أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - لكنَّها فارغة !














المزيد.....

لكنَّها فارغة !


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 21:59
المحور: الادب والفن
    


لكنَّها فارغة ؟؟!!
السيناريو الأول
قهوتكِ اليوم باردة على غير العادة , ربما لأنكِ أطفأتِ النار تحتها قبل الأوان , أو أن الطقس بارد جداً حول قهوتك الصباحية , فامتصت منه برودته , أو أنكِ لم تعودي تحدثينها بحرارة المحب كعادتك حين كانت تراود نفسها على الغليان , وأراود نفسي على الحضور ؟!
السيناريو الثاني
كل ما حولي مخيف ومبهم , أيادٍ تتشابك بقوة .. وأيادٍ تتفرق عنوة , زئير أسود .. لكن ليس من العرين , وثغاء نعاج .. لكن ليس من الحظيرة , ورعديد بكاء .. لكن ليس من صدور الأطفال , وريش حماقات متطاير .. لكن ليس من المجانين .
كل شيء بالمقلوب .. حتى كؤوس الوقت !
السيناريو الثالث
الكلمات الجميلة هي الكلمات القليلة .. والحروف الجميلة هي الحروف التي تنتهي بتنوين الضم !
لكنَّ الحروف المنونة بالسكون تجذبنا أكثر لنقف عندها طويلاً , نتأملها , نغرق في تفاصيلها الساكنة , وتتقاذفنا فيما بعد حمم التساؤلات .. هل ستبدو أجمل بثيابها الملونة , وأوشحة الحرير التي تتطاير مع كل هبة ريح ؟!
السيناريو الرابع
جفَّ الحبر من أوردتي , وجفَّت ينابيع الماء التي تروي البحيرات السبع , ماتت آخر البجعات الجميلات التي كانت تقف على ساق ونصف لتلتقط الحُب من عشاق الحياة , وتبعثرت فتافيت الخبز على الأرصفة المحاذية للنهر , وهبطت آخر غيمة إلى الأرض .. فتفجرت قنابلَ من الدخان , وأزيز رصاص .
السيناريو الخامس
العشق .. لغة العيون الصامتة , أحرفه مشتعلة .. وإن بدت ساكنة , ومحسوسة .. إن لم تكن مقروءة .
إنَّ الكلمات فقيرة , وتكبِّلُ العشق بقيود من رخام , تربطه من جدائله الحريرية إلى جذوع الأشجار .. فلا يطير , ولا يحلق , ولا يغرد مع باقي العصافير , ولا يغفو في حضن الياسمين , ولا يقبُّلُّ شفتيِّ الندى .
السيناريو السادس
المشاعر لن تموت إن صمتت , ولن تذبل إن لم تُقَل .. والعشق طيَّ الكتمان أكثر قدسية , وطهارة , ونبلاً , ونظراته الساكنة أجمل , وأصدق , وأدفأ من عيون الكلمات الباردة .. وإن قُدَّت بطائنها من إستبرق وعسجد .
السيناريو السابع
هذه الرسالة الفارغة من الكلمات , الخالية من السطور , بيضاء كياسمين تلك البلاد , لم أغرس لك فيها حرفاً , لأنني سلمتك الأبجدية بكامل مفاتيحها ، بعد أن سلمتك الأغلى , والأسمى , والأنفس , وتركته ليكبر في رياض قلبك , ويُزِّهر مع أول ربيع , ويلدُ لنا ياسمينة خضراء , تحملينها على أكف العودة إلى تلك الديار , إن حانت هيَّ , وتأخرت أنا !
السيناريو الثامن
رسالتي الفارغة هذه هيَّ إرثي اللغوي , هيَّ كل ما لديَّ من ميراث .. لكنه من أمٍ أخرى !
هيَّ شلال منهمر من مشاعري الحبيسة طيَّ الفؤاد .. لأنها ولدت في عصور غابرة , هيَّ حكايات فاقت ألف ليلة وليلة في الثرثرة .. لكنها بقيت خرساء , هيَّ قصص لم يكتبها التاريخ .. لأنه لم يعثر على قواميس هذه اللغة بعد .
الرد على هذه الرسالة الفارغة
أياً كان هو السيناريو الحقيقي لرسالتك الفارغة فإنَّ الصمت فيها لمتفجرٌّ أكثر من القنابل التي زرعت على أبواب المخيم .. ومشاعرك المغمسة بالسكون , والمغلفة بحبيبات السكر , ستصمد طويلاً في وجه مدافع التتار , لن تبددها شمس الربيع الماكرة , ولن تبعثرها هبات الريح الهوجاء.
رسالتك ستحيا طويلاً , ولن تصلها ألسنة اللهب , ولن تقتات عليها نيران حقدهم المجنون .
رسالتك الفارغة هذه , مع أنها كانت فارغة ....
ألا إنها كانت ممتلئة بالكثير !



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات نورانية .. 14
- بين حاجبيك ألف قصيدة
- همسات نورانية 13
- الثامن من آذار .. والكثير من اللطم !
- أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .
- أحلامي .. كزبد البحر !
- أوراق أيلولية .. الورقة التاسعة عشر .
- سأكتب إليك ...
- علب الأيام
- إلى أشعار آخر
- حينما تغفو الفراشات
- العشاء الأخير
- أوراق أيلولية .. الورقة الثامنة عشر .
- الجغرافيا الجديدة
- لمن يرد أن يستمع !
- فقط .. لمن يرد أن يستمع !
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السابعة عشرة .
- للشمس سلام
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السادسة عشرة .
- أوراق للنعي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - لكنَّها فارغة !