره ظانين أننا في الجانب الصحيح!
فصار الصحيح لربما شيئا نادرا وأصبح الخطأ هو المقياس! عادي!
الطيبة والتسامح أصبحتا من القيم المرفوضة فعلا على أرض الواقع ! فمن يتسم بهذه الصفات اليوم يقال عنه أهبل! القيم الجميلة أصبحت هبلا، واللؤم والخبث أصبحا مطلوبين هذه الأيام بل أن الإنسان يستغرب وجود أشخاص مازالوا على طيبتهم في هذا الزمن الغير عادي ..عادي!

كل ما نراه من حولنا يساهم في تلك الحيادية الغريبة ..كل شيء أصبح عادي !

لا أدري هل هو الزمن؟ هل هو نحن؟ أم كثرة الأشياء؟ أم محاولة مجاراتنا لسرعة الحياة وتغير مظاهرها بشكل كبير؟! هو من جعلنا حياديين غير اكتراثيين ..مجرد الحصول على الشيء في الماضي كان يبعث على السرور الأن نحصل على أشياء كثيرة و لانهتم بأن نفرح لها ..صار اهتمامنا أن نحصل دوما على المزيد والجديد ..نلهث وراء كل حديث فقط لمجاراة نمط حياة أو الأخرين ..لايترك ذلك أثرا على قلوبنا من الداخل لا يطبع فينا سوى شعور زائف بالاطمئنان أننا منسجمين مع محيطنا ! لانترك وقتا لأنفسنا لنسألها حقا ماذا تريد وهل ماحصلت عليه هو حقا ماتريده!

نبتعد شيئا فشيئا عن حقيقتنا في سبيل مظاهر متغيرة لا تبقى و لاتترك أثرا حقيقيا في النفس .. لذلك تبقى مشاعرنا ملخبطة وننظر الى كل شيء أنه عادي!


إنه زمن غير عادي!



#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفها ...
- ثقافة التحرش الجنسي!!
- أمي.. يمَه..يامو..
- بعض البشر كالملائكة
- طريق الألهة
- صوم روحي
- وغفا الحلم ..قصة قصيرة
- مفكرة كل مسلم!
- رثاء إنسان ..أم رثاء صور!
- جرائم الشرف كمرآة للمجتمع!
- خربشات قلب ..لرفيق الدرب
- اغتيال الحرية!
- زي السحر
- تأملات الوداع
- الفالنتاين
- من هذه الحياة (4).. ذاك الثوب الأبيض
- الكتابة بين الحقيقة والخيال
- بعضا من الورود!
- لحظة انتحار
- العداد


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - امال طعمه - عادي!