أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج كتن - فشل خلط الديمقراطية بتطبيق الشريعة - الاخوان المسلمين في مفترق طرق















المزيد.....

فشل خلط الديمقراطية بتطبيق الشريعة - الاخوان المسلمين في مفترق طرق


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 12:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا كان هناك من عنوان يلخص المتغيرات السياسية العالمية للثلاث عقود المنصرمة بشكل خاص، ولما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بشكل عام، فهو: "أولوية الديمقراطية على أي شيء آخر". فقد شهدنا انتقال الدول الفاشية في أوروبا واليابان لنظام ديمقراطي في الاربعينات ودول أخرى عديدة بعدها، حتى بداية التسعينات التي شهدت أيضا انتقال معظم دول المعسكر الشرقي من حكم الحزب الواحد إلى الديمقراطية. ولم يبق في العالم سوى قلة من الدول الاستبدادية أهمها دول في الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي باشرت ثوراتها الديمقراطية منذ أربع سنوات.
التعقيد الذي يؤخر الانتقال أن الصراع لا تتجاذبه قوتان رئيسيتان، الأنظمة الاستبدادية من جهة والقوى الديمقراطية الليبرالية من جهة أخرى، إذ أن هناك قوة ثالثة تطرح نفسها بديلا عن الأنظمة الاستبدادية وهي الإسلام السياسي بتنوعاته وفروعه. وصولها للسلطة لم يعد مسالة نظرية، فقد وصلت اليها في عدة بلدان بدءاً من إيران ثم تركيا وأفغانستان الطالبان ومؤخرا تونس ومصر. فأصبح ممكناً تقييم أدائها في السلطة وليس منطلقاتها النظرية فقط.
في أفغانستان وصل الإسلاميون المتطرفون الذين يكفرون العالم كله ويعتبرون معركتهم ضده، وبذلك لم يستمروا في الحكم طويلا إذ انهاروا تحت ضربات القوى الكبرى التي من مصلحتها القضاء على خطر الإرهاب الاصولي الذي شن حربه ضد ما يسميه "معسكر الكفر" بغزوة نيويورك دون تقدير للنتائج التي ترتب عليها تدمير امارته الإسلامية السابحة في أوهام عهد "الفتح" وإمكان إعادة عقارب الزمن للوراء بشطب 14 قرنا من التطور العالمي.
في إيران اقام الإسلام السياسي سلطة رجال الدين وعلى رأسها الولي الفقيه المتحكم بسلطات واسعة فوق جميع السلطات الأخرى الرئاسية والتشريعية والقضائية، فشل خلال ثلاثة عقود في مزج سلطة رجال الدين مع ديمقراطية انتخابية أتت برؤساء لم تتعد صلاحياتهم تنفيذ تعليمات المرشد دون امكانية رفضها او تعديلها. كما فشلت جميع محاولات الإصلاح التي حاولها الرئيسان المنتخبان رفسنجاني وخاتمي لتوسيع اطر الديمقراطية للشعب المتذمر من سلطات رجال الدين المطلقة، إلى ان اضطرت أجهزة المرشد الأمنية لتزوير الانتخابات لإنجاح مرشحها "نجاد" للرئاسة قطعا للطريق على وصول رئيس يتحدى سلطته، مما نتج عنه انهيار الحاضنة الشعبية للطبقة الدينية الحاكمة وثورة خضراء مليونية عام 2009، ان لم تنجح في اسقاط النظام الديني فقد افتتحت مرحلة جديدة لثورات قادمة اكثر اتقانا للخلاص منه، بعد أن كانت قد أسقطت نظام الشاه بثورتها التي جيرها رجال الدين لصلحتهم.
التجربة في تركيا مختلفة، إذ بعد فشل تنظيمات إسلامية في لعب أي دور رئيسي من خلال الديمقراطية التركية، اتى حزب العدالة والتنمية للسلطة بأغلبية شعبية انتخبته لبرنامجه الذي لا يدعو لتطبيق اية شريعة إسلامية ويقبل العلمانية كفصل للدين عن السياسة وكمنهج أساسي في النظام الديمقراطي، ليميز بين المؤسسات الدينية من جهة، وبين الدولة والحزب كمؤسسات سياسية. أعضاؤه إسلاميون متدينون كأفراد وليس كتنظيم، دعوته الإسلامية تقتصر على حرية أداء الشعائر وإزالة القيود عن ارتداء الحجاب، وحرية التعليم الديني الخاص. قدم الحزب تجربة جديدة لا تمزج بين الشريعة والديمقراطية، خارجة عن نهج الإسلام السياسي التقليدي للإمام البنا وسيد قطب في تطبيق شريعة تتناقض عملياً مع الديمقراطية والحداثة.
أي المسارين سلك الإسلام السياسي في ثورات تونس ومصر؟
حزب النهضة التونسي الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في اول انتخابات إثر الثورة الشعبية التي أطاحت ببن علي، رغم انه لم يلعب دوراً رئيسياً في انتصارها، توهم انه يمكن ان ينفرد بالسلطة ويبدأ اسلمة البلاد حسب نهج تطبيق الشريعة الاخواني، مما اصطدم مع غالبية شعبية تونسية عايشت علمانية أرساها الحبيب بورقيبة اول رئيس تونسي عقب الاستقلال، تمثلها كتلة ديمقراطية علمانية، فرضت في النهاية بعد احتجاجات شعبية واسعة تراجع حزب النهضة ليقبل بوزارة جديدة لا يهيمن عليها، وبدستور جديد لا يشرعن لتطبيق الشريعة بل لإقامة نظام مدني ديمقراطي علماني، السيادة فيه للشعب وليس كما يدعي مفسري النصوص "الحاكمية لله". وبذلك قبل النهضة بنهج مقارب لحزب العدالة والتنمية التركي، ونأمل ألا يكون ذلك انحناء مؤقتا امام العاصفة الشعبية.
أما في مصر فالإخوان الذين لم يلعبوا دورا رئيسيا في الثورة ضد مبارك بل شاركوا فيها بعد اندلاعها كأحد قواها، استفادوا من كونهم الأكثر تنظيماً وخبرة، للحصول على اغلبية في اول انتخابات رئاسية أتت بمرسي ليس فقط بقوة الإخوان ولكن بدعم كتل شعبية واسعة خشيت من نجاح أحمد شفيق المحسوب على نظام مبارك. وبدل ان يقيموا حكما يضم ائتلافا لكافة القوى المدنية المشاركة بالثورة، تفردوا بالسلطة وبدأوا عملية الأسلمة وتطبيق الشريعة من خلال دستور لا يراعي قطاعات الشعب الرافضة لمثل هذا التوجه. ليواجهوا كما في تونس بهبة شعبية مليونية ترفض هيمنتهم وتطبيقاتهم المنافية للديمقراطية والحداثة. وبدل القبول بالطريق التونسي في التصالح مع القوى الديمقراطية، أصروا على مواجهة التغيير بالقوة، مما مكن لتدخل الجيش المصري لإطاحة مرسي.
وإذا كانت معارضتهم للنظام الجديد تأخذ حتى الآن شكل احتجاجات في الشارع، فذلك لا يعني انهم لم يرحبوا بعمليات إرهابية يقوم بها متشددون إسلاميون يهتدون بالبرنامج الاخواني. ولا يستبعد ان ينزلق التنظيم الاخواني للإرهاب بعد فشله في مواجهات الشوارع، وموقفه المتردد الذي يراوح بين الديمقراطية والإرهاب، إذ سبق لإخوان مصر ان افرزوا "التنظيم الخاص" الإرهابي في عهد عبد الناصر، مثلما أنتجوا أيضا تنظيم "الطليعة المسلحة" الإرهابي في سوريا الذي مكن النظام الاستبدادي السوري من تبرير قمعه ليس فقط للإخوان بل لكل القوى الديمقراطية.
وإذا كانت هناك إمكانية لعودة حكم العسكر لمصر من خلال انتخاب السيسي فإخوان مصر يتحملون المسؤولية الأولى في التمكين له لتمسكهم ببرامجهم لتطبيق الشريعة المرفوضة من قطاعات شعبية واسعة، ولرفضهم الائتلاف مع القوى المدنية الديمقراطية والعلمانية التي من الصعب على العسكر مواجهتها عندما تكون موحدة. فائتلاف جميع القوى المدنية الشعبية الديمقراطية والإسلامية أسقط حكم مبارك المستقوي بالعسكر، وائتلاف جديد لهذه القوى بعد قبول الإخوان بالتراجع عن برنامجهم لتطبيق الشريعة، سيمكن من منع عودة العسكر للسلطة من جديد.
أي الطريقين سيسلك إخوان سوريا؟ الطريق التونسي ونموذجه حزب العدالة والتنمية الناجح، أم الطريق المصري ونموذجه النظام الاستبدادي الإيراني؟
الحل الوسط في خلط تطبيق الشريعة مع ديمقراطية انهار في تونس طوعا وفي مصر قسراً وفي طريقه للانهيار في إيران وليس له مستقبل في سوريا. التحاق الإخوان بالديمقراطية يفترض الإقرار بالعلمانية كفصل للدين عن السياسة، والائتلاف مع القوى المدنية الديمقراطية الأخرى في مواجهة حكم العسكر، او في مواجهة منظمات متطرفة إسلاموية تمارس الإرهاب وتسعى لنظام يعيد الاستبداد متسترا بالنصوص الدينية.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا تواجه ثورتين، والثالثة قادمة!
- حوار حول جنيف 2 *
- هيئة التنسيق ولعبة الكراسي
- تشتت المعارضة السورية يغذي الكارثة
- سيرة من القومية للديمقراطية مروراً بالماركسية
- حوار مع جورج كتن - شبكة المرأة السورية
- سيرة إدمان سياسي
- هل تواجه الثورة السورية الاستبدادين معاً؟
- ثورة شعبية أم انقلاب عسكري؟ مناقشة لمقال حازم صاغية *
- الثورة الثانية ضد مشروع الدولة الدينية، الشعب والجيش في خندق ...
- مناطحة الإمبريالية أم الصراع مع الوحش القاتل ؟
- رسالة إلى مؤتمر اللقاء الديمقراطي الكردي في سوريا
- “تيار مواطنة” والمسالة الكردية السورية
- هل تتضرر إسرائيل من الربيع العربي ؟
- لماذا تتراجع المشاركة الكردية في الثورة السورية
- مآلات الثورة السورية المستمرة
- حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع ال ...
- لكي لا يتخلف الكرد عن مسيرة التاريخ
- ملاحظات حول لقاء السميراميس التشاوري السوري
- الانتفاضة والنظام السوري -الحيطي!-


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج كتن - فشل خلط الديمقراطية بتطبيق الشريعة - الاخوان المسلمين في مفترق طرق