أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - الاعلام..يتصدره الفاسدون















المزيد.....

الاعلام..يتصدره الفاسدون


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 10:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



يقدم بلد العجائب والغرائب،العراق، هذه الايام مفارقات في الدعايات الانتخابية ما حصلت من قبل ولم تحصل في بلدان تشهد الانتخابات بنفس هذا الشهر،بينها افغانستان التي تحدت طالبان بنسبة مشاركة زادت على الـ 60%. والذي يبهجك في هذا العرس الانتخابي،الذي تحنت بعض مشاهده بالدماء ،هو تنوع المرشحين:رجال ونساء،معممون وافندية علمانيون،اكاديميون وشيوخ عشائر وفلاحون،عرب كورد تركمان.....،وشباب وشيوخ عبروا عتبة السبعين..وتلك ظاهرة مفرحة تنعش الأمل بمستقبل العراق حتى عند اليائسين..مع انه يمر الآن بأسوأ مرحلة في تاريخه.
لكن المفارقات العجيبة الغريبة ان فاسدين (ولصوصا وحيتانا بتعبير المرجعية)هم الذين يتصدرون الاعلام في دعاياتهم الانتخابية،سواء على صعيد الفضائيات او الاذاعات او الصحف..اوالشوارع والساحات..ما جعل الناس تتساءل مندهشة:من اين للمرشح هذه المبالغ الضخمة؟
فاذا علمنا ان سعر الثانية الاعلانية الواحدة في الفضائيات بحدود 100 دولارا،فان الدعاية الانتخابية لثلاثين ثانية ولمرّة واحدة فقط تكون بثلاثة الآف دولارا..وبتسعة آلاف دولارا لثلاث مرات .ولدى متابعتنا لها وجدنا ان عددا من المرشحين يبث لهم في اليوم الواحد اكثر من عشرين اعلانا..ما يعني انها تكلف الواحد منهم مليوني دولارا..لفضائية واحدة فقط..وبحدود خمسة ملايين دولارا لفضائيتين.واذا اضفنا اليها البوسترات والملصقات والهدايا والولائم الضخمة..فان ما ينفقه الواحد منهم يصل الى عشرة ملايين دولار (يعني 11 مليار دينار عراقي!!!).
واذا علمت ان بين هؤلاء من كانوا قد عادوا الى العراق بعد التغيير وهم لا يملكون ثمن تذكرة الطائرة(باعترافهم هم)..فهل هنالك اثبت من هذا الدليل بانهم فاسدون!..وأننا اذا طبقنا مبدأ (من اين لك هذا) فان طريقه يكون الى السجن لا الى البرلمان؟!.
والمفارقة انهم واثقون من انهم سيفوزن . فاذا حسبناها وفق معادلة ان الفوز يكون بحجم الدعايات الانتخابية..فمبروك للحيتان واللصوص..( وهلهوله للبايك شعبه)..فأنّى للنزيهين واصحاب الكفاءات الفوز،وأنّى لصاحب كارت تعريفي بسيط بحجم الهوية من حظ في الفوز امام من يصل اسمه وصوره مصحوبة بأهازيج (حسجة) وايقاع (هوسه..تذكرنا بالدكتاتور) يصل الى ملايين الناس..ويدخل كل بيت عراقي عبر اكثر من فضائية..متعددة الهويات!.وأنّى لصاحب (فلكس) بحجم العصفور وبمكان بائس من حظ بالفوز أمام صاحب (فلكس) بحجم الفيل يتصدر الشوارع والساحات..وبالآلاف، فيما الوطني المخلص وصاحب الكفاءة والخبرة لا تتعدى (فلكساته) الخمسين..وفي اطراف الشوارع!!
ذلك هو (منطق) الاعلام..الذي يقرر من الآن ان نتيجة الفوز محسومة لهم ،يقابله منطق الضمير الاخلاقي والوطني الذي يحاور الناخب في الآتي:
• ان الذي ينفق ملايين الدولارات على دعاياته الانتخابية، وكان قبل ان يكون في السلطة كاسبا فقيرا..يجب ان لا انتخبه،لأنه ما انفق هذا الا ولديه اضعافه..ما يعني انه مال حرام..والحرامي لا يؤتمن على قطعة ذهب..فكيف اذا كان وطنا!..والثروة بالمليارات.
• ان التغيير هو الوسيلة الوحيدة لأنقاذ العراق والعراقيين.صحيح انه، بمنطق رئيس الحكومة وبمنطق حزبه، حقق عددا من الانجازات،وان عددا من الشركاء خلقوا له الازمات،لكنه اوصل الحال الى ان معارضيه توحّدوا ضده برغم اختلافهم ،وان عودته لرئاسة الوزارة ثالثة يعني أن الحال سيزداد سوءا..وأن الكارثة محتملة ان لم يخلقها هو فسيخلقها خصومه..وانه لن يستطيع تحقيق الاغلبية السياسية التي يبّشر بها من الآن مفترضا ان حزبه سيتصدرها،وحتى لو تحقق ذلك فان الكثير من ابناء طائفته ايضا نفروا منه لأن قيادات وممثلي حزبه أساءوا للحزب والحكومة ومؤسسات الدولة باستحواذهم على العقود وعمليات فساد كبيرة،وتدخلات في امور تتعلق بمؤسسات الدولة .فلقد حصل ان رئيس جامعة دخل عليه ممثل حزب الدعوة(رجل دين) طالبا منه تغيير عدد من العمداء،فرفض رئيس الجامعة طلبه،راجيا اياه ان لا يتدخل في امور علمية ومهنية هي ليست من اختصاصه..فغضب عليه وشكاه الى السيد الوزير طالبا منه اعفاءه..فاستجاب الوزير مضطرا..وفقا لما نقله لي مصدر موثوق.
والمفارقة الأخرى الموجعة ان مواقع عراقية الكترونية تنشر مقالات ضد الفاسدين والفاشلين وتطالب بالتغيير، صارت تنشر لهم دعايات انتخابية مقابل ثمن.فلقد فاتحت أحد هذه المواقع المقروءة لاعلان انتخابي يخصني فأجابني بالنص(اننا ننشر دعايات لنواب وحراميه مقابل 2500 يورو ،ولخاطرك دكتور قاسم راح نخليها 250 يورو).


