أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - سوق الشعارات وبيع الاوهام في اليمن















المزيد.....

سوق الشعارات وبيع الاوهام في اليمن


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


..مع حركة احتجاجية واسعة اسميناها نحن المرابطين بساحتها ثورة واطلق عليها الاخرون ازمة بل واكدوا على هذا التوصيف في مبادرة شهد التوقيع عليها كل اعداء الثورات الشعبية واعداء تحرر المواطن والوطن وهؤلا الاخيرون هم -الوحيدون- من استفاد منها ومن قطف ثمارها ونتائجها ..في هذا السياق ازدهرت الشعارات والاوهام فمنهم من يدعي انه يمثل الثورة هو ومجلسه او مكونه التنظيمي او حزبه ومنهم من يقول انه صنع الثورة ومولها والغريب ان شباب وشابات لم يعرف عنهم اكثر من كونهم هتيفة في بعض المظاهرات يدعون احتكار تمثيلهم للثورة وهناك من قال انه حمى الثورة بل هو صانعها وذهب بعضا من الجيران بالقول انه صانعها عبر تمويلها.
ومع ان الثورة بفعلها الحقيقي والرومانسي والاصيل لم تستمر سوى 40 يوم من 11 فبراير الى جمعة الكرامة او يزيد يومان عليها اي 21/3 وما تلى ذلك كان سيطرة على الساحات ومصادرة لشعاراتها واقصاء للاخرين وجمود للساحات حتى يونيو فكانت بعض التظاهرات العبثية التي شهدت عمليات قتل للمتظاهرين وصولا الى الهرولة نحو المبادرة التعيسة والتوقيع عليها.
وفي الاسبوعين الاوليين من الثورة كان بجوار المنصة لوحة كبير عليها صورة ضخمة لكل ال الاحمر من العسكر والقبيلة مع شيخ الدعوة تم تغييرها ليلا في بداية الاسبوع الرابع واصبح هناك صالح واقاربه فقط ..ثم توسعت الساحات في عموم الجمهورية ومنها ساحة صنعاء وظهرت خيم ومكونات جديدة لاعلاقة لها بالثورة وسرعان ماعلا صوتهم فاحتكروا الحديث باسم الثورة ومع شهر يونيو تمت التوجيهات لاخوان الجزيرة بان تكون المقابلات حكرا على شباب الاخوان واتباعهم وانصارهم ولاتزال كذلك حتى اليوم ..
ونحن فيما بعد المبادرة دخلنا مرحلة ثانية من سوق الشعارات منها من يقول انه جنب البلاد الدمار ومن يقول انه انفق ماله الخاص لصالح الثورة ومن يقول انهم دن غيرهم الثوار مع مجلسهم الثوري ومن يقول ان الثورة انتصرت وحققت كل اهدافها او بعضها ..مع ان كل هذه الشعارات ليست الا وهما وتضخيما لغرور لافراد وجماعات واحزاب من لاعلاقة لهم بالثورة لا في تاريخهم ولم يعرف عنهم على المستوى الشخصي اي اهتمام بقضايا الوطن الا من زاوية الربح والغنيمة مع غياب وعي اجتماعي وسياسي بالوطن وقضاياه ..
وهنا دخلنا مسار الصراع على التمويل الخليجي والتركي والايراني وغيره واصبحت المزايدة سمة لمن مر بالساحات او زارها بعضا من الوقت ..وقد تعلم بعض الشباب هذا السلوك الانتهازي من الاحزاب وتعاملها المنفعي والذرائعي مع الثورة وتضحيات الشباب ثم جاءت حكومة المحاصصة وتاكد الشباب بنفسه كيف تعاملت مع الجرحى مع ان تمويلهم من الخارج وكيف مات بعضهم على ارصفة ساحات التغيير دون ادنى اهتمام من حكومة المحاصصة ولا من احزابها .. وسنكتشف بعد حين عندما يهرول بعضهم لكتابة سيرته الذاتية وادعائه الكامل بصناعته للثورة سواء كان هذا فردا ام حزب ام هيئة ..وهذا الامر قد حصل مع ثورة سبتمبر حيث اعدائها والمناهضين لاهدافها ومن غدر بالثوار وقتلهم كتب مذكراته زاعقا بانه هو وجماعته من قاد مسار الثورة وانتصر لها .
صفوة القول ...نحن في اليمن نعيش اوهاما كثيرة كتلك التي تحدث عنها فرانسيس بيكون اسماها اوهام المسرح واوهام اخرى نسميها نحن باوهام الثورة والساحات وكلها شعارات ازدهرت في سوق رائجة تمويلها ياتي من الخارج الاقليمي والدولي وكان التفاعل المحلي معها حسما لصالح الاكثر حيوية في الارتباط بهذا الخارج واحتكار التمويل باسم الثورة كما هو احتكار التعبير عن الثورة وتمثيلها ...ولكننا لاننسي ان الغالبية من الشباب والشعب صنعوا ملحمة سياسية وشعبية رائعة في عموم الساحات والمدن وانهم صنعوا حدثا كبيرا يشكل فاصلا هاما في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وان الثوار الحقيقيون هم عنوان اليمن وكرامتها ومجدها .وللشباب الثائر والوطني اقول لاتيأسوا سيأتي يوم –قد يتأخر قليلا - لتحصلوا على نتائج ثورتكم وثمارها وستخرجون من سوق الشعارات والاوهام الى فضاء الوطن والمواطنة والدولة المدنية..؟
ما افرزته ثورات الربيع بشكل مباشر وصول جماعات ومراكز قوى للسلطة وهي غير جاهزة ولا مؤهلة وبدأت ممارساتها كاحتلال حيث اصيبت الدول بجملة من الازمات وهي على شفا مخاطر الانهيار وكل ما يهم هذه الجماعات والمراكز والاحزاب هو الغنيمة باستملاك الدولة والسلطة. ولاحظوا حجم احتلال الوظائف المدنية والسياسية داخل جهاز الدولة لاتباع اولئك النفر من وكلاء الخارج وغالبية اتباعهم غير مؤهلين ..يعني مستشار فاسد ورئيس جامعة جاء بدعم الامن السياسي ووزير مسافر طوال ايام الشهر ومحافظ لم ينجح في عمله ورئيس حكومة لايستوعب منصبه ومهامه ، ومناقصات تذهب للمحاسيب والاقربلاء، واختيار لجنة لمكافحة الفساد لا تتوافر فيهم شرط واحد من شروط استحقاق الوظيفة ، واعلام يفرض اجندة معادية للعقل وللنهضة وللتطور ، وفتاوى ضد تطور مسار الحركة الديمقراطية والمدنية ..زد على ذلك ازمات اقتصادية وفوضى امنية وتعلن الحكومة واحزابها انهم متفهمين للمصالح الامريكية والاقليمية ..
هنا لابد من وقفة تأمل ونقد قوية تجاه القوى التي تسمى نفسها مدنية وهي كثيرة ومتعددة تنظيميا وحزببيا عبر جماعات ومكونات وافراد واحزاب ولانها كذلك فهي غير قادرة على اعتماد رؤية مشتركة وموحدة للعمل المدني والسياسي وغير قادرة على تفعيل الشارع واستقطابه في صفها ولان قياداتها اصابها الغرور ولانها لاتزال تعتمد منطق الايدولوجيا فقط دون ربطها بحركة عملانية في اوساط الشارع الشعبي ومصالحه ولانها تعتمد تكتيكات سرية لعقد صفقات مع من هم في مواقع السلطة هنا تنجح السلطات في تفكيك المعارضة المدنية و اشباع غرورها بمناصب هي فتات من مائدة كبيرة بيد الحاكم وهنا يجد الشارع نفسه دون سند حزبي ودون اطار تنظيمي فتنتصر الجماعات التي في السلطة وفق تحالفاتها الخارجية وفشل قوى الثورة والمدنية في الداخل ..والاخطر في هذا المسار ان مكتسبات الزمن الماضي كلها وعبر مئات السنين يتم العبث بها وتشويه مظاهرها خاصة المكتسبات المتمثلة في وحدة المؤسسة العسكرية والقضاء والتعليم ومدنية الدولة وثقافة التسامح وهنا لايتم البناء وفق مدماك سابق بل يتم تدمير المداميك السابقة للبناء دون اساس متين وهذا يعني اننا ازاء اجندة خارجية تتمثل من خلال قوى محلية تعمل وكيلا للخارج مهمتها تجريف الدولة ومنجزات البناء المدني والسياسي وابداعات الفلاح والمواطن وصولا الى تعويم الدولة والمجتمع في اتون معارك وهمية لاتخدم سوى وكلاء الخارج من مراكز القوى.



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصريون يجهلون بلادهم
- التجريف السياسي للعقل الثقافي العربي
- اليمن التي نريد
- جدلية العلاقة بين الديني والسياسي
- الصورة والظل في المشهد السياسي اليمني
- من سبتمبر الى فبراير ..الثورة متجددة
- اليمن بين ثورتين
- جماعة الاخوان ... فكرة تجاوزها التنظيم
- الجمهوريات العربية تبحث عن هوياتها
- نحو رؤية جديدة في السياسات الاقتصادية لدول الربيع العربي
- في اليمن ... بؤس الاحزاب والنخبة
- الربيع العربي يحدث أهتزازات في النظام السياسي الخليجي
- السعودية تجدد مملكتها
- مملكة السيد وجمهورية الشيخ ..صراع الزعامات داخل القبيلة الزي ...
- قطر في عين العاصفة السعودية
- الربيع العربي يبيع النظام الجمهوري ..
- المشهد السياسي اليمني ..تقدير موقف
- المخلص ... رمز الميثولوجيا السياسية في الفكر العربي
- في اليمن..الغباء السياسي والصدفة التاريخية
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - سوق الشعارات وبيع الاوهام في اليمن