أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - شكرا يا يسوع














المزيد.....

شكرا يا يسوع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 18:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى تأكل الناسُ لا يحتاجون إلى رفع السلاح في وجوه بعضهم البعض, البندقية لا تطعم الخبز,والقنبلة لا تعمل على تطوير الشعوب من شعوب همجية إلى شعوب حضارية, حامل البندقية دائما ما يكون هو الخسران حتى وإن جعل غيره يركع أمامه, لأن الديان يوم الدينونة هو وحده من سيدين الناس وليس نحن..وحتى تأكل الناسُ لا يحتاجون لزرع العبوات الناسفة أمام الناس والسيارات, حتى نأكل ونشرب نحن لسنا بحاجة إلى حمل البندقية,نحن فقط محتاجون لشيء واحد وهو أن نحب بعضنا وأن نسامح بعضنا وبأن نعطف على بعضنا, حتى نأكل ونشرب نحن محتاجون إلى المحبة الدائمة والسلام لكل شعوب الأرض قبل أن نحتاج إلى بناء آلاف المعابدَ في كل شارع وفي كل زقاق, نحن لا نحتاج إلى رفع الشعارات وإلى قتل بعضنا, فبأي ذنب يقتل الثوار الناسَ؟ هل هذا العمل يا يسوع يدخلهم إلى الجنة؟ حتى ندخل الجنة يجب علينا أن نعطي الناس محبتنا وأن نمنحهم من ممتلكاتنا شيئا ولو كان قليلا, نحن لا نحتاج للحجارة لكي نطرد عدونا من أراضينا, نحن بأمس الحاجة بأن نحب أعداءنا لأنهم سيخجلون من محبتنا لهم, حتى نأكل ونشرب نحن محتاجون إلى أن نتقاسم رغيف الخبز مع الفقراء والمشردين والمتعبين.

شكرا لك يا يسوع,لأنك الوحيد الذي تبقى لي من هذه الدنيا بعد أن أنكرتني كل الناس, ولست أدري بماذا أشكرك فأنت تعطي ولا تأخذ منا أي شيء, علمتنا أن دخولنا إلى الجنة لا يحتاج إلى ترميل الناس وتيتيم الأطفال وقطع الرؤوس, فكل هذه الأعمال تدخلنا إلى النار ولا تدخلنا الجنة ونحن لا نملك القدرة على إدانة الناس, أنت الديان الوحيد وأنت من يقرر من هو المُدان وليس نحن من يقرر ذلك, أنت بحق معلمٌ كبير أعطيت كل الناس ولم تأخذ منهم شيئا , لم تأمرنا بسبي النساء ولم تأمرنا بقطع الطريق وإغلاق الطرقات.. شكرا لك لأنك أعطيتني الخلاص ومنحتني الخلاص والمحبة والسلام والطمأنينة والراحة والسكينة ولم تأمرني بقتل جاري أو لم تأمرني باغتصاب ابنته القاصر, أعطيتني المحبة من دون أن أفجر نفسي على نقطة تفتيش أو بين الناس الآمنين, شكرا لك على هداياك الكثيرة وعطاياك الكثيرة, أعطيتني كل شيء ومنحتني كل شيء وظهرت لي من بين ملايين النجوم وكانت لطلعتك البهية أثارا جانبية على جسدي وروحي, تركتَ أثركَ في نفسي, تركتَ بصماتك في قلبي, تركت الريح تلعب خارج صدري, تركتَ نورك يضيء دربي, أنقذتني من هذا العالَم المجنون, هذا العالَم البربري المتوحش, جعلتني أرى الدنيا بمنظارٍ آخر, جعلتَ أيامي فرحاً وسرورا وجعلتني أمشي في الشارع من غير أن أدين أي إنسانٍ مهما كانت تصرفاته, لأنك وحدك من يعلم الحقيقة.

أنقذتني من هذا العالَم الذي لا يرحم أحدا ولا يترك أحدا بحاله,شكرا لك لأنك قبلتني بين خرافك ونعاجك وفراشاتك الجميلة, شكرا لك لأنك تعطيني كل صباح وردة جميلة لتجمل روحي ونهاري ولأنك أيضا تؤنسني في ليلي الطويل, شكرا لك لأنك ساعدتني على النوم,كنتُ قبل معرفتي بك أعاني من قِلة ساعات النوم, شكرا لك لأنك الدواء الذي أشربه كل يوم, شكرا لك لأنك تشفي الجروح دون أن تترك أي شعور بالألم, تفتح الصدور وتفتح القلوب وتضع فيها روحك, بمعرفتك استغنيت عن معرفة كل الناس,وفتحتَ عيوني على منظر الشمس وهي تشرقُ كل صباح, لم اعد أنتظر من أحد أي شيء, أنا فقط أصلي لك وأنت تمنحني بركاتك, ليس عندك تمييز بين الذكر وبين الأنثى أو بين الأبيض أو الأسود أو بين الغربي والشرقي, أنت تعرفُ كل الناس وكل الناس تعرفك ونعمتك يظهر أثرها في وجوه الذين تعرفهم ويعرفونك وأنا واحدٌ منهم, شكرا لك يا يسوع لأنك الوحيد الذي تبقى لي من هذا العالم الخالع الذي ترك إرثه لي وهو عبارة عن تركة مكونة من السلاح ومن الحروب, وأنا بدوري نبذتُ السلاحَ جانبا وحملتُ الإنجيل ورحت أدافع عن المظلومين وأنشر ثقافة المحبة والسلام..مِنْ يوم عرفتك وأنا أعيش مع نفسي محاولا أن أتجاوز كل ما تعلمته في المدارس ومحاولا أن أنسى كل ما تعلمته من ثقافة الكره والحسد وذبح الناس, أشكرك يا يسوع لأنك جعلتني نظيفا من الداخل ومن الخارج, شكرا لك لأنك أنقذتني من ثقافة العالم الثالث التي لا تفعل شيئا سوى القتل والتدمير والحرق.

أولئك الذين يطعمون أبناءهم من دماء الأبرياء أولئك الذين يتعطشون للدماء يأكلون المال الحرام ويبنون القصور من آلام الناس, يبنون القصور من قطع الرؤوس, كنتُ في يومٍ من الأيام سأصبح واحدا منهم لولا أنك أدركنني في اللحظات الأخيرة وعلمتني كيف آكل وأشرب من خلال بث روح المحبة والتسامح بين الناس, شكرا لك يا رب شكرا لك يا يسوع, نحن لا نحتاج في هذا الوقت إلا للمحبة وللقلوب البيضاء, نحن لسنا محتاجين لسفك الدماء, نحن لا نحتاج إلا لغسل وجوهنا كل صباح بالماء وبالصابون وبأن نطلب منك أن تشحن هممنا لنساعد الناس أكثر لكي يتغلبوا على الشر الذي في داخلهم, نحن بحاجة إلى ترك الخلافات جانبا وأن نحب بعضنا مهما كان ديننا أو جنسنا أو نوعنا, إننا أحيانا نراعي ونعطف على الحيوانات الأليفة فإذا كنا نعطف على الحيوانات الأليفة فلماذا لا نعطف على بعضنا ونحمي بعضنا ما دمنا نعطف على تلك الحيوانات, ألسنا نحن من نحتاج إلى هذا العطف؟ألسنا نحن من نحتاج إلى تلك الرعاية.

أحبوا بعضكم وباركوا لاعنيكم



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تربية العرب لأبنائهم
- عقيدة الشيطان2
- عقيدة الشيطان1
- جربوا الحياة مع يسوع
- الجوع والبرد والظلم
- سيعود المسيح
- تفسير النسخ في القرآن
- العطلة الأسبوعية
- استبدال حضارتنا بحضارة غربية
- المجرمون الحقيقيون والمجرمون المزيفون
- محتاجون إلى يسوع
- المسيح أعظم شخصية عرفها التاريخ
- أبانا الذي في السموات
- ست الحبايب
- لم أرَ مثل أمي
- أمي على المائدة
- الملائكة أصدقائي
- قليل من الخمر ينعش القلوب
- القطيعة مع التراث
- المسيحية صالحة لكل زمانٍ ومكان


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - شكرا يا يسوع