قليلة هي المواقع العراقية اللاكترونية التي التزمت بمسؤوليتها الوطنية والاخلاقية ونأت بنفسها عن مغريات الفاسدين والذين لا يصلحون لأن يكونوا اعضاء برلمان وابقت صفحاتها نظيفة من وجوه (لا تستحي)..في مقدمتها موقع( المثقف) الذي رفض مبالغ مغرية لأصحاب دعايات انتخابية فاسدين ومشبوهين وفاشلين.والموقف نفسه اتخذه موقع(الحوار المتمدن) وموقع (معارج الفكر)..وسنبقى نتابع كل المواقع العراقية اللاكترونية، والصحف ايضا، ليوم يوضع كل واحد منها في مكانه بخصوص موقفه من اصعب محنة يمر بها الوطن وأهله.
قلنا ونعيد ،ان الذي يحسم نتائج الانتخابات هم اللامنتمون ،وكنّا اشرنا في حينها الى ان هؤلاء موزوعون بين عازفين عن المشاركة ومترددين وحائرين وباحثين عن بديل.غير ان الموقف قد تغير الآن بعد ان اصدرت المرجعية الدينية أمرا اشارت فيه الى أن من لا يشارك في الانتخابات يعد (آثما)..وهذا يعني ان جماهير الشيعة سوف تشارك في الانتخابات بكثافة.
فهل سيفعلها العراقيون وتكون (ضربة شعب ذكي ومتعلم) فيفشلون من ملئوا الدنيا ضجيجا بدعاياتهم الانتخابية من المفسدين..وينتخبون اصحاب الكارتات البسيطة من النزيهين ،واصحاب الكفاءات والخبرات ،الفقراء جدا في الدعايات الانتخابية!..لأنهم باختصار ..ليسوا حراميه؟!.
قد يبدو الامر بعيدا من وجهة نظر كثيرين،لكننا نراه ممكنا ،ليس فقط لاكتشاف الناس حقيقة الفاسدين في السلطة الذين يزدادون نهما لنهب ثروة العراق،بل ولعامل سيسكولوجي آخر هو أن الضخ الاعلامي لمرشّح واحد يولّد النفور لدى اللامنتمين وهم الأكثرية.فضلا عن ان دعاياتهم ظلت تخاطب الانفعالات التي انتهت مرحلتها،وتعد بوعود كانوا قد اقسموا على تنفيذها..فخذلوا حتى الذين مهروا لهم باصابع بنفسجية.
هل سيفعلها العراقيون ويوجهون (اللطمة) على جبين كلّ فاسد ينفق ملايين الدولارات على دعاياته الانتخابية،وما يزال في نهمه للثروة مثل جهنم..يسألونها هل امتلئت..تقول هل من مزيد؟. هل سيفعلونها ويصبحون مثلا لشعوب المنطقة ويعيدون الاعتبار للعراق الذي وضعه هؤلاء ثالث افسد دولة بعد الصومال ومارينمار مع ان الاموال المنقولة وغير المنقولة لهاتين الدولتين لا تساوي عشر ما نهبه هؤلاء؟.
انا على يقين ان الغيارى سيفعلونها..مع خالص تمنياتنا بالموفقية للمحروقة قلوبهم على الوطن وأهله.
*مرشح التحالف المدني الديمقراطي -بغداد



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر
- الهروب الى أل(آي فون)!
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (2-2)
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج
- قوى التغيير وفن الاقناع
- هل كان للموساد دور في مقتل الأميرة ديانا؟


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - الاعلام..يتصدره الفاسدون