أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها















المزيد.....

المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الركون الى المحاصصة الدينية والقومية والطائفية يوماً من الايام علاجاً للاوضائع السياسية والمشاكل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تحدث في البلدان التي تزخر بمختلف الطوائف القومية منها والدينية والطائفية بل العكس فان طريق المحاصصة اذا كان يعالج الشكل الزمني المحدد فهو آخر الامر يوقع البلاء بالبلاد وبالعلاقات الوطنية بين القوميات والاديان والطوائف المتواجدة ولنا امثلة كثير قامت على مبدأ المحاصصة الطائفية ادت الى خلق صراعات يومية مستمرة وحدوث انفجارات اجتماعية عرقية ودينية وحروباً استمرت لسنين طويلة ثم تقسيمات جغرافية ادت بالنتيجة الى خسارة الجميع علاوة على الضعف القطري والقومي والعالمي لهذه البلدان ولسنا هنا بصدد ذكر اسماء من اصابهم الحيف والضرر بقدر ما نريد ان لا يكون النظام السياسي في العراق يركن لمبدا المحاصصة الطائفية او القومية مثلما حصل في مجلس الحكم وحكومة السيد علاوي والحكومة التي تلت الانتخابات الاخيرة .
فيما يخص العراق وبعد احتلاله شكل مجلس الحكم على اساس هذه المعادلة وبضم بعض التيارات الوطنية الديمقراطية له وهذه الطريقة كانت الطريقة الوحيدة التي تستطيع ان تثبت قضية اعادة مؤسسات الدولة المنهارة المحتلة للعمل وتكوين الركائز المادية والروحية من اجل الانتقال الى موقع آخر بعد استلام السلطة والغاء قرار الاحتلال الصادر من مجلس الامن بصدور قرار جديد يمكن العراقيين من ادارة شؤونهم واستكمال بناء المرحلة المتقدمة لكي يجري التفاوض من موقع القوة مع الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها حول وضع جدول زمني لخروج القوات من العراق ولهذا تشكلت حكومة السيد علاوري التي لم تغب عن المحاصصات الطائفية والقومية الآنفة الذكر الا بالقليل التي كانت في مجلس الحكم بحجة ان الاوضاع مازالت صعبة للغاية وتحتاج الى اجماع وطني وقد تكون الحجة مقنعة بعض الشي اذا كانت ملازمة لخطة تقود الى اجراء انتخابات ديمقراطية حرة لا يتدخل فيها القوى بالسلاح والدعم المالي ضد الذي لا يملك السلاح والمال! بل يملك الكلمة الشريفة الصادقة والجماهير الشعبية. وطوال فترة مجلس الحكم كانت الاكثرية تتحدث عن الديمقراطية ونبذ الطائفية والتوجه القومي الضيق بل ان بعض الاطراف كانت ترفع عقيرتها عالياً بالضد من السياسة الشوفينية التي اتبعتها اكثرية الحكومات المتعاقبة على مقاليد السلطة وخصت النظام الشمولي بالكثير من الانتقادات والاخطاء وجيرت عليه اكثرية المآسي التي يعاني منها الشعب العراق بجميع مكوناته القومية والدينية ومشاربه الفكرية وكنا ننتظر بفارغ الصبر محطة الانتخابات لنشاهد على الاقل انتخابات ديمقراطية حرة يكون العراقي حر نفسه لا تحكمه قوانين الضغط والارهاب والخوف من المستقبل بدون تدخل الدولة ومؤسساتها القمعية وبدون رشاوي او فتاوى ولكثرة فرحة العراقيين بهذا اليوم توجهوا الى صناديق الاقتراع على الرغم من تهديدات الارهابين وتنظيمات المنظمة السرية البعثفاشية وكل الذين يرون في الانتخابات نقلة اخرى نحو حرية العراقي وخروجه من دائرة الرعب التي احيط بها طوال حياته وفعلا كانت المشاركة واسعة مما جعل العالم يندهش من هذا الاندفاع نحو الحرية والتخلص من ارث الماضي القديم ولا نغالي بالحديث عندما نقول اننا كنا وما زلنا نراها محطة اخرى نحو الغد الافضل ، استقلال العراق بشكل تام وبدون قيد او شرط وبدون قواعد عسكرية اجنبية وحرية العراقيين في بناء دولتهم العصرية الديمقراطية ولهذا لن نتحدث عن تلك الممارسات والتجاوزات الخاطئة التي اضرت بالانتخابات نفسها وشوهت صورة البعض من الداعين للحرية والديمقراطية لكن الامر الذي يعنينا هنا تلك المحاصصة الطائفية القومية الضيقة التي استمرت على الطريقة نفسها ولكن بشكل اضيق ومنذ ان تأخر تشكيل الحكومة والبلاد وقفت على مرجل من جهنم احسسنا ان هناك قضايا تدور خلف الكواليس ليس في مصلحة العراق وشعبه وكان الانتظار له ثمنه الباهض من اغتيالات وتفجيرات وتفخيخ للسيارات ولكن بشكل عشوائي وعمليات الخطف والسرقات والاعتداءات بحجة العمالة للاجنبي كما كان سابقاً وغيرها من الاعمال التي حاولت خلق بلبلة عامة من اجل الحرب الاهلية الطائفية وهو مخطط يهدف التى تقسيم العراق وتفتيت وحدته تحت شعارات طنانة غير صحيحة، وعلى كل حال تشكلت الحكومة وقلنا عنها جهاراً وبكل صرحة انها حكومة طائفية قومية ضيقة لكننا في الوقت نفسه دعونا الى الوحدة الوطنية ومساعدة هذه الحكومة وعدم الوقوف كحجر عثرة امام طريقها وكنا نأمل منها ان تُسيير شؤون البلاد لحين الانتخابات الثانية التي سوف تكون بالتأكيد افضل من الاولى اذا التزم الاطراف بالقوانين وعدم استغلال الدين والطائفية والمال والدولة لمصلحتهم.. الا ان الملفت للنظر لاحظنا اموراً وتجاوزات على حرية الموطنين تترافق مع عدم الاستقرار واضطراب الامن وتوجهات سياسية ذات طابع طائفي في بعض مدن الجنوب وَبِتحكم مسؤولي هذه المحافظات بشكل غير طبيعي وكأنهم ورثة تقليدين للنظام السابق وانهم باقون الى الابد وهذه دلالة على ان النفس الطائفي والسلطوي الذي لم يتزحزح من مكانه اصبح اكثر قوة وعناداً وبحجة ان الارهاب يستهدفهم بالذات دون غيرهم وهي دعوى باطلة وغير دقيقة، فإذا تتبعنا الاعمال الارهابية والقتل العشوائي لوجدنا ان نصيب كردستان العراق لا يقل عن الكثير من المناطق الاخرى والتفجيرات وتفخيخ السيارات نالت مناطق في الغرب والشرق او التي حدثت وان صبغت كونها ضد جهة معينة فهي تأكل الاخضر واليابس لا تفرق بيم مسلم وآخرين من ديانات مختلفة او بين شيعي او سني بين رجل وامرأة وطفل والهجوم الاخير على الدبلماسيين العرب والتفجيرات الاخيرة التي حدثت في لندن دلالة قوية على ان الارهاب لايعرف له حدود لأنه يعرف اذا تحدد موقعه انتهى عاجلاً ام آجلاً وهو يعتقد ان توسيع رقعته تجعل ملاحقته صعبة المنال حيث يشتت قوى الذين يلاحقونه للتخلص منه.
ان المحاصصة الحكومية على اساس طائفي او قومي وبخاصة بعد الانتخابات القادمة ستجر البلاد الى متهات لاتحمد عقباها وسوف تعطل نجاح العملية السياسية ونحن بدورنا نريد ان تكون الانتخابات القادمة ونتائجها تخدم العمليتين معاً :
1 ــ ان تكون حكومة منتخبة ديمقراطيا وفق دستور دائم ديمقراطي تعددي فدرالي تعمل من اجل مصلحة العراق وتسرع في انجاز مهمات بناء الدولة ومؤسساتها وفي الجانب الاقتصادي التخلص من الارث القديم وانهاء حالة التردد بالنسبة للكادحين والمتقاعدين والعاطلين عن العمل والالتفات الى تحسين ظروف معيشة الناس وسكناهم ثم العمل على انجاز مهمة تخليص البيئة من التلوث الذي حصل خلال الحروب السابقة والحصار الاقتصادي والحرب الاخيرة بالذات وهناك تقارير متنوعة من منظمات صحية ومنظمات الحفاظ على البيئة تؤكد على استعمال اليورانيوم المخصب في القتال الاخير من قبل القوات الامريكية.
2 ــ ان تتحمل الحكومة القادمة مسؤولية انهاء التواجد الاجنبي على ارض العراق وحسب الامكانيات المتاحة، نريدها ان تقوم بالمباحثات فيما يخص هذا الموضوع مع الاطراف المعنية، ولا نريد حجة الاضطراب الامني والارهاب وفلول البعثفاشي ومنظمات الجريمة الاخرى .
وهذه العمليتان وان كانت هناك اعمالاً اخرى كثيرة يجب التطرق لها ويقع على عاتق الحكومة العمل لانجازها لكنهما بالتأكيد سيكون لهما نتائج ايجابية غير قليلة ومنها نستطيع ايضاً مراقبة ومحاسبة الحكومة بواسطة الجمعية الوطنية او اجهزة الاعلام المختلفة بما فيها الاضرابات والاعتصامات والمظاهرات السلمية التي تهدف الى تصحيح الاخطاء والغاء التجاوزات على الحقوق وبهذا تكون الحكومة كجهة معلومة وليست كما يقال " شليلة وضايع رأسهه " وبالتالي السكوت بسبب تضارب المواقف والاهداف وتعدد الجهات والسياسات بسب المحاصصات ثم على الاقل مراقبة ومحاسبة المقصرين في المحافظات وباقي المدن الاخرى تجاه قضايا الناس والوطن والتخلص من الجمهوريات الخاصة بهذا الفريق او ذاك وكأنها جمهوريات مستقلة عن العراق واعتبار القانون والدستور الدائم هو الحد الفاصل الذي يميز بين الحقوق والواجبات بالنسبة للمسؤولين الحكوميين والحزبين الذين جلبتهم احزابهم بواسطة الانتخابات في دوائر الدولة ومؤسساتها الامنية وعموم الشعب العراقي.. لقد مرت سنتان ونيف ولمسنا كم هي مؤذية سياسة المحاصصات على الكراسي والوزارات وغيرها وكم خسرنا من الوقت والجهد لتصحيح المواقف وعذرنا اننا بدأنا من الصفر لا جيش ولا شرطة ولا اجهزة ولادولة بمؤسساتها الاعتيادية ولا اعلام مركزي وهي قرارات فوضوية سريعة قام بها الحاكم المدني الامريكي بريمر وكانت نتائجها شبه كارثية ثم ترافقت مع هذه العملية الاعمال الارهابية المختلفة التي اخذت تدمر البلاد والناس اكثر مما مضى بحجة تحرير العراق من الاحتلال بينما كان الطريق سيكون اسهل لو سلك الطريق السياسي السلمي وحشد طاقات الشعب خلف قيادة وطنية مخلصة تستطيع معالجة جميع القضايا المهمة باسرع وقت ممكن ولا ننتظر منّة احد وعند ذلك وبقيام الدولة الدستورية سيتحرر العراق من الطائفية والشوفينية والتعصب القومي حيث سيكون الشعب العراقي بمختلف اديانه وقومياته وايديولوجياته وطوائفه وحدة قوية متراصة للحفاظ على المكتسبات الوطنية.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك بموقعها الجغرافي وتطبيع الاوضاع فيها
- مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم
- هل المليشيات الشيعية العراقية ومليشيات الباسيج شكلان لهدف وا ...
- الإنتخابات الإيرانية وغروب رفسنجاني البراغماتي بفوز محمود أح ...
- لو كنت في مكـــان صدام حسين والعياذ بالله ماذ كنت ستفعل؟
- لأنـــهُ كان العراق.. لأنـــهُ كل العراق
- الانتخابات البرلمانية القادمة وضرورة انجاز الدستور الاتحادي ...
- الاصلاحات حسب مفهوم التيار الوطني الديمقراطي
- صرح النصوص في طريق العلامـــة
- دعوة الشيخ الجليل عبد المحسن التويجري لكن..! ما حك جلدك مثل ...
- العملية الأمنية ودول الجوار ودبلوماسية الحوار الهادئ
- العلاقـــة ما بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات
- القــرار الفردي والالتزام بالقوانين
- انعكـــاس لرؤى قادمــــة
- لمـــاذا الآن ؟ صور لصدام حسين نجومية على طريقة الاعلام الدع ...
- ماذا يريد السيد الامين العام عمرو موسى من العراق ؟
- الشهداء أسماء خالدة في سماء العراق وضمير الشعب
- الارهاب بوجهيه القديم والجديد بقيادة المنظمة السرية
- الجامعة العراقية المفتوحة ومسؤولية الدولة والحكومة العراقية ...
- ثقافـــة الفكــر الشمولي ومنهج الديمقراطية المصنّع


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها