أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟














المزيد.....

هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفارقات الكبرى التي ينفرد بها الشعب العراقي ومنذ زمن بعيد ,انه شعب يمتاز دون سائر الشعوب الاخرى بانقسامه إزاء الحكام الظلمة وانشطاره أمام الزعماء الخونة حيث يتم النظر الى الحكام والزعماء والقادة من زوايا ضيقة غالبا ما تكون زوايا حزبية أو مذهبيه طائفية , وهذه هي مشكلة العراقيين على امتداد تاريخهم السياسي القديم والمعاصر وارى ان هكذا مشكلة تعد جذر سائر المشاكل العراقية الاخرى حيث ينجم ويتولد عن هكذا مشكلة سلسلة من المعوقات التي تقف حائلا بوجه بناء مستقبل واعد للأجيال العراقية المتعاقبة , بمعنى أخر ان هوية الحاكم الطائفية ,هي أهم وابرز واخطر ما يلقي بتبعاته وتداعياته على طبيعة الشخصية العراقية التي تلبستها تلك المزية حتى صارت جزء لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها ونوازعها , ولعل هذا ما حدا بالعلامة الراحل (علي الوردي ) ان ينوي في اخر أيامه ,التفرغ لمشروع كتاب يعالج فيه مشكلة الطائفية السياسية في العراق ولا شك انه لو قيض له إكمال هكذا مشروع حساس ,لكان قد بين لنا الكثير من الخفايا والزوايا والجوانب التي تتعلق بتأثير تلك المزية على طبيعة الشخصية العراقية على امتداد قرون من الزمن , إن تلك المزية تعد الأكثر تأثيرا على طبيعة الشخصية العراقية , مما أطلق عليه الوردي في خمسينيات القرن المنصرم بازدواجية الشخصية العراقية وهو المصطلح الذي انتشر آنذاك واتضح في ما بعد انه مصطلح نفسي لا علاقة له بما أشار إليه الوردي حيث كان الأصح ان يستبدل الوردي مفهوم ازدواجية الشخصية بمفهوم التناشز الاجتماعي الذي يعني عدم تطابق القول والفكرة مع السلوك وهو ما يشترك فيه الشعب العراقي مع سائر شعوب الأرض كما يشير الى ذلك الدكتور (قاسم حسين صالح )في مقالته الموسومة ( ازدواجية الشخصية العراقية )ان أهم واخطر ما يميز الشخصية العراقية هي افتراقها الحاد أمام طغاة وقتلة ومجرمين ساموا الشعب سوء الخسف وأذاقوه شر مذاق , وهو ما يرتبط ارتباطا مباشرا بالنظر الى هوية هؤلاء الطغاة الطائفية السياسية ,ولا شك ان الشخصية العراقية التي لا يجمعها هم الوطن والمواطنة بقدر ما يجمعها الهم القبلي او العشائري أو الطائفي كانت وما تزال تقيم نظرتها وتحدد مواقفها من هؤلاء الطغاة والقتلة والمجرمين حسب موقعها وقربها ومنفعتها وانتمائها لهذا الحاكم او ذاك وتلك لعمري مفارقة كبرى لا تحسب لأبناء الشعب العراقي حيث تصطف سائر الشعوب في جبهة واحدة موحدة أمام قتلتها وجلاديها الا في حالات استثنائية قليلة لا تقارن بما جرى ويجري داخل العراق , و لعل تلك المفارقة الكبرى قد ظهرت جلية واضحة , عشية سقوط هبل البعث وسط ساحة الفردوس في التاسع من نيسان عام 2003 , حيث انقسم العراقيون الى ملل ونحل إزاء هذا الحدث الجلل الذي كان يفترض ان يوحدهم أمام سقوط رمز الشر والهمجية والعنصرية فعلى صعيد الأحزاب العراقية كان التاسع من نيسان في نظر البعض منها (الحزب الإسلامي ) على سبيل المثال لا الحصر , يوما اسودا لاحتلال عاصمة الرشيد أما في نظر أحزاب اخرى فقد كان التاسع من نيسان يوما للإنعتاق والحرية والتحرر كذالك على الصعيد الشعبي والجماهيري فقد كان الانقسام ذاته إزاء السقوط المدوي ,عندما افترق العراقيون بين مرحب وبين منكر وبين متردد وبين من فقد أدنى تصور إزاء ما حدث وسط ساحة الفردوس وان كنا لا ننكر ان الغالبية من أبناء الشعب العراقي كانت فرحة بفعل التغير لكن هذا لا يعني ان المشهد , كان موحدا إزاء هكذا فعل وبهكذا حجم لو وقع في أي بلد من بلدان العالم لكانت الجماهير قد خرجت وحدة واحدة ورصا مصفوفا وهي تهتف مؤيدة مجلجلة مهلهلة لرحيل آلة القتل وسلطان الجور ان الشعب العراقي وحتى كتابة تلك الأسطر ما يزال يعاني من ذالك الانقسام والتشظي ,الذي يعد جذر المشكل العراقي العام وما نجم عنه لاحقا من احتقانات ,على الصعيد السياسي ولاجتماعي والاقتصادي .
أما ما يروج له البعض من ان الشعب العراقي هو شعب موحد متكاتف متآلف متجانس وان كل ما نعاني منه اليوم إنما جاء على خلفية سياسة الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر وما حمله معه من اجندة المحتل الأميركي , فانه كلام مرسل غير دقيق وحقيق وواقعي فالعراقيون منقسمون حيال من يحكمهم منذ ان دحى الله الأرض وقدر فيها أرزاقها وهذا ما بات جليا واضحا لكل من تصفح تاريخ العراقيين على امتداد أكثر من خمسة ألاف عام .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح الإعلام أداة للتسقيط السياسي (البغدادية انموذجا )
- صور الله
- إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟
- القانون المثير للجدل
- قبور ومعاجز
- عجبي لهؤلاء المتشيخون
- البهلول العليل
- هل أنا حقا علماني ؟
- هكذا تكلم اليعسوب
- في ذكرى غزوة 1991 -المباركة - !
- تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم
- اصوات مهاجرة
- كل عام وانتم بخير سادتي القراء
- هل يكفي ان يكون الطرح صحيحا ؟
- ليس دفاعا عن العمامة
- رسالة الى جريدة المدى
- هل فشل الساسة الشيعة في ادارة حكم العراق ؟
- قضية الشيعة والسنة
- حكاية من سالف العصر والزمان
- ثنائية الثورة والانقلاب


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