أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نظام دولي جديد يتدفق في أنابيب الغاز!














المزيد.....

نظام دولي جديد يتدفق في أنابيب الغاز!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
"الغاز"، أكان "طبيعياً" أم "صخرياً"، أكان "غازِيَّاً" أم "مُسَالاً"، هو "لغة القرن الحادي والعشرين"، أو "لغة الطاقة في القرن الحادي والعشرين"؛ و"الغَزْوُ" بـ "الغاز" سيُمَيِّز، سياسياً واستراتيجياً، القرن الحادي والعشرين، الذي سيَتَّخِذ من أربعة مواقع غازِيَّة استراتيجية محوراً له؛ وهذه المواقع هي تنازلياً: روسيا، إيران، قطر، بحر قزوين.
أنبوبان استراتيجيان لنقل الغاز السيبيري الروسي ينبغي لنا، من الآن وصاعدان، مراقبتهما؛ فإنَّ حجم، أو تَغَيُّر حجم، الغاز (الروسي) المنقول في كليهما هو الذي يُمْكِنه أنْ يُرينا "الاتِّجاه"، اتِّجاه الصراع، أو التوافُق، الذي فيه يسير العالَم في القرن الحادي والعشرين.
والأنبوبان سيبيريان روسيان، أحدهما لنَقْل الغاز إلى أوروبا، التي اشتدت لديها الحاجة (بعد، وبسبب، ضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها) إلى خفض حجم الغاز المنقول فيه إليها سنوياً، والآخر لنقله إلى الصين العطشى إلى الطاقة (النفطية والغازيَّة) والتي هي ثاني أكبر مُسْتَهْلِك عالمي للطاقة بعد الولايات المتحدة؛ وقد تغدو، عمَّا قريب، المُسْتَهْلِك العالمي الأوَّل؛ فالقرن الحادي والعشرين، الذي تريده الولايات المتحدة أنْ يكون قرنها، يَعِدُ الصين بأنْ تغدو هي القوَّة الاقتصادية العظمى في العالَم.
وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أعلن (بعد ضم القرم إلى روسيا) أنَّ دول الاتحاد الأوروبي (التي لا تجرؤ الآن على التمادي في معاقبة روسيا بسبب تبعيتها الغازيَّة لها) تعتزم تقليص الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، وتنويع المصادِر الخارجية لإمدادها بالغاز؛ وتقترح بريطانيا أنْ يَسْتَوْرِد الأوروبيون "الغاز الصخري" من الولايات المتحدة، و"الغاز الطبيعي" من العراق (غير المستقر) الذي يملك خامس أكبر احتياط من الغاز الطبيعي في العالَم (280 ترليون قدم مكعب).
إنَّه "التَّمني" البريطاني؛ وما نَيْل المطالب بالتَّمني؛ فروسيا التي تأسَّدت في القرم، تَعْتَقِد أنَّ أوروبا لن تتمكَّن الآن من الاستغناء عن غازها السيبيري؛ فلو اسْتَوْرَد الأوروبيون "الغاز الصخري" من الولايات المتحدة، و"الغاز الطبيعي" من العراق وقطر وإفريقيا، فلن "يتحرَّروا" من "التَّبعية" للغاز الروسي إلاَّ بنسبة 10%؛ وهذه "التَّبعية" تَكْمُن في كَوْن أوروبا تلبِّي رُبْع احتياجاتها من الطاقة بالغاز الروسي؛ ونِصْف واردات الأوروبيين من الغاز الروسي يَمُرُّ بالأراضي الأوكرانية؛ ولا تستطيع كييف أنْ تَلْعَب هذه الورقة في طريقة شمشونية؛ فإنَّ منعها الغاز الروسي من المرور بأراضيها يضرُّ باقتصادها أوَّلاً؛ لأنَّه يعتمد اعتماداً شبه كلي على الغاز الروسي؛ ولن يكون هذا المَنْع بالأمر المقبول روسيَّاً وأوروبيَّاً. وأوروبا العطشى إلى الغاز لا يكفيها الغاز السيبيري المنقول إليها (ووجهته النهائية ألمانيا) في أنبوب يمتد في المياه الدولية في بحر البلطيق، والذي لا يَمُرُّ، من ثمَّ، بالأراضي الأوكرانية.
ولقد رأى الأوروبيون (والألمان على وجه الخصوص) في الموقف البريطاني من أزمة شبه جزيرة القرم ما أقنعهم بأهمية وضرورة خفض وتقليل اعتمادهم على الغاز الروسي؛ فلولا الغاز القطري الذي مكَّن بريطانيا من أنْ تكون الدولة الأوروبية الأكثر استقلالاً عن الغاز الروسي، لَمَا استطاعت لندن أنْ تكون العاصمة الأوروبية الأكثر تشدُّداً في رفضها ضَمَّ روسيا القرم إليها.
الأوروبيون السَّاعون إلى تقليل تبعيتهم للغاز الروسي، يُبْدُون الآن مزيداً من الاهتمام باتِّفاق نيجيريا والنيجر والجزائر على مَدِّ أنابيب لنَقْل "الغاز الطبيعي" النيجيري إلى الأسواق الأوروبية، عَبْر الصحراء الكبرى، والساحل الجزائري من البحر الأبيض المتوسط. وتملك نيجيريا سابع أكبر احتياط من "الغاز الطبيعي" في العالَم (نحو 180 ترليون قدم مكعب).
وتبقى إيران، بما يتمتَّع به موقعها الجغرافي من أهمية استراتيجية، وبصفة كونها مالِكَة ثاني أكبر احتياط عالمي من "الغاز الطبيعي"، مدار صراعٍ شديد بين الغرب وروسيا؛ فإيران مُطِلَّة على مضيق هرمز الاستراتيجي، ومُطِلَّة (مع روسيا وكازاخستان وتركمانستان، وأذربيجان) على بحر قزوين، الذي يضم ثالث أكبر احتياط عالمي من النفط والغاز، ويحتل المرتبة الرابعة، بعد روسيا وإيران وقطر، في حجم احتياطه من "الغاز الطبيعي"؛ وثمَّة مشاريع لإنشاء أنابيب تَنْقُل الغاز من هذا البحر إلى أوروبا من دون أنْ تَمُر بالأراضي الروسية؛ ولقد رفضت روسيا وإيران معاً" كل تدخُّل أجنبي" في شؤون بحر قزوين، داعيتين إلى أنْ تتولَّى الدول المُطلَّة عليه، من دون غيرها، حلَّ مشكلات هذا البحر.
ولتصدير غازها إلى أوروبا، اتَّفَقَت إيران مع العراق وسورية، سنة 2011، على إنشاء "أنبوب الغاز الإسلامي"؛ وسيًمُرُّ هذا الأنبوب بالأراضي العراقية والسورية واللبنانية، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط؛ وللغاية نفسها، اتَّفَقَت إيران مع تركيا على مرور غازِها بأراضيها.
وغنيٌّ عن البيان أنَّ السبب الأهم للدعم الروسي والإيراني لنظام بشار الأسد يكمن في التَّوْأَمة الروسية الاستراتيجية بين ميناء سيفاستوبل في شبه جزيرة القرم وميناء طرطوس السوري، وفي أهمية الساحل السوري الاستراتيجية للغاز الإيراني المُصَدَّر إلى أوروبا،
من الصين، يأتي إلى روسيا الآن معظم ما تَسْتَوْرِد من السلع الاستهلاكية؛ ومن النفط الخام السيبيري الروسي يُنْقَل إلى الصين الآن سنوياً 110 ملايين برميل؛ وتُخطِّط الصين لإنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي يربطها بجارتها روسيا؛ فلا مَخْرَج للغاز والنفط الروسيين إلاَّ الصين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التناقض- في ظاهرة -انحناء المكان-
- -المعرفة- بصفة كونها -صناعة-
- كيف نَفْهَم -خصائص- الشيء؟
- واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!
- تاجِر الإعلام عبد الباري عطوان!
- في التسميات والأوصاف الطائفية
- عندما يحامي بيكر عن -الدولة اليهودية-!
- إذا ما احتفظت المعارَضَة السورية بسيطرتها على كسب!
- هل هذا -نوع آخر- من -المادة-؟
- مِنَ -القرم- إلى -أُوراسيا-!
- دَرْسٌ من الثورة السورية!
- السعودية تُكفِّر محمود درويش!
- -سيسي مصر- و-بشار سورية- و-بوتين روسيا-!
- انفجار الغضب السعودي!
- ما معنى -النَّفي-؟
- اسْتَعِدُّوا.. -المهدي المُنْتَظَر- يوشك أنْ يَظْهَر!
- الرؤية الكونية بعَيْنَيِّ -الساعة- و-المتر-!
- كيف نَجْعَل إلغاء الرأسمالية هَدَفاً قابلاً للتَّحْقيق؟
- الأزمة أُوكرانيَّة.. لكنَّ النَّكْهة سوريَّة!
- المأساة والمهزلة في -معركة السيادة على الأقصى-!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نظام دولي جديد يتدفق في أنابيب الغاز!