أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سفيان بوزيد - من جديد عودة الى الدستور التونسي















المزيد.....

من جديد عودة الى الدستور التونسي


سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)


الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 00:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أخيرا رأى الدستور التونسي النور ، ليكون الأساس في البناء الديمقراطي الجديد ، الذّي شهد لاكثر من عامين مراحل خطرة كادت ان تودي بالبلاد في حكم المافيا و بالارهاب و التقاتل الداخلي ، المجلس الوطني التأسيسي و الذي جاء تلبية فعليّة لمطالب الثوريين من اليسار منذ هروب المخلوع يوم 14 جانفي 2011 حيث تمّ توزيع البيانات و عقد الاجتماعات العامة في المظاهرات التي جابت الجهات و خاصة اعتصامي القصبة 1 و القصبة 2 حيث نجح في توحيد المعتصمين على المطالبة بمجلس وطني تأسيسي يؤسس لدستور جديد و بالتالي للجمهورية المدنية الاجتماعية الديمقراطية و جاءت حكومة الباجي قايد السبسي بعد الاطاحة بحكومتي الغنوشي الاولى و الثانية لتخضع فعلا للمعتصمين و لمطالب المكونات السياسية الحقيقية انذاك في التمهيد للانتخابات للمجلس الوطني التأسيسي و احدث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برئاسة الأستاذ كمال الجندوبي ، و فعلا و رغم ما شاب الانتخابات من خروقات على غرار المال السياسي ، حيادية الاعلام في الميزان ، تشتت الاحزاب و كثرتها مع تشابه برامجها ، التأثير الديني من قبل الأئمة على المواطنين …. فانها اعتبرت ناجحة الى حد ما . حيث فاز حزب حركة النهضة بالنصيب الاوفر من المقاعد بحصوله على 89 مقعدا ، ثم تلاه حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ب29 مقعدا فيما حلت قوائم العريضة الشعبية الثالثة بصيب 26 مقعدا .

التصويت على الدستور فصلا فصلا ابدأ في جانفي 2014 بعد 26 شهرا من النقاشات و التجاذبات و شدّ و جذب ، و تم الانتهاء من المصادقة عليه فصلا فصلا في 23 جانفي 201 بينما تمت المصادقة عليه برمته في جلسة عامة في 25 جانفي 2014 حيث صوت 200 نائب من أصل216 نائبا ، بـ’نعم’ على الدستور المتكون من ‘توطئة’ و149 فصلا في حين صوت ضده 12 نائبا وامتنع 4 عن التصويت. و وقع ختمه في جلسة ممتازة اليوم الاثنين 27 جانفي 2014 من قبل رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي .

الدستور التونسي لم يكن بالهيّن البتّة ، او انّ طريق صياغته كان سالكا ، لقد كان مليئا بالمطبّات و بالعراقيل ، فكتلة الاغلبية الممثلة لحركة النهضة حاولت مرارا عديدة تمرير فصول غريبة عن طبيعة الثورة بل وحتى عن المكاسب التي حققت المرأة منذ قرون تجسدت خاصة في مجلة الاحوال الشخصية و لا بد ان الجميع يذكر ما ارادت تمريره الحركة من ان المرأة تكمّل الرجل عوض النصّ عن المساواة بين المرأة و الرجل و كان الردّ الشعبي واضحا اذ شهدت العاصمة يوم 13 اوت 2013 اي عيد المرأة التونسية اضخم مسيرة قدرت باكثر من 400 الف شخص توجهت نحو اعتصام باردو و تجسد ذلك في فصل 45 حيث بذل جهود متضافرة لتعزيز مشاركة النساء في السياسة، لاسيما السياسة المحلية. ينصّ الفصل 45 على الآتي: "الدولة تعمل على تحقيق التكافؤ بين الرجال والنساء في المجالس المنتخبة"، مايعني التكافؤ في اللوائح الانتخابية حتى في الانتخابات المحلية ، كما ان حركة النهضة سعت جاهدة عن طريق وزارة الشؤون الدينية لتمرير قانون الاوقاف و الاحباس و تضمينه دستوريا رغم انه الغي لاكثر من 50 عاما بسبب تخلفّه المرجعي و الاطارين الاقتصادي و المالي الاّ ان تربصّ الخبراء الاقتصاديين و المحللين و فضح هذا الخيار باعتباره يمهد لنشأة دولة داخل دولة و ما يمثله من خطر على وحدة الدولة و المؤسسات ساهم من جديد في افشال مخطط حركة النهضة بتمريره ، هذا علاوة على عدم رضاها على تمرير فصل التكفير لانه يمثّل لها حجر الزاوية في اي انتخابات قادمة ضد اي خصم سياسي الا ان المعارضة نجحت في تضمينه اي يمنع التكفير و ذكرت بان الشهيدين شكري بلعيد و محمد الابراهمي و شهداء الجيش قتلوا تحت راية التكفير و بانهم طاغوت …فصول اخرى قد لا يتسع لها المجال هنا لذكرها .. الاّ انّي اوردت بعضها لتأكيد على ان النهضة التي تروج الآن بأن الدستور التونسي تحقق بسبب تغليبها للمصلحة الوطنية و تلبية لمطالب الثورة فانّ ذلك غير صحيح و كاذبة فيه و الامثلة التي ذكرتها اعلاه تثبت ذلك. الدستور كتب و صحح مساره بسبب الاستماتة الشرسة للمعارضة الوطنية ممثلة في الكتلة الديمقراطية في الدفاع عن المكاسب التي حققها الشعب التونسي طوال قرون من الحضارات المتعددة و المتعاقبة على بلادنا ، كما لا ننسى الدور الكبير الذي قامت في الضغط على المجلس الوطني التاسيسي علاوة على نوابها فأيضا بالشارع حيث فضحت مخططات حركة النهضة و مشروعها المعادي للشعب و الثورة لتقدم بذلك خيرة شهداء الوطن شكري بلعيد و الحاج محمد الابراهمي و محمد بالمفتي و الشاب مجدي علاني و لطفي نقض و شهداء الحرس و الشرطة الذي اغتلوا بالارهاب و كانت حكومتى الجبالي و العريض راعية له … لقد كتب الدستور و هو بامتياز كان ضربة موجعة للمشروع الاخواني في تونس و اثبت الوقائع و الدلالات اننّا متفتحون ، حداثيون ، في اطار هويتنا المتجذرة و المتطورة و المنفتحة ، اننا لنا من الوعي لعدم الانجرار لمربع العنف و الاقتتال الداخلي … الدستور التونسي لم يكن دستورا توافقيا بل كان نتيجة لصراع محتدم بين القوى الديمقراطية و الوطنية و بين الرجعية ممثلة في حركة النهضة و انكسار مشروعها امام صلابة المعارضة و المجتمع المدني و الشارع الذي قدم الكثير و لزال …دستور حركة النهضة هو نسخة جوان و ليس هذا الدستور المنتصر لارادة شعبنا و لقواه الحيّة اذ يقول في هذا الصدد الدكتور عادل اللطيفي :



الدستور التونسي الجديد ليس نتيجة التوافق بل هو نتيجة صراع توافقي حتمه تعارض مشروعين مجتمعيين. ادى هذا الصراع الي تغليب كفة الشق الديمقراطي والتقدمي مستغلا تورط النهضة في الحكم وغرقها في وحل ردائتها. هذا الفشل الذريع وضغط الشارع ودم الشهيدين شكري بلعيد والبراهمي اضعف من موقفها في التاسيسي وامام المجتمع المدني ودفعها الى قبول تحويرات مهمة متعارضة مع فكرها. لقد كنا في حاجة الى هذا الصراع لاسقاط ورقة التوت عن بعض الاحزاب وهو ما وفره لنا اعتصام القصبة 2 وفكرة التاسيسي التي سمحت للمجتمع المدني بالانخراط في الصراع. دستور النهضة الحقيقي هو النسخة الاولى من مشروع الدستور وكذلك مشروع جوان التعيس. اما النص الحالي فهو الذي فرض عليهم خاصة وان النهضة تريد التفرغ للانتخابات ودفن.

الفشل الحكومي. علينا ان نحتفل اذن بانتصارنا في معركة النص ولنستعد لمعركة التأويل التي ستحددها نتائج الانتخابات القادمة

اغلب المراقبين اثنوا على هذا الدستور الجديد واصفين اياه بانه الافضل و الاكثر حداثة في العالم العربي لانه كان دستور حقوق و حريات و صيانة لكرامة المواطن التونسي بامتياز كما يعتبرونه تشبثا من التونسيين بمكاسبهم التي ناضلوا في سبيلها الكثير و الكثير .

ختاما : لقد فشل مشروع حركة النهضة في اخونة الدستور و تأسيس دولة دينية رجعية الاّ ان ذلك لم يتحقق لهم فهل ستسطيع الحركة الاقناع مجددا خاصة بعد فشل حكومتيها المتتاليتين ؟



#سفيان_بوزيد (هاشتاغ)       Soufiene_Bouzid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد العام لطلبة تونس و معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها ...
- في التكتيك السياسي للجبهة الشعبية : ردود حول حزب الوطني الاش ...


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سفيان بوزيد - من جديد عودة الى الدستور التونسي