أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - في ذكرى السابع من نيسان














المزيد.....

في ذكرى السابع من نيسان


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 06:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الوحدة والحرية والاشتراكية ثلاثة أقانيم رفعها مؤسسوا البعث كأهداف لحزبهم الذي أعلنوا عن تأسيسه في السابع من نيسان عام 1947.
عفلق المهجوس بأقليته إلى درجة يمكن أن يقال إن الفكر السياسي العربي لم يعرف أقلياً مهجوساً بأقليته مثله وصلاح البيطار الدمشقي السني ابن الأسرة ذات الباع في العلم الشرعي والذي قدم ورفيقه السابق من باريس متأثرين بأفكار وتجربة الحزب الشيوعي الفرنسي الذي حافظ على جاذبية لم يستطع نظيره السوفياتي الاحتفاظ بها .
وجلال السيد القادم من مدينته الصحراوية على ضفاف الفرات وهو مشغوف بالفكرة القومية التي كانت آنذاك موضة العصر وتقليعته الفكرية والسياسية.
لست بصدد تحميل هؤلاء مسؤولية الدمار الذي حل ببلدين عربيين مهمين في ظل نظام البعث وليس هذا منحى علمياً أصلاً فالثلاثة كانوا ذوي نيات صادقة وكل من عرفهم عن قرب يعرف ذلك.
ولكن تحليل المزاج النفسي هو ما أريد أن أشير إليه .
أن تكون مسيحياً مهجوساً بأقليتك بصورة أقرب إلى تحكّمها بكل تفاصيل حياتك في وسط دمشقي مسلم محافظ كفيل بأن يكون دافعاً لجنوحك نحو مظلة جامعة للمسلم والمسيحي غير مظلة الدين .
وأن تأتي من بيئة قبلية بسيطة لا سبيل إلى إثبات وجودك فيها إلا عبر هوية قبلية أو زعامة دينية ربما كان له دور في تشوفك لأفق آخر مغاير لهذين العالمين، وليس مفارقاً لهما خصوصاً وأنت متجاوز ومتقدم فكرياً على مجتمعك الصغير .
لا أظن أن هذا الثلاثي القيادي قد استطاع أن يتخيل مهما بعد به الخيال في تلك اللحظة في مقهى الرشيد أن حزبه الوليد هذا سيمتلك مقدرات سوريا والعراق ويكمهما لعدة عقود.
زكي الأرسوزي الذي كان له دور فكري أكثر من العملي في التأسيس يمكن أيضاً أن يساعد الاقتراب منه في تفسير الضبابية في الفكر السياسي البعثي .
فالأخير بسبب انتمائه لمذهب باطني غنوصي كان صريحاً في
معاداته للإسلام الذي كان يعتبره مرحلة انحطاط في تاريخ الأمة وأن مرحلة الازدهار في تاريخها كانت الجاهلية وبسبب تياره في الحزب وصم البعض الحزب بأنه حزب ملحد.
يقول أحدهم إن الانخراط اللاحق في العمل لتحقيق الأهداف كشف عن طوباويتها واستحالة تحقيقها .
وهواكتشاف لم يتحرّ الأسباب فأن تضع أهدافاً على هذه الدرجة من العمومية والانفصال عن عالم الواقع لا يجدتفسيره إلا في غلبة الجانب الوجداني والنوازع النفسية على الجانب العقلاني لديك .
السهولة التي تسلق بها قادة الانقلابين في سوريا والعراق على حزب البعث ومصادرة حافظ الأسد وصدام حسين فيما بعد للدولة والمجتمع باسم الحزب يجد تفسيره بالإضافة إلى عوامل موضوعية أخرى في عمومية الشعارات وقابليتها للتسويق عند العموم الذين من طبيعتهم أن يميلوا للسطحي والعاطفي وينفروا من العميق و العقلاني.
بعد هزيمة 67 اقترح الشاب البعثي خريج الجامعة الأمريكية في بيروت سعدون حمادي الذي أصبح مسؤولاً كبيراً فيما بعد في نظام البعث في العراق أن يعاد ترتيب الشعارات وتصبح حرية - وحدة - اشتراكية واقترح آلية لتطبيق الترتيب الجديد :
تقوم دولة عربية قوية بمهاجمة إسرائيل وهذا سبيل الحرية - الهدف الأول- فتزحف الشعوب العربية لمؤازرة هذا البلد العربي فتتحقق الوحدة ويصبح تحقيق الاشتراكية بعد ذلك مسألة وقت .
لا أدري إذا كان توقعي في محلّه ولكنني سمعت صدى هذا الاقتراح في المؤتمر الصحفي الذي عقده صدام حسين قبيل مهاجمة القوات الأمريكية وحلفائها له في عام 1991 عندما عبّر عن يقينه بأن الشعوب العربية ستسقط أنظمتها وتتتحد مع العراق في مواجهته لقوى الشر .
بعدها قام بمهاجمة إسرائيل ببضعة صواريخ ولم تسقط الأنظمة ولم تزحف الشعوب ولم تتحقق فرضية حمادي التي أظن أن صدام استجلبها من أدبيات البعث في الستينات وحاول تطبيقها في بداية التسعينيات.
وكانت الفجيعة العبثية التي سببتها حماقة احتلال الكويت وكل ماجرى لاحقاً.
لولا قابلية النظرية بإيغالها في الخيال والمثالية لأن يستثمرها انتهازيون وحمقى لما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ولما استطاعوا التسلل عبر ثغراتها التي لم يحسن واضعوها ملئها ليمسكوا بتلابيب حزب وينفثوا في بلد مفرزات حماقاتهم وفي آخر سموم حقدهم .



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تستخدموا الإسلام كأداة تسويق واسترضاء للأكثرية
- شبكات الثقة والتحول الديمقراطي
- الطاغية وعنف اللغة
- فتح صفحة جديدة
- أين انتم من الضحية؟
- التشكل الكاذب
- التعسف في التعامل مع النص المطلق
- من الذي يشرعن التدخل الخارجي؟
- يا الله ما لنا غيرك يا الله
- لوك والحق الطبيعي
- الهويات المتخندقة مسؤولية من ؟
- الحقوق الطبيعية
- بؤساء النظام لا يصلحون لجسر الهوة
- تهافت مفهوم الوصاية
- المجتمع الليبرالي كما نفهمه
- الأدلجة والذات المهيضة
- رحيل الغزالي الصغير
- أبو صخر
- هل فصل الدين عن الدولة ضرورة منطقية ؟
- العلمانية والدين :مقاربة من منظور مختلف


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - في ذكرى السابع من نيسان