أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - النقد الأدبي الفلسطيني في إسرائيل ما زال عالقًا بين الدراسة الجامعية وتأصيل الرؤية الجمعية















المزيد.....

النقد الأدبي الفلسطيني في إسرائيل ما زال عالقًا بين الدراسة الجامعية وتأصيل الرؤية الجمعية


أحمد كامل ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 20:27
المحور: الادب والفن
    



النقد الأدبي الفلسطيني في إسرائيل ما زال عالقًا بين الدراسة الجامعية وتأصيل الرؤية الجمعية
إنّ الأمور التي تُروى مشافهة، لا يحق لك إثباتُها بالكتابة.
بقلم الدكتور أحمد كامل ناصر

لم يحظ النقد الفلسطيني "على الأغلب" باهتمام الباحثين والنقاد العرب في إسرائيل منذ خمسينات القرن الماضي. وإنّ كل ما نلقاه من طروحات في هذا المجال ما هي الا مجموعة إشارات أو إيماءات جاءت في محاولات متعددة ومواقع مختلفة، كما أنّ الحيز الذي تخصصه هذه الطروحات والأبحاث لبلورة توجهات ومواقف نقدية عصرية كانت محدودة وجزئية تركز على جانب معين دون أن تحيط بالموضوع كله. وغالبًا ما تكون عبارة عن مقالات لا تسمح بالتوسع واستيعاب الموضوع من كل جوانبه. ولعل أول الدراسات الجادة التي ناقشت بتوسع موضوع النقد والنقاد المحليين في إسرائيل كانت أطروحة الكاتب والباحث محمد سالم خليل التي أعدها لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب العربي وجاءت بعنوان" النقد الأدبي في فلسطين 1948 في نصف قرن (1948-1998) نقد الشعر، نقد القصة، نقد الرواية، ونقد المسرحية". إذ انفردت بمناقشة موضوع النقد الأدبي في فلسطين وما أحاط به من تطورات سياسية واجتماعية وفكرية، وخلصت إلى أن حركة النقد الأدبي الفلسطيني إنما هي استمرار للموروث الثقافي الذي كان سائدًا في السنوات التي سبقت قيام دولة اسرائيل.
إنّ النقد الأدبي العربي هو أكثر الحقول اهتمامًا بالنشاطات الثقافية التي تجسد وعي الأمة، وتشكل مواقف جادة في مواجهة التقاليد العربية الموروثة والقيم الآتية من الغرب سعيًا إلى تحقيق الهوية القومية والثقافة الاجتماعية، ومن ثم تأصيل رؤية جمعية لمناهج نقدية عربية خالصة. كانت الظروف السياسية والتغيرات الجغرافية التي مرت بها التجربة الفلسطينية في خمسينات القرن الماضي عاملاً حاسمًا في تعزيز وتوجيه حركة النقد الأدبي في البلاد وانحياز الرؤية النقدية نحو المنهج الأيديولوجي الذي أصبح لدى نقادنا بمفهومه النقدي للواقع، تطورًا حقيقيًا للموقف من المجتمع والأدب،
وهنا يجدر التنويه أننا لا نستطيع أن نزعم سيادة منهج نقدي فلسطيني واضح؛ وإنما قد نجد عناصر متفرقة لمناهج نقدية متعددة تطرح نفسها جميعًا في ميدان النقد الأدبي، وبصفة خاصة الجانب النظري. من هنا نفترض أنّ الناقد العربي الفلسطيني في إسرائيل ما زال يدخل في الطروحات الثقافية والمناقشات الأدبية والسياسية منطلقًا من أصول الدراسات الأكاديمية التي جاءت انعكاسًا لما هو متعارف عليه في بلاد الغرب والتي قد تحمل مفاهيم مادية مناقضة لمنظومتنا الفكرية.
إنّ مناهج النقد الأدبي في بلادنا، رغم الاختلافات القائمة بينها تحتمي خلف المناهج العلمية الأكاديمية في سبيل تبرير تصوراتها الأيديولوجية، وبخاصة عند اقتحام قضايا خطيرة مثل: الدين، السلطة والسياسة، والاستبداد والحرية، والايمان والادراك وغيرها من المواضيع الكونية. وقلما يسعى الناقد الفلسطيني لتأصيل ثقافة قومية جمعية. كما أننا لا يمكن أن نتصور في مجال النقد الأدبي منهجًا نقديًا محايدًا ومستقلًا عن الرؤية النقدية التي تستجيب لواقعنا ومشكلاتنا الاجتماعية.
ولعل نظرة متأنية إلى قائمة النقاد الفلسطينيين المحليين الذين مارسوا النقد الأدبي منذ خمسينات القرن الماضي، تكشف لنا أن معظم نقادنا هم ممن يحملون شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية، ويعملون في الكليات، والمعاهد العليا والجامعات في إسرائيل، كأساتذة ومحاضرين في موضوع الأدب العربي بألوانه المختلفة أو في الدراسات الإسلامية عامة. مما أكسبهم الأدوات اللغوية والتقنية اللازمة التي تمكنهم، كنقاد، من استحسان أو استهجان أي ابداع أدبي. وبشكل عام يمكن تقسيم النقاد الفلسطينيين في إسرائيل إلى قسمين:
الجيل الأول وهم النقاد الذين مارسوا النقد الأدبي بمفهومه الأيديولوجي وانشغلوا بنقد الواقع الاجتماعي إما تأثرًا بالفكر الماركسي والنهج الشيوعي الذي بدت آثاره بالشرق العربي في خمسينات وستينات القرن الماضي، وإما نتيجة لحملهم أعباء النكبة الفاجعة وتجرعهم مرارتها ومآسيها حتى غدت همهم الشاغل الذي يوحد رؤيتهم ويشكل ثقافتهم الجمعية. وفق هذا التصور بدأ النقد الادبي ينحو منجى جديدًا ويؤصل لرؤية أدبية نقدية جديدة انبثقت من الأحداث والتطورات السياسية عامة. تلك الثقافة التي تجسدت لدى محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وسالم جبران واميل توما وحنا أبو حنا وغيرهم من النقاد الأوائل.
أما الجيل الثاني "النقاد الأكاديميون" وهم الشريحة الأكبر من النقاد الذين ظهروا في الثمانينات من القرن الماضي وتسلحوا بأدوات وأساليب نقدية علمية جديدة اكتسبوها أثناء دراستهم الجامعية في إسرائيل أو في دول غربية. "وجمعوا بين التاريخ الأدبي والدراسات النصية التي تبحث عن القيم الجمالية والتوثيقية" أو كما أطلق عليه الباحث محمد سليم خليل "النقد الشامل". منهم من تشبث بإرهاصات الماركسية والشيوعية فانحاز إلى التيار النقدي الأيديولوجي فكان نقده انعكاسًا للواقع المعيش، ومنهم من اختار البنيوية (الأسلوبية) تأثرًا بالنظريات النقدية الغربية وتعلقًا بفكرة موت المؤلف والكاتب في تعامله مع النص الأدبي المكتوب، وآخرون توجهوا نحو المنهج التفكيكي في النقد الأدبي فقاموا بتشريح النص إلى بنيات لغوية عضوية. وبعضهم أصر على الرجوع إلى أدق التفاصيل الشخصية من حياة المؤلف قبل التعامل مع النص المقروء. ولعل من أبرز هؤلاء النقاد الباحثين الأكاديميين: فهد أبو خضرة، محمود عباسي، محمود غنايم، إبراهيم طه، نبيه القاسم، فاروق مواسي، سليمان جبران، حبيب بولس، محمود كيال، باسيليوس حنا بواردي أنطون شلحت، إبراهيم جريس، جورج قنازع وغيرهم، ويجدر التنويه أنّ اغلب هؤلاء النقاد لم يعتمدوا في نقدهم على اتجاه نقدي معين وإنما ساروا وفق خطوات أكاديمية متعارف عليها عالميًا، في الوقت الذي كانوا يتعاملون مع النقد الأدبي الفلسطيني بصورة هامشية نسبة إلى التطورات والأحداث العالمية الملحة من وجهة نظرهم.
وخلاصة القول: إنّ النقد الأدبي الفلسطيني مهما استند إلى اجتهادات موضوعية في البحث الوصفي لأي إبداع أدبي، ومهما تسلح بالتقنيات العلمية لدراسة الأدب، فهو في النهاية موقف أيديولوجي. بهذا المعنى لا بد من نفي العلمية والموضوعية بمعناها الوصفي المطلق ووضع مفهوم جديد يعترف بدور الأحداث التاريخية والذاتية في الممارسة النقدية، وإلا ّسيبقى نقادنا عالقين بين الدراسات العلمية ومحاولة تأصيل رؤية ثقافية جمعية تتناسب مع قضايانا الاجتماعية يتوهمون السير في الاتجاه السليم.



#أحمد_كامل_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - النقد الأدبي الفلسطيني في إسرائيل ما زال عالقًا بين الدراسة الجامعية وتأصيل الرؤية الجمعية